الصفحات

2010/05/05

في موقعها الجديد: "الكلمة تعود لقرائها" أكثر التفافا حول مشروعها الثقافي والفكري المستقل

في موقعها الجديد: "الكلمة تعود لقرائها" أكثر التفافا حول مشروعها الثقافي والفكري المستقل
"باعة صكوك الحرية"، الأدب السوداني، باشلار، سعدي يوسف وحوار مع خوسيه ساراماخو

أعلن الدكتور صبري حافظ، رئيس التحرير مجلة الكلمة الالكترونية الشهرية، في افتتاحية العدد السابع والثلاثون من العدد الجديد نبأ "عودة الكلمة الى قرائها" ضدا على جميع الضربات التي استهدفتها للإجهاز على مشروعها العقلي التنويري المستقل. تعود مجلة (الكلمة) لتواصل مسيرتها التنويرية العقلية المستمرة، تعود بالعدد 37 الذي تواصل به ما انقطع بعد صدور عددها السادس والثلاثين في ديسمبر الماضي. تعود بنفس بيانها التأسيسي وموقفها الفكري الذي أعلنته في عددها الأول، من أنها مجلة للكلمة الحرة المستقلة، وللثقافة العربية الواحدة الممتدة من المحيط إلى الخليج، ومن سوريا إلى السودان. مجلة لحراس الكلمة القابضين عليها كالجمر في زمن القهر والاستبداد والهوان، والحريصين على شرفها ومصداقيتها، وليست لكلاب الحراسة الذين يملأون الساحة بالخلط والتخليط في هذا الزمن الردئ. تعود وقد ازدادت إيمانا بأهمية استقلالها، وبأنه ـ كما ذكرت أكثر من مرة في افتتاحيات سابقة ـ لا استقلال فكريا دون استقلال اقتصادي.
اشترت (الكلمة) اسما جديدا على الإنترنت، حتى تسترد بحكم القضاء اسمها وأرشيفها. كما استغلت (الكلمة) هذه الوقفة الاضطرارية، وما تبعها من بداية جديدة، لتجدد مظهرها، وتحدث آليات برمجتها، خاصة بعدما اكتشفت أن ما اعتمدت عليه من برمجة في إصدارها الأول كانت من النوع البدائي والمتخلف. لذلك جعلت تصميمها الجديد يتماشى مع آخر تقنيات التصميم في هذا المجال. محافظة على شعارها وعلى هويتها وتبويبها. طرح (الكلمة) لمشروعها ضمن رؤية استمرارية تواصلية لمسيرة الثقافة العربية العقلية الحرة والمستقلة، لا ينفصل عن وعيها بأهمية أسلافها، وبإتاحة ميراثهم العظيم لقراء هذا الوسيط الجديد. لذلك ستواصل (الكلمة) رغم كل شيء مشروعها، على الجبهتين: جبهة إصدار مجلة أدبية فكرية حرة ومستقلة للثقافة العربية، تؤكد وحدتها ورؤاها التنويرية، وجبهة إعادة ترقيم المجلات التي سرقت منها، وإضافة المزيد من المجلات الجديدة لأرشيفها، حتى يفصل القضاء بينها وبين من سرقوا أرشيفها.
وهكذا يفتتح العدد الجديد من الكلمة بدراسة عن الخيال الكوني الباشلاري يتناول من خلالها الباحث المغربي سعيد بوخليط التصور الباشلاري للخيال المادي في علاقته بالكون وفي تخليقه للخيال الأدبي، ويواصل الباحث المصري حازم خيري مشروعه في تنوير العقل العربي من خلال التوقف عند فكرة البطل أو من وسمهم بباعة صكوك الحرية، في حين يكشف الباحث الجزائري عبدالقادر عواد في دراسته عن سلطة المتلقي وكيمياء التواصل في التراث العربي عن التراث الشعري العربي، وحضور المتلقي المضمر في تلك النصوص. أما الباحثة ليلى نقولا الرحباني فتتوقف عند التداعيات الاستراتيجية للتقارير الدولية على وضع دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين في عالمنا المعاصر في حين يحلل الباحث الفلسطيني هيثم أبو الغزلان متغيرات الوضعين الفلسطيني والعربي في الآونة الأخيرة، ويستحضر الباحث الجزائري لحظة الرافعي التاريخية في قراءة ثانية لقضية القديم والجديد ليقدم رؤيته وتفسيره لموقفه الشعري واللغوي المحافظ من التجديد. أما الناقد العراقي سعدي عبدالكريم فيقارب مسرحية "رثاء الفجر" لقاسم مطرود مرثية درامية نسجت من رحم الفجيعة.
الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف يفتتح باب الشعر بقصيدتين، والذي تزينه نصوص الشعراء: الدخيل الحارثي، عبدالحق ميفراني، أمارجي، صلاح الدين الغزال، رامي أبو شهاب، ياقو بلو، مرام إسلامبولي. أما باب القص والسرد فاحتفى بنص روائي جديد للكاتبة المصرية سهام بدوي "هلاوس"، وبمجموعة قصصية للقاص السوري باسم سليمان "تماما قبله" مجموعة مليئة بالمفارقات. باقي نصوص باب القص نقرأ للمبدعين: حزامة حبايب، فهد العتيق، الطاهر شرقاوي، ميلود بنباقي، أمير محمد.
في باب النقد نقرأ للباحث المغربي يونس لشهب السرديات مفهومها وحدودها وآفاقها، حيث يراجع الباحث تطور النظرية السردية ويربطها بالمنحى الأرسطي وانفتاحها على إشكاليات الأبعاد النصية السيميائية والتداولية والتواصلية. أما الباحث التونسي مصطفى القلعي فيحاول الإجابة عن ابتعاد سؤال النقد على النفاذ الى أعماق النص الإبداعي مفككا خطاباته ومحققا سدرة منتهى الشعر، الباحثة العمانية ليلى البلوشي فتنبه الى قصور النقاد العرب على تناول الأدب السوداني، هذا الأدب الغني والخصب والمنفتح على أسئلة التخييل والتلقي. أما نبيل عودة الكاتب الفلسطيني فيرصد اضمحلال الثقافة والذي يراه اضمحلال للمجتمع المدني وإقصاء للحوار النقدي الفاعل وهو ما يشكل عثرة أمام التنوير العربي. ويتناول الصحفي صالح النعامي في "الأغاني عندما تفضح القومية الاسرائيلية" صناعة الثقافة في الكيان الاسرائيلي ليشير الى فشل المخطط الصهيوني في صهر ثقافات المهاجرين اليهود إليه. وبصدد التمييز بين القصة والرواية يقوم الباحث المغربي أحمد استيرو بعرض مكثف لمختلف الطرائق البنيوية لدراسة الأدب، مشيرا لبعض الدراسات التي انزاحت عن المعيار النقدي السائد وتفكيك النص على يد البنيوية. أما الباحث المغربي محمد البوعيادي فيقربنا من سمات الخطاب السينمائي المغربي مثيرا أسئلة تتعلق بحضوره في المجال الثقافي المغربي وأسئلته وخصوصيته. وينهي الشاعر والمترجم العراقي جواد وادي هذا الباب بدراسة تحليلية لأحد العروض المتميزة للمسرحي المغربي عبدالحق الزروالي الذي التصقت تجربته بالمسرح الفردي.
علامات العدد الجديد من الكلمة تزينه الباحثة أثير محمد علي بالعودة الى افتتاحية مجلة "الجامعة العثمانية"، ومن خلالها نتعرف على أبعاد مشروع أنطوان النهضوي وجدله الفكري في سياق تاريخ الحداثة الفكرية العربية. ويضم العدد 37 من {الكلمة} حوارا مع الناقد والروائي العربي محمد برادة الذي يكشف عن الكثير من مصادرات العملية الإبداعية عنده على مد مسيرته الروائية ومحركات نشاطه الثقافي والنقدي، ومع الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو وهو الحوار الذي أجرته معه المجلة الأدبية الفرنسية يتناول من خلاله كتاباته وأراءه والأنترنيت.
في باب كتب يقربنا الكاتب الليبي محمد الأصفر من أحدث الإصدارات التي تناولت جماليات الرواية الليبية، من سرديات الخطاب الى سرديات الحكاية. أما السوسيولوج عبدالرحيم العطري فيتناول تجربة مفكك خطاطة الشيخ والمريد أحد رواد الأنتروبولوجيا في العالم العربي عبدالله حمودي. الباحثة المصرية في الأدب المقارن ريم غانم تبحر في طقوس السرد الغيطاني محددة ما وسمته بسمات الرواية الرؤيوية، في حين يستقرأ الناقد المغربي عبدالفتاح الحجمري أحدث روايات الكاتب شعيب حليفي متوقفا عن أهم الزوايا النظرية التي تتوزع النص الروائي وتخلق وحدته الروائية، ويتأمل الكاتب ابراهيم الحجري نصا مصريا للمبدعة ياسمينة مجدي "معبر أزرق برائحة اليانسون" محللا عوالمه وشخوصه كاشفا عن سخرية الشكل والعالم. في تقديمه لأحدث إصدارات الشاعر خلف علي خلف، يكشف الشاعر السوري فرزند عمر عن نظرية واعية تخترق ستائر الوعي الأخلاقي، مركزا على أسئلة الكتابة في الديوان. وفيما يبدو أنها مراجعة لكتاب، أو لتجربة مذيع عن تاريخ غابر قديم لإذاعة عمل بها، يكتب محمد سيد بركة سيرة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة حاولوا التصدي لمؤامرات تهويد بلادهم، ومخططات المستعمر في زرع كيان استيطاني لازالت فلسطين، بل العالم العربي كله، يعاني من توابعه.ويختتم الكاتب المصري السيد نجم باب كتب بمراجعة لأحدث إصدارات الكاتب مصطفى عبدالغني من خلال ما يطرحه في كتابيه أبطالهما شخصيات تؤسس نبراسها للأجيال الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير" و"أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: مع ملاحظة أن الرابط الجديد هو:
http://www.alkalimah.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق