الصفحات

2008/12/21

محمد الحسيني يجمع أحلامه وگوابيسه.. ويرحل


محمد الحسيني يجمع أحلامه وگوابيسه.. ويرحل

18/12/2008
مثقفون اعتبروه ضحية جديدة لتعنت وزير المالية إزاء المبدعين
كتب: شاهر عياد
أمس الأول.. غيب الموت شاعر العامية المصرية محمد الحسيني بعد صراع مع المرض. الحسيني من أبرز شعراء جيل السبعينيات والثمانينيات، صدرت له سبعة دواوين شعرية أبرزها "ونس" و"عباد الضل" و"صندوق الحزن" و"مس الكلام"، بالإضافة إلي كتاب تاريخي عن أعلام مجمع اللغة العربية بعنوان "غرفة السر".وكأن الحسيني كان يستشرف الموت في شعره.. فقد كتب قبيل وفاته ما يبدو أنه رثاء شخصي شديد الذاتية يقول:
"واحد قام من نومه
ما لاقاش في الدنيا حياة
طبق كوابيسه
وتاه".
توفي الحسيني بينما كان يجري عملية جراحية في كبده، بعد أن استنفد كل ما يملك لسداد تكاليف علاجه دون جدوي، ليصبح رقما جديدا لأدباء مصر الذين واجهوا الموت بسبب رفض الدولة علاجهم علي نفقتها، ورفضها الإفراج عن وديعة بقيمة 20 مليون جنيه أودعها حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي خصيصا لعلاج المثقفين المصريين.وأصدر مثقفون بيانا يسعون إلي جمع ألف توقيع عليه، يدين موقف وزير المالية "شديد العداء للمثقفين والمبدعين"، الذي تجلي في تعسفه الذي أدي إلي جعل "يد اتحاد الكتاب مغلولة إزاء الحصول علي الوديعة" التي أودعها القاسمي. واعتبر بيان المثقفين وفاة الحسيني "فرصة مواتية للتأكيد علي حقوقنا كاملة في هذا الوطن". ومن أبرز الموقعين علي البيان الروائي إبراهيم أصلان والشاعر سمير عبدالباقي والأديب يوسف أبو رية وغيرهم من مثقفي مصر وأدبائها.هذا بينما قرر أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أثناء مؤتمر أدباء الأقاليم الذي يختتم أعماله اليوم في الإسماعيلية، تكريم اسم الحسيني وإعادة طبع أعماله في هيئة قصور الثقافة. ومن المقرر أن يتم التكريم في مؤتمر الأدباء المقرر في مرسي مطروح 22 من الشهر الجاري.كان الحسيني صاحب اتجاه جديد في كتابة الشعر العامي، وهو أول من كتب قصيدة النثر العامية التي قلده فيها شعراء آخرون. وبالإضافة إلي كل ذلك كان الحسيني مهموما بالحياة الثقافية المصرية ناقما علي ما فيها من سلبيات ومساوئ، وتجلي ذلك في تأسيسه دار نشر عام 2005 سمّاها "نفرو" اهتمت بنشر الأعمال الأدبية المصرية والعربية، بالإضافة إلي ترجمة ما لم تتطرق إليه المؤسسات الثقافية الرسمية إلا مؤخرا، من أعمال أدبية لكتاب وشعراء من دول جنوب شرق آسيا.. كان يعتبرها "منطقة هامة قريبة الشبه من روحنا قبل انتمائها إلي عقولنا ولكننا فقدناها". وكان يعتبر أن المستقبل الإبداعي سيأتي من هذه المنطقة.
نقلا عن جريدة البديل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق