الصفحات

2017/03/31

"أعداء الله.. نبوءة زمن مجنون" رواية للكاتبة التّونسيّة نجاة إدهان

"أعداء الله.. نبوءة زمن مجنون" رواية للكاتبة التّونسيّة نجاة إدهان

"أعداء الله.. نبوءة زمن مجنون" رواية للكاتبة التّونسيّة نجاة إدهان صدرت حديثا (مارس 2017) عن دار الاتّحاد للنّشر والتّوزيع بتونس.. رواية تختزل همّ الإنسان العربي - وتحديدا التونسيّ - في علاقته بنفسه وبالوطن وبفلسطين.. رواية تنتصر للحياة بأن تعرّي الوجع ووجوه الخلل..

صاحبي رواية السيد زرد للناشئة



صاحبي رواية السيد زرد للناشئة
صدر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب رواية "صاحبي" للكاتب السيد زرد ، وهي رواية موجهة للناشئة في الفئة العمرية من 13 – 18 سنة ، وفازت الرواية في مسابقة "نشر الابداع العربي للأطفال" التي نظمتها هيئة الكتاب في دورتها الأولي 2015 – 2016 ، حيث  تقدم للمسابقة عشرات الأعمال من مختلف أقطار الوطن العربي من مصر وفلسطين والأردن والعراق والمغرب والجزائر وتونس واليمن وليبيا .
تنطلق المسابقة – بحسب الإدارة المركزية للمشروعات الثقافية والنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب – من الايمان بترسيخ الاهتمام بأدب الطفل كنواة لتكوين شخصية الطفل ، وتشكيل قدراته الخيالية والجمالية والتنويرية ، وتسعي المسابقة إلي التعرف علي كل ما هو جديد في الإبداع المقدم للطفل العربي ، بهدف نشر الأعمال الفائزة وتقديمها إلي المحافل الثقافية العربية والدولية .
 تحكي رواية "صاحبي" عن فتي في الثانوية العامة يعايش مشاكل المراهقة التقليدية ، بما فيها صعوبات التواصل مع الأهل ، والاهتمام المبالغ فيه بالمظهر ، والاستهانة بالتعليم ، والتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي الجديدة بصورة تكاد أن تكون مرضية ، إلي جانب الميول الاستعراضية خاصة بإزاء الفتيات .. ينجرف بطل الرواية "أحمد أبو السعود" إلي تعاطي المخدرات ، ويجذب معه صديق عمره الأثير "ممدوح" ، حتي توشك أن تنتهي حياتهما بمأساة.
تعتمد الرواية التشويق بتسلسل درامي محكم ، وعبر لغة لا تعوذها الدقة والبساطة ، لتعمل علي تعزيز جملة من القيم الإيجابية دون الوقوع في مهاوي الوعظية والمباشرة .
وجاءت الرسومات المصاحبة للعمل مبتكرة ومعبرة بريشة الرسام كريم سيد ، مصمم الجرافيك الذي عمل في مجال رسم وإخراج العديد من كتب الأطفال والناشئة لعدد من دور النشر المصرية والعربية .     
يذكر أن الأديب السيد زرد سبق له الفوز بعدة جوائز في مجاليّ القصة القصيرة وأدب الطفل ، وصدرت له مجموعتان قصصيتان وأربعة أعمال في مجال أدب الطفل ، بخلاف الدراسات القانونية المتخصصة ، ونشرت أعماله من قصص ومقالات وسيناريوهات أطفال في معظم الجرائد والمجلات المصرية والعربية بدءاً من عام 1977 .  

2017/03/30

بيضون والغانمي ولطيفة بطي ودار كلمات يفوزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب

بيضون والغانمي ولطيفة بطي ودار كلمات يفوزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، الأربعاء، أسماء الفائزين في دورتها الحادية عشرة لثمانية من فروعها، التي تبلغ قيمتها 750 ألف درهم إماراتي (نحو 204 آلاف دولار) لكل فرع. وفاز بالجائزة في فرع الآداب الكاتب اللبناني عباس بيضون عن روايته "خريف البراءة"، فيما فاز المفكر السوري محمد شحرور بالجائزة في فرع التنمية وبناء الدولة عن كتابه "الإسلام والإنسان - من نتائج القراءة المعاصرة". وفي فرع أدب الطفل والناشئة، فازت الكويتية لطيفة بطي عن كتابها "بلا قبعة"، فيما فاز الباحث والمترجم اللبناني زياد بو عقل بالجائزة في فرع الترجمة عن كتاب "الضروري في أصول الفقه لابن رشد"، الذي نقله من العربية إلى الفرنسية. وفي فرع الفنون والدراسات النقدية، فاز بالجائزة الباحث العراقي سعيد الغانمي عن كتابه "فاعلية الخيال الأدبي"، فيما فاز الألماني ديفيد فيرمر بالجائزة في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه "من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر". وذهبت الجائزة في فرع النشر والتقنيات الثقافية إلى دار نشر "كلمات" من الإمارات العربية المتحدة. وأعلنت الأمانة العامة لجائزة الشيخ زايد للكتاب حجب الجائزة في فرع المؤلف الشاب، "لأن الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوف الشروط العامة للجائزة". وقال أمين عام الجائزة، علي بن تميم، في كلمة بمناسبة إعلان النتائج، "تميزت مواضيع الإنجازات الإبداعية الفائزة للدورة الحالية بمعالجتها القضايا الملحة التي نعايشها في وقتنا الراهن، كالمواطنة والنص الديني والفلسفة العربية والتكنولوجيا والإرهاب، فالفائزون استحقوا الفوز عن جدارة لما لأعمالهم من أثر مهم في الارتقاء بالثقافة والحياة الاجتماعية العربية". ومن المنتظر إعلان "شخصية العام الثقافية" خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على أن يقام حفل تكريم الفائزين في 30 أبريل الماضي، خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل الفائز على لقب "شخصية العام الثقافية" على ميدالية ذهبية، تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير إضافة إلى مليون درهم إماراتي.

" سبع عربات مسافرة " المجموعة القصصية الجديدة للكاتب محمد عبد المنعم زهران عن دار النسيم

" سبع عربات مسافرة " المجموعة القصصية الجديدة للكاتب محمد عبد المنعم زهران عن دار النسيم

صدرت للكاتب محمد عبد المنعم زهران مجموعته القصصية الجديدة " سبع عربات مسافرة " عن دار النسيم للنشر والتوزيع بالقاهرة. هذه هي المجموعة الثالثة لزهران بعد مجموعتيه حيرة الكائن وبجوارك بينما تمطر

بالصور وليد الشامي يطلق ألبومه زمن آدم بـ 16 أغنية جديدة

بالصور وليد الشامي يطلق ألبومه زمن آدم  بـ 16 أغنية جديدة
دبي – جمانة خليفة
أطلق الفنان العراقي وليد الشامي ألبومه الرسمي للعام 2017 أمس الاثنين تحت عنوان " زمن آدم" ليصبح متاحا في الأسواق وعلى مواقع التواصل في الحسابات الخاصة به وبشركة روتانا للصوتيات والمرئيات التي تولت إنتاجه.
ويضم الألبوم الجديد 16 أغنية تتنوع بين العراقي والخليجي وتلامس العصرية والمعاصرة في آن واحد، قام الشامي بتلحين سبعٍ منها، فيما تولى تأليف كلمات الأغنيات كافة وتلحين الأغنيات التسع الأخرى، وتوزيع الألبوم ككل، نخبة من نجوم الشعر واللحن والتوزيع في الشرق الأوسط والعالم.
في تصريحات خاصة قال الشامي إنه يتوجه بالشكر الجميل لكل رفاق الدرب الذين وقفوا معه في إنجاز هذا المشروع، وكذلك لكل من شارك وأسهم باللحن أو بالكلمة أو بالتوزيع، لافتا إلى أن الكلمات والألحان والأفكار والمواضيع المطروحة في الأغنيات الـ 16 تم انتقاؤها بعناية فائقة.
وذكر الشامي عددا من الموزعين الذين تعاون معهم مثل وليد فايد " مايسترو العرب، وسيروس، ومحب الراوي، وزيد نديم، وعثمان عبود، وخالد عز، ومهند خضر... إضافة إلى الموزع الأميركي من أصل عراقي آشور باندوليروس.
وتبرز كل أغنية بشخصية معينة وجمالية فريدة، لكن أغنية " أخبارو" تأخذ حيزا واسعا من الاهتمام، لكونها تمت بمشاركة من الفنان الأميركي العراقي الأصل وسام إيشو أحد أعضاء فريق باندوليروس الذي تولى تولى توزيعها. علما أن الأغنية من كلمات أحمد علوي وألحان بشار السرحان.
كما وتسطع أغنية " يا صاحبي" وهي من كلمات صاحب السمو الأمير خالد الفيصل وألحان ياسر بو علي، والتي تأتي معاصرة ومحاكية لكل ما يجول في فكر الإنسان تجاه صاحبه في هذه الأيام.
أما بقية الأغنيات فهي بحسب الشامي:" ما سألت، كلمات ساري وألحان وليد الشامي، سبع دوخات، كلمات كاظم السعدي وألحان وليد الشامي، خيال أفكار، كلمات العالية وألحان ياسر بوعلي، ألعب عليه، كلمات أحمد علوي وألحان وليد الشامي، أنا مالي،  كلمات عدنان الأمير وألحان علي صابر، عيني جفاها، كلمات قوس وألحان ياسر بوعلي".
وتابع:" وأغنية - لنفترض- كلمات قوس وألحان ناصر، وأغنية مرد الجرح كلمات عبد الله بوراس وألحان ياسر بوعلي، أغنية تسألني، كلمات حيدر الساعدي وألحان وليد الشامي، أغنية حرامي، كلمات فراس الحبيب وألحان علي صابر، أغنية زمن آدم، كلمات كاظم الساعدي وألحان وليد الشامي، أغنية وضّحْ أكثر، كلمات ساري وألحان وليد الشامي، أغنية صدمة كلمات واحد وألحان وليد الشامي".
وتوجه وليد الشامي بالشكر لكل من دعمه بالكلمة، أو بالموقف، أو بالمشاركة، أو بالتلحين، أو بالتوزيع، خاصاً بذلك شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، وكذلك رفاق الدرب الذين حضروا معه في مواقع التصوير، وللجمهور الذي غمره بالمحبة والاهتمام حسب تعبيره.

دموع لم تسقط للكاتبة شهربان معدي

دموع لم تسقط للكاتبة شهربان معدي
صدر حديثا عن دار آسيا للطباعة والنشر، المجموعة  القصصية "دموع لم تسقط" للكاتبة شهربان معدي، بداية فصل الربيع لعام 2016. "دموع غزيرة لو جمعناها لأصبحت بحارا"
دموع لم تسقط
مجموعة قصصية إنسانية رائعة، تحمل الحنين إلى الماضي وتتوغل في أعماق النفس البشرية، تلمس روحها وجوهرها وسيكولوجيتها، في قوتها وضعفها، في ارتقائها ودنوها، في غناها وفقرها.. وكل ذلك بأسلوب راقٍ، شفيف، سكبته الكاتبة بدموع العين، ومداد القلب، من أجل الوصول إلى "الشمولية في الإنسانية العالمية"
مقتطفات من الكتاب
كتبَ المبدع الأديب وهيب نديم وهبة في مقدمة الكتاب:
"مجموعة شهربان معدي القصصية، هي رسالة الإنسان إلى الإنسان، في وقت نسينا فيه الغناء، نسينا جمال الطبيعة و.. شهربان ليست ساحرة ولكن تعيدنا إلى الإنسانية، إلى الأرض.. تُعيدنا إلى السماء المنسية"
كتبت دار آسيا للنشر على غلاف المجموعة:
"عندما تقرأ قصص شهربان معدي، تشعر وكأنك شاهد عيان لأحداث تقع أمامك، فتعيش الجو كاملا، وتصبح شريكا في مجريات الأمور، وقد برعت شهربان في وصف حضارة عشناها نحن، وحُرم منها أولادنا وصغارنا"

"لذلك تعتبر أقاصيص شهربان معدي، متحفا مُتنقلا، يصور ويخلد، ويحافظ على تراث عريق، هو في طريقه إلى الزّوال"

كلمة المؤلفة في التمهيد للكتاب:

كتاب "دموع لن تسقط" هي دموع أناس مرّوا بذاكرتنا دون أن يكتب عنهم أحد، أو يشعر بدموعهم أحد! دموع صامتة خرساء، أُريدها أن تنطق على الورق، لتوقظ ضمير الإنسانية..
إصدارات أخرى للكاتبة
قصة "دمية جدتي" للأطفال
صدرت عن المركز التكنولوجي التربوي "مطاح" حصلت من خلالها الكاتبة على جائزة الإبداع الأدبي للأطفال 2010.
قصة "البستان السحري" للأطفال اصدار دار الهدى للطباعة والنشر، سنة الإصدار 2016. دخلت ضمن مشروع "مسيرة الكتاب" عام 2017 للصفوف الخامسة والسّادسة.

2017/03/28

في رحاب معرض بغداد الدولي للكتاب اصدارات دارالشؤون الثقافية العامة تتألق



في رحاب معرض بغداد الدولي للكتاب اصدارات دارالشؤون الثقافية العامة تتألق
حنان النعيمي
برعاية دار العارف للمطبوعات واتحاد النااشرين العراقيين وشركة المعارض العراقية.
افتتح الدكتور عببد الرزاق العيسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي يوم 22/3/2017 معرض بغداد الدولي للكتاب والذي يستمر لغاية 31/ من الشهر الحالي.
هذا وشاركت دار الشؤون الثقافية العامةبـ (500) عنوان من اصدارات الدار الحديثة (الكتب والسلاسل المتنوعة، الاقلام، الثقافة الاجنبية، والتراث الشعبي، وآفاق ادبية، المورد، وسلسلة الموسوعة الثقافية.
ومن الجدير بالذكر ان (220) دار نشر عربية وعالمية قد شاركت في هذه التظاهرة الثقافيةالتي تمنح القارئ فرصة نادرة لاقتناص الاصدار الحديث.

بدويّة قلبي بقلم: الشاعر أبويوسف المنشد



بدويّة قلبي
الشاعر أبويوسف المنشد

بدويّة قلبي
كعصفورةٍ لم تزل غافيه
فانتظر أيّهذا السكون ،
أغاريدها الداميه
**
بدويّة قلبي
مدثّرةٌ بالعراء ..
والجياع الدليل ..
والعذاب الذي زارها
كافرٌ بالرحيل
**
بدويّة قلبي
تواريخ ماء ..
والبياض على فمها
مثل أيّ اشتهاء
**
بدويّة قلبي
تداعبها الموجة الباكيه
تشتهيها الرؤى..
شعلة ً داميه
**
بدويّة قلبي
تجيء من اللّاحدود
وتذهب في اللّاحدود
ولدتها المنافي
لتحمل كلّ أنين الوجود
**
العراق الشاعر أبويوسف المنشد













2017/03/26

فاكية صباحي تبحث عن الإنسان عبر النوافذ الموجعة



فاكية صباحي تبحث عن الإنسان عبر النوافذ الموجعة(***)

حاورتها د. دليلة مكسح – بسكرة – الجزائر
الكتابة القصصية في فضاء التيمة / تيمة الإنسان:
       ما أصعب أن نبحث عن الإنسان في زمن اختلت فيه الموازين، وتداخلت القيم، وتراكمت العوائق، لكن في عمق هذا الانفلات يظل لبعض الأصوات الإبداعية، ذلك الحس، وتلك القوة التي تمنح للوجود البشري بعض خيوط الضوء، كي يسير بسلام نحو بر الأمان، وما أهون طريقه، حين تقف الإرادة سامقة.
فاكية صباحي القاصة والشاعرة والناقدة الجزائرية، تلك المرأة التي تصر على البحث عن الإنسان في زوايا العتمة، وتحت تجاعيد الغبار، وتفاصيل الأشياء المنسية، تفاجئ قارئها بالدخول إلى دهاليز يخالها لم توجد من قبل، كل ذلك لأن الإنسان يقبع فيها صامتا، فتطل عليه الكاتبة فاكية صباحي، لتلقي عليه التحية، وتعيد تأثيث وجوده، وغرسه في مسافات الحياة.
لأجل ذلك تأتي مجموعتها القصصية " نوافذ موجعة" منفذا نطل من خلاله على فضاء رحب، يحمل من الجمال والقبح الفنيين نصيبا كبيرا، فالجمال يرقص على حواف تفاصيل الواقع اليومي، وهو يحوله إلى تحف قابلة للتذوق والتأثير، والقبح يمتثل في تلك التفاصيل الملتقطة من مشاهد اليومي والمعيش، التي يغيب فيها الإنسان بإنسانيته، ولكن الكاتبة لا تحب أن تكون كتابتها مجرد مرآة عاكسة، إنها لا ترضى لنفسها ولحروفها هذا الموئل، بل تغوص وتتجشم معاناة اللقيا مع اليومي المبتذل، لتحيي الرميم وتصنع من أشكال الموت حياة جديدة.
    تؤسس الكاتبة فاكية صباحي مجموعتها القصصية (نوافذ موجعة) على خمس عشرة قصة، القاسم المشترك بينها هو تيمة الإنسان، التي تسعى من خلالها الكاتبة إلى رصد تفاصيل واقعية عديدة، تحيل كلها إلى مسألة تغييب الإنسان، وإعاقة حركته في الواقع المعيش، مستلهمة أحد العناصر الهامة، التي تجعلها قرينة للتيمة، وهي فكرة فوات الأوان، ففي كل قصة هناك صراع باطني مع سيرورة الزمن وصيرورته، خوفا من ضياع هذا الإنسان، الذي تروم الكاتبة إلى تحريره من حركة الزمن، محيلة في الآن نفسه إلى قيمة الذات في مواجهة الصعوبات، داعية إلى إعادة غرس روح الجماعة، التي بفضلها يعاد تشكيل المنظومة الإنسانية.
    إن الكاتبة لم تسع إلى تحرير الإنسان من قيد واحد، بل هي قيود عديدة، ولعل أهمها تحريره من الخوف الذي يحول دون وصوله إلى تحقيق الأفضل، وتحريره من قيوده الذاتية، ودعوته إلى احترام نفسه، وقد بدا ذلك بشكل أفضل في قصتها (مسحوق رمادي) حين كانت الشخصية الرئيسة تبحث عما يخفي تجاعيدها، ولكن الكاتبة تصدمها كما تصدم القارئ حين تستعين بعنصر المرآة الكاشفة، دلالة على ضرورة مواجهة الذات مهما كان الوضع.
لأجل كل ما ذكرنا كان هذا الحوار الشيق مع الكاتبة فاكية صباحي، وهي تفتح لنا نوافذها الموجعة:
س- نبدأ أولا بالعنوان لِمَ النوافذ موجعة ؟
ج- قبل البدء يطيب لي أن أبعثر بعض أزهار الشكر والامتنان بين يدي الأديبة الفاضلة، والأخت الغالية الدكتورة دليلة مكسح، راجية من المولى أن يجعلنا دائما على ما لا يبلى بالذاكرة، أما عن سؤالك..فهذه النوافذ التي تركتــُها طي الأوراق، هي سهام تلقيتها تباعا من كنانة الحياة، لتستقر بالصدر؛ وتبقى موجعة في صمت..ومن هنا أردت أن يشركني وجعها القارئ، إذا ما وجد بعض جراحاته بين قصة وأخرى..فقلمي كما تعلمين أيتها الكريمة قلما يجنح إلى الخيال، إذا ما أراد اقتناص مادته.
س‌-  يقول فرانسوا مورياك: إن قيمة أثرٍ ما هي بمقدار ما ينعكسُ فيه مصيرٌ ما؟ فإلى أي حد تؤمنين بذلك؟
ج- إن القيم –أيا كانت- لها فعل تغييري بشكل أو بآخر، لتترك أثرها على شخصية الإنسان ..فالذات كانت، وستبقى نقطة لقاء بين الفعل ورد الفعل، الذي أكيد سوف يبدو جليا في قابل الأيام ..فاختلاف الأشخاص من حيث أنماط السلوك، يعود بالدرجة الأولى إلى اختلاف المحيط، أو الدوائر التي يتحركون في مناخها، وبالتالي فكل ما يترتب من آثار داخل تلك الدوائر، سيبقى بمثابة الرواسب بمنطقة اللاشعور؛ لأن القيم الإيجابية تُنمي في الإنسان حب البناء، بينما تنمي القيم السلبية حب الهدم، الذي بدوره يبقى يشد ذلك الإنسان إلى الحضيض مهما تطور، ومن هنا ندرك جيدا قوة تأثير القيم وانعكاسها على المصير..
لذا يمكننا القول بأن قيمة أثر ما سوف تتغلغل في النفس، وتتجذر بها، لتصير مدماكا مُهمًّا يتغير على حده مصيرٌ ما، مما يترتب عنه تشكيل جديد، ونظرة أخرى وفقا لقوالب تلك القيمة، التي كانت اللبنة الأولى في بناء صرح شخصية الإنسان.
س- اشتغلتِ في نوافذ موجعة على موضوعة الإنسان المحاصَر، المحتَقر، المنسي، اليائس،...تلك الموضوعة التي ارتبطتْ غالبا بفكرة فوات الأوان، فما الذي تريد أن تقوله فاكية صباحي؟ هل الواقع بشع إلى هذا الحد؟
ج- فعلا ..لقد حاولتُ قدر المستطاع أن أطرق أبواب أولئك المنبوذين، الذين يعيشون على هامش الحياة، وهم يحملون ظمأهم على ظهورهم قرابا مطوية ما آن لها أن تمتلئ ..غير أنني ما أردت القول بأن الواقع بشعٌ إلى هذا الحد كما تفضلتِ ..بل أردت التنبيه إلى فئة لا تزال تتخبط في عتمتها، وهي تطرق أبواب النور -الموصدة دونها - بأيدٍ مثقلة بأرزائها ..
س- ولِمَ هذه المأساوية، هل قَدَرُ الكاتب أن يتتبع مواطن العتمة..؟
ج-هذه ليست مأساوية، وإنما هو واقع يعيشه غيرنا، ومن الخطأ التنكر له.. فالكاتب أو الشاعر هو المرآة التي تنقل واقعها بصدق دون تجميل أو مراء؛ لأنه شخصٌ شفافٌ تنعكس على صفحته كل الأشياء كما هي، ومن المؤكد أن أجمل النصوص هي تلك التي وقّعها حبر الألم؛ لأنها كثيرا ما تكون صادقة، لتستقر في قلب المتلقي مباشرة دون الاحتياج لدروب معبدة ..فالمآسي كثيرا ما تختصر المسافات لتوحد بين نبضات القلوب؛ لأن الجرح الذي يتفتق في صدر المتلقي، قد ينزف بصدر الكاتب، إذا ما اتحد النبض بالنبض ..والآهة بالآهة بعيدا عن محطات الزمان، وفواصل المكان.. ولأنني بالفعل مسكونة بأوجاع الناس -ولا أطل عليهم من الشرفات بل أعيش معهم أفراحهم وأحزانهم، وأخلدها بذات الوجع الذي أخلد به أحزاني وأفراحي، بعيدا عن الزيف والتنميق لأتحدث بلسانهم في أغلب الأحيان - حاولت أن أتحد مع كل ذرة من ذرات الواقع بعيدا عن الخيال الذي لا حاجة بي إليه، وأنا أحاول أن أمتشق قلمي مشرطا عساه يستأصل بعضا من تلك الأورام، التي رصدتها عن كثب ..لأن هدف الكاتب الجاد أولا وأخيرا هو محاولة تغيير بعض ما يُشوّه عالمه إلى الأجمل، وبالتالي هو يحاول جاهدا أن يتتبع مواطن العتمة، لعله يزرع بين جنباتها بعض النور..فوحدها قلوب الكتاب الصادقين من تظل معلقة من نبضها، وهي تئن مع أنين هذا، وتحلق مع أحلام ذاك.
     س-ألا يمكن للكاتب أن يقدم ما هو جميل ومشرق في هذا العالم..؟
ج-بلى هو قادر دون أدنى شك على تقديم ما هو جميل ومشرق، فوحده الشاعر أو الكاتب من يستطيع أن يجمِّل العالم بقلمه، ويرسم الحياة أزهارا منمقة برحب خياله، ولكن هذا إذا كان ممن يتجردون من واقعهم عن قناعة ورضا، ليتنكروا لقضايا مجتمعهم، ويصنعوا لهم عالما وهميا لا يريدون الصحو منه، متناسين نسغ الكتابة الحقيقي المتمثل في الصدق، الذي أراه دائما الحد الفاصل بين نص وآخر، فقد نقرأ لكاتب متمكن، ولا تصلنا صوره وتراكيبه مهما تجملتْ، بينما نقرأ لكاتب بسيط ونشعر أنه يكملنا، أو يتحدث عن جرح غائر بأعماقنا ما استطعنا الوصول إليه،  فمن السهل جدا أن نكتب نصا أدبيا، ولكنه من الصعب أن نبث الحياة ناطقة بين جنبات ذلك النص؛ لأن الصدق وحده من يبعثر الحرف ناطقا، ويوقع           الكلمة خالدة لا تحتاج إلى جواز عبور، كي تستقر بقلب المتلقي، ليشعر وكأنه يبحث عنها منذ سنين عددا، حتى تترقرق بصدره نبعا فياضا، يعبُّ منه كلما خاتله صفيرُ اليباب.                                      

    س-  قدمتِ في المجموعة القصصية رؤى ممكنة منحتِ من خلالها بدائل للواقع، مثل المقاومة، وبعث الذات من سباتها، والبحث عن الحرية؟ هل هذا كاف بالنسبة إليك لتشكيل منظومة إنسانية متماسكة؟
ج - نعم كما تفضلتِ لقد قدمت في مجموعة نوافذ موجعة بعض الرؤى، التي انفلتتْ منها بعض البدائل بطريقة ضمنية ..بينما تركتُ رؤىً أخرى مغلقة الأبواب، بهدف أن يشركني القارئ في البحث عن بدائل لها، ولكن هذا ليس كافيا بطبيعة الحال لتشكيل منظومة إنسانية متماسكة؛ لأنني عرضت الجرح فقط على المتلقي، ذلك الجرح الذي سيظل غائرا بين الضلوع..وأنّى لحرفي المتواضع أن يشفيه، وأنا أراه يزداد اتساعا يوما بعد يوم .
س-وما القيمة التي ترين أن لها الأثر الأكبر في بناء الإنسان إيجابيا؟
ج - أما القيمة التي لها الأثر في بناء الإنسان، والتي سوف نبقى نجري وراءها ظلا غافيا، فهي الإنسانية التي أتمثلها نورا، لو انبثق يوما من دواخلنا سوف يجرف جبال العتمة، التي ظلت جاثمة على صدورنا، فالحياة دربها طويل، ومذاقها مرير، ولا يجعل مرها حلوا سوى بسمة صادقة، تستقيم بين وجهين أشرقا معا في لحظة إنسانية محضة.  

س - ماذا تعني لك الكتابة القصصية؟ وهل ترينها قادرة على بناء مصير الإنسان؟
ج‌-   الكتابة القصصية هي المرفأ الذي ترسو به مراكبي بعد رحلة التطواف بهذا الكون الفسيح..وهي الهواء الذي أتنفسه؛ لأنها تُعبّد الطريق إلى التفكير الإيجابي..وتصقل الذات لتصير أكثر قوة وصمودا أمام تيار الحياة الجارف..ومن هنا يتغير سلوك الإنسان من الفعل إلى القول..فبالكتابة سواء أكانت قصصية أم شعرية يستطيع الإنسان إعادة هيكلة ذاته، أو برمجتها على أسس أقوى، ليمحو أي نقطة سوداء علّمت على دفتر الذات بأقلام الآخرين..وبالتالي سوف يصير للكتابة الدور الفعال في بناء مصير الإنسان، وتثبيت خطاه على كل الدروب مهما تشعب مسارها.
س- كيف ترين الكتابة القصصية اليوم؟ هل تبشر بخير؟
ج - الكتابة موجودة والحمد لله..والمواهب متعددة لكن الثابت منها، الذي يحاول المساهمة في بناء المجتمع، متكئا على ركائز مستقرة، قليل جدا، وقد صار كل من هب ودب يدعي الكتابة بحثا عن الأضواء، لنفقد الكثير من القيم التي كانت، وستبقى أساس الأدب الهادف الملتزم، غير أنني لا أستطيع أن أنكر كثيرا من التجارب الرائدة، والأقلام الجادة التي مازالت تناضل، وهي توقع على دروب التألق والإبداع بحروف من ضياء.
س - ما رأيك في التواصل الافتراضي من ناحية التأثير على العملية الإبداعية؟
التواصل الافتراضي هو سلاح ذو حدين..فالإيجابية لا توجد إلا حيث توجد السلبية..ولكن الإنسان الواعي المتزن لا يمكنه إنكار ما لهذا التواصل من فوائد جمة، تعود على الأديب بالمنافع، وتلاقح الأفكار، والاستفادة من خبرات الآخرين، وسرعة انتشار النصوص بين القراء..حيث قضى هذا التواصل على القيود، واختصر المسافات لتصلنا تجارب جادة، ما كنا لنصل إليها لولا هذا العالم الافتراضي..لكن في ذات الوقت هناك مساوئ لا يمكن أن نغفل عنها، ولا يسعني رصدها في هذا المقام ، وأظن أنه لا يزال الوقت مبكرا لتقييم مثل هذا العالم، ونحن مازلنا مشدوهين أمام أضوائه، التي نسأل الله تعالى ألا تثقل البصائر كما أثقلت الأبصار.
    أخيرا أكرر الشكر والامتنان أديبتنا الكريمة الفاضلة.

-         شكرا سيدتي الفاضلة على ما تفضلت به من حديث شيق في رحاب الكتابة القصصية، والإبداع عامة، ومصير الإنسان، وحاجاته، أتمنى لك التوفيق، ومزيد من الإبداع الأصيل الذي يترك بصمته في الحياة؛ لأن ديدنه الإنسان، والإنسان فقط .


***
- فاكية صباحي شاعرة وقاصة وفنانة تشكيلية.
  درست الحقوق واحترفت الفن التشكيلي.
*صدر لها سنة 2013 الجزء الأول من مجموعة قصصية (نوافذ موجعة) عن دار علي بن زيد للنشر والتوزيع، بسكرة، الجزائر.
*صدر لها سنة 2016 ديوان شعر نزيف على مقصلة الصمت عن دار ابن الشاطئ للنشر والتوزيع، الجزائر.
*لديها عدة مخطوطات تحت الطبع.
*متحصلة على الجائزة الأولى على مستوى مدينة بسكرة بالمرحلة الثانوية بقصيدة "درب الخلود".
*متحصلة على الجائزة الأولى للشعر الفصيح على مستوى القطر الجزائري "ملتقى الشعر النسوي قسنطينة " بنصها " نزيف على مقصلة الصمت" والذي أطلق عليه النقاد اسم الأوديسا، سنة 2011.
*متحصلة على الجائزة الثالثة عربيا ( جائزة الأرض) بقصيدة "نزيف على مقصلة الصمت" سنة 2011 ، مناصفة مع البروفيسور محمد إسحاق الريفي من فلسطين، والدكتور خليل عليوي من اليمن.

 *ترجم النص الفائز " نزيف على مقصلة الصمت" إلى الفرنسية من طرف الأديبة التونسية منيرة الفهري، وإلى الإنجليزية من طرف الدكتور فيصل كريم "الكويت"، وإلى لغة الأطياف السبعة من طرف الفنان التشكيلي سائد ريان "فلسطين ".
*متحصلة على الجائزة الأولى للقصة القصيرة في مسابقة جائزة القراء، التي أقامتها ولاية بسكرة سنة 2012  بقصة "وتهب أعاصير الندم "، وقد قدمت القصة آنذاك بالحصة الإذاعية "صحوة ضمير" للمخرج يوسف خليف بإذاعة بسكرة.
*فاز نصها عيد على طللي (شعر عمودي) بملتقى بلغراد الدولي سنة 2014 .
*فاز نصها ضفاف على النوى  (شعر عمودي) شهر جويلية 2016 بمهرجان الشعر الفصيح بعميرة الحجاج بتونس.