الصفحات

2008/12/30

غزة.. لا وقت للبكاء


غزة.. لا وقت للبكاء

أسماء شاكر

من غزة \ مدينة الحدود رفح
كاتبة و صحفية

-1
لا وقت لدينا للبكاء
لا وقت لرثائنا
يكفينا .. أن نجد دما
نرقع به موتنا
ونغلق علينا نوافذ النحيب
حتي إشعار آخر للحياة .

-2-
بعد كل موت
نحتاج لمعجزة للحياة
و للنجاة
يا الهي ...
أية قدسية لأنفاسنا المتبقية ؟

-3-
لا جلد يغطي موتنا
لا جلد نغطي به لحمنا
لا جلد ...
نربي تحته عقدة الخوف
من الموت

-4-
فوق المآذن
نقرأ بعض التراتيل علي أرواحهم
لعلها تصل السماء بسلام
دون أن يعترض موته
غارة أخري !

-5-
فوق المآذن
نعلن جنازاتنا
..........
وحده الله
ثابت
لم يمت .

2008/12/25

موقع صدانا يطلق جائزة للشعر العربي



جائزه صدانا للإبداع الأدبى
الدورة الأولى : دورة الشعر العربي
إيمانا منها بأهمية المواقع الالكترونية
في خدمة الأدب والإبداع العربي
قررت هيئة إدارة موقع صدانا إطلاق جائزة
تعنى بالإبداع والمبدعين العرب ,
وقد خصصت الدورة الأولى للشعرالعربي
على أن تكون الدورات الأخرى مختلفة كا القصه و المقاله
والخاطرة أو فنانا تشكيليا .... إلخ
وعليه فأن شروط الجائزه ستكون على النحو التالى
1- هذه الجائزة مفتوحة في وجه الشعراء العرب
2- النص الشعري المشارك لا يشترط فيه موضوعا محددا ولا نوعا خاصا
( الجائزة مفتوحة في وجه الشعر بصفة عامة )
القصيدة العمودية , قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر
3 -يشترط في النص المشارك عدم المشاركة
به سابقا في مسابقة أو جائزة مماثلة او منشور
4 -يسمح المشاركة بنص شعري واحد فقط
على ألا يزيد عن 30 بيت للقصيدة العمودية
و 60 شطر للتفعيلة وقصيدة النثر .
5 - يتم إرسال النص الشعري على الإميل التالي :
saddana2008@gmail.com
او
saddana@hotmail.com
على أن يضع الشاعر ما يلي :
نوع القصيدة – عمودية أو تفعيلية أو قصيدة النثر –
6 - يكتب الشاعر اسمه بالكامل ( لا يقبل الاسم المستعار )
ويرسل صوره شخصيه له ولبطاقة هويته ,
بالإضافة إلى القصيدة المشارك بها في ملف وورد
7 - تبدأ اللجنة في استقبال المشاركات
بدأ من 1 يناير 2009 إلى 1 مارس 2009
ملاحظه: سوف يتم الرد على كل مشاركة
تم التوصل بها من قبل هيئة إدارة الموقع .
8- سوف ينشر الموقع جميع القصائد
المشاركة بالموقع ابتداء من 1 مارس إلى
10مارس بدون اسم الشاعر كى يساهم
القراء في اختيار أجود القصائد حسب رأيهم
بعد ذلك سيتم أخد رأي لجنة التحكيم الخاصة بهذه الجائزة
والمتكونة من عدة شعراءونقاد عرب
ليعلن عن الفائزين بتاريخ 21 مارس 2009
قيمة الجوائز
اعتمدت إدارة المنتدى الجوائز التاليه للفائزين الثلاثه
1-المركز الاول 3000 درهم اماراتى+ شهاده تقدير
2- المركز الثاني 2000 درهم اماراتى+شهاده تقدير
3-المركز الثالث 1700 درهم اماراتى+ شهاده تقدير
والله الموفق
ملاحظه لاتقبل اى قصيده تمس الذات الالهيه
او الدين او تدعو للطائفيه والمذهبيه

2008/12/22

نتائج منح الصندوق العربي للثقافة والفنون لعام 2008


نتائج منح الصندوق العربي للثقافة و الفنون لعام 2008


عمان - كانون أول 2008:

أعلن الصندوق العربي للثقافة والفنون عن أسماء الفائزين بالمنح المالية المخصصة للفنانين والكتاب في دورة العام 2008 وهي السنة الثانية من عمل الصندوق.وتالياً قائمة أسماء الحائزين على منح الصندوق عن كل فئة:
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة السينما:

علياء أرصغلي- فلسطين ماهر أبي سمرا- لبنان هالة لطفي- مصر ليانة عبد الرحيم بدر- فلسطين سمير عبدالله- مصر علاء حليحل- فلسطين سينما وذاكرة- الجزائر ميار الرومي- سوريا منظمة التجمع الثقافي من اجل الديمقراطية – كربلاء- العراق الهيئة الملكية للافلام- الأردن مسرح الحرية- فلسطين حيدر خلو بارح-العراق صلاح المر-السودان
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الفنون الأدائية:

أمير نزار زعبي- فلسطين ليلى حسن سليمان-مصر مسرح النزهة الحكواتي المعروف بالمسرح الوطني الفلسطيني-فلسطين ماريّا كريستي- لبنان ادهم محمد محمد حافظ - مصر خلود ناصر- لبنان نعمه نعمه- لبنان فرنسوا ابوسالم –فلسطين
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة نشاطات التعاون العربي:

بروآكشن فيلم - شركة عروة النيربية وشركاه - سوريا بسام الباروني- مصر تعاونية عمان للأفلام- الأردن اليد العليا- السودان شاشات- فلسطين الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة – متروبوليس سينما- لبنان لارا الخالدي , وشهيرة عيسى- مصر/فلسطين شركة ايقاع الاردن للفنون-الأردن اسماعيل محمد اسماعيل الناظر- مصر تجمع الباحثات اللبنانيات- لبنان رواق- فلسطين
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الفنون البصرية:

هدى ابي فارس - لبنان الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر/ الأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين ريم القاضي- العراق يزن محمد غازي الخليلي- الأردن الأتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين- السودان جمعية ابداع لتطوير الفن المرئي بالوسط العربي - رابطة الفنانين التشكيليين العرب - فلسطين منيرة الصلح- لبنان رولى حلمي حلواني- فلسطين طارق الغصين- فلسطين/ الكويت
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الأدب:

فيصل حسن دراج - فلسطين هيثم محمد إبراهيم سرحان - الاردن عماد الدين موسى – أبابيل - سوريا مؤسسة غسان كنفاني الثقافية- روضة تأهيل الأطفال - لبنان/فلسطين سناء شدّال - المغرب سامية عماد الدين محرز - مصر جبير مفضي حمود المليحان - السعودية
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الموسيقى:

وسام محمد سعيد مراد- فلسطين ربى محمد أحمد صقر-الأردن مكادي سالم جريس النحاس-الأردن عمرو صلاح عبد العزيز بيومي- مصر علي عبدالله فجر- العراق

2008/12/21

محمد الحسيني يجمع أحلامه وگوابيسه.. ويرحل


محمد الحسيني يجمع أحلامه وگوابيسه.. ويرحل

18/12/2008
مثقفون اعتبروه ضحية جديدة لتعنت وزير المالية إزاء المبدعين
كتب: شاهر عياد
أمس الأول.. غيب الموت شاعر العامية المصرية محمد الحسيني بعد صراع مع المرض. الحسيني من أبرز شعراء جيل السبعينيات والثمانينيات، صدرت له سبعة دواوين شعرية أبرزها "ونس" و"عباد الضل" و"صندوق الحزن" و"مس الكلام"، بالإضافة إلي كتاب تاريخي عن أعلام مجمع اللغة العربية بعنوان "غرفة السر".وكأن الحسيني كان يستشرف الموت في شعره.. فقد كتب قبيل وفاته ما يبدو أنه رثاء شخصي شديد الذاتية يقول:
"واحد قام من نومه
ما لاقاش في الدنيا حياة
طبق كوابيسه
وتاه".
توفي الحسيني بينما كان يجري عملية جراحية في كبده، بعد أن استنفد كل ما يملك لسداد تكاليف علاجه دون جدوي، ليصبح رقما جديدا لأدباء مصر الذين واجهوا الموت بسبب رفض الدولة علاجهم علي نفقتها، ورفضها الإفراج عن وديعة بقيمة 20 مليون جنيه أودعها حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي خصيصا لعلاج المثقفين المصريين.وأصدر مثقفون بيانا يسعون إلي جمع ألف توقيع عليه، يدين موقف وزير المالية "شديد العداء للمثقفين والمبدعين"، الذي تجلي في تعسفه الذي أدي إلي جعل "يد اتحاد الكتاب مغلولة إزاء الحصول علي الوديعة" التي أودعها القاسمي. واعتبر بيان المثقفين وفاة الحسيني "فرصة مواتية للتأكيد علي حقوقنا كاملة في هذا الوطن". ومن أبرز الموقعين علي البيان الروائي إبراهيم أصلان والشاعر سمير عبدالباقي والأديب يوسف أبو رية وغيرهم من مثقفي مصر وأدبائها.هذا بينما قرر أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أثناء مؤتمر أدباء الأقاليم الذي يختتم أعماله اليوم في الإسماعيلية، تكريم اسم الحسيني وإعادة طبع أعماله في هيئة قصور الثقافة. ومن المقرر أن يتم التكريم في مؤتمر الأدباء المقرر في مرسي مطروح 22 من الشهر الجاري.كان الحسيني صاحب اتجاه جديد في كتابة الشعر العامي، وهو أول من كتب قصيدة النثر العامية التي قلده فيها شعراء آخرون. وبالإضافة إلي كل ذلك كان الحسيني مهموما بالحياة الثقافية المصرية ناقما علي ما فيها من سلبيات ومساوئ، وتجلي ذلك في تأسيسه دار نشر عام 2005 سمّاها "نفرو" اهتمت بنشر الأعمال الأدبية المصرية والعربية، بالإضافة إلي ترجمة ما لم تتطرق إليه المؤسسات الثقافية الرسمية إلا مؤخرا، من أعمال أدبية لكتاب وشعراء من دول جنوب شرق آسيا.. كان يعتبرها "منطقة هامة قريبة الشبه من روحنا قبل انتمائها إلي عقولنا ولكننا فقدناها". وكان يعتبر أن المستقبل الإبداعي سيأتي من هذه المنطقة.
نقلا عن جريدة البديل

د. سناء الشعلان تدرس الفنتازيا في عوالم الروائي الأردني غسّان العلي






د. سناء الشعلان تدرس الفنتازيا في عوالم الروائي الأردني غسّان العلي



ضمن فعاليات ملتقى الرواية الأردنية للعام 2008 الذي أقامته أمانة عمان الكبرى في الأردن في العاصمة الأردنية عمان قدّمت الدكتورة سناء الشعلان ورقة عمل بعنوان :" العوالم الفنتازية في روايات غسان العلي، رواية " أهرميان" أنموذجاً" وقد أشارت الدكتورة الشعلان إلى أنّ الروائي الأردني غسّان العلي يقدّم روايته " أهرميان" عوالم تبدو واقعية في الوهلة الأولى، راسمة أحداث ووقائع حياة أبطال تناوبوا على السّفر واكتشاف الحيوات والبشر في كثير من أصقاع الدنيا في محاولة رشيقة لرسم ذلك الفرق المفترض مابين الشرق والغرب.ولكنّ صيرورة السّرد، وتعدّد الأصوات الراوية وصراع الكائنات والجمادات في هذه الرواية يفتحنا على عوالم فنتازية تتدثّر بالغرائبية والعجائبية، وتسمح بتقديم عوالم تخيلية تقوم على ركيزة سحرية، تخلط الواقعي بالخيالي، وتساوي بين الحقيقة والخيال، وتجعل غير الواقعي أو الممكن هو الطريق الخفي لفهم الواقعي وقبوله وتسويغه مادام العالم كلّه يعيش وفق رؤية الروائي غسّان العلي في عالم يحتاج إلى الجنون والسّحر والتعاويذ والخرافات والتهويمات لفهمه أو على الأقل للتصالح مع عبثيته ولا منطقيته وجنونه وفضائحه ومزالقه وانكساراته.


وتجربة العلي في بناء المعمار الحدثي والسّردي الواقعي في روايته على أساس الفنتازي تقودنا إلى قدرة فائقة على تقسيم هذا المخيال الواسع والمتشظّي والقلق على الكثير من شخصيات رواياته التي تأخذ بزمام السّرد في كثير من فصول الروايات، وكأنّ العلي يتبرّأ من تهمة الجنوح إلى العوالم المتخيّلة المفترضة ليخلص إلى عوالم حقيقية وأحداث كائنة تلمز الخيال، وتقول إنّه مواز للحقيقة أو هو إيّاها بمعنى من المعاني.

2008/12/18

الأطفال يحلمون بأجنحة في ندوة كتاب الطفل ومجلة قطر الندى
















الأطفال يحلمون بأجنحة في ندوة كتاب الطفل ومجلة قطر الندى






حمدي سليمان ومنتصر ثابت وأحمد قرني وأحمد طوسون كتاب الطفل الذين حضروا الندوة التي عقدها بيت ثقافة سنورس برعاية عماد عبدالحكيم مدير بيت الثقافة وأقيمت بمكتبة الطفل بسنورس ظهر اليوم الخميس 15 ديسمبر.. لكن كان أبطالها الحقيقيون الأطفال الذين حضروها.
بدأت الأمسية باستعراض لمواهب الإلقاء والكورال لأطفال المكتبة بقيادة موريس صادق مدير مكتبة الطفل.. واختتموا اليوم بعرض مشهد مسرحي للأطفال.
وبين البداية والختام تفاعل كتاب الطفل مع الحضور وقدم الأديب والشاعر حمدي سليمان الذي حضر ممثلا لمجلة قطر الندى قصيدة للأطفال بعنوان دباديبي وقدم الشاعر والأديب أحمد قرني قصيدة للأطفال بعنوان لو كنت أميرا للحواديت ، ثم حكى القاص والكاتب منتصر ثابت قصة إنسان الغابة ، وألقى الكاتب أحمد طوسون قصة الفراشة وزهرة النرجس.. وعقب كل نص استمع الكتاب لأراء الأطفال ووجهة نظرهم في النصوص والأفكار التي تحتويها.
ثم طرح الكتاب أسئلة على الأطفال منها ما الذي يعجبك في المكتبة وما الذي لا تجده بها، ومتى لا تحب مدرسك أو مدرستك؟ وفي إجابة السؤال الأخير اتفقت الآراء على أنهم لا يحبون مدرسهم حين يستخدم العصا في التعليم وحين يبدو متجهما معهم ، أما حين سألهم كتاب الطفل عن أحلامهم تمنى كثيرون أن يطيروا كعصافير بينما تمنى آخرون أن يكون باستطاعتهم تقديم شيء ولو قليل لكل محتاج.
الغريب أن الأطفال حين سألناهم ماذا تقرءون اكتشفنا أنه لا يرسخ في ذهنهم إلا نصوصهم الدراسية وبعض القراءات الدينية.
وبرزت بعض المواهب بين الأطفال في الإلقاء مثل الأطفال مروان أحمد طارق ومهجة أحمد نور الدين ومريم وأسماء عادل وأحمد نور الدين.
حضر الندوة الفنان المطرب عهدي شاكر.. كما قام الكاتب حمدي سليمان بشرح للمواد التي تضمنها مجلة قطر الندى وطالب الأطفال بالمشاركة بإبداعاتهم في تحرير المجلة.
الأطفال يحلمون بأجنحة صغيرة ليطيروا بها فهل نساعدهم حقا على الطيران؟

2008/12/17

أسباب غياب د.جابر عصفور عن حفل توزيع جائزة محفوظ للرواية


أسباب غياب د.جابر عصفور عن حفل توزيع جائزة محفوظ للرواية

اعتذرالدكتور جابر عصفور عن حضور حفل تسليم جائزة نجيب محفوظ للأدب عن العام الحالى، والتى يمنحها قسم النشر بالجامعة الأمريكية، رغم أنه عضو بلجنة تحكيم الجائزة التى ذهبت فى دورتها الثالثة عشر إلى الأديب المصرى حمدى أبو جليل عن روايته "الفاعل".

جريدة اليوم السابع ذكرت أن اعتذار عصفور يرجع لخلافه مع الأديب جمال الغيطانى بسبب تخلى لجنة التحكيم للمرة الأولى عن العرف السائد فى دوراتها الثانية عشرة الماضية، والذى كان يقضى بأن تمنح الجائزة عاماً لأديب عربى وعاماً لأديب مصرى، والمعروف أن الجائزة منحت فى دورتها الماضية للأديبة المصرية أمينة زيدان عن روايتها "نبيذ أحمر"، وهو ما يعنى أن الجائزة كان من المفترض أن تمنح هذا العام لعمل عربى.

2008/12/16

أبوجليل يتسلم جائزة محفوظ في الرواية

حمدي ابو جليل يفوز بروايته "الفاعل" بجائزة نجيب محفوظ

القاهرة (ا ف ب) - اعلنت لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ التي يقدمها قسم النشر في الجامعة الاميركية في القاهرة خلال احتفالية مساء الاثنين فوز الروائي المصري حمدي ابو جليل بالجائزة لهذا العام عن روايته "الفاعل".
ونوهت اللجنة في تقريرها الذي قدمته رئيسة اللجنة استاذة الادب العربي في الجامعة سامية محرز "بوعي المؤلف بالمنجز الجمالي الذي انجزته الرواية والسيرة الذاتية في الابداع العربي الراهن" الى جانب "حيوية الشخصيات التي تصورها الرواية".
وجاء في التقرير ان "النص يبدو شديد السذاجة ولكنه يأخذك دون ان تشعر الى عالم تعتقد انك تعرفه لكن هذا الثرثار او الرواي بصيغة الانا لا يكف عن تلوين حكاياته واستعادته فقراتها بتكرار حاذق".
واضاف "لقد اجتهد في ان يكون له بين كتاب السيرة الذاتية الروائية ملامح خاصة وهو لا يقترب من غوركي وان اشتبك مع صوت ماركيز في الادب العالمي ليخلق صوته الخاص".
وافتتح الاحتفالية الروائي المصري جمال الغيطاني بمحاضرة عن ذكرياته مع الروائي المصري الحاصل على جائزة نوبل للاداب عام 1988 الراحل نجيب محفوظ بعد خمسين عاما على تعارفهما صدفة في الشارع عام 1959 وكيف تطورت العلاقة ضمن تطورات الاوضاع السياسية والاجتماعية في مصر.
وتبعته رئيسة اللجنة سامية محرز التي قرات تقرير اللجنة التي تضم في عضويتها النقاد رئيس المركز القومي للترجمة جابر عصفور ومديرة مركز الهناجر استاذ الادب الفرنسي هدى وصفي والناقد الاردني فخري صالح واستاذ الادب العربي في جامعة القاهرة عبد المنعم تليمة والناقد ابراهيم فتحي.
وتحدث في الاحتفالية الروائي الفائز حمدي ابو جليل مشيرا الى مسار حياته الادبي منذ اصدار اول مجموعة قصصية له فهو من مواليد الفيوم عام 1967 نشر اول مجموعة قصصية له "اسراب النمل" في عام 1997 ومجموعته الثانية "اشياء مطوية بعناية فائقة".
وصدرت بعدها بعامين اول رواياته "لصوص متقاعدون" واصدر كتاب "القاهرة شوارع وحكايات" ضمن جزئين جمع فيها الكثير من النوادر والمواقف للمثقفين في العاصمة المصرية بعد ثلاثة سنوات الا ان اصدر روايته الفائزة مطلع العام الحالي.
وقام رئيس الجامعة ديفيد ارنولد بتسليم الجائزة للفائز وهي عبارة عن ميدالية ذهبية تحمل صورة نجيب محفوظ وتبلغ القيمة المالية للجائزة 1000 دولار امريكي.
نقلا عن (أ ف ب)

2008/12/10

جوع وعزازيل والحفيدة الأميريكية وروائح ماري كليروالمترجم الخائن وزمن الخيول قائمة بوكر القصيرة لعام 2009






















جوع وعزازيل والحفيدة الأميريكية وروائح ماري كليروالمترجم الخائن وزمن الخيول قائمة بوكر القصيرة لعام 2009

في مؤتمر صحفي عقد بلندن ظهر اليوم أعلن عن قائمة بوكر العربية القصيرة للعام 2009 وشملت القائمة روايات جوع لمحمد البساطي، عزازيل ليوسف زيدان، روائح ماري كلير للحبيب السالمي ، الحفيدة الأمريكية لانعام كجه جي ، المترجم الخائن لفواز حداد ، زمن الخيول البيضاء لإبراهيم نصر الله

وقد تولّت اختيار اللائحة لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة أعضاء من العالم العربي وأوروبا برئاسة يمنى العيد وعضوية كل من محمد المر ، فخري صالح ، رشيد العناني ، هارتموت فيندريش.

خالص التهاني للكتاب المرشحين

2008/12/09

فاعل أبوجليل تحصد جائزة محفوظ بالجامعة الأمريكية






فاعل أبوجليل تحصد جائزة محفوظ بالجامعة الأمريكية





ذكرت تقارير صحفية فوز رواية (الفاعل) للروائي حمدي أبوجليل بجائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي التي تقدمها الجامعة الأمريكية لهذه السنة في حفلة تقام بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك في 14 الجاري بدلاً من11 الذي يوافق ذكرى ميلاد محفوظ.


الرواية صدرت عن دار ميريت وإن صحت التكهنات بفوزها فالجائزة تكون خالفت تقاليدها التي اعتادت أن تعطى مداورة سنة لكاتب مصري والسنة التالية لكاتب عربي, إذ فازت بالجائزة السنة الماضية رواية «نبيذ أحمر» للمصرية أمينة زيدان.

خالص التهاني لأبوجليل

مقطع من مخطوط رواية (نوافذ صاحب الدار) لأحمد طوسون

نوافذ صاحب الدار
حالة روائية
أحمد طوسون

1
- تعرف يا ولد
رغم كل شيء
أنا أحبك
.......................
أنا أحب البيت..
والوطن
....................
رغم كل شيء
أنا أحبها
.......................
قد تندهش
قد تظنها كلمات رجل يهذي
..............................
لِم على فاروق الونايسي وحده أن يظل عاقلا
طيلة الوقت ؟
العالم كله يهذى ..
ولا أحد يعترض !
.................................................
ربما كنت تشبهني يوما ما ..
رأسك الصغير يذكرني برائحة النعناع الأخضر
الذي كان يفوح من أحلامي
.........................
........................................
لكن ..
لا يهم
فاروق تزوج ! ..
لا تتعجب
تزوج وأنجب .
أنجب فاروق جديدا
..............
أسميته صابرا
.......................................
تعرف لماذا ؟
...................
ليأخذ نصيبا من اسمه
...........................................
تعرف يا ولد ؟
لم أقل لأحد إنني أنجبت ..
كثيرون في هذا العالم لو عرفوا سينتقمون من فاروق الونايسي في هذا الولد
.................................
...............
لكنك غيرهم
ستفرح لي.
....................
أنت ما زلت بريئا
يحمر وجهك لأتفه الأسباب
.........................
لا تداري هذا الخجل..
صابر أيضا بريء
...................
ضحكته البلهاء لا تريحني
............................................
لو استمر بهذه البراءة ستنتهز الحياة أول فرصة وتطعنه في ظهره.
لكن اطمئن..
فاروق لن يسمح لها
.........................
تعرف يا ولد..
هناك مقولة على لسان أحد أبطال هيمنجواي في
( العجوز والبحر ) لا أنساها أبدا..
الإنسان قد يتحطم لكنه لا يهزم
........................
الإنسان قد يتحطم
لكنه لا يهزم.
....................
فاروق الونايسي لم يستطع أحد هزيمته
................................
إذا لم تكن تصدق
ستعرف بنفسك
..............................
حتى الحياة لم تستطع هزيمته!.
***
(سأواصل العيش داخل بيتي الزجاجي حيث كل شيء يتدلى من السقف حيث أنام في الليل في فراش زجاجيوتحت أغطية زجاجية ..عاجلاً أو آجلاً سأظهر محفوراً فوق ماسة .)
أندريه بريتون

2
سيقول السفهاء من الناس ما بال فاروق الونايسي بعد كل هذه السنين يهبط في محطات الونايسة.
يبحث بين ترابها عن تبر مفقود أم عن أوجاع قديمة.
أم تراه يريد استرجاع ما لا يعود؟!
لم الآن يا فاروق تجر خطواتك بين حواريها الضيقة.. تشم رائحة بنسيانها بعد أن نشفت الأزهار وتساقطت وجرفتها الريح إلى السكك البعيدة.
لم تعد سماواتك رحيبة لأحد..
هجرتها العصافير والحمائم وسكنتها غمامات ثقيلة.
لم تعد تسمع إلا نعيقا لغربان كاسرة..
أين ذهبت فراشاتك الملونة وتغريد كروانك؟!
لم يعد للتراب رائحته القديمة.
لم تعد للسكك ونسها ولا فرشت سعفات النخيل ظلالها فوق رأسك.
منذ صغرك تسير في متاهة بلا انتهاء، لا تعرف معنى لكل ما يحدث حولك.. ماذا تفعل بين جدرانك التي تضيق وتضيق وتشد خناقها حول رأسك؟
ليالي طويلة تقضيها في تتبع شق بجدار..
يمتد ويتوغل بين الجدران والحوائط والسقف، رغم ذلك لا أحد ينتبه له، كوات حالكة الظلمة تختبئ داخلها كائنات مرعبة وبشعة، تتكاثر حتى تغطي وجه العالم، تنشغل عنها بمطاردة خيوط عنكبوتيه توحشت، تمتد وتمتد لتفرش عالمك وتكبت أعضاءك.
جيوش من الهوام والحشرات تطاردها وتطاردك.
كائنات ترعى على جسدك.
تتلمسها..
قطيع من الكائنات اللا مرئية البشعة تفر من بين أصابعك إلى الشقوق.. عشرات الأفكار الكئيبة تطاردك وتمسك بك ولا تستطيع الإفلات منها.
هل كان البيت جنتك وجحيمك، سجنك وسجانك.. وباحة للفوضى التي ترتع داخلك؟
لن ينفعك السير بين حواري الونايسة الطينية وحيدا.
ذلك البراح البعيد حاصرته الجدران والبنايات المقبضة.
تلك البيوت الطيبة شاخت.. لم تعد مفاصلها قادرة على تحمل آلامها.. تستند إلى عكازين ينخر فيهما النمل والسوس.
ستجلس إلى حكايا عم خضر.. وسط جموع من ناس البلد والبلدان المجاورة.. تستمع لروايته عندما ينصتون له ولا يتحرك أحد، حتى و إن حفظت موضع الثقوب في جسده وحفظت حكاياه التي لا تنضب مثل نبع.
يعرفها أهل البلد حكاية حكاية وثقبا ثقبا.
ثقب زنده من عيار طائش أصابه في حرب فلسطين.. ساعتها كان ولدا أخضر يتندر الجنود من ملامحه التي تشبه ملامح طفل، وأمسى كهر أعمى ألقوا به بين الشراك ولم يعلمه أحد القفز من بين سياجها الشائكة بحثا عن نافذة للنجاة!
حين عاد لم يعرفه أحد ولم يعوا من أين نبتت تجاعيد الحزن على وجهه..
حارب باليمن وعاد بشق في بطنه وجرح غائر بشدقه الأيمن.
في 1967 بترت قذيفة ساقه وتناثرت الشظايا بجسده كله ونشبت مخالبها في قلبه.
ما أبعد سنوات خضر المثقوبة اللاتي مللت تكرار حكاياها.. ستتركها هناك معلقة كخبيئة مسحورة اعتادوا على رؤيتها دون أن يعرف أحد سرها وتتنفس الوحدة بين جلبة الرجال ومزحا تهم.
تلك الثقوب التي عاش خضر مفتونا بمراوغتها لملاك الموت لم تمنع الحمى أن تتسلل إلى فراشه المبلول وتقبض سنواته الطويلة بعيدا عن أعين الرجال.
تتخبطه الشهقات ويلون وجهه الفزع بفرشاته الشاحبة.
ما أقسى الموت وحيدا يا العم خضر دون أن تجد أحدا يتلقى مخاوفك المذعورة بين أحضانه..
هل ستلازمك الوحدة يا فاروق وتصير ملاذك أم تحملك القضبان بعيدا عن هواء الونايسة المسكون بالعذاب؟.
القطار تطير صفارته.. تحلق بجناحيها حتى تسكن حضن الجبل البعيد الواسع.
تحار بأي قدم تدخل إلى عتبات مجهولك البعيد.. بقدم الباحث عن حقيقة أو نجاة، أم بقدم الهارب من أغلال وأصفاد؟..
في المرة الأولى قادك حسن إلى هناك، قال أن الشيخ مهدي يدعوكما إلى معسكر مع طلبة الونايسة الذين سيلتحقون بالجامعة.
كنت تعد الأيام والساعات والدقائق لتنفلت من بين قضبان زنزانتك، ترسم جداول وحقولا من البراح وتفر من غربان رأسك التي تنعق بلا توقف، بينما حسن يثرثر عن الجبل والجماعة والشيخ مهدي.
كان السبيل الوحيد لإخراجك من جب وحدتك وعذابك الذي أسقطك فيه الونايسي دون جريرة.
لا شيء يمنعنا أن نترك المكان إن لم يعجبنا، الشيخ مهدي تعرفه جيدا، لا يكف ثغره عن التبسم، سنقضي وقتا ممتعا ونعود..
منذ اللحظة الأولى تكتشف إنها جدران أخرى تسور ما تبقى طليقا وتأسر طائرك الجريح، الحارس الذي اختاروه من بينكم وأوقفوه هناك عند أسوار الخيام ليرقب خطواتك ونظراتك إلى البراح البعيد، العصا التي وخزتك لتلحق بمؤذن الفجر، اللحية التي أمتكم للصلاة حتى شرقت الشمس، صحون الطعام التي تكدست أمامك بعد أن ألتهمتها الأيدي بقسوة، وملعقة وحيدة تنتقل من فم لفم، تصيب البدن بالقشعريرة وتصب المرارة بالحلق.
بينما الصغير الذي أمّروه عليك يرمقك بقسوة ويأمرك أن تذكر حديثا تحفظه قبل أن تمتد يدك إلى الطعام.
ترفع جفونك إلى سقف الخيمة فتمر على عيونهم التي تلتف حولك وتحدق بك في انتظار إجابة تسمح لملعقتك بالوصول إلى غيرك، ينبض قلبك وأنت تردد بين نفسك.. حب الوطن من الإيمان..
- حب الدار من الإيمان.
يضحكون فتستشعر الحرارة في جسدك، تهرب من تحديقهم إلى حسن بحثا عن مساعدة تعينك على فهم ما يدور.. حسن يردد خلفك :
- حب الوطن من الإيمان
- لا هذا ولا ذاك
- فهو حديث موضوع مكذوب كما ذكر الألباني
هكذا قال أميرهم وهو يمد ملعقته لتغرف من الصحون ..
أنت الهارب ممن اعتادوا أن يخطوا بحروفهم كتاب دربك، تسقط من فخ إلى فخ دون أن تحتاط لنفسك!
تمسح الصحون بالماء والصابون وتكور الرمل والماء واللعنات وتقذف صاحبك الذي انفجر بالضحك المخلوط بالبكاء وتسأل عن الشيخ مهدي الذي لم يظهر ولم يره أحد منذ دخولكما إلى المعسكر.
ولم يكن حسن يملك إجابة لسؤال لم يحن أوانه..
تزأر عجلات قطارك.. فتهز الأجساد والأيام مع دورانها.
قطار كهذا حمل طاهر معه إلى الجبهة و عاد وحيدا.. دوت زغاريد الفرحة في الشوارع والبيوت.. العمدة اخرج الراديو إلى المضيفة والتف أهل الونايسة حوله.
من كان يصدق إن السادات سيفعلها؟ .
في هذا اليوم لم تعرف من أين أتى العمدة بصورة كبيرة لطاهر ووضعها إلى جوار صورته وصورة عبد الناصر.
كل ما كان يشغلك هو متى يعود طاهر ويحكى ما يقوله الراديو في أخبار قصيرة.
كل يوم تنصت إلى ما يقوله الرجال الملتفين حول الراديو وتنتظر قدومه.
أيام طويلة مرت بين فرح و بكاء رابضين في عيني أمك.
لا يريدان أن يسقطا حتى دق باب الدوار جنديان، والتف النسوة يأخذن بيد أمك التي سقطت مغشيا عليها، ودمعت عينا العمدة أمام الناس، وضمك إلى صدره.
كنت تنظر إلى دموع عينيه و تسأل دون أن يجيبك أحد:
- متى سيعود طاهر؟
لِمَ تجرفك الريح بلا هوادة ؟!
وأنت الذي لم يجد أحدا يسأل بعدك: متى يعود فاروق الونايسي إلى داره؟
***
يومان كدهر مرا عليكِ يا حبيبة في سجنك الذي حبسك فيه الونايسي، حتى دق الباب دقات لاهثة متعجلة.
توكأ الجد على عصاه خطوات وسحب المزلاج.
لمحتْ طيف الشبح القادم من جوف البيت.. أنخطف قلبها..
البوم لم يتوقف عن النعيق منذ وطأت بقدميها عتبة البيت.
ظل المرسال واقفا بعتبة الباب ولم يذعن لرجاء الشيخ بالدخول ليأخذ واجب الضيافة.. ارتد الجد إلى جوف الدار وهمس في أذن ألام:
- العمدة يريدك.
استعادت بعضا من الحياة التي فارقتها.. دارت في البيت كقطة مذعورة تلملم أشياءها.. تتخبط بين الأشياء والجدران والهواجس.
ما الذي حدث يا ونايسي؟
ما كان عليها إلا أن تنظر إلى عينيه لتقرأ ما بهما.. تغوص في أعماق بحاره و تستخرج ما خفي عن العيون و الأبصار.. نظرة واحدة لتعرف موطن الهم والجرح.. كيف ينزف وكيف يضمد.. نظرة واحدة لتمسك بالفرح أو تلعق مرارة الانكسار..
إن عجزت كلماتها دفنت رأسه في صدرها كطفل صغير وتبقى صامتة.
لا يحتاج الونايسي إلا إلى هذا النبع الذي يغتسل فيه من هموم الدنيا مهما عظمت، فلِم هذه المرة يا ونايسي..
هل هو موت طاهر؟
كانت تراقبه بدقة.. كلما وقعت عيناها على عينيه رأت الشرر يتطاير منهما..
لم يعد زوجها الذي تعرفه.. كان فظا وهو يصرخ في وجهها دون سبب.. يتحاشى أن تخرج كلمة حلوة.. يتفادى ملامستها.
حاولت بكل حنكة الأنثى التي تعلمتها منذ بدء الخليقة أن يبوح بكلمة، لكنها لم تجد إلا صدودا..
لأول مرة تخاف منك يا ونايسي.
هل تصدق يا حبيب القلب.. حبيبة تخاف منك.
ماذا فعلتْ لكل هذا الصدود وماذا أوغر صدرك نحوها؟!
دفنت وساوسها في قلبها وتشاغلت عنها بتنظيف الدوار.
في الدهليز الكبير حملت السلم الخشب وأسندته إلى الجدار وأنزلت الصور المعلقة على الحائط، أحضرت القطنه وغاصت بها في السبرتو الأحمر ثم أخرجتها وعصرت الألم في قلبها ومسحت صورة طاهر.
لم تقوَّ على مداومة النظر إليها.. كلما نظرت إلى صورته تقطع شيء في القلب ونزف.. تسمع صوت النشيج يعلو.. تفر إلى صورة الونايسي.. عصرت القطنه ومسحت إطار الصورة وزجاجها.. تفحصت ملامحه كأنها تراه لأول مرة.. عيناه عينا صقر لا يخاف الحمى.. يخشى نظراتهما الكبير والصغير.. لكنهما رحيبتان تتسعان لاحتضان العالم.
وحدها تعرف الحنان والحب الذي يسكنهما، فلماذا توارى حنانهما عن حبيبة؟!
ألست الونايسي الذي أعاد الشارد ولم شمل القطيع، وقال أن الونايسة قلب يتسع للجميع ومن أجلها يهون أي شيء، فلِمَ الآن تطرد حبيبتك من الونايسة التي تسكن قلبك؟!!
وقعت عيناها على الصورة الأخرى الممددة على الأرض.
منذ دخلت إلى الدوار وهى تراهما متجاورتين.. صورة الونايسي وصورة عبد الناصر.. لكنها لم تلحظ إن عيني زوجها تشبها عيني جمال إلا في هذه اللحظة.
تتذكره وهو يقف أمام الصورتين طويلا.. حين يقف تلك الوقفة تعلم إن أمرا يشغله، سألته مرة عن سبب وقوفه أمام صورة عبد الناصر كلما شغله أمر أو صادفته مشكلة.
قال إنه لا يعرف سببا محددا، مثل عبد الناصر من الصعب أن يتكرر، شيء مجهول يدفعني ناحية صورته كلما استعصى عليّ أمر، ربما استمد من عينيه شيئا خفيا.
شيء هادر كالثورات أو مشرق كالحلم، يهبك قوة ما.
بعد أن انتهت من الصورتين مسحتهما بورقة بيضاء ليلمع زجاجهما ثم حملت صورة طاهر ووضعتها مكانها وحملت صورة عبد الناصر ووضعتها مكانها.
حين هبطت لتمسك بصورة الونايسي وتصعد بها درجات السلم أخطأت إحدى قدميها درجة السلم الخشب وانزلقت.. كادت الصورة تسقط من بين يديها على الأرض.. ضمتها إلى صدرها بينما تمسك يدها الأخرى بالسلم وتدفعه ناحية الجدار حتى لا يسقط..
التقطت أنفاسها بعد إعادة الصورة إلى مكانها.. لم تكن لتسامح نفسها إن سقطت منها صورتك..
لملمت حزنها وأساها وتركتهما على الأرض وانهمكت في ترتيب الدهليز.. رفعت السجاد والوسائد وظلت تطارد بقايا الغبار بالمنافض، بينما غمامة سوداء تفرش ظلها على البيت وتطاردها أينما ذهبت...

قطنة السبرتو مرت على مساند الأرائك الخشبية والطاولات الصغيرة و الطفايات العاجية وحديد النوافذ و المسابح الكبيرة المعلقة على الجدران.
الوقت كان في خصام معها، يتعنت ولا يريد أن يتحرك خطوة إلى الأمام.
انتقلت من حجرة إلى حجرة.. إلا حجرة الونايسي.. تحاشت الاقتراب منها.. لم تلحظ في طوفانها بحجرات البيت فاروقا.. لم تفكر فيه.
زنزانة ضيقة حبسها فيها الونايسي وعزلها عن العالم كما أعتاد أن يحبس كل من يحبهم ليدوروا في فلك مجراته..
صعدت إلى الطابق الثاني ثم إلى السطح.
فتحت باب قن الدجاج وسمعت صريره الحزين.
نظفت القن وفرشت تبن الأرز على الأرض ورشته بالمياه ثم نزلت إلى المطبخ.
أعادت تنظيف الأواني والصواني ومسحت الأرضية والحوائط والسقف.
كل دقيقة تمر عليها بسنة.
غلبها التعب وتهاوت على الأرض، جرت خطواتها إلى حجرة بها سرير في آخر البيت وألقت نفسها عليه..
لم تلحظ العتمة الرابضة بالحجرة.
سيان العتمة والنور.
لم تعرف إن كانت غفت عيناها أم لا، انتفضت على صرير الباب وشعاع اللمبة الفلوريسنت الأبيض.
- أبو طاهر!
كانت عيناه على قسوتهما لا تزالان.
نهضت من رقدتها في انتظار كلمة تفك ألغاز ما يدور بعينيه.. شيء رهيب لا يتحمله بشر يسكن فيهما.. استعطفته بعينيها.
إن كانت فعلت شيئا فلينزل عليها ما يشاء من عقاب.
يسبها، يشتمها، يضربها.. أي شيء إلا هذا الصمت الظالم.
لم تتمالك نفسها وانخرطت في بكاء لا ينتهي.
سحب خطواته إلى حافة السرير وجلس معطيا ظهره لها.. ساد صمت حزين لبعض الوقت، امتلأت تصميما أن تقطعه.
ظلت تتمسح به كهرة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. تقبل كل جزء فيـه برجاء وخوف.. تستحلفه أن ينطق.
زنزانة الصمت مقبرة يا ونايسي.
التفت عنها، أسند ظهره إلى السرير ومد قدميه على طولهما.
رأته يبتعد بنظراته عنها.. توقفت أنفاسها حين لمحت حركة شفتيه.
الكلام لا يريد أن يخرج:
- غدا تأخذي فاروق وتذهبي إلى بيت أبيك حتى أرسل لك.
هل ماتت للحظات..
أحست أنها مدفونة وسط تلال من أكوام الثلج التي جمدت كل شيء حولها.
غشاوة غطت حواسها فلم تعد ترى أو تسمع أو تدرى بما يدور حولها.. لم تدر كم بقى إلى جوارها أو متى تركها ورحل؟
مع أول غبشة ضوء جرت نفسها بهدوء وخلفها فاروق وانزلقت من عتبة الباب.
دقت باب أبيها بعنف.
لم تجد كلمات تقولها غير البكاء.
لم يشأ أبوها أن ينكأ الجرح.. تركها وتلقف فاروقا بين أحضانه.
بمجرد أن انتهت من لملمة أشيائها نادت على فاروق من جوف الدار.
الشيخ طبع قبلات صغيرة فوق جبين حفيده وهمس في أذنها بكلمات لم تسمع منها كلمة واحدة.
كل ما يشغلها الآن أن الونايسي طلبها.
المرسال قال إن العمدة يريد معهم الشيخ.
لم يستبشر خيرا.. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتبعهم بخطوات وجلة.
كان السكون يغطى الشارع.
في الغيطان القريبة من الدوار شيء يشبه الريح التي تنوح من بعيد والدوار الكبير غطى واجهته غبار أشبه بالرماد.
ما إن دخلت من عتبة الباب أشتمت رائحة أنفاس غريبة.
لم يكن الونايسي وحده بالدوار.. منذ وعت حواسها الدار حفظت أنفاس أهله.
الشيخ استند إلى عصاه ووقف في منتصف الدهليز سأل المرسال عن العمدة.. المرسال قال:
- العمدة في حجرته مع أخوته..
تأكد الآن لديها إن الأمر أكبر مما تظن.. ربما لا يخصها وحدها.
المرسال تركهما بالدهليز ودلف إلى حجرة الونايسي في جوف الدار.
جالت عيناها بالجنبات وكأنهما تبحثان عن شيء مفقود.. لمحت بجانب الجدار النرجيلة وأكياس المعسل الذي يشربه سيد.. عرفت حينها إنه استدعى كل أخوته.
حتى سيد يا ونايسي؟!