الصفحات

2015/10/30

حفل توقيع "الذي سرق نجمة" للشّعلان في مكتبة شومان



حفل توقيع "الذي سرق نجمة" للشّعلان في مكتبة شومان
    احتضنت مكتبة شومان في العاصمة الأردنيّة عمّان حفل توقيع مجموعة" الذي سرق نجمة" للأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينيّة سناء الشّعلان،وذلك في حفل بهيج حاشد ضمّ نخب ثقافيّة وأكاديميّة وإعلاميّة فضلاً عن المهتميّن والمتابعين والقرّاء والباحثين.
   والمجموعة كما قال عنها الناقد الأديب د.زياد أبو لبن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين في معرض تقديمه لها في الحفل:"هذه المجموعة القصصيّة التي تحمل عنوان "الذي سرق نجمة"هي صادرة عن دار أمواج الأردنيّة للنّشر والتّوزيع لتكون القصة الخامسة عشرة في سلسلة إصدارات الشّعلان في فنّ القصّة القصيرة،وهي تقع في162 صفحة من القطع الصّغير،وتتكوّن من أربع عشرة قصّة قصيرة،تحمل على التّوالي العناوين التّالية:" الذي سرق نجمة،منامات السهاد،حيث البحر لا يصلي،الضّياع في عيني رجل الجبل،الاستغوار في الجحيم،جريمة كتابة،راقصة الطاغية،أبو دوح،سحر وداد،غالية سيدة الحكايا،العيون التي ترى،حدث في مكان ما،يوميّات إنسان مهزوم.
    والاستثنائي في هذه المجموعة هي أنّ قصصها قد نالت الكثير من الجوائز العالميّة والعربيّة،منها:جائزة زحمة كتاب للثقافة والنّشر الدّوليّة،وجائزة أفضل صحفي في جريدة رأي الأمّة،وجائزة صلاح هلال الأدبيّة،وجائزة مهرجان القلم الحرّ للإبداع العربيّ،وجائزة القصّة الومضة العالميّة، وجائزة منظمّة كتّاب بلا حدود،وجائزة أحمد بوزفور للقصّة القصيرة،وجائزة معبر المضيق.
   وهذه المجموعة هي تمثيل حقيقي وناضج لتجربة الشّعلان في الكتابة القصصيّة؛إذ أنّها تنحاز إلى اللّغة المتفرّدة التي تنتصر للمعمار اللّغوي الرّاقي الذي لا يقبل أن يتنازل عن جماله واستدعاءاته في سبيل مخاطبة المتلقّي ضمن شرائحه كاملة،بل هي تأخذ المتلقي في رحلة لغويّة خاصّة في سهوب من الجمال والانتقاء،لتصل به إلى مبتغى مغامرة الشّكل من أجل حمل الفكرة والرّسالة التي لا يمكن إلاّ أن تكتمل أو توصّف دون التّعاطي مع الثيمات الكبرى في هذه المجموعة التي تتلخّص في الحريّة والخير والجمال في أشكاله المتنوّعة التي تتضافر جميعاً لأجل الثّورة على التعنصر والقبح والظلم والاستبداد والقسوة.
   هذه المجموعة تملك لساناً لا يعرف الخوف أو الازدجار،ويصمّم على أن يتصدّى للظلّم والظالمين،ليكون خصمهم الذي لا يعرف مهادنة،هي صوت الثّورة والرّفض والإصرار على الحياة والعدالة والكرامة،هي إعلاء لقيم الجمال في كلّ مكان وزمان،هي تلك الكلمات التي لا نقولها جهراً إلاّ نادراً،في حين نهمس بها سرّاً لأنفسنا في كلّ لحظة.
  وتمثّلاً لهذه الكلمات والأفكار والقيم فقد عزفت المجموعة على أكثر من وتر شكليّ،فزاوجت بين الشّكلذ التّقليديّ والحداثيّ،واستعارت أشكالاً قصصيّة تراثيّة متوالدة،واستسلمت أكثر من مرّة للتّجريب في تكوين معمار الشّكل،وقفزت بين فضاءات مختلفة،واستدعت أنماطاً سرديّة متداخلة لتجهر بما تريد أن تقوله بكلّ صدق وصراحة".
      وقد أدار الحفل الأديب النّاقد عطا الله الحجايا عضو هيئة إدارة رابطة الكتاب الأردنيين الذي قال في معرض تقديمه للشّعلان:"أتشرّف اليوم بأن أقدّم لكم وأحتفي معكم بالزّميلة الدّكتورة سناء الشعلان.وسناء غنية عن التّعريف،فحضورها الإبداعي والأدبي في السّاحة الأردنية والعربيّة والعالميّة حضور مشهود متنوّع؛حيث أثبتت هذا الحضور،فكتبت في النّقد والرّواية والقصّة وأدب الأطفال،فكانت في كلّ مجال مبدعة مجلّية،وحازت المراكز والمراتب الأولى في الجامعة،وفي كلّ مراحل الدّراسة،وحصدت الجوائز الأولى في الإبداع،ولا يكاد يوجد لها عمل إبداعيّ إلاّ وحاز جائزة أو أكثر...،ولكنّني لا بدّ أن أشير إلى أنّني كنت شاهداً على إبداعاتها الأخيرة،وهي مجموعتها القصصيّة "حدث ذات جدار"،و"تقاسيم الفلسطيني"،وكنت أرى كم كانت مسكونة بالهمّ الوطنيّ الفلسطينيّ،وهي تراقب المعاناة التي يعيشها الشّعب الفلسطينيّ،فأخذت عل نفسها أن توثّق ذلك،وأن تجعل القضيّة همّها ورسالتها،إذ إنّها آمنت أنّ المبدع الذي لا تحضر فلسطين في إبداعه هو مبدع عليل الحبر كسير الخرف مهيض القلم.لقد أدركت سناء ذلك،وهي ابنة القضيّة الفلسطينيّة،فجسّدت في مجموعتها تلك المعاناة ووثّقتها،ومن هنا أدعوكم لقراءة هاتين المجموعتين بوصفهما شاهدين على الأدب الملتزم الذي يدرك حجم رسالة الحرف وقدسيّة القلم".
  وقد قالت الشّعلان في معرض حديثها عن مجموعتها القصصيّة" الذي سرق نجمة :"كتبتُ هذه المجموعة وأنا غاضبة أشرس الغضب من البشريّة الحمقاء التي تتصارع دون توقّف،من البشر القساة اللامباليين،من حمّام الدّم المشرع في كلّ مكان بزخم دماء الأبرياء،من مشهد الحياة دون كرامة،من جداريّة الموت دون ونيس،من سلطة الفاسدين،ومن قهر المستلبين،من إعدام العشق،أنا حانقة على المتخمين كلّهم عندما يُتخموا من لقم الجائعين والكادحين والمنكوبين والمستضعفين،وثائرة باسم الجائعين والمحرومين والمنكدين جميعهم،أنا في حرب ضدّ الحرب،وفي صرخة ضدّ جعجعات الكاذبين،أريد أن أقول لا حتى ولو كلّفني ذلك أن أنجز عملاً قصصيّاً يعدم نفسه عند أوّل مفترق كتابة.
    كنتُ أدرك تماماً وأيقن في لحظة إيمان لا تعترف بالشّك أنّني أقامر على طاولة السّرد والحكي بكلّ ألآمي ومعاناتي،وأنّني أراهن على الكلمة في لحظة حالة إفلاس روحيّ وشعوريّ عند البشريّة جمعاء إلاّ من رحم ربّي،ولذلك فهي تبتدع حرفتي الموت والكره،وتتنافس في صنع الفحش والإيذاء،وتتذرّع بشتّى الذّرائع لتكسو نفسها بالسّلاح والبطش والتسّلط،وما هي في الحقيقة إلاّ منكوبة في قلبها العاصي الذي لم يتعلّم-بعد- أن تحبّ.
    البشر في حاجة إلى درس إنسانيّ مخلص في الحبّ والكرامة،وهو خيارهم الأخير قبل أن يُبادوا وينتهوا،وهذه المجموعة تقدّم نموذجاً من نماذج هذا الدّرس.
   أتعبتني هذه المجموعة عندما كتبتها؛لأنّني كتبتها بحسّ المكروبين والمستضعفين،وأخفيت فيها دموعهم وأحلامهم وآلامهم وانكساراتهم،وتركت لكم رسالة خاصّة فيها،فلكم أن تسيحوا فيها ،ولي أن أكتب لكم مرّة تلو الأخرى".
    من أجواء بعض القصص التي قرأتها الشّعلان على جمهور الحاضرين لحفل التّوقيع:منامها:"سهدتْ ثم نامتْ،فرأتْ في المنام يا سادة يا كرام فيما يرى النّائم أنّها سُمّيت فرحاً عند مولدها؛لأنّ والديها أرادا أن تحمل اسماً يكرّس مشاعر فرحهما العميق بمولد ابنتهما البكر التي تمنيا دون توقّف أن تكون أنثى جميلة ترفل في الدّمقس والحرير،وتتربّى على العزّ والدّلال،وتملأ حياتهما بهجة وسعادة وغبطة،ولذلك سمّياها فرحاً.
   الدّنيا كلّها كانت تفتح ذراعيها لفرح، القبيلة التي لا ترى الحياة تكتمل إلاّ بمولودة أنثى جميلة كتبت باسمها حصتّها المقنّنة من أراضي المواليد الجدد.وظلّت تاج والديها إلى أن جاء أخوتها الذّكور إلى الحياة؛فارتقوا بها لتكون جوهرة حيواتهم .
     تفاصيل حياتها كلّها جاءت على قدر الأمنية،وعلى حجم الأمل،وعلى مساحة الشّوق؛ الدّراسة كانت متاحة أمامها حتى استكفت منها،والوظيفة العادلة ساوتها مع أقرانها من الرّجال العاملين بجدّ والنّساء العاملات بإخلاص،والأمير الوسيم الذي يسكن الغمام،ويحلّق على صهوة مهر أبيض مجنّح خطفها في ليلة حلم،وطار بها إلى السّموات العلا،وأنزلها عروساً له في قصر المرجان في عنان السّماء".

بنية التراث الشعبي في رواية "لونجة والغول" للأديبة زهور ونيسي بقلم: عبد القادر كعبان



 بنية التراث الشعبي في رواية "لونجة والغول" للأديبة زهور ونيسي
بقلم: عبد القادر كعبان*
لا يزال مجتمعنا الجزائري يهتم بالمأثورات الشعبية من حكاية وشعر وغناء ومعتقدات وأقوال تعارفها الناس جيلا بعد جيل عبر مرور الزمن، وقد تبلورت ملامحها أيضا في الأدب الجزائري ونذكر على سبيل المثال رواية "لونجة والغول" للأديبة الجزائرية زهور ونيسي.
إن التغيرات التي عرفها عصرنا في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عموما، يتطلب من الفرد إعادة بناء ذاته وهذا لا يكون إجمالا إلا من خلال إعادة بناء تراثه لأنه يعتبر في حد ذاته كيان الأمة وهويتها وربما هو ما دفع المبدعة ونيسي للوقوف أمام حكاية شعبية لا تخلو من الخرافة لفتاة ساحرة الجمال تدعى لونجة بنت الغول.
هذا يدفعنا لنتذكر جملة تتكرر في مجتمعنا الجزائري كثيرا: "واش حاسبة روحك لونجة بنت الغول؟" وهذا كله كناية عن الجمال الذي يفتن كل من يراه منذ الوهلة الأولى، وهذا ما سنشهده في نهاية النص الروائي للمبدعة زهور ونيسي حينما يخاطب "كمال" قبر "مليكة" قائلا: "أتدرين من هي لونجة بنت الغول؟ تلك التي تحكي عنها جداتنا تلك الفتاة الجميلة التي لا يمكن ان يصل إليها أحد لأنها تسكن قصرا عظيما عالية أبراجه تناطح السحاب هو قصر الغول..." (ص 142).
من سيقف أمام رواية "لونجة والغول" سيتساءل بدوره عن قصدية هذا العنوان وقد يظن القارئ في بداية الأمر أنه بصدد قراءة حكاية شعبية لكن حينما سيباشر عملية القراءة سيعود حتما إلى رمزية العنوان الذي له دلالته الضمنية في الخطاب الروائي، وسيكتشف حتما أن الكاتبة اختارت بعناية عنوان روايتها وذلك لكي لا تفصح بشكل مباشر عن مكنونات النص بل يظل عقدة منسوجة بإحكام وعلى القراء حلها بتأن وروية.
حاولت الرواية الإشارة إلى مضمونها من منطلق عنوان غريب ومحير لكن بعد القراءة المتأنية نستنتج أن "لونجة" ترمز للجزائر من خلال ملامح شخصية "مليكة" و "الغول" هي المستعمرة الفرنسية التي اغتصبت حرية الجزائري ونهبت خيرات بلاده.
شخصية "مليكة" لا تعكس تماما رمزية اسمها فهي تفتقد الأمان كما افتقتده الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، كما تفتقد بدورها الحرية التي لا تزال حلما للعديد من الأوطان العربية كقضية الفلسطيني الذي ما يزال يناشد الضمير العربي لإرساء معالم السلام ومواجهة العدو الصهيوني إلى يومنا هذا.
تتخبط شخصية البطلة "مليكة" في متاهة الحب أين تقع في شباك حب يعزف منذ البداية على أوتار ممزقة لابن الجيران "سليم" لكنه لم يبادلها نفس المشاعر فترتبط بأول رجل يطلب يدها وهذا ما جعل الحظ يفتح أبوابه للشاب "أحمد" حيث تقول عنه الساردة: "...أليس اسم محمد أو أحمد واحدا، يعني الحمد والشكر، ويرمز إلى سيد الخلق..." (ص 87)، على خلاف حبها للفتى "سليم" الذي وجدته يعيش أزمة مراهقة حتى أنه لا يفكر في مستقبله أبدا كما نقرأ ما يلي: "...ماذا ستجني من حياتها مع شاب مثل سليم؟ ليس له عمل قار بعد ولا يزال يأخذ مصروفه من والده..." (ص 50).
لم تحرم "مليكة" من جمال لونجة بنت الغول كما تقول الحكاية الشعبية لكنها كانت تعاني كبقية أهل الجزائر من الفقر الذي يعتبره الكثيرون عدوا للإنسان في عصرنا بل صار الفقير نكرة في عيون الكثير من الأغنياء، لكن الإسلام جاء محطما لتلك الحواجز بين الفقراء والأغنياء في العبادات والمعاملات، بل الفقر بعينه امتحان للعبد الفقير كما هو العطاء والرخاء للغني لقوله تعالى: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة" (سورة الأنبياء، الآية 35).
ملامح الفقر تعيدنا إلى أسرة مليكة وبالأخص والدتها "الزهرة" تلك الأم القنوعة التي لا تتذمر على الإطلاق، حنونة ومطيعة لزوجها كذلك رغم أنها عاشت حياة صعبة منذ نعومة أظافرها حيث تقول عنها الروائية ونيسي: "كانت ومنذ صغرها البعيد، تعيش اليتم المبكر، والوحدة النفسية، عالة على عم له من الأطفال تسعة..." (ص 11).
يبدو والد البطلة "سي محمد" متقلب الأحوال على عكس والدتها "الزهرة" حتى أنه لا يشعر بالرضا إلا في بعض الحالات وكأنه يستسلم لقدره دون أدنى سعي منه حيث نقرأ مايلي: "...لم يكن من الرجال الذين يسهل التفاهم معهم دائما، إنه لا يبدو راضيا إلا في الحالات القليلة، وطبعه الانفعالي كثيرا ما أدى به إلى القنوط والتشاؤم والشعور بالغبن الدائم والظلم..." (ص 13). 
تظهر شخصية "رشيد" أخ البطلة مليكة التي تتخذ خطا عكسيا للحالة الاجتماعية التي تعيشها الأسرة حيث يرفض واقعه كأبيه على عكس أخته التي تصرخ من ألم الفقر بين فينة وأخرى لكنها ترضخ في نهاية المطاف لقدرها كأمها حيث تقول الساردة: "...كان من الأفضل ألا نضع الغنى بجانب الفقر، ولكن كيف تتميز الأشياء أليس بأضدادها؟ لا بأس، أليس من العدل  أن يتداول الناس على الفقر والغنى؟..." (ص 9). لكن كل ذلك لم يمنع "رشيد" من الالتحاق بصفوف المجاهدين لينتهي به الأمر ليصبح واحدا من شهداء الجزائر.
إذا ما نظرنا إلى التراث اليوم سنجده عملا قد تدخلت فيه الصياغة الجديدة إلى مستوى عال جدا، ولكي نصل إلى الجذور الأصلية لكل ما هو موروث عن الأجداد يمكننا أن نقوم بالكثير من المقارنات وأن نعتمد على الحدس والاستنتاج والافتراضات العلمية والتي تعتبر ضرورية دون أدنى شك للاقتراب إلى حد ما من الروح الأصلية، وفي هذا يتحدد الفرق الجوهري بين أن نعيش في التراث وأن نعيش بالتراث.
ومن منطلق رواية "لونجة والغول" نجد بنية التراث الشعبي حاضرة بقوة من خلال جملة من الأمثال الشعبية والأغاني وكذا المعتقدات المتعارف عليها بين الناس حيث نقرأ على لسان الساردة مايلي: "...إنهم جميعا يقصدون اتجاها واحدا (سيدي عبد الرحمن) مقبرته يقصدون بركته يوم النذر جميعهم يحسن عملية الانتظار، انتظار لقيمات يجود بها احدهم ممن نذروا للقطب الرباني، أن يجودوا على الفقراء حوله الساكنين على الارصفة تحت رعايته..." (ص 114).
مما تقدم نستطيع أن نقترب من فهم معتقد شعبي لا يزال شائعا بين الناس إلى يومنا هذا والذي يؤثر على الكثيرين من منطلق مدلوله النفسي، والذي يبدو غير منطقي أو غير معقول لدى أهل الشريعة حيث أنه يخالف تعاليم الإسلام الذي يرى أن زيارة الأولياء الصالحين وأخذ بركاتهم أو التمسح بقبورهم وطلب رعايتهم من دون الله كما ذكرت ذلك المبدعة زهور ونيسي لا يجوز شرعا.
ومن جملة الأغاني التي ذكرتها الروائية على لسان البطلة "مليكة" وغيرها من الشخصيات ما يلي: "...اغنم ساعة في الحياة يا من عينك بكاية، اللي مكتوبة تكون راهي الدنيا ساعة..." (ص 116). كل هذا جاء ليفسر نوعية موقف من التراث الشعبي الجزائري الأصيل بهدف فهم مغزاه الذي يتماشى وظروف الحياة الراهنة.
ومن بين الأمثال التي أشادت بها المبدعة ونيسي في روايتها نذكر على سبيل المثال ما يلي: "...المصيبة إذا عمت هانت..." (ص 104) وهو مثل مفاده التخفيف من هول المصيبة التي قد تصيب الإنسان في مجرى حياته.
لقد استطاعت الأديبة الجزائرية زهور ونيسي إعادة خلق حكاية لونجة بنت الغول ذات القيمة التراثية التي تحتاج إلى الكثير لفهم جوهر توظيفها من خلال رواية كاملة تستحق الكثير من التمحيص والتدقيق والتعمق لإدراك وفهم فكرة اتخاذها خيطا في عملية السرد بتقنية عالية، وكل ذلك بغية اختراق حواجز الزمن بين الماضي والحاضر من خلال صهرهما في بوتقة واحدة متوازنة تعكس صورة التراث والتاريخ الذي يتوارثهما جيل بعد جيل.  
*كاتب وناقد جزائري

2015/10/29

مسابقة ربيع مفتاح الأدبية توزع جوائز دورتها الثالثة في احتفالية كبرى بالقاهرة



في احتفالية كبرى بمؤسسة مصر للقراءة والمعرفة:

جوائز ربيع مفتاح في دورتها الثالثة تكرم محمد السيد عيد كشخصية العام الثقافية

 سمر إبراهيم تتسلم درع تكريم الكاتب الراحل سليمان فياض








صفوت والملواني وسمير يفوزون بجوائز الرواية

حجاج ودينا وإبراهيم والبطل وعبدالسميع يفوزون بجوائز القصة القصيرة

غيضان وحمزة وعبدالتواب والبوهي ومعوض وهلال يفوزون بجوائز المقال النقدي

تكريم لجنة التحكيم وأمانة الجائزة على هامش الاحتفالية.

دشنت مؤسسة مصر للقراءة والمعرفة أمس الخميس حفل توزيع جوائز ربيع مفتاح الأدبية بدورتها الثالثة (دورة الكاتب الراحل سليمان فياض).

الاحتفالية التي قدمها الكاتب أحمد قرني استهلت بكلمة الكاتب أحمد طوسون أمين عام الجائزة الذي استعرض فيها تاريخ الجائزة ومراحل تحكيمها ودور المؤسسات الخاصة في الكشف عن المواهب وتقديمها، وحرص راعي الجائزة الكاتب ربيع مفتاح على عدم التدخل في أعمال الجائزة وتطويرها كل عام.

وفي كلمة راعي الجائزة الكاتب والناقد ربيع مفتاح أشار بدور الشخصية المكرمة لهذا العام الكاتب الكبير محمد السيد عيد في الحياة الثقافية كأحد المؤسسين لمؤتمر أدباء مصر ودوره في دعم نوادي الأدب منذ نشأتها أثناء عمله بالثقافة الجماهيرية ودورة كأحد المشاركين في إطلاق مجلة قطر الندى مع الراحل أحمد زرزور بخلاف إبداعاته المتعددة وأعماله الإذاعية والتلفزيونية والنقدية وكتاباته للأطفال.

أما الكاتب محمد السيد عيد المكرم من الجائزة كشخصية العام الثقافية فقد أشار في كلمته إلى سعادته لتكريمه لتاريخه الطويل في الثقافة المصرية الذي يفخر أنه فعل ما يراه الصواب دائما سواء في عمله الثقافي أو في إبداعاته، وإنه لم يخضع أبدا لضغوط المؤسسة التي تخالف قناعاته وضرب مثلا بوقوفه مع التوصية بعدم التطبيع مع العدو الصهيوني بمؤتمر أدباء مصر بالمنيا ضد رغبة جهات أمنية وهو الأمر الذي كاد أن يعتقل بسببه إلا أنه تمسك بصدور التوصية كأحد ثوابت المؤتمر.

ثم تم توزيع الجوائز والدروع وشهادات التقدير على الفائزين وهم:

أولا: في مجال الرواية: المركز الأول وقدرها 5000 جنية: رواية "القتلة يحتفلون بالفالنتين" للكاتب محمد صفوت. المركز الثاني وقدرها 3000 جنية مناصفة بين كل من: رواية "مفتتح للقيامة" للكاتب أحمد الملواني، رواية "العكاز" للكاتب سمير فوزي.

ثانيا: في مجال القصة القصيرة: المركز الأول وقدرها 1500 جنية: قصة "طرف من خبر البحث عن سيرة راسبوتين" للكاتب حسن عبدالحميد حجاج أبوالسعود. المركز الثاني وقدرها 1000 جنية: مناصفة بين كل من: قصة "مقهى الصلصال" للكاتبة دينا سليمان، قصة "في انتظار الليل" للكاتب إبراهيم حسين مصطفى. المركز الثالث: وقدرها 600 جنية: مناصفة بين كل من: قصة "وحدها" للكاتب أحمد راشد البطل، قصة "الكاتب" للكاتب أيمن عبدالسميع حسن.

ثالثا: في مجال المقال النقدي: المركز الأول وقدرها 1000 جنية: مناصفة بين كل من: د.غيضان السيد علي عن مقال (" من حكايات سنورس "وتجسيد النزعة التفكيكية في الرواية المصرية المعاصرة)، إبراهيم محمد حمزة عن مقال (الرسائل الُمغلّفة.. قراءة فى مجموعة "فتاة البحر"). المركز الثاني وقدرها 800 جنية: مناصفة بين كل من: د.على عبد التواب عبد الحليم عن مقال (دراسة نقدية لرواية " كما يليق بحفيد")، خالد البوهى عن مقال (البسطاء والمهمشون في ديوان "نظره تانية للملامح ع الخريطه") المركز الثالث وقدرها 600 جنية مناصفة بين كل من: عويس معوض عن مقال (حصار الأمكنة والرفض في ديوان "المكان جواك محاصر")، عماد عبدالحكيم هلال عن مقال (قراءة في رواية "رقة القتل").

ثم تكريم الكاتب الراحل سليمان فياض الذي أطلق اسمه على الدورة الثالثة واستلمت الكاتبة سمر ابراهيم درع التكريم، وتسلم الكاتب الكبير محمد السيد عيد درع التكريم كشخصية العام الثقافية.

وأعقب ذلك تكريم النقاد والأدباء د.السيد نجم، نجلاء علام، د.نبيل الشاهد عن لجان التحكيم، والأدباء منتصر ثابت، محمد حسني إبراهيم، أحمد قرني محمد عن أمانة الجائزة.

وأعقب توزيع الجوائز كلمة لجان التحكيم  للكاتبة نجلاء علام رئيس تحرير مجلة قطر الندى، ثم كلمة الفائزين وألقاها الناقد د.غيضان السيد علي، وأخيرا كلمة للكاتبة سمر إبراهيم عن الكاتب الراحل سليمان فياض.

حضر الحفل حشد من الكتاب والأدباء منهم عبده الزراع،محمد مستجاب، تغريد فياض، سلوى علوان، نهى محمود، شوقي عبدالحميد، مديحة أبوزيد، سحر غريب.. والمستشار أحمد ربيع مفتاح.

وفي نهاية الحفل استمتع الحضور بفقرات فنية لفرقة النهر الخالد والفنان تامر فاروق.