الصفحات

2016/08/30

ندوة "لمناقشة ظاهرة الروايات الأكثر مبيعًا" بالمجلس الأعلى للثقافة

ندوة "لمناقشة ظاهرة الروايات الأكثر مبيعًا" بالمجلس الأعلى للثقافة
تقيم لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة الأربعاء، 31 أغسطس 2016 ندوة "لمناقشة ظاهرة الروايات الأكثر مبيعًا"، وذلك فى تمام الساعة 6 مساءً
يدير الندوة:
- الكاتب والناقد/ أ. ربيع مفتاح
المشاركون:
- الأستاذة/سلوى بكر
- الدكتورة/ عزة بدر
- الأستاذ/ محمد قطب
- الأستاذ/ شوقى عبد الحميد
- الأستاذ/ أحمد طوسون
- الأستاذ/ محمد محمد مستجاب
- الأستاذ/ عاطف عبيد
- الأستاذ/ أحمد قرنى
- الأستاذة/ سهى زكى
- الأستاذة/ منى ماهر طه
- الأستاذة/ هدى توفيق
- الأستاذة/ عليه السيد

2016/08/29

دراسات وإبداعات جديدة في عدد الجوبة ٥٢ هذا الشهر

دراسات وإبداعات جديدة في عدد الجوبة ٥٢ هذا الشهر


يصدر هذا الشهر العدد الجديد ٥٢ من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه مواد ثقافية وابداعية ودراسات عن مركز عبدالرحمن السديري الثقافي بالسعودية حيث يحيل  رئيس التحرير إبراهيم الحميد افتتاحيته الى إنجازات المبدع العربي الذي يحقق إنجازاته في مختلف فنون المعرفة الانسانية  ضمن المساحة التي يطلون منها ناشرين النور والفكر . 
>> ففي دراسات تكتب حورية اوفقير من الرواية السالبة الى الرواية الموجبة و تكتب رؤى هاشم عمل شعري خلاق عن ديوان  الشاعر عمار الجنيدي " تلالي تضيق بعوسجها "
>> ويكتب صالح المطيري عن طه حسين في قصة لم تتم و ابراهيم الكراوي عّن تشكلات الخطاب السردي و مصطفى يعقوب عن قصيدة مجهولة ل ابراهيم الغزاوي و بهيجة ادلبي عن استلهام التراث في شعر الاطفال وآيات عفيفي عن الجوف تراث الواحة العربية برؤية اوربية .
>> وتنشر نصوصا سردية ل سمية البوغافرية و آمال الشاذلي و فهد المصبح و سمر الزعبي و ترجمة لسعيد بوكرامي .
>> كما تنشر نصوصا شعرية : احمد قران الزهراني و حنان بيروتي و عقل الضميري و ملاك الخالدي و هيفاء الجبري و نجاة خيري و عبدالله فراجي و نازك الخنيزي و حليمة الفرجي و احمد نمر الخطيب و عمر بوقاسم و هدى الخطيب و سليمان العتيق و وعد العمري .
>> وتنشر الجوبة شهادة عن الراحل عبدالله العثيمين لعبدالرحمن الشبيلي .
>> وتنشر حوارين هامين مع الشاعر والروائي  حسن السبع و محمد صابر عبيد الذي يحاوره نضال القاسم .
>> كما تنشر الجوبة عرض لدراسة الاولوية الحتمية لإيقاف التدهور في قدرات الامم للزبير مهداد والصادرة عن مؤسسة تنمية الخبراء " مهارة " بالمملكة المتحدة  ، و الارث المعماري هل هو خاص ام عام لصالح العشيش و الزهور بين الحياة والشعر لعبدالغني فوزي اضافة لمقالات لصبحة بغورة و تركية العمري و عرض لكتاب الغاط في عيون المصورين لمحمد صوانة وقصة للاطفال لسديم عبدالرحمن اسماعيل الدرعان .

الإعلان عن الترشح للجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل للـبنك العربي لتونس _ الدورة الثامنة

الإعلان عن الترشح للجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل للـبنك العربي لتونس _ الدورة الثامنة
بالتعاون والشراكة بين منتدى أدب الطفل والبنك العربي لتونس

يفتح باب الترشح للدورة الثامنة 2017 للجائـزة العـربية مصطفى عزوز لأدب الطفل للكتاب والأدباء والمبدعين والناشئة من تونس ومن البلدان العربية طبقا للشروط التالية :
• تخصص هذه الدورة للنص الأدبي (القصة) الموجه إلى الناشئة: من12 إلى 16 سنة.
• يمكن للمترشح أن يتناول شتى المجالات في الفن القصصي بما في ذلك مجال أدب الخيال العلمي.
يجب أن يتراوح طول النص المقدّم لنيل الجائزة بين :
أ-   40 و80 صفحة (الحجم الورقي A4 ) بالنسبة إلى المشاركين من الكتاب والأدباء.
ب- 10 و  30 صفحة  (الحجم الورقي A4)  بالنسبة إلى المشاركين من النّاشئة.
• يكون نوع الخط simplified arabic  بحجم 14 و بفاصل 1.5 بين الأسطر، و يكون الهامش 2.5 من جميع جهات الصفحة.
ينبغي أن يكون النص:
• محررا بلغة عربية فصحى مع الشكل التام أو الجزئي
• ومنسوبا إلى شخص واحد ومبتكرا (لا مقتبسا ولا مترجما) ،غير منشور سابقا، وغير حاصل على أية جائزة أدبية.
• مرقونا في 05 (خمسة) نظائر و مخزنا في قرص مضغوط في صيغتين Word  وPDF دون ذكر اسم  المؤلف.
•  يتقدّم المترشح بعمل واحد فقط.
• تعتبر المشاركة نفسها بمثابة ضمانة من صاحبها على أصالة عمله، والتزام منه بقبول شروط المسابقة.
• تماشيا مع أعراف المسابقات الأدبية، فإنه سيتم استبعاد المشاركات التي لا تتقيّد بالشروط والأحكام المبيّنة أعلاه.
• تتكفل الهيئة المنظمة بطبع الأعمال الفائزة و تحتفظ بحقوق الطبعة الأولى.
حددت القيمة المالية للجائزة على النحو التالي  :
    الجائزة الأولى: 8000 د ت
    الجائزة الثانية :5000 د ت
    الجائزة الثالثة :3000 د ت
تخصص ثلاث جوائز تشجيعية للفائزين من الشباب والأطفال بقيمة 500 د ت لكل فائز.
ترسل الأعمال المرشحة عن طريق البريد على العنوان التالي : البنك العربي لتونس – "الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل" ص ب عدد 196 المنزه السادس 2091 – في أجل أقصاه 31ديسمبر 2016.
يحتوي ملف الترشح على:
- مطلب يحرّره المترشّح ويعبّر فيه عن  رغبته في  الترشّح والمشاركة  ذاكرا الاسم الكامل، ومكان الميلاد، والمهنة ، ورقم الهاتف (القار/ الجوال) ، العنوان البريدي، والعنوان الإلكتروني. 
- صورة فوتوغرافية حديثة العهد.
- ترجمة ذاتية مختصرة للمترشّح .






……………………………………………………………………………………………...
*الموقع الإلكتروني :www.atbprixmustaphaazouz.com
*البريد الالكتروني: adeb.ettefl@gmail.com
* الهاتف  55470294 :00216
facebook  : adebettefl*

تكريم الكاتبة ريَّا الدبّاس في رابطة الكتاب الأردنيين



تكريم الكاتبة ريَّا الدبّاس في رابطة الكتاب الأردنيين
تقيم لجنة أدب الطفل في رابطة الكتاب الأردنيين في تمام الساعة الرابعة من مساء يوم السبت الموافق 3/9/2016 م، حفل تكريم لكاتبة أدب الطفل المكتبيَّة ريّا الدبَّاس، يتضمن عرض مادة فيلمية عن الأديبة من تنفيذ الزميلة صفية البكري، وقراءة في تجربتِها وأهم أعمالها يقدُّمها الصحفيّ النّاقد إبراهيم السّواعير.
يأتي الحفل الذي يديره رئيس لجنة أدب الطفل في الرابطة الشاعر محمد جمال عمرو، ضمن بنود الخطة السنوية للجنة التي تهدف إلى تكريم أدباء الأطفال من أعضاء الرابطة، وقد سبق للجنة أن كرّمت الزميلات والزملاء يوسف البري وصفية البكري ونضال البزم.

عين ذبابة.. قصة قصيرة بقلم: فتيحة قصاب

عين ذبابة 
 بقلم: فتيحة قصاب/الجزائر

زززززززززززززززز...........

أخرجته بعد أن اشتد حنقها..
مابال هؤلاء البشر..؟..ليس لهم صنيع سوى التفنن في قتلنا نحن معشر الذباب،إنهم يريدون أن تكون الكرة الأرضية لهم وحدهم..تبا لهم.. ويلقبونني بالملعونة!!!!

ما إن أضع خرطومي على طعامهم؛ إلاّ كانوا لي بالمرصاد وطاردوني كبارهم وصغارهم، مستعملين في ذلك أحدث المبيدات الفتاكة التي تنتجها مصانعهم..

صمتت هنيهة ،خلالها تأملت جسدها قائلة : تحتاج إلى تنظيف أيها الجسد القبيح..

لا..لا..بل روحك هي التي تحتاج إلى طهردائم ..

سأكون من الآن فصاعدا أخرى،وسأمحو العار الذي لحق بي وببني جنسي إلى الأبد..

ابتداءا من الآن لن تقع عيني إلا على جميل ولن أشم أو أتذوق إلاّ طيبا، وسأثبت للجميع أنهم مخطؤون..

نفضت جناحيها من ذلك المكان النجس الذي كانت تقف عليه أثناء حديثها لنفسها، ثم أفردتهما وأقلعت بسرعة البرق،تطير فوق الأودية والحقول ،وفي سماء المدينة وشوارعها وهي في ذلك لاتدخل إلا الجميل الفاره من المنازل ،ولا تأكل إلاّما لذّ وطاب من الطعام.

ظلّت على هذا الحال لمدة يومين كاملين،إلى أن عبرت أحد الأماكن  ؛حركت رأسها المفصلي يمنة ويسرة فوقعت عينها على تلال من القمامة المكدسة،اقتربت منها ودون تردد غرست خرطومها في وجبتها المفضلة وأخذت تمتصها بنهم.

مجلة" المشاهد" الهنديّة في عددها الثامن



مجلة" المشاهد" الهنديّة في عددها الثامن
    عن مركز البحوث الإسلامية في لكناؤ/الهند صدر العدد السابع للعام الثاني من مجلة المشاهد الناطقة باللّغة العربيّة،ويرأس تحريرها الدكتور أنوار أحمد البغدادي،ويدير تحريرها د.محمد معراج الحق البغدادي،ويساعد في تحريرها الأستاذ محمد نعيم مصباحي،والسيد نور محمد اللكنوي.في حين يرأس الهيئة العلميّة فيها الأديبة الدكتورة سناء الشعلان من الأردن،وتتكوّن هذه اللجنة العلميّة من كلّ من:د.سعيد بن مخاشن،الشيخ فروغ أحمد الأعظمي،الشيخ من تاج محمد البغدادي،الشيخ محمد مختار الحسن البغدادي،الشيخ نور الحسن الأزهري،في حين تتكوّن لجنة المجلة من: الشيخ سيد محمد أشرف الجيلاني،الشيخ المقري ذاكر علي القادري،الشيخ ذو الفقار علي البركاتي،الشيخ المقري جمال أحمد العليمي،الشيخ المقري محمد أيوب الأشرفي،الشيخ محمد سعيد النوري،الحاج وارث علي النظامي،الحاج شاه محمد مجيب الرحمن النظامي،الأخ المخير محمد رضوان البركاتي،الأخ المخير وحيد الله،الأخ المخير وصي أحمد،الأخ المخير شمس الله،الأخ المخير وجه القمر،الأخ المخير أطيع الله،الأخ المخير عابد علي.
   وقد تصدّرت المجلة افتتاحية بعنوان " موسم الحج يبعث فينا روح الوحدة والتضامن " بقلم الدكتور أنوار أحمد خان البغدادي.
   كما احتوت المجلة على  مقالة بعنوان"جمع وتدوين الحديث الشريف:استعراض تاريخي "بقلم الدكتور سيد كمال الله البختياري منن الكلية الجديدة  في تشناي،ومقالة بعنوان"دعوة إلى الإسلام دين الأمن والسلام":تأمّلات في مادة س ل م"بقلم الباحث نور محمد اللكنوي من جامعة لكناؤ.أمّا في زاوية اجتماعيات فقد احتوى العدد على مقالة بعنوان "أهمية النظافة في الإسلام" بقلم  مجتبي جمال.أمّا زاوية رضويات فقد احتوت مقالة بعنوان "أعمال الإمام أحمد رضا التجديدية" بقلم د.أنوار أحمد خان البغدادي،في حين احتوى العدد في زاوية القصة القصيرة على قصة بعنوان"أين أنت يا أمي" بقلم الباحث محمد علي الوافي كرواتل من جامعة جواهر لآل نهرو.
   وقد انعقدت زاوية أدبيات في المجلة في هذا العدد تحت مقالة بعنوان " المرأة بنتا في روايات يوسف السباعي" بقلم الباحثة مسرت جبين من جامعة بابا غلام شاه بادشاه راجوري (جامو وكشمير).
  أمّا زاوية واحة الشعر فقد احتوت على  قصيدة بعنوان" ليت القصيدة تتوقف" بقلم الشاعر أسامة الزقزوق من مصر،في حين أنّ زاوية شخصيات قد احتوت على مقالة بعنوان" ابن حزم الأندلسي وريث العشق العربي"بقلم الدكتورة سناء الشعلان من الأردن.إلى جانب أنّ ملف الهند احتوى على مقالة بعنوان "الاهتمام بفهم الكتاب والسنة في ولاية جامو وكشمير" بقلم الباحث سجاد أحمد من جامعة جواهر لآل نهرو.
.وانتهت المجلة بزاوية من هنا وهناك التي احتوت على مقالة بعنوان "أضواء على أحداث" بقلم الباحث محمد نعيم المصباحي من جامعة جواهر لآل نهرو،وزاوية خواطر بمقالة بعنوان" الدين والتدين" بقلم الدكتور سيف علي العصري من دولة الإمارات العربية المتحدة.

كشف حضور بقلم: عبد القادر كعبان



كشف حضور
بقلم: عبد القادر كعبان
الساعة تشير إلى التاسعة ليلا. لن أجد عند عودتي للبيت أحدا. أفضل الجلوس في احد المقاهي. أتأمل كالعادة وجوه الناس المارة والجالسة من حولي. فتحت علبة السجائر. أشعلت سيجارة. أصبحت مدمنا على التدخين. سألني النادل بعفوية مبتسما:
- ماذا تشرب؟
أجبته بنبرة حزن:
- فنجان قهوة من فضلك..
اليوم بدأت أفهم ما تجاهلت فهمه لفترة طويلة. زوجتي تواصل خداعي. الأبناء يتصرفون بحرية مفرطة. حاولت تدخين سيجارة أخرى مانعا نفسي من التفكير.
عادت صور وجوههم تصفع ذاكرتي. ابنتي البكر طالبة جامعية. أظنها على علاقة مع احدهم. شيء ما في عينيها كلما خرجت يوميا يذكرني بأمها. هي الأخرى تعمل في محل لبيع الملابس. أتنهد وأقول بيني وبين نفسي:
- أتمنى لو كانت ظروف عملي أحسن.
مددت يدي نحو فنجان القهوة المنسي. أضفت إليه قطعة من السكر. حاولت رفع تلك الملعقة الصغيرة. لم أستطع. باغتني الفضول من جديد. زوجتي اشترطت علي العمل. الدخل اليومي الذي أجنيه ضعيف جدا. وافقتها على الفور. الأبناء بحاجة إلى المصاريف. تلح علي صورة ابنتي من جديد وهي تقول لي:
- اليوم سأعود متأخرة إلى البيت يا أبي..
سألتها:
- لماذا؟
قالت:
- سأذهب إلى بيت صديقتي لنقوم بجملة من البحوث سويا..
وددت لو أرد لكنني اكتفيت بالصمت. لم أكن أعلم إن كانت صادقة فيما تقوله. أمها كانت تشجعها دائما على الخروج. هي ترى أن المرأة تحتاج لتتنفس عطر الحرية. يومها لم أستطع أن أكتم غيضي. اجتاحتني رغبة قوية في الكلام. قلت بنبرة لا تخلو من الغضب:
- ماذا يدفعك للتأخر كل ليلة يا امرأة؟
انتصبت واقفة وأجابت:
- أعمل لساعات طويلة كما تعلم.. ما مشكلتك؟!
أجبتها بعصبية:
- ما سر ذلك التأخير؟!
صمتت لثواني قبل أن تسترسل في الكلام:
- لست خادمة في هذا المنزل لكي توقع على كشف حضور يلزمها بحجم ساعي تختاره أنت..
تعجبت كيف انفكت عقدة لسانها. لطالما كانت امرأة هادئة وقليلة الكلام. اكتشفت أن ظروف الحياة الصعبة تغير الكثير من ملامحنا البريئة. هي اليوم تعيش من أجل أولادها فقط.
أحسست بنفورها مني كلما دخلت غرفتنا. كررت ذلك في العديد من المرات. كان يحدث أحيانا أن تستلقي على سريرنا وتطلب مني أن أستلقي بجانبها. تطبع ليلتها قبلة على رأسي قبل أن ننام سويا. لم أعد أفهم تصرفاتها الغريبة.
دفعني الفضول لزيارتها في محل عملها. وجدتها تعمل بنشاط مفرط. صاحب المحل موجود هناك. لمحته يفترس جسدها الرشيق بنظراته الخبيثة. هي تبتسم في وجهه دون حياء. ارتبكت حينما وجدتني أقف بجوار الباب الخارجي.
عدت أرتشف قهوتي الباردة. كنت أحس في أعماقي بأن هناك أمرا سيئا يدور بينهما. لم تكن يومها راضية عن زيارتي. صرخت في وجهي. أكدت علي أن لا أكرر تلك الزيارة. صاحب المحل يرفض ذلك. كررت أن راتبها يساعد على تغطية مصاريف البيت. انسحبت بعدها وتركتني أغرق وحيدا في بحر الصمت. 
فجأة سمعت أحد رواد المقاهي يرفع صوته. كان يتحدث إلى صاحبه عن خبر نشرته الصحف. أخبارها تهيمن يوميا على عقول العامة. علمت أنه يتحدث عن رجل قتل زوجته بسبب شكه في خيانتها له. حينها رن هاتفي المحمول. كانت ابنتي البكر تتحدث بتوتر شديد وتتوسل إلى أن أوافيها من فوري إلى البيت. دفعت ثمن القهوة وتركت ذلك المكان بخطوات متثاقلة يرافقها القلق.   

2016/08/27

سجن و القبر بقلم: عبدالقادر صيد

سجن و القبر
بقلم: عبدالقادر صيد
بدأت تظهر في هذه البلدة بعض العادات السيئة ،قدم العقلاء النصائح، اجتمعوا بعينات من المجتمع و حذروهم من هذا المنحنى الانحرافي الخطير ،استمر الوضع على حاله،حتى فقد العقلاء أعصابهم، و بدأوا يتذمرون مما يرون ، إلى درجة أنهم صاروا يوبخون و يسبون ، ثم ظهرت آفات على شكل جنح عالجها الحاكم ببعض الغرامات ،لجأ إلى الحبس في بيت الحرس ، ثم بدأ الخطر يغازل البلدة بظهور بعض الجرائم ، الأمر الذي دعا مجلس العقلاء إلى الاجتماع ،و قرر بناء أول سجن ، كان السجن في بدايته صغيرا ، ثمبدأ زبائنه في الازدياد يوما بعد يوما ، ما جعل الملّاك الكبار يتبرعون لتوسعته كل عام ،حتى بلغ ثلث القرية ، و ظل يتسرطن حتى غمر القرية كلها بما فيهم حراسه الذين ارتكبوا تجاوزات ،فتم الحكم عليهم الواحد تلو الآخر ، بقي خارجه اثنان فقط ، يكادان يلامسان حدود البلدة المجاورة ، دار بينهما حوار:
ــ ما رأيك في أن ندخل معهم السجن؟
ــ لا يدخل السجن إلا المذنبون ؟
ــ ألم تذنب قط في حياتك ؟
ــ أذنبت بيني و بين نفسي كثيرا ، ذلك عند ربي ، و أنت ؟ 
ــ يكفي أنه لم يضبطني أهل القانون متلبسا ،هذا كل همّي، ماذا لو هدمنا هذه الأسوار؟
ــ إنهم أجرموا و هم يلاقون جزاءهم ..
ــ هل تعتقد أنك أفضل منهم؟
ــ ما دمت مهتما بالمفاضلة ،فأنت الأفضل، لأنك فعلت فعلتهم و نجوت ..
ــ البلهاء تركوا آثار جرائمهم.. سنخرجهم و نعلمهم كيف يتغلبون على القانون و المجتمع . 
ــ أنا لن أخرج أحدا ، و لن أعلم أحدا ..
ــ ما رأيك لو نبيعهم إلى البلدات المجاورة، أو نعيرهم بأسعار مرتفعة ؟
ـ إنهم مجرمون لا يصلحون لشيء !
ــ أرى أننا سنختلف في الأمر..
ــ أنا أريد الوضع هكذا، لا أدخل و لا أخرجهم ..
حدث بينهما شجار لفظي ، تطور إلى مشادة بالأيدي ، سقط الرافض ميتا، دفنه صاحبه ، فتح أبواب السجن ،رفض الناس الخروج ، منذ ذلك الوقت اكتسب ذلك التجمع تسمية جديدة ؛ بلدة السجن و القبر..

رواية "هلاوس" لنهى محمود: حنين إلى الماضي يخترق حدود الذاكرة بقلم: عبد القادر كعبان



رواية "هلاوس" لنهى محمود: حنين إلى الماضي يخترق حدود الذاكرة
بقلم: عبد القادر كعبان*
تختلف تجربة نهى محمود الروائية في "هلاوس" عن سابقتها في نص "راكوشا"، حيث استبعدت تكرار نفس التقنيات للتخلص من مظاهر الاجترار السردي، حتى أنها تأهلت بجدارة للحصول على المركز الأول بجائزة دبي الثقافية لسنة 2011.
منذ الصفحات الأولى لرواية "هلاوس" تبوح لنا البطلة بحزنها وأرقها، وكل ذلك ناتج عن أفعالها التي تراها غريبة، حتى أنها تتحدث عن علاقتها برجل أناني يبحث عن ما يطفئ شهوته لكنها تظل تحبه: "رغبتك في تعادل رغبتي فيك، تموت لحظة ملامستنا، أفقد رغبتي فيك وتزهدني أنت.. أتعلق بيدك وتتشبث بي لنفترق. أسبك وتلفظني لنمتزج. أكرهك وتنزعج من وجودي فنبقى للأبد." (ص 11).
بطلة نهى محمود كاتبة تدخلنا بدورها عالم حواء ومتاهاته السرية، حيث تقاسم المتلقي بغض النظر عن كونه رجلا كان أو امرأة لحظات حميمية من حياتها تأبى الخجل، كما جاء على لسان الساردة: "لا أريد أن أطيل عليك.. المهم بشأن السوتيان الأبيض الجديد المرسوم عليه نجوم وأهلة والذي ناداني من الفاترينة على المانيكان المتبجحة الواقفة في وضع جنسي مريع، أجل، هذا السوتيان يبدو ملائما. هذا هو المهم." (ص 15).
تستدعي الصور الفنية لهذا النص الروائي عددا من التفاصيل والجزئيات، التي تقدم مشاهد سردية عن شخصية تعاني من الوحدة، فيحملها الحنين إلى الماضي كي تخترق حدود الذاكرة، حيث تحكي بحزن شديد عن تجربة زواجها الفاشل الذي دام سنتين فقط، حتى أنها خسرت الجنين الذي حملته في بطنها: "...لم أفهم ما قاله الطبيب عن طفل مشوه يسكن رحمي بعد خمسة شهور من تجاورنا وتناجينا واحتمالي عادية الحياة وغياب الحب لأني سأكون أما.. قرر الطبيب أنه يجب التخلص من الطفل لأنه لن يكتمل نموه وقد يموت في بطني." (ص 27).
ذلك الحنين يعيدها إلى سرد قصة عائلتها التي ظلت تحيا بالحكايات وسط بيت الأشباح وما تتذكره تحديدا عن جدتها، كما نستشف ذلك في المشهد السردي الموالي: "أعرف جدتي أم بكر منذ سنوات طفولتي الأولى. في ذاكرتي لها مشاهد غائمة متقطعة.. لكني أعرفها كما أعرف ظهر يدي من حكايات الجميع. عائلتي تحيا بالحكايات، تبقى ولا تغادر أبدا لأن هناك دوما من يتكفل بمهمة الحكي تلك.. نعرف كل شيء عن كل فرد جاء في هذا العالم وكان جزءا منه يوما ومضى..." (ص 36).
من يقرأ "هلاوس" سيقول أنها قصة عادية لكاتبة تكتب عن شخصية تشبهها كثيرا، بيد أن تقنية حكيها هي التي منحتها أبعادا تجاوزت إلى حد كبير حدود بساطتها، بمعنى آخر حكايات الحنين جاءت من منبع تنشيط للذاكرة في أجواء تمس الواقع بالقدر ذاته الذي تمس به الخيال: "أفكر في العفاريت وأشعر بهم وألمح ظلالهم وأبكي... في المغطس وأنا عارية تماما من البشر.. مرتدية وحدتي.. ورغبتي في الهدوء إلا من صوت الماء المحبب لنفسي كنقرات البيانو.. هناك أفكر في مشروعات للكتابة، وأحل المشكلات بشأن حبكة كتابتي.. وأواجه أعدائي بخطب عصماء لا أجد لها شجاعة خارج طقس وجودي عارية في المغطس." (ص 47).
تبدو الساردة عليمة بكل شيء يهيمن على عالم هذه الرواية القصيرة، رغم اعتمادها على ذاكرة الشخصية الرئيسية، فهي تختار موقعا يسمح لها بنوع من الرؤية الكلية خلال عملية سرد الأحداث، حتى أنها تتدخل في تغيير مسارها من حين لآخر، كما جاء في حكايتها عن يحيى طليق البطلة والفروق المختلفة بينهما: "ليس لدى يحيى مخططات عظيمة، وليس له انتماء حقيقي سوى إلى قلمه... بينما أنا أحمل ولاء لقلبي وأتركه يدلني. دلالات العالم بيني وبينه متضادة، كل ما يبهرني هو عادي عنده، وكل ما يسلب لبه هو بسيط عندي.. يحب كل منا الآخر والعالم على طريقته، نمضي بأمان وثقة، يدي في يده.. نحمل في قلوبنا الود والاختلاف ورغبة حقيقية وغير معلنة في اقتسام الآثام والشرور مع الآخر." (ص 56).
تظهر البطلة في مقاطع أخرى بمظهر غير العارف بمستقبلها، حتى أنها ترغب بمعرفة ما يخبئه لها القدر حيث تستسلم لترهات الغجريات، كما جاء على لسان الساردة: "تخبرني بلحن مرتب أني ممسوسة وأني واقعة في حب رجل، وأن نجمي ناري ونجمه ملتهب، وأننا لو التقينا لاحترقنا. العالم يبدو فارغا وأنا خائفة غارقة في الرهبة." (ص 69).
تقع البطلة في حيرة اختيار اسم لبطلة روايتها، بل ستجعلها تتألم مثلها بعد إصابتها بمرض خبيث، حتى أنها تختار لها إنجاب طفلة قبل مرضها لتحكي لها فيما بعد لحظات الألم، كما نقرأ ذلك في المشهد السردي الآتي: "...تحكي في ما بعد لابنتها عن لحظة البتر.. لم تكن نائمة. ليس معنى أنها تحت تأثير المخدر أن لا تشعر بلحظة مثل تلك. جزء من جسدها يغادر.. تقول لها: 'مثل سلخ الأرنب'، وتحرك يدها وكأنها تخرج شيئا من شيء. تقول لها: 'هكذا'، ثم تضع يدها بجوارها." (ص 75).
يمكن القول أن نمط المعالجة النفسية بأسلوب الكتابة جاء غالبا على سرد حكاية بطلة المبدعة نهى محمود، حتى أن اليأس يداخلها في الصفحات الأخيرة من "هلاوس" لأنها تخشى أن ما تكتبه قد لا يحظى بأي اهتمام لدى الآخر: "ربما لن أجد دار نشر تقبله، وربما ستوافق دار أخرى على قبوله قبل أن يضيع وسط أطنان الأوراق هناك أو يستخدمه البعض كمسند لفرط تبغ السجائر فوقه قبل أن يخلطه بالحشيش للف سيجار للأصدقاء." (ص 83).


المصدر
(1) نهى محمود: هلاوس ، دار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع،2013.

*كاتب وناقد جزائري