2016/03/31

فتح باب الاشتراك في مسابقة جائزة سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي

فتح باب الاشتراك في مسابقة جائزة سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي

نشرت الهيئة العربية للمسرح، في موقعها الإلكتروني، بياناً أعلنت فيه عن فتح باب الاشتراك في النسخة السادسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2016، والذي تنظمه سنوياً، وجاء في البيان:

بمبادرة سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، تنظم الهيئة العربية للمسرح مسابقة سنوية لنيل "جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي".

وعليه، فإن الهيئة العربية للمسرح تتشرف بأن تطلق النسخة السادسة من المسابقة، لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2016 .

ويتم التقدم للتنافس على الجائزة وفق المعايير والشروط الواردة أدناه:

1.    يفتح باب الاشتراك في المسابقة اعتباراً من مطلع أبريل 2016.
2.    تنتهي مهلة التقديم مساء يوم20 نوفمبر 2016 .
3.    على الفرق الراغبة بالمشاركة تعبئة النموذج المدرج أدناه وإرساله على بريد الهيئة الإلكتروني ( festival@atitheatre.ae ) مرفقاً برابط فيديو يحتوي التسجيل الكامل للعمل.
4.    يجب أن يتوفر الوضوح صوتاً وصورة في التسجيل الكامل للمسرحية.
5.    يجب أن يكون النموذج ممهوراً بخاتم الفرقة وبتوقيع رئيسها أو مسؤولها.
6.    ترسل الفرقة الراغبة بالتنافس ملفاً إدارياً وكشفاً يبين فريق المسرحية ومهمات كل فرد فيه.
7.    تقوم الفرقة بإرسال ملف بصور شخصية واضحة وملونة لكافة أفراد الفريق، وكذلك لجوازاتهم التي يجب أن تكون صالحة حتى شهر يوليو 2017 على أقل تقدير.
8.    ترسل الفرقة ملفاً صحفياً يتضمن صوراً للعرض بجودة عالية، وروابط لما غطته وسائل الإعلام المختلفة عن العرض، لغايات النشر حين اللزوم.
9.    يجب إرسال ملف تقني مفصل لمتطلبات العمل المسرحي والمهمات المسرحية المستعملة من ديكورات وإكسسوار وزناً ومقاييس وخامات، وكذلك مخطط إضاءة تفصيلي.
10.    أن يكون الإنتاج المسرحي عربي المضمون والوسائل.
11.    أن يكون ضمن إنتاجات الفترة من بداية 20 نوفمبر 2015 وحتى 20 نوفمبر 2016 م، وليس إعادة إنتاج لنفس الفرقة أو إعادة إخراج نفس المخرج لعمل سبق تقديمه قبل التواريخ المحددة في هذا البند.
12.    الأولوية للعروض التي يكون نصها المنطوق باللغة العربية الفصيحة.
13.    أن يكون النص تأليفاً خالصاً أو إعداداً لنص عربي.
14.    أن يخدم الإنتاج المسرحي الهوية العربية وتميز المبدع العربي تجديداً وجدةً لمسرح فاعل في الحياة العربية، وببعد إنساني.
15.    أن يتحقق عامل التكامل في عناصر العرض المسرحي
16.    أن يكون مخرج العمل وممثلوه وفريق الإنتاج والتقنيين فيه من البلاد العربية.
17.    أن تتوافر في العرض عناصر جذب لأوسع جمهور من خلال الوصول إلى معرفة مسرحية أعمق ووضوح المفهوم الوظيفي للمسرح بالنسبة لصانعيه، ووضوح المفهوم الوظيفي بالنسبة للمجتمع.
18.    أن يتميز العمل بالتحدي والبحث الحقيقي والصادق لإيجاد حلول مبتكرة.
19.    لا تقبل عروض المونودراما.
20.    تشكل الهيئة العربية للمسرح لجان مشاهدة واختيار (معلنة) ويتم ضمن الإعلان عنها إعلان آلية عملها، في المناطق التي تتيح ظروفها ذلك، وتقوم بمهمة ملاحظة العرض أثناء تقديمه في بلده، وتكون ترشيحات هذه اللجان مقترحات أمام لجنة الاختيار النهائية.
21.    تلزم العروض الراغبة بالتنافس تقديم الاستمارة المدرجة أدناه.
22.    يحق للفرق التي تقع في مناطق لم تشكل بها لجان مشاهدة واختيار، التقدم مباشرة إلى الأمانة العامة.
23.    تشكل الهيئة العربية للمسرح لجنة اختيار نهائية تعمل في الفترة من 21 نوفمبر 2016 وحتى 30 نوفمبر 2016، حيث تنظر اللجنة في كل العروض من خلال مشاهدة التسجيلات الكاملة، سواء للعروض التي رشحتها اللجان السابقة، أو لتلك العروض التي تقدمت بشكل حر.
24.    توافق الفرق الراغبة بالمشاركة في المسابقة على تقديم عرض من المسرحية في بلدها للجنة التي تخولها الهيئة بالمشاهدة في الفترة التي تحددها الهيئة بعد وصول استمارة المشاركة في حال طلبت الهيئة ذلك.
25.    تلتزم الهيئة العربية للمسرح بالإعلان عن لجنة الاختيار النهائية بعد أن تتم مهمتها ضمن إعلانها عن العروض التي تأهلت للتنافس في المرحلة النهائية والتي تتم ضمن مهرجان المسرح العربي في دورته الثامنة.
26.    تشكل الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم للمسابقة في مرحلتها النهائية التي تتم ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي وتكون قراراتها نهائية.
27.    لا يسمح بإحداث تغييرات في العمل المسرحي (بكافة مكوناته) بعد تأهله للمنافسة في المرحلة النهائية التي تقام ضمن فعاليات الدورة التاسعة مهرجان المسرح العربي.
28.    في حال تأهل الفرقة للتنافس في المرحلة النهائية التي تجري ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي والذي يعقد من 10 إلى 16 يناير / كانون ثاني 2017 في الجزائر، تلتزم الفرقة / الفريق/ الجهة المقدمة العرض، بالمشاركة في المهرجان المذكور.
29.    تؤمن الهيئة العربية للمسرح للفرقة الإقامة والطعام والتنقلات الداخلية وتوفر بطاقات السفر لخمسة عشر شخصاً بالحد الأعلى، ويتكفل الفريق بما يزيد عن هذا العدد.
30.    تؤمن الهيئة العربية للمسرح ما يتطلبه تأثيث فضاءالعرض من تجهيزات تقنية وفنية حسب البيان التقني الذي يقدمه فريق المسرحية والذي تقوم لجنة فنية بمطابقته مع الفيديو المقدم من قبل الفريق للتنافس على أساسه.
31.    تلتزم الفرق التي تتأهل بعروض ناطقة بالدارجة أو المحكية أن تقدم ترجمة للعربية الفصيحة تعرض بواسطة جهاز عرض ضوئي خلال العرض في المهرجان.
32.    يحق للهيئة البث المباشر على موقعها للمسرحية أثناء عرضها في المهرجان.
33.    يحق للهيئة الاحتفاظ بتسجيل المسرحية لأغراض التوثيق.
34.    يحق للهيئة وضع التسجيل الكامل من العرض الذي تم في المهرجان على موقعها إلا إذا أبدى مسؤول العمل عدم الرغبة بذلك.
35.    لا تدفع الهيئة مقابل العروض في مراحل الاختيار أو للعروض خلال مهرجان المسرح العربي أية مكافآت مالية.
36.    لا تتحمل الهيئة العربية للمسرح أي تبعات تتعلق بالملكية الفكرية وحقوقها المتصلة بالعمل المتقدم للمنافسة، ويتحملها الطرف المتقدم بهذه الاستمارة.
37.    المواد المقدمة ضمن ملف الترشح للتنافس من وثائق وصور وفيديو غير قابلة للاسترداد من قبل مقدمها، بل تحتفظ بها الهيئة العربية للمسرح لأغراض التوثيق.
38.    في حالة مخالفة الفريق المتقدم للمنافسة الشروط الآنفة الذكر، يحق للهيئة العربية للمسرح اتخاذ الإجراءات المناسبة لمصلحة الجائزة ومكانتها.
39.    للمسابقة جائزة كبرى واحدة، لا تقبل المناصفة، قيمتها المالية مئة ألف درهم إماراتي.
40.    قيمة الجائزة المالية تدفع بعد أن يقدم العرض الفائز في أيام الشارقة المسرحية 2017

سيميائيات الـمــــسرح بقلم:الدكتور محمد سيف الإسلام بوفـلاقــــة

" قُبْطانٌ في قَلْبِ الْعاصِفَةِ " للأديب سهيل عيساوي

 " قُبْطانٌ في قَلْبِ الْعاصِفَةِ " للأديب سهيل عيساوي
صدر حديثا عن أ. دار الهدى للطباعة والنشر بإدارة عبد زحالقة ، قصة " قُبْطانٌ في قَلْبِ الْعاصِفَةِ " للأديب سهيل إبراهيم عيساوي ، بحلة قشيبة وطباعة أنيقة، تقع القصة في 36 صفحة ، ورق مصقول ، الصفحات الداخلية ملونة ومزينة بلوحات الفنانة القديرة فيتا تنئيل ، تدقيق لغوي صالح زيادنة،غلاف خارجي مقوى وسميك ، القصة موجهة للفتيان ، تتحدث القصة عن الرغبة في الهجرة وترك الوطن بسبب الفساد والمشاكل الداخلية ، والبحث عن حياة جديدة ورغيدة في وطن اخر ، بعد ان تقرر المجموعة الهجرة عبر ركوب البحر الهائج، من خلال أحداث مثيرة ومشاعر إنسانية مختلطة " مَعَ حُلولِ الظَّلامِ اشْتَدَّتِ العاصِفَةُ، وَأَصْبَحَتْ سَفينَتُهُم ريشَةً في مَهَبِّ الرّيحِ، تَمَزَّقَتْ أَشْرِعَتُها، وَتَحَطَّمَ الجُزْءُ الأَمامِيُّ مِنْها، وَتَسَرَّبَ الماءُ إِلى الطّابِقِ السُّفليِّ، وَتَناثَرَتْ أَغْراضُ الرُّكابِ في كُلِّ مَكانٍ، وَالصُّراخُ يَعْلو، وَالفَزَعُ يَتَجَوَّلُ في عُيونِ الأَطْفالِ، وَعَويلُ النِّساءِ يَخْتَلِطُ بِقَصْفِ العَواصِفِ، وَالأَنْظارُ تَتَّجِهُ صَوْبَ القُبْطانِ ماجِدٍ" القصة زاخرة بالمواقف والأفكار الجميلة ،تحمل في طيتها الحكم والعديد من القيم الانسانية والتعليمية ،بلغة سلسة جميلة ، وتطرح احدى المعضلات الكبرى التي تواجه الانسان العربي والصراع الفكري والنفسي الذي يمر به في ظل الأوضاع السياسية الاقتصادية والأمنية التي تعصف بالعالم العربي ، بين الرغبة في اعمار الوطن رغم جراحه والرغبة الشخصية في حياة أفضل عبر الهجرة واللجوء فأي رغبة تنصر ؟.

2016/03/30

" المقومات الثقافية في المجتمعات الجديدة : التشكيل والوعي " محور مؤتمر إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد

المؤتمر الأدبي السادس عشر لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي تحت عنوان " المقومات الثقافية في المجتمعات الجديدة : التشكيل والوعي "

اختارت الأمانة العامة لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي الأستاذ الدكتور / حسين حمودة – أستاذ النقد الحديث بآداب القاهرة رئيساً للمؤتمر والشاعر فضل أبو حريرة رئيس نادي الأدب المركزي لمحافظة الجيزة أميناً عاماً له .
وقد تقرر عقد المؤتمر بالمدينة التعليمية بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة في الفترة من 19 : 21 أبريل 2016م
وينقسم المؤتمر إلى ثلاثة محاور ..
المحور الأول عن ثقافة المكان وتجليات الإبداع ، ويشارك فيه كلٌّ من : أ.د/ خطري عرابي ،أ.د/ محمد حلمي حامد ، د/ أمين الطويل
المحور الثاني عن التنوع الثقافي بين الرصد والمعالجة ، ويشارك فيه كلٌّ من : أ/ خالد جودة ، أ/ عبدالحافظ بخيت ، د/ شريف الجيار
المحور الثالث عن إبداعات الإقليم ودراسات تطبيقية حولها ويشارك فيه كلٌّ من : أ/ رفعت المرصفي ، أ/ رمضان عبدالله ، د/ أيمن الشريعي
كما أعد الأستاذ الدكتور عبدالباسط هيكل كتاباً عن الدكتور عبدالوهاب عزام بوصفه الشخصية المكرمة
وتعقد جلسة خاصة بكتاب الشخصية المكرمة يقدم فيها -الأستاذ الدكتور عوض الغباري
أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة - يقدم قراءة في كتاب " عبدالوهاب عزام فارس فن الخاطرة "
ومن المقرر عقد مائدة مستديرة عن الدور التنافسي للصالونات الأدبية الخاصة مع قصور الثقافة ، حيث تمثل إحدى أهم الظواهر الثقافية المعاصرة

10 إبريل مناقشة مجموعة "تراب السكة" للكاتبة د.عفاف طبالة بدار نهضة مصر للنشر


ألق في فضاء الشِعر بقلم: زياد جيوسي ومنى عساف



ألق في فضاء الشِعر




بقلم: زياد جيوسي ومنى عساف
عدسة: زياد جيوسي

   في فضاءات عمَّان التي بدأت تستقبل الربيع، وفي مساء عمَّانيٌ جميل، وفي قاعة نقابة الصحفيين الأردنيين، وبدعوة من لجنتها الثقافية وفي وسط حضور جيد من المهتمين والأدباء والشعراء، تألق ثلاثة من الشعراء وحلقوا في فضاء الشعر والجمال، الفنان التشكيلي والكاتب والشاعر الألق محمد خضير والروائية والشاعرة لينا جرار التي تميزت وهي تشق طريقها في فضاء الشعر في الأردن والشاعرة رند الرفاعي.
  بعد أن جرى تقديم الشعراء من قِبل السيد محمود الداود رئيس اللجنة الثقافية بعد تأخير نصف ساعة عن الموعد، مما ادى لخروج بعض الحضور انزعاجا من ذلك، بدأت الأمسية بتحليق الشاعر محمد خضير، وهو شاعر متمكن وله حضور قوي بالساحة الشعرية في الاردن الجميل، فبدأ بالقاء قصيدته المتميزة (لا تسأليني) والتي يخاطب فيها ألم العروبة من بغداد لدمشق وصولا للقدس فيقول في مقاطع منها:
(يا سائليْ... نصرٌ أضلَّ طريقنا
تاهت بنادقُنا، فأينَ البوصَلهْ؟
القدسُ شأنُ المترفينَ تنازلاً
والعلجُ يبني في سَلامٍ هيكلَهْ
"دمُنا الحرامُ تحلّلتهُ سُيوفنا"
أمْ أنَّ سيفَ الخائفينَ تحلَّـلَهْ)
لينتقل بعدها بألق الى قصيدة "النكران"... ليحلق بها ويحلق معه جمهور الحاضرين بالتصفيق الشديد، ومن بعض ما باحت روحه فيها:
 (أقمتُ العُمْرَ في حِلٍ ثقيلٍ
وكم عَبَروا خِفافاً تحتَ جِسريْ
أنا البحرُ المسافرُ في مكاني
وصحنُ الأرضِ متراسٌ لقبريْ
جَمعْتُ المسْكَ ما اطّيبْتُ تيهاً
وألبسْتُ العذارى حُلوَ درّي)
ليحلق بعدها في فضاء قصيدته "بلا ظل"...
(وما أدري، أتقْتلُني ظُنونيْ؟
وما أدري، إلامَ القلبُ يَصْبو؟
إلى عُمْرٍ بِغِمْدِ البُؤْسِ ماضٍ
وقدْ صَدَقوا بأنَّ السّيفَ يَنْبو!)
   والشاعر محمد خضير فنان تشكيلي تمكن أن يجعل الشعر لوحات فنية مرسومة بالكلمات، وله بصمات واضحة ومتميزة بتنظيم مهرجانات شعرية عديدة في الأردن حيث كان المنسق العام للعديد من المهرجانات الشعرية التي شارك بها العديد من كبار الشعراء العرب من أقطار عدة، وأصدر مجموعة من الكتب ودواوين الشعر اضافة لمشاركاته في الفن التشكيلي، وقد مثّل الأردن في تظاهرة قسنطينة/ الجزائر عاصمة للثقافة العربية شتاء 2015.
  لتعتلي المنصة بعده الشاعرة الألقة لينا جرار وسط استقبال وحفاوة من الجمهور، والشاعرة لينا أنموذج جميل للمرأة العصامية التي شقت طريقها بنفسها وجهودها، فأصدرت رواية حظيت على اهتمام القراء والنقاد وتألقت بديوانين من الشعر، وشاركت في عدد كبير من الأمسيات والمهرجانات الشعرية، فبدأت بقصيدتها "ولادة" ومنها هذه المقاطع:
(ثَمِلٌ يراعي و الحروف سواقي
و البوح أهرق مدمع الاوراقِ
يثبُ الفؤاد مُبَعثَرًا في لجّة..
إذ تعتريه عواصف الأشواقِ..)
لتحلق بعدها في قصيدة متميزة حملت اسم "تماثيل" نختار منها هذا المقطع المعبر عن فضاءات من جمال:
 (أخبِروا التاريخ؛
إن تبعثر عطري، في الميادين الكفيفة:
أنني؛
لم أستعر يوماً خصر راقصةٍ
و لا صلّيت على بساط دَنِس..)
لتحلق بعدها في قصيدتها "كواليس المجاز":
(ثائرا كان هوانا.....
و انطوى....
 حين اغوانا الطريق اللولبي....
فاختبأنا في شقوق الظن؛
جملةً منقوصة المبنى......
في جيبها اخفت تعاريج المجاز!!)
   لتكمل وقتها المحدد بقصائدها " اكتمال" و"ذاكرة مستديرة" و"فستقية" وعدة قصائد أخرى بين تصفيق الجمهور والمطالبة بالمزيد والاعادة لبعض مما حلقت به من جمال الشِعر، وقد تميزت قصائدها بالصور الجميلة وتكثيف اللغة وعدم الاطالة، لتختم الوقت المحدد لها بقصيدتها (تهجد) التي انهتها وسط دهشة الحضور وتصفيقهم بمقطع يقول:
 (يا مبحرًا بين القوافي سحرها
و عبير فجري و اتّساع سمائي
كن في عيوني سر بوح صامت
و املأ وريدي بعد طول خواء)
   لتختم الأمسية الشاعرة رند الرفاعي ببعض من شعر تراوح بين الشعر العمودي والنثري، والتي لم تزودنا ببعض مما القته في الأمسية رغم اشعارها بذلك، ليتم افساح المجال للجمهور للحوار والمناقشة، فتميز شيخ الشعراء والناقد محمد سمحان بملاحظاته القوية إيجابا وسلبا وخاصة أنه بدأ الحديث بالقول: (في نقد الشعر لا إمكانية للمجاملة)، وهو من النقاد الذين يحظون على الاحترام اضافة أنه شاعر متميز، وشارك العديد من الحضور بابداء الملاحظات وإن غلبت المجاملة على الملاحظات، لتختتم الأمسية ويخرج الجمهور  مستدفئا من الق الشِعر لتداعب وجوههم نسمات عمًّان المسائية الباردة.

احمد ابراهيم الفقيه يصدركتابه السردي الخامس والاربعين "قصص من عالم العرفان"

احمد ابراهيم الفقيه يصدر كتابه السردي الخامس والاربعين "قصص من عالم العرفان"

صدرت في القاهرة هذا الاسبوع المجموعة القصصية الجديدة للكاتب الليبي الدكتور احمد ابراهيم الفقيه ، التي تحمل عنوان "قصص من عالم العرفان"،
عن دار نشر "المكتب المصري الحديث"،  وتضم خمسة وعشرين قصة تدور في  تلك الاجواء الروحانية التي يعبر عنها العنوان وتتواصل مع ارواح عدد من الادباء والكتاب والفنانين من اصدقاء الكاتب ومن الشخصيات العامة، وهي موجودة في القصص باسمائها الحقيقية مرفقة بصورها وهي الشخصيات التالية عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه
 عباس محمود العقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور ورجاء النقاش ومحمود درويش وعلي شلش وعبد الله القويري وإبراهيم الفقي حسن وعلي صدقي عبد القادر وعليّ الرقيعي ورشاد الهوني وبشير الهاشمي ويوسف هامان وكاظم نديم وحسن عريبي ومحمد الزوي وعلي القبلاوي ومحمد الفيتوري وفؤاد الكعبازي وبشير كاجيجي وخليفة حسين مصطفى والسيدة ام كلثوم
الكتاب متوفر للبيع في مكتبة المكتب المصري الحديث بعمارة اللواء بوسط المدينة بالقاهرة ، وقد قدم المؤلف للكتاب بهذا الاستهلال والاهداء
استهلال و إهداء
إنها رحلة روحية ومغامرة وجودية يحاول فيها الكاتب عبور تلك الحدود من عالم الواقع والحواس، وصولاً إلى عالم الروح، والدخول إلى دوائر الرؤيا والعرفان، حيث المعرفة ليست محدودة بحدود الزمان والمكان، وحيث العالم ليس فقط ما نرى ونسمع ونعاين بالحواس الخمس، وإنما أبعد وأكبر وأكثر ثراء وعمقاً وزخماً، نحس به ونعيه بحواس أخرى سادسة وسابعة وثامنة كامنة في خبايا أنفسنا وأرواحنا.
إنها رحلة لاكتشاف العوالم الخفية التي حولنا، بمثل ما هي رحلة لاكتشاف الذات، وصولاً إلى العوالم الخفية المجهولة بداخلنا، ووعينا بأنفسنا، وتفجير طاقاتنا الروحية.
إنه تواصل مع أحباء رحلوا، وفي نفس الوقت هو تواصل مع مناطق حميمة في أنفسنا، هي تلك المناطق التي نطوي عليها قلوبنا، ونحتفظ فيها بالمشاعر الحميمة لأحبائنا، سواء ممن هم على قيد الحياة أو ممن غادروا دار الفناء إلى عالم البقاء والخلود.
ولهذا فإنني أريد أن أهدي هذا الكتاب الى لأحباء الذين اقتبست من حياتهم هذه القصص، وجعلتهم موضوعاً لها، ثم الى أسلافي الذين يرحلون في دمي، ممن خدموا رسالة الروح، وكانوا رموزاً لعالم العرفان، وحلقة وصل بين أهل الأرض والسماء، وهم جدي لوالدي العارف بالله، الفقيه أحمد بن عبد الله القنطراري، سليل أسلاف من العلماء والفقهاء والعارفين بالله، وجدتي لوالدتي منوبية عبد الله بن الفضل، وهي من سيدات الولاية والصلاح، ووالدها الولي الجليل سيدي عبد الله بن فضل الكبير، وأبنائه خليل والجيلاني وعبد الله، وكلهم من أهل الولاية والصلاح، فإلى أرواحهم أهدي هذه القصص الروحية، التي هي قبس صغير من أقباسهم، وفيض من فيوضاتهم، في عالم الرؤيا والروح والعرفان.

وتتصدر الكتاب كلمة لاحد الشخصيات الموجودة في الكتاب وتدور حولها واحدة من قصص،  هو عبقري القصة القصيرة واستاذها يوسف ادريس ، كتبها منذ خمسين عاما اي في عام 1966 عن الكتاب الاول لاحمد ابراهيم الفقيه ، الذي صدر في تلك السنة بعنوان "البحر لا ماء فيه " يقول  فيها


(ان هذه المجموعة القصصية مساهمة حقيقية فى دفع القصة العربية القصيرة لكى لا تصبح عربية فقط ولكن أيضاً لكى تشمل الإنسان فى كل زمان ومكان)

    وكان الناقد الليبي الدكتور طاهر القراضي استاذ اللغة العربية وادابها في الجامعات الليبية قد قرا الكتاب وكتب عرضا وتقييما للقصص هذا نصه:

د. طاهر القراضي

قراءة في قصص من عالم العرفان
ما إن رأيت إعلانا على الفيس بوك حول صدور آخر مؤلَّفٍ من مؤلفاتِ السيد الأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه، وهو الكتاب المُبيّن أعلاه، حتى سارعت للحصول على نسخة وصلتني في طرابلس بمساعدة من المؤلف الذي اجزي له  الشكر الجزيل على ذلك وايضا على ما ورد في هذا الكتاب الفريد المكتوب بالروح والنكهة والاسلوب الذي تميز به أستاذنا الدكتور أحمد، فأنت لا تكاد تجد قصةً من القصص الخمس والعشرين التي بداخل هذا الكتاب تخلو مما يسميه الروائيون بمصطح " الفلاش باك " مع أنها قصص قصيرة. والذي يشدُّك لقراءته وإكماله من دون انقطاع هو أنّ كل قصصه أو جُلّها تتعامل مع العالم الآخر، والتواصل الأثيري بين الأحياء والأموات، وكلها ترتبط بنسيج متداخل بين الواقع والخيال، بل ربما نسميها:" مفارقات، وملابسات ومصادفات، ولكنها حقائق واقعة أغرب من الخيال ". ونظرا لفذاذة هذا الكتاب وفرادته وطرافته فإنني رأيت أن أعرّف به القرّاء الكرام ليقتنوه ويقرؤوه للاطلاع على ما فيه من غرائب الحوادث التي تشبه الأساطير ولكنها واقعية لا مراء فيها ولا جدال حولها، وقد أوردها الأستاذ الدكتور الفقيه في أسلوب قصصي رائع، وقد اختصرتُها اختصارا شديدا، لئلّا أثقل كاهل القارئ الكريم، الذي يمكن أن يقتني الكتاب ليعرف أسباب هذه الاختصارات في هذه القصص، وهي مرتّبة وفق الترتيب الذي رتبها عليه المؤلِّف:
1- كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، سيدة الغناء العربي:
    قد صيغت حول أم كلثوم، وهي في فراش الموت، قصصٌ وأساطيرُ لا يصدقها العقل ولكنها غير قابلة للتكذيب؛ فقد شهد بصحتها خمسةٌ ممّن شهدوها وشاهدوها ورؤوها مرأى العين وهم: قارئ القرآن الكريم الملازم لأم كلثوم في مرضها الذي انتقلت منه إلى دار البقاء، والشاعر أحمد رامي شاعر أم كلثوم الأثير، والموسيقار رياض السنباطي، والدكتور المعالج، والممرضة المرافقة.
2 – الكاتب والروائي نجيب محفوظ:
     يتمتع محفوظ بذكاء خارق لا يصدقه العقل؛ فلقد التقى مع أحمد إبراهيم الفقيه في لقاء عابر لا يزيد عن دقيقة واحدة، ثم انقطعت اللقاءات بينهما لمدة ثلاثين عاما، وبعدها ذهب الفقيه إلى الركن الذي كان نجيب محفوظ يرتاده مع بعض الكتاب والأدباء بكازينو قصر النيل، ووجده هناك فتذكره وخاطبه باسمه ( يا أحمد). وفي هذه القصة، وردتْ واقعة تشير إلى أنّ الفنان المخرج السينمائي سمير الجاعوني، الفلسطيني الأصل، والليبي النشأة والجنسية، استطاع بذكاء محفوظ وقوة ذاكرته، وبوساطة الدكتور أحمد إبراهيم، أن يستعيد مبلغا ماليا يقدّر بألف دولار آنذاك، وكان هذا المبلغ سببا في انفراج ما كان يعانيه الجاعوني من الإفلاس والمديونيات التي كادتْ أن تجبره على بيع بيته الوحيد الذي كان يسكنه.
هذه قصة حول نجيب محفوظ وذكائه الخارق، وهي القصة الثانية بعد قصة السيدة أم كلثوم كما وردتْ بمتن الكتاب. ويضيف الفقيه قصة أخرى حول محفوظ، وهي القصة رقم 20، وفيها أنّ الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه يلتقي مع نجيب محفوظ بعد وفاته بعدة سنوات ومعه بعضٌ من مُجالسيه في الركن الذي اعتاد محفوظ الجلوس فيه بكازينو قصر النيل.  
3 – البشير الهاشمي:
     يعترف أحمد إبراهيم بأن البشير الهاشمي له فضلٌ كبير عليه؛ فهو أول من ساعده وآزره عندما وضع رجله على أول درجات السلم للوصول إلى العَلَميّة والعالمية في الأدب والفن، واصبحا صديقين حميمين. كانت وفاة الهاشمي أمرا مفاجئا وغامضا، وما كان الفقيه ليصدقه، ولكنّه لم يكن قادرا على نفيه.
4 -  يوسف هامان:
     كاتب وقصّاص موهوب كان يستحق أن يكون في صدارة الصف الأول من الكُتّاب والأدباء الليبيين الذين كانوا أصغر منه عُمْرا، وأقل منه إنتاجًا أدبيًّا. ولكنه لم يحظَ بمثل الحظوة التي كان يتمتع بها الآخرون؛ ربما لأنّ لعنة الانتماء لحزب سياسيّ محظور كانت تلاحقه. كان أصدقاؤه المقربون يلقبونه مداعبين بلقب: " أفقر مليونير في العالم "، فهل فعلا كان مليونيرا؟ أو أنه آثر أن يكون فقيرا برغبته وليس مرغما؟؟    
5 – الشاعر علي الرقيعي:
     يكتب قصة وفاته بيده، ويرفض أن يصطحب معه صديقه أحمد إبراهيم الفقيه إلى عالم البقاء.
ولسبب أو لآخر، يكتب الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه في هذا الكتاب قصتين حول علي الرقيعي هذه واحدة وهي رقم 5 بالكتاب، أما الأخرى فهي القصة رقم 25  أدناه وفيها أنّ علي الرقيعي بعد موته بثلاثة أشهر يعود لكتابة سيرته الذاتية، أو قصة حياته على صفحات جريدة الرائد التي كان يرأسها عبد القادر أبو هرّوس.
6 – القاص عبد الله القويري:
    بعد خروجه من عالم الفناء إلى عالم البقاء، يعود القويري ليباشر ديدنه في التجوال فجرا بشوارع مدينة طرابلس. ويلتقي القويري مع الأديب توفيق الحكيم في طرابلس بعد وفاتهما، ثمّ يلتقي بهما الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه في طرابلس وهما في عالم الأموات، وهو لا يزال بيننا يُرزق حتى يوم الناس هذا.
7 – الفنان كاظم نديم:
    يزور طرابلس أكثر من مرة قادما إليها من الدار الدائمة بعد وفاته بفترة من الزمن، وقد رآه كثيرٌ من أصدقائه، وزملائه، وتلاميذه، ومن بينهم صديقه الحميم الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه.
8 – إبراهيم الفقيه حسن:
     يعود من عالم الأموات إلى عالم الأحياء في يوم قائظ، شمسُهُ لا تُطاق، فوجد الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه يجلس في إحدى المقاهي يشرب فنجان قهوة في ركن تكاد تصله أشعة الشمس الحارقة، فطلب أحمد الفقيه من ضيفه أن يشاركه الجلسة، وعندما همّ الضيف بالجلوس، طلب منه أحمد الفقيه أن ينتقلا إلى مكان ظليل داخل المقهى، ولكنّ الضيف أجلس الفقيه وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث في المكان نفسه، ثمّ جاء ظلٌّ ظليلٌ من مكانٍ ما ليظللهما، ويقهر حرارة الشمس، ثمّ تحركّت مراوح هوائية لتلطيف الجو وتبريده، وهما لا يزالان في المكان المشمس ذاته.  
9 – الصحفي رشاد الهوني:
    أحمد إبراهيم الفقيه يتنبأ بقرب وفاة رشاد الهوني؛ لأنه قد ضاقت به كلٌّ من طرابلس وبنغازي، ولم يجد فيهما مكانًا لإقامته، فلم يبقَ أمامه إلا أن يغادر هذه الدنيا ليحيا حياة سعيدة هانئة لا تنغصها منغصات الحياة الفانية. وهكذا يموت الهوني بسبب ما مرّ به من الغصة، والحرقة، وخيبات الأمل المتلاحقة.
10 – شاعر الشباب علي صدقي عبد القادر، صاحب الوردة الحمراء:
    يرفض شاعر الشباب الموت ويقول إنه سيبقى حيًّا، ولن يموت، ولكن بدلا من أن يموت ميتةً واحدة مات مرتين، ويحضر موتَهُ أحمد إبراهيم الفقيه في المرتين.            
11 – الشاعر صلاح عبد الصبور:
    يموت عبد الصبور في لندن وهو بصحبة صديقه الحميم الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه الذي يتفاجأ ويُذهل ويكاد يُصعق عندما يقرأ خبر وفاة عبد الصبور في صحيفة الأهرام القاهرية، والغريب في الأمر أن عبد الصبور يقرأ خبر وفاته ونعيه ولم يتفاجأ به، بل إنه أوجد له مُبرِّرا وهو في لندن قبل أن يرجع منها  إلى مصر ليفارق الحياة في بيته بالقاهرة بين أهله وذويه.
12 – الأديب عباس محمود العقاد:
     العقاد يتمتع بنسختين من أصل، وصورة. ولك أن تعتبر الأصل هو الأصل أو تعتبر الصورة هي الأصل؛ فالصورة والأصل صنوان وتوأمان، أو وجهان لعملة واحدة.
13 – علي شلش:
     أحمد إبراهيم الفقيه يحدس موت علي شلش، ويكاد يحدد تاريخ وقوعه، وفعلا صدق حدس الفقيه ومات شلش كما توقعه الفقيه.  
14 – يوسف إدريس:
    يوسف إدريس يُملئ على الفقيه مسرحية كاملة الفصول والتفاصيل باللغة العربية تحت عنوان: " محمد علي باشا الذي مات " ولكنّ الفقيه ينشرها في إحدى الصحف، وينسبها إلى نفسه حرصا على الأمانة العلمية!!!!!.
15 – الأديب رجاء النقاش:
     هناك تشابهٌ كبيرٌ بين ما مرّت به السيدة أم كلثوم وهي تودع عالم الفناء إلى الدار الباقية، وما مرّ به رجاء النقاش في مرضه الأخير الذي خرج منه إلى قبره مودّعًا هذه الحياة. أحمد إبراهيم يرى العديد من الشخصيات الأدبية والفنية، العربية والعالمية يتحلّقون حول رجاء النقاش، وهو في الحياة الأخرى.
16 – الشاعر الفلسطيني محمود درويش:
     يتعرّف درويش في تونس على الصحفية الإنجليزية كارولينا، وفي لقاء صحفي معه سألته عن العمر الذي يتمنى أن يصل إليه قبل الموت، فاختار أن يموت في العمر الذي يتّفق مع تاريخ السنة التي تفجّرت فيها قريحته، ويشاء القدر أن يُصاب بمرض القلب ويرى في منامه أنه راحل إلى العالم الآخر، وهذا ما كان من الأمر حيث مات في العمر الذي حدده للصحفية.
17 – الفنان حسن عريبي:
    يترجّل من بيته ويقترب من سيارته ليفتح بابها، فاعترضته سيدةٌ ليست من الحسناوات، ولا هي من القبيحات، وحالت بينه وبين سيارته ومنعته من الركوب، وبعد فترة وجيزة أعطته شيئًا ما، وطلبتْ منه أن يقول ويكرّر جملةً ذكرتْها له. ثمّ اختفتْ تلك المرأة أو تلاشت أو توارتْ عن أنظار الفنان عريبي، الذي ذهب إلى صديقه القارئ المقرئ للقرآن الكريم الشيخ الأمين قنيوة ليستوضح منه دلالة هذه الحادثة، الشيخ قنيوة لم يصرّح بشيء. عريبي استوضح أنه سيفارق الحياة فأخذ يستعد للقاء ربه، وأخبر كل أفراد العائلة، وسدّد ما عليه من الديون، ومات في اليوم الرابع من تلك الحادثة. ( أخذ الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه هذه القصة عن الشيخ الأمين قنيوة ).
18 – الأديب محمد أحمد الزوي:
    في الليلة الرابعة من وفاة هذا الأديب، كان أحمد إبراهيم الفقيه منهمكًا في كتابة بعض المراثي النثرية التي طلبتها منه بعض الصحف لنشرها في رثاء صديقه الحميم محمد الزوي، وكان الفقيه لا يزال مفجوعا يتألم من الفراق الأبدي بينه وبين صديقه الزويّ، وكان ما يزال مفجوعا حزينا مهموما يُكابد ظُلمة الحزن والفراق، وبينما هو على هذه الحال جاءه صديقه محمد الزويّ المتوفَّى منذ أربعة أيام، في زيارة مفاجئة ليبدّد الظلام ويحيله نورًا وبهاءً، ويحيل الحزن والوجوم إلى فرح وبهجة وسرور.
19 – الممثل والمسرحي علي القبلاوي:
    أبو المسرح العالمي شكسبير، يشترك مع الفنان المسرحي الليبي علي القبلاوي في تقديم مسرحية بحضور جمهور غفير ونخبة من عمالقة الفن والمسرح والتمثيل. وكان الأستاذ أحمد إبراهيم الفقيه من بين الحضور الذين شاهدوا هذه المسرحية. 
20 – الأديب نجيب محفوظ:
     بعد وفاة نجيب محفوظ ببضع سنوات ينعقد لقاءٌ بينه وبين الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه بالمكان المخصص لندوة نجيب محفوظ بكازينو قصر النيل: ( يُرجى الاطلاع على القصة رقم(2) أعلاه.
21 – البشير يوسف كاجيجي:
     يقول صديقه زميله عياد الطاهر إنّ والدة كاجيجي المتوفاة منذ عدة سنوات مضتْ، والمدفونة في مقبرة سيدي الشافعي بمصر، كانت تطلب من ابنها البشير، كلما ذهب لزيارة قبرها والترحم على روحها الطاهرة، أن يبقى معها ويمكث بالقرب منها. وفي رحلة علاجية لعياد الطاهر بالأردن، أصرّ البشير على مرافقته، وفي طريق العودة من عمّان إلى ليبيا قرّر البشير أن يبقى مع والدته ويُدفن بالقرب منها، وعاد المريض صحيحا مُعافَى إلى ليبيا، ومات المرافق ليبقى في جوار أمه التي طالما طلبت منه ذلك.
22 – الفنان، الأديب، المؤرخ، الدبلوماسي فؤاد الكعبازي:
     كان أحمد إبراهيم الفقيه على علاقة وثيقة مع الكعبازي، وصادف أن كان الفقيه ذاهبا إلى بيروت لحضور مؤتمر أدبي هناك، فأوصاه صديقه الكعبازي أن يبلّغ سلامه وأشواقه إلى الأصدقاء المشتركين بينهما، وصل الفقيه إلى بيروت وسكن بفندق في شارع الحمراء، وتهاتف مع أصدقائه وأصدقاء الكعبازي. وبينما كان يتطلّع في إحدى الليالي إلى البحر من خلال النافذة، رأى الأستاذَ فؤادَ الكعبازي يرتدي زيَّ قبطان بحري، ويقف مع عددٍ كبير من رجالات الأدب والفن الليبيين الأموات، على سطح يخت شاهقٍ كبيرٍ يمخر به البحر وهو يلوّح بيديه كما لو كان مُودِّعًا. لم يستطع الفقيه أن يفهم ما يراه أمام عينيه من مشهد رهيب مهيب يجمع صديقه الكعبازي بأموات قد فارقوا الحياة في أزمان متفاوتة. وعندما رجع الفقيه إلى ليبيا، اكتشف السرّ الذي حيّره، وكشفَ الغموض الذي اكتنفه!!!!
23 – الشاعر محمد الفيتوري:
    الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه يجالس الشاعر الفيتوري في مقهى الفندق الكبير. الفيتوري لا يعرف شيئا عن نفسه وهو طريح الفراش بالرباط؛ فيتوجّه بالسؤال إلى جليسه الفقيه ليخبره عن ذلك. وفي الوقت نفسه يموت الفيتوري بالقاهرة بين يدي الشاعر الناقد المصري فاروق شوشة، ومع ذلك يبقى حيًّا يجالس أحمد إبراهيم في الوقت نفسه.
24 – الروائي خليفة حسين مصطفى:
    من أشهر أعماله روايته " الجريمة " تدور أحداثها حول معتقل العقيلة وما يمثله من المعاناة والإبادة الجماعية التي تعرض لها أجدادنا الليبيون في عشرينيات القرن الماضي عندما قتل المستعمر الإيطالي عددًا غير قليل من العائلات الليبية التي تم إعدامها وتصفيتها بهذا المعتقل بشرق البلاد، إلى درجة أن بعض العائلات اندثرت نهائيا، ولم تترك أي فرع من خلفهم.
     كانت الرواية عملا يستحق التكريم والإكبار، ولذلك أقامت رابطة الكُتّاب والأدباء الليبيين حفلا لتكريم صاحب هذه الرواية. وبعد أن رجع إلى البيت رأى في منامه ما يرى النائم من أن شيخا وقورا جاءه في منامه وأعطاه بعض أسماء الذين ماتوا في معتقل العقيلة من عائلته، وكان من بين هذه الأسماء أم السعد، حليمة، زهرة، فاستغرب الروائي مما رأى وسمع حيث كانت هذه الأسماء من ضمن شخوص روايته " الجريمة ". تكررت زيارات هذا الشيخ المنامية للكاتب خليفة حسين، ,وأخذ يلوم عليه، ويعنفه على عدم الاهتمام بمتابعة تاريخ أهله وذويه. أصبح الروائي يتأكد يوما بعد يوم من صحة وصدق ما يقوله الشيخ. وبناءً على هذه الثقة التي وضعها الكاتب في هذا الشيخ، فإن الكاتب طلب من زوجته أن تكتب مذكراته بعد وفاته، وطلب منها أن تستعين بصديقه الحميم أحمد إبراهيم الفقيه إذا احتاجت إلى مساعدة. ( هذه التفاصيل أخذها مؤلف هذا الكتاب أحمد إبراهيم الفقيه من زوجة خليفة حسين مصطفى بعد وفاته).
25 – الشاعر علي الرقيعي:
    سبق أن أورد الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه في هذا الكتاب قصة حول الشاعر علي الرقيعي وهي القصة رقم ( 5 ) أعلاه، وقد ذكرتُ هناك ملخصا لما ورد في هذه القصة من أنّ الشاعر الرقيعي يعود بعد وفاته بثلاثة أشهر إلى الحياة الدنيا، ليستأنف كتابة مذكراته على صفحات جريدة الرائد التي يرأسها عبد القادر أبو هروس.
من خارج النص:
أ – الكتابُ يزدان بصورة شخصية لصاحب كل قصة وردت بمتن الكتاب: قد تكون صورةً فوتوجرافية، وقد تكون رسمًا كيراكاتوريًا.
ب - ما ورد بهذا الكتاب يستحق القراءة والتأمل والتمعن وعدم الوقوف عند هذه الملخصات والاختصارات التي رأيت من ورائها تعريف القراء الكرام بمحتوى كل قصة آملا أن يدفعهم هذا الإيجاز إلى اقتناء الكتاب والاطّلاع عليه بأيّ طريقة.
ج – الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه يختار شخصية الكاتب المصري يوسف إدريس لتقديم هذا العمل وتصديره بالمقدمة ذاتها التي كتبها يوسف إدريس عندما قدّم أول أعمال الدكتور أحمد إبراهيم " البحر لا ماء فيه ". فهل يرى القارئ الكريم أن أحمد إبراهيم الفقيه أراد أن يخلق نوعا من التماهي والمواءمة والتجانس بين مجموعته القصصية " البحر لا ماء فيه" وقصص هذا الكتاب، وذلك لأن كل القصص بالكتاب تعتمد على التواصل الأثيري أو الروحاني بين الحاضر والغائب، فجاء بهذه المقدمة لتربط بين تاريخ تلك المجموعة 1966، وتاريخ إصدار هذا الكتاب؟ وأن التواصل بين الأحياء والأموات بطريقة أو بأخرى، هو الذي حدا بأديبنا الأستاذ الفقيه أن يستدعي ويستحضر ذلك التاريخ من خلال تلك المجموعة التي يفصلها عن هذه المجموعة خمسون سنة بالتمام والكمال؟ ليس هناك ما يمنع من المصادفة ولكنه مجرد سؤال. 
د – أرى أنّ هذا الكتاب جدير بالقراءة والاقتناء وذلك لما ينطوي عليه من وقائع هذه القصص من ناحية لأنها توضّح أسلوب الكتابة الأدبية، وتوضح علاقات الدكتور الفقيه الشخصية بأغلب أصحاب هذه القصص. ومن ناحية أخرى لأهمية المَسْرَدَين اللذين يشتملان على جُلّ مؤلفات هذا الأديب، وعلى الكثير من تعليقات الكُتّاب والصحافيين والأدباء والنقاد والسياسيين والدبلوماسيين حول كتاباته. وإنني أرى أنه ضروريّ بالنسبة إلى طلبة الدراسات العليا والكُتّاب للرجوع إليه لمعرفة كلّ ما قالَ وكَتَبَ، وكلّ ما قِيل وكُتِبَ حوله وحول أعماله.