2015/02/28

هوية المسرح في الجنوب وإشكاليات التأصيل والتلقي بمؤتمر اليوم الواحد قصر ثقافة الطود



هوية المسرح في الجنوب وإشكاليات التأصيل والتلقي بمؤتمر اليوم الواحد قصر ثقافة الطود
كتب  ناصر خليل
بدأت فعاليات مؤتمر اليوم الواحد لفرع ثقافة الأقصر  والذي استضافه هذا العام قصر ثقافة الطود  ونادي أدب الطود  بأمانة عامة للأستاذ القاص  ناصر خليل  ورئاسة المسرحي الشايب تكلا ، وكان محوره العام " هوية المسرح في الجنوب وإشكاليات التأصيل والتلقي " وبمشاركة باحثين من القاهرة والأقصر  علي رأسهم الدكتور محمد عبد القادر  ومهندسة الديكور الأستاذة وسام عادل والمسرحي الأستاذ بكري عبد الحميد والأستاذ القاص والباحث بستاني النداف ولفيف من المبدعين والمسرحيين  .
محاور المؤتمر الفرعية والتي تضمنتها أبحاث المؤتمر  ....
 مابين خشبة المسرح والعالم " بستاني النداف "  ، المونودراما- قيام وانهيار " بكري عبد الحميد "  ،أطلقوا النار علي الطغاة ولادة متعثرة لمحاكمة شعبية 
 " د محمد عبد القادر ، الديكور المسرحي صورة تحوي آلاف الكلمات  " وسام عادل "
افتتح المؤتمر اللواء أحمد طارق  رئيس مدينة الطود والدكتور محمود النوبي أستاذ اللغة العربية بجامعة جنوب الوادي والأستاذ فضل الله هاشم مدير عام الفرع .  
 بعد الجلسات البحثية والتي تناولت هموم المسرح والمسرحيين في الجنوب  كان الختام بأمسية شعرية شارك فيها شعراء قنا وأسوان والأقصر والطود .     

((الآن ناشرون وموزعون)) تصدر كتاب "تجليات الخطاب"



((الآن ناشرون وموزعون)) تصدر كتاب "تجليات الخطاب"
عمّان-
          أصدرت "الآن ناشرون وموزعون" كتاباً في طبعته الأولى تحت عنوان ((تجلّيات الخطاب))، للكاتبإسماعيلدرّاجي، قدّم فيه دراسة أسلوبية عنمجموعة "الأفعى" للشاعر عزوز عقيل.
          تم اصدار الكتاب بالشراكة مع دار أزمنة، وتضمّن في مقدمته تعريفاً للأسلوب الذي يتميز به النص الشعري عن سائر النصوص، كالوزن، والتناغم الذي تفرضه اللغة الشعريّة، أما العلم الذي يدرس الأسلوب من خلال تسليط الضوء عليه ودراسته وبيان قوته، ودلالة عناصره فهو علم الأسلوبية.
          ويقع الكتاب في نحو أربعٍ وتسعين صفحة، تضمّنت أربعَ فصول؛ قدّم في فصله الأولتوضيحاً للأسلوب والأسلوبيّة؛ أهميتها، اتجاهاتها ومجالاتها، ثم التعريف بالشاعر، وهو ابن عزوز عقيل، شاعر جزائري، صدر له مجموعتان شعريتان، الأولى بعنوان مناديل العشق، والثانية بعنوان الأفعى، وهي المجموعة الشعرية التي جرت الدراسة حولها، وتألّفت من ثماني عشرة قصيدة، تتوزع مناصفة بين العمودية والحرة.
          قدّم المستوى الصوتي في أحد الفصول، واستعرض عدة جوانب نذكر منها الوزن والعروض، الروي والقافية، التكرار لكل من: الصوت والكلمة والجملة. ثم كان المستوى التركيبي الذي انطوى على تقسيم الجمل من الجانب النحوي والأسلوبي، وعرضالكتاب في فصله الأخير المستوى الدلالي والمعجمي.
          تأتي أهمية كتاب "تجليات الخطاب"من كونه دراسة تبرز فنون النص الشعري وجماليّاته، تنمّي ثقافة القارئ من خلال استطلاع العوامل الفنيّة التي ارتكز عليها الشاعر، وشيّد من خلالها قصائده، وتنقله بين البحور الشعرية، واختياره من الألفاظ والجمل ما يثري قوام النص ويناسب سيره في بناء تركيبي فني محكم.
          وكتب إسماعيل درّاجي على الغلاف الخلفي: ((صاغ الشاعر عزوز عقيل قصائده في قالب موسيقي جميل،ونوّع في شكل القصيدة وكأنه يوازي بين العمودي والحر، كما نوّع في القافية، ووازى بين الأساليب، فكانت الحركية سمة غالبة في مجموعته ((الأفعى)).
          إنّ النص الشعري لدى عزّوز عقيل حافل بمعجم يتنوّع بين العاطفة والطبيعة، ولا عجب في ذلك؛ فالعاطفة تحتاج إلى عناصر الطبيعة لتنمّيها وتؤججها)).
          ويُذكر أن الكاتب جزائريّ، حاصلٌ على بكالوريوس أدب عربي، وماجستير في تحليل الخطاب. وهو عضو اتحاد الكتّاب الجزائريّين، له مخطوط مجموعة قصصيّة، ودراسات نقديّة، يعمل حالياً أستاذاً للغة العربية.

2015/02/27

إطلاق دعوة "آفاق" العامة لفئتي الفنون البصرية وفنون الأداء

إطلاق دعوة "آفاق" العامة لفئتي الفنون البصرية وفنون الأداء - 01 شباط 2015 
 تستقبل "آفاق" حالياً، في إطار برنامج المنح العامة للعام 2015، طلبات فئتي الفنون البصرية وفنون الأداء.
الدعوة مفتوحة للأفراد العرب في المنطقة العربية وبلاد المهجر بالإضافة الى المؤسسات المحلية، والإقليمية، والعالمية التي ترتبط مشاريعها بالثقافة العربية.
تستقبل طلبات الفنون البصرية وفنون الأداء لغاية 1 أيار/مايو 2015 ويتم الإعلان عن أسماء الفائزين بمنح هذه الدورة في 15 تموز/يوليو 2015. يمكن تقديم الطلبات باللغتين العربية أو الإنكليزية.
يرجى مراجعة شروط المنحة، وعملية التقييم، والأسئلة الأكثر شيوعاً قبل تقديم الطلب.
لتقديم الطلب، يرجى تسجيل دخولكم الى الموقع باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور. سيتم توجيهكم الى الطلبات بشكل مباشر فور تسجيل دخولكم الى الموقع. في حال لم يكن لديكم حساب على موقع "آفاق"، يرجى انشاء حساب هنا.

كلاب الراعي رواية العشماوي التى غاص بها ببراعة فى أعماق تاريخ منسي بقلم: دعاء ابراهيم

كلاب الراعي رواية العشماوي التى غاص بها ببراعة فى أعماق تاريخ منسي 
دعاء ابراهيم 
كاتبة وناقدة

· تنطلق كلاب الراعى الرواية الخامسة للكاتب أشرف العشماوى من مفهوم غير قاصر على السياسة فحسب ، ولكنه ايضا تعرض الى الحياة الاجتماعية والانسانية لشخوص الرواية ، التى تدور احداثها فى ربوع المحروسة فى فترة حكم المماليك ، قبيل تولى محمد على باشا بسنوات معدودة ، لم يكتفى العشماوى بالحديث عن الحياة السياسية بشكلها السطحى ، لكنه غاص فى مؤامرات المماليك ومحمد على للاستيلاء على الحكم ، ودارت الدائرة بين كل من الالفى باشا وخسرو باشا والبرديسى بك والباب العالى ومحمد على باشا والقنصل الانجليزى والفرنسى وقنصل النمسا ، حيث تتوالى المؤامرات التى صيغت بحرفية وتفصيلية زادتها بعدا انسانيا فوق بعدها التاريخى ، ليغوص العشماوى فى اعماق النفس البشرية وشهواتها ، وعلاقاتها المتضادة والتكاملية · . نجح الكاتب ببراعة فى ان يغوص فى اعماق تاريخ منسى ، واستطاع باستخدام 'التفصيلة ''كعنصر اساسى فى الحكى ، فى صناعة عالم مواز لحياتنا ، يبعد عنا اكثر من قرنين من الزمن ، لتطل علينا مصر ''المحروسة ''باماكن تحمل اسماء مختلفة عن عالمنا ك قرية منوف ...نيل الجيزة ...الغورية ...سجن العرقانة ..ميدان الرميلة ...ميدان الجمالية وغيرها ، ويطل علينا ايضا هذا العالم بزى مختلف واسلحة مختلفة وعبيد ومماليك وصراعات جدلية يتوقف امامها المرأ كثيرا . ''يا ولدى انتم تثورون على ظالم لتأتوا بأشد منه ظلما ، لا تراهنوا على القوى فقط ، وانما اختاروا العادل الذى يراهن علينا نحن المستضعفين .'' ورغم واقعية الرواية الا ان الكاتب جعل بطل روايته يبدو كبطل اسطورى او شعبى ، ليظهر لنا الشاطر حسن الذى تعمد الكاتب اعطاىءه هذا اللقب ، ليفتح لنا المجال مابين تصديق وجوده الواقعى ''الحسن بن جمال الدين الرومى '' ووجوده الاسطورى ''الشاطر حسن '' ، ومابين الوجودين مابين المشرق والمغرب ، فبينما ينتصر الشاطر حسن الاسطورة فى الحواديت ويتزوج فى النهاية بالاميرة الحسناء ، ينتهى الحال بالحسن ابن جمال الدين الرومى فى سجن العرقانة ، فى مكان مظلم دون محاكمة ولاجل غير مسمى ، دون ان يتزوج من المرأة الوحيدة التى احبها ''نورسين ''، ليقف القارىء فى النهاية دون ان يدرى ايهما انتصر على الاخر ...الخيالى أم الواقعى . ثم ينقلنا العشماوي ببراعة بين الضدين ''كمال والحسن ''، الاخين غير الشقيقين ، حيث بدت العلاقة بينهما تكاملية ضدية ، فكل منهما كان سببا غير مباشر فى وجود الاخر ، فلولا تواجد المماليك بسطوتهم التى يمثلها كمال ، لما تواجد الحسن لمواجهتها ، ومحاولة كشف الحقيقة ، ولولا وجود الحسن ''الثورى الذى يخرج عن القطيع '' لما تواجد كمال الذى يحاول دوما ان يعزز اركان سطوته ، ويضرب بيد من حديد ، ورغم ان كلاهما كان يمثل تهديدا للاخر ، الا ان كلاهما كانت بداخلهما رغبة دفينة فى الابقاء على هذا التهديد ، وربما لشعورهم بارتباط حياتهما معا ، ففى كل محاولات كمال للقضاء على حياة الحسن ، كان يتراجع عنها بعبارات مثل ''اريده حيا '' ''اطلقوا النار على ساقيه '' ثم ادعاء موته ...الحيلة التى لجأ اليها كمال حين قدم رأس احد العبيد بدلا من اخيه ، والحسن حين صنع جنازة غير حقيقية لكمال ، وكما ارتبطت حياتهما معا ، انتهت معا فكمال لقى مصرعه بينما الحسن ينتظر مصيره فى سجن العرقانة ، دون اى اشارة الى ان مصيره سيختلف كثيرا عن اخيه . بعض التفاصيل صنعها العشماوى بحرفية ، لتتجلى فى بعض الاحيان ، ويصبح لها صدى ، ففى تفصيلة ''النظر الى الكف الايسر ''التى ظلت ملازمة لكمال حتى فى اوج قوته ، لتكشف بواطن ضعفه ، فتلك التفصيلة التى لاتتعدى العشرين حرفا ، تقول كلاما ابعد من ذلك بكثير ، وتغوص فى اغوار النفس البشرية . .... التفصيلة الاخرى التى تكررت عبر الرواية ''آن لهذا البلد ان يستقر ''والتى باتت مفتاحا لكل المؤامرات السياسية ، لتنقل لنا زاوية اخرى عن الاستقرار والتلويح به . كلاب الراعى ''الاسم الذى بدا كلاسيكيا ، لكنه لم يكن كاشفا للرواية ، مما جعل القارىء يحاول الوصول الى مقصودية العنوان ، وعلى الرغم من ان الاسم ظهر فى اكثر من موقع بالرواية ، ان كلاب الراعى هم المماليك ، حين كان المصريين يهتفون ''يا برديسى يا كلب الراعى ...روح خدلك عضمة من الوالى ''الا ان العشماوى لم يعلنها بشكل مباشر ليفتح الباب للتأويل ، وخصوصا حين تساوى الجميع فى النهاية المماليك ومحمد على ، فبدا العنوان اكثر شمولية ، ليشمل كل الذين يسعون الى الحكم ، وينقضون عليه حين تسنح الفرصة ، بينما يتظاهرون بعكس ذلك ، فكما اطلقها محمد على على المماليك فى مقولته ''هؤلاء الذين تحسبهم زاهدين ، ينتظرون الفرصة للانقضاض على القلعة فى اى وقت ، مثلهم مثل كلاب الراعى يسيل لعابها طمعا فى الشاة التى ذبحها امامهم '' فدون ادنى حرج من الممكن اطلاق تلك المقولة على محمد على ، الذى تمنع فى البداية ، وما ان اعتلى العرش حتى قام بتثبيت حكمه ، بشتى الوسائل التى لا تختلف كثيرا عن وسائل المماليك .ومابين الواقع والثورة ، الجنون والعقل ، العاطفية والواقعية ، ينهى العشماوى روايته بناجى الذى ارسل فى بعثة تعليمية من بعثات محمد على ، وتعتبر هذه البعثات اهم انجازات عصر محمد على ورسالة من العشماوي ان التعليم هو الحل ، بينما يقبع ابوه المملوكى خلف التراب بلا رأس ، وعمه فى سجن العرقانة ينتظر مصيرا مجهولا ، ليصنع الكاتب المفارقة التى تزيد الرواية عمقا ، وتوضح الفجوة الكامنة فى النفس البشرية ، والتى تشبه الفجوة بين مذبحة القلعة وارسال البعثات للخارج ، وفى النهاية اتذكر المقولة التى تقول ''من لم يتعلم من التاريخ يكرره '' الى متى سنظل نكرر التاريخ ؟؟

الاقتصاد والبيئة..مدخل بيئي قراءة وعرض: محمود سلامة الهايشة



الاقتصاد والبيئة..مدخل بيئي
  قراءة وعرض: محمود سلامة الهايشة

  الاقتصاد يتحدد بالتنمية، والتنمية تتحدد بالنمو والتطوير التقني، وهذا راجع إلى بيئة المجتمعات، وبيئة أي مجتمع تتحدد بمدى قابليتها للتطوير داخليا وخارجيا، ومدي تأثرها وتأثيرها بالتقدم. وعلى ضوء ذلك فإن تنمية المجتمع ترجع أولاً وأخيراً إلى البيئة التي يعيش بداخلها. إن إنسان هذا القرن في أزمة مع البيئة التي يعيش ويمارس نشاطه الاجتماعي والثقافي فيها- ويستفيد بمواردها وثرواتها المتجددة لتحقيق رضائه وتقدمه ورفع مستوى رفاهيته. (صفحة 17)
    يتناول هذا الكتاب في بابه الأول لمحة تاريخية للفكر العلمي والبيئة، الفصل الأول يبين خصائص الفكر العلمي والبيئة [خصائص الفكر العلمي الكلاسيكي والبيئة – خصائص الفكر العلمي الحديث والبيئة]، ثم يستعرض في الفصل الثاني مفهوم ومداخل البعد البيئي في اقتصاديات المشروعات [مداخل البعد البيئي – الحقوق البيئية للإنسان]، ويليه الفصل الثالث الذي يتعرض فيه للتوازن البيئي وأثر اتزان البيئة على مستقبل الجنس البشري [التوازن البيئي – اختلال التوازن البيئي – أثر اتزان البيئة على مستقبل الجنس البشري]. كما يتعرض الباب الثاني للتعريف بالبيئة، وأزمة الإنسان مع البيئة ومفهوم البيئة من وجهة نظر مختلف العلماء [عند التربويين – عند العلميين – عند الإداريين – من المنظور الاقتصادي].
    ويشمل الباب الثالث: مصادر التلوث البيئي وأنواع التلوث من القمامة ثم يتعرض إلى مكونات البيئة والتلوث ووسائل التحكم في الباب الرابع [تلوث الهواء – تلوث الماء – تلوث التربة].
    ويتعرض الباب الخامس إلى بعض التشريعات التي صدرت في الدول المتقدمة وفي مصر لحماية البيئة من التلوث من النفايات. النفايات وبيان الآثار الضارة التي يمكن أن تنتج عنها. القوانين الأجنبية والقانون المصري وإدارة تداول النفايات. تحليل مقارن لعناصر الحماية القانونية من النفايات في ضوء التشريعات المصرية والأجنبية.
    وفي الباب السادس اشتمل على الجوانب الاقتصادية لمشكلة التلوث، والآثار الاقتصادية الإيجابية والسلبية لمكافحة تلوث البيئة، أما الباب السابع فيتعرض للأضرار التي تهدر صحة الإنسان والحيوان والنبات. ويعرض الباب الثامن مشكلة التلوث من القمامة وبعض الاتجاهات والأساليب العلمية لحلها [دور الدول في عملية المعالجة: (1-الأسباب الجغرافية والطبيعية، 2-الأسباب الاقتصادية، 3-أسباب علمية وفنية، 4-أسباب تتعلق بحماية بيئة المناطق غير الخاضعة لسيادة الدول، 5-الأسباب التي تتعلق بالثروات الطبيعية المشتركة لدولتين أو أكثر) – بعض الاتجاهات الحديثة للمعالجة: (1- مانعات التغذية، 2-أسلوب المعالجة الذي يطلق عليه add on، 3-أسلوب المعالجة الذي يطلق عليه build in solution، 4-التعقيم بالإشعاع أو الكيماويات "المكافحة الذاتية"، 5-استخدام الجاذبات الجنسية "المكافحة السلوكية"، 6-استخدام منظمات النمو في الحشرات، 7-امتثال مسببي التلوث عن القذف بمخلفاتهم في البيئة أو يقومون بتعقيم أو معالجة تلك المخلفات قبل التخلص منها، 8- المعالجة البيولوجية للمياه، 9- المطالبة بتشريع يحفظ حقوق ضحايا التلوث والحفاظ على بيئة نظيفة، 10- التدخل الحكومي)]. واختتم الكتاب في الباب التاسع بهيكل تنظيمي مقترح لحل مشكلة التلوث من القمامة دون تحميل الأعباء على الدول أو جهاز شئون البيئة.     

عنوان الكتاب: الاقتصاد والبيئة.. مدخل بيئي.
تأليف: الدكتور/ محمد على سيد امبابي.
الناشر: المكتبة الأكاديمية – القاهرة – مصر.
الطبعة: الأولى، 1998م.
عدد صفحات الكتاب: 206 صفحة من القطع المتوسط.

هاجس التمرد في رواية "أدين بكل شيء للنسيان" للروائية مليكة مقدم بقلم: عبد القادر كعبان



هاجس التمرد في رواية "أدين بكل شيء للنسيان" للروائية مليكة مقدم
بقلم: عبد القادر كعبان

لقد اقتحمت المرأة العربية عالم الكتابة من أجل فرض ذاتها كأنثى لها الحق في ممارسة حريتها مثلها مثل الرجل و استعادة موقعها من اللغة للتعبير عن مواقفها داخل مجتمع عربي لا يزال يتخبط في الفوضى السياسية و الدينية و الاقتصادية و الثقافية الى يومنا هذا.
من هذا المنطلق تستوقفنا روايات الجزائرية مليكة مقدم عموما التي تقدم إجمالا تلك التأثيرات السلبية على أفراد المجتمع من خلال جملة شخصياتها التي تحاول الخروج عن صمتها لتبحث عن هويتها المفتقدة بحرية مطلقة، و هو ما عبرت عنه البطلة "سلمى مفيد" في رواية "أدين بكل شيء للنسيان" بوسيلة يصعب تجاوزها أو استبعادها للعودة إلى الماضي البعيد ألا و هي النسيان.
كلنا يفهم معنى النسيان كونه أمرا لم نعد نذكره أو نذكر صورته على عكس بطلة رواية مليكة مقدم التي بات النسيان يعاندها، لتبقى سجينة لذكريات الماضي الأليم و مشاهد من مرحلة الطفولة مليئة بالأسى و القهر لم تستطع تجاوزها حتى بعدما أصبحت مغتربة في فرنسا.
إن سعي البطلة "سلمى" إلى إعتاق نفسها من تلك الذكريات بفعل السرد الروائي، يعد خطوة جديرة بالتقدير تتجلى فيها صورة المرأة المسكونة بهاجس التمرد شأن المبدعة مليكة مقدم حيث صنف النقاد روايتها "أدين بكل شيء للنسيان" في خانة السير الذاتية. لكن هناك من يرى بأن الرواية هي الأصل كجنس أدبي و السيرة الذاتية فرع لا يكاد ينفصل عنه، حتى أن بعض النقاد يعتبرها مقاربة ينصهر فيها الواقع الإجتماعي العام بتجارب حياة الأديب الذاتية لتصبح منظومة سردية تلتقي في معمارها الفني بالرواية.
و بناء على ذلك نجد مليكة مقدم لا تولي أهمية للحواجز الفاصلة بين الذاكرة و الحياة، فكل ما عبرت عنه في عملها الأدبي "أدين بكل شيء للنسيان" له أوثق الروابط بالذاكرة على نقيض قصدية العنوان حيث يكاد ينتفي المتخيل الذي يشتغل بهدف إعادة كتابة الحياة كتابة مجردة عن الذات.
إن وجود شخصية الطبيبة "سلمى مفيد" في هذه الرواية ليس اعتباطيا و إنما استخدمتها الروائية مقدم كوعاء لحمل أفكار معينة تريد إيصالها بذكاء الى القراء و أكبر مثال على ذلك هو تلك الحادثة الفظيعة التي بقيت ملتصقة بجدار الذاكرة حيث تقول الساردة: "ألصقت سلمى وجهها بشرم ما بين الألواح الخشبية على أهبة مناداة الأم. لقد بهتت إذ أبصرتها تشد وسادة و تضعها على رضيع زهية، البنت الصغيرة لا تعرف شيئا عن الموت، لا تدرك مغزى هذا الفعل، لكن العنف استولى عليها مباشرة فابتعدت متراجعة." (ص 14). وجدت هذا المقطع يذكرنا بإحدى مشاهد المسلسل المصري "ريا و سكينة" المأخوذ عن كتاب "رجال ريا و سكينة" للمبدع صلاح عيسى حين تقف الطفلة "بديعة" مبهوتة و هي تشاهد  جريمة القتل من خلال ثقب الباب التي يقوم بها والدها و رجال أمها "ريا" و خالتها "سكينة".
حادثة رؤية "سلمى" لخنق ذلك الرضيع الذي كان سيحدث زلزالا لجلب العار للعائلة ظلت تزاحم البطلة لتعود بعد سنوات لإسترجاعها و النبش في خلفياتها حيث تقول الساردة متساءلة: "كم هو عدد الأطفال غير الشرعيين الذين خنقوا في هذا البلد؟ في سبيل فداحة إكراهين متعارضين: الاختلاط و الكبت الجنسي. يقين مخيف تدخل ليرصص أكثر ليل سلمى بعدد السكان الذي تضاعف أكثر من ثلاث مرات منذ الاستقلال، النزوح الريفي الجماعي، الإفقار، نقص المساكن الذي يجعل عدة أجيال من عائلة واحدة يتراكمون في مساحات ضيقة. لا بد أن الجزائر تحطم الرقم القياسي في زنى المحارم و قتل الأطفال." (ص 49-50).
و رغم إحساس القارئ أثناء قراءته لهذه الرواية بأن المبدعة مليكة مقدم كانت تسرد جزءا من سيرتها الذاتية لكن لم تقتصر على ذلك فقط بل تحدثت عن معاناة الشعب الجزائري من خلال تقديم معطيات دقيقة عن تفشي الآفات الإجتماعية كقضية الأطفال الغير الشرعيين  و زنى المحارم و غيرها من المواضيع الحساسة و الشائكة في آن واحد لا تزال مرفوضة الطرح و المعالجة في مجتمعاتنا العربية.
من خلال جملة هذه الموضوعات التي عالجتها الروائية مليكة مقدم في مجمل رواياتها و بشكل خاص في "أدين بكل شيء للنسيان" تخترق الخطوط الحمراء بتناولها مضوع الشذوذ الجنسي و الحالة النفسية التي تعاني منها هذه الفئة المنبوذة من المجتمع العربي عموما و الجزائري على وجه الخصوص من خلال شخصية "فومي" ابن العائلة الثرية صديق البطلة "سلمى" التي تتعاطف معه لكونه منبوذا من وسطه الإجتماعي حيث تقول الساردة على لسانه: "تخليت عن والدي ليتوقفا عن التفكير في تزويجي لأشعر بالراحة. أنا لواطي. هل أقول لوالدي المتخلفين، سواء كان ثريين أم لا: لن أتزوج أبدا أنا لواطي؟." (ص 20).
لقد استطاعت الأديبة مليكة مقدم تصوير حالة هذا الشاذ بإمتياز من خلال التمرد على كشف المستور و الإبتعاد عن شهوة الصمت كونها تناقش قضية هامة متفشية في المجتمع العربي اليوم و لم تعد منحصرة في العالم الغربي المتفتح بآراءه المختلفة و الصادمة في آن واحد على خلاف العالم العربي الذي يفتعل تمسكه بمفاهيم دينية لا تجرؤ على فتح باب المناقشة و الحوار على حد تعبيره.
إن تناول الروائية الجزائرية مقدم لمواضيع الجسد و الجنس مجرد إشكالية من جملة الإشكاليات المطروحة في حياة الفرد (ذكرا أو أنثى) و المجتمع، فهما يمثلان علاقة من مجموع العلاقات التي يتفاعل معها السارد و القارئ معا، سلبا أو إيجابا، بإعتبارها إفرازا طبيعيا للمجتمع الذي نعيش فيه.
احتل الفضاء المكاني في رواية "أدين بكل شيء للنسيان" حيزا مهما في سرد الأحداث، حيث اعتمدت الكاتبة مليكة مقدم على ثنائية (القرية-المدينة) أين تتمازج الوقائع بداخلها بإمتياز فمثلا نشهد حضور الصحراء، وهران، الجزائر العاصمة، قرى و أرياف أخرى تكشف للقارئ بؤرة الصراع الذي عاشته البطلة "سلمى" و رؤيتها لفضاء القرية، و رغبتها في إقامة علاقة حميمة مع فضاء المدينة من خلال الإنتقال إليه و العيش فيه. و هذا الأخير إختارته الروائية بذكاء كونه فضاء حضري مفتوح على صراعات و مجالات سياسية و فكرية و اجتماعية و ثقافية ستلقي بظلالها على الشخصيات و الأحداث بشكل عام كما تعود الساردة مرة أخرى للتساؤل: "و لكن كيف نثق بكفاية ديمقراطية حقيقية، بتعليم نوعي يطور العقل النقدي، بالحريات و المسؤوليات التي تنتج عن هذا الفضاء على مصدر الظلامية في الناس؟ حدث عنف كبير هنا دون أن تقتص العدالة. صدمات نفسية كثيرة ما تزال خبيئة، ما تزال مخفية." (ص 56).
و بينما يأتي الزمن الماضي متناوبا مع الزمن الحاضر في هذا العمل الأدبي حيث استعانت الروائية بتكنيك الإسترجاع إجمالا و هذا ما يؤكد أهمية الذاكرة في صياغة النص السردي على خلاف الحالة التي تفصح بها في العنوان من جهة ما تدين به للنسيان الذي تتحايل عليه الذاكرة ليجد القارئ نفسه مستسلما للقراءة أمام عملية التذكر و المحكي الذاتي للروائية الفرنكوفونية مليكة مقدم.