الصفحات

2010/06/05

الشعلان ضيفة المؤتمر الأوّل للغة العربية في سيدني



د.سناء الشعلان ضيفة المؤتمر الأوّل للغة العربية في سيدني


في بادرة الأولى من نوعها احتضنت دائرة التعليم والتدريب لولاية نيو ساوث ويلز/مديرية المناهج في سيدني المؤتمر الأوّل لمعلمي اللغة العربية في أستراليا،وذلك في قاعة المؤتمرات في فندق مركير في يوم 28-5-2010.وهو مؤتمر يهدف إلى تأمين الدعم لمدرسي اللغة العربية في ممارسة التعليم بأفضل الطرق.وقد اختار المؤتمر أن تكون الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان الضيف العام للمؤتمر لهذا العام،والمحاضر الرئيسي فيه؛تقديراً لمكانتها الأدبية والأكاديمية الرفيعة.وقد قدمت السيدة إيمان العلمي الممثلة الثقافية لسفارة الأردن في استراليا الشعلان مشيرة إن مشروعها الثقافي المشرّف وإلى جهودها الإبداعية والأكاديمية الجادة والمتمّيزة.
والمؤتمر تمّ بإدارة وتنفيذ مديرة قسم اللغات في وحدة اللغات في دائرة التعليم والتدريب لولاية نيو ساوث ويلز السيدة جولي فلين والمنسقة العامة للمؤتمر السيدة سناء زريقة.وشارك فيه عدد عملاق من مدرسي اللغة العربية لكافة مستوياتها من جيع مدارس وولايات استراليا.
وقد تضمّن المؤتمر أوراق عمل قدّمها كل ّ من سناء زريقة،وسالي حرب،وأليكس هيل،ود. عبد الحكيم القاسم من جامعة دكين،ود.سناء الشعلان من الجامعة الأردنية من المملكة الأردنية الهاشمية.
وقد افتتحت السيدة جولي فلين فعاليات المؤتمر بالحديث عن أهمية تعلم وتعليم اللغة العربية في استراليا لاسيما لأبنائها من الأصول العربية،مؤكدة على أهمية ذلك في رفد الحضارة والتواصل بكلّ جديد.
وقد قدّمت د.الشعلان ورقة بحثية بعنوان:"المعلّم عرّاب اللغة العربية الأخير". تعرّضت فيها إلى واقع اللغة العربية في الوقت الحاضر في البلاد العربية وفي كلّ المغتربات.كما استعرضت المشاكل والتحديات التي تواجه اللغة العربية في تعليمها وفي تعلمها وفي تواصلها.وذكرت كذلك إنّنا جميعاً لا أنا وحدي في صدد رصد منظومة من الاستراتيجيات التعليمية الكبرى التي تحتمل عدداً غير نهائي من التفريعات من أجل وضع خارطة عملاقة لما يمكن أن يتضافر بعضه من بعض ليكون حلولاً ممكنة.ولخّصت تلك المنظومة المقترحة في مجموعة من الاستراتيجيات والمحاور والإحداثيات البحثية،وهي:أولاً: العربية هي بوابة اللغات الأخرى للعربي،وعلى المعلم أن يدرّس اللغة العربية عبر مستواها التواصلي اليومي،و يجب أن تكون اللغة وعاء الحياة الاجتماعية والفكرية والعمرية والمعاشية،و
الأمثلة الواضحة البعيدة عن التكلّف والتكرار والتلقين هي أفضل طرق التعليم،و تعليم اللغة العربية وفق قرائن ومجموعات لا كلمات فرادى،و حسن الاختيار والانتخاب من الحقول الدلالية الواحدة،وتنقية اللغة العربية من المستوردات اللغوية من غيرها من اللغات،و تقديم اللغة العربية في سياقات وظيفية لا في سياقات تنظيرية،و دور المعلم في تغيير الصّورة السلبية للعربية.
وأكدت الشعلان في المؤتمر على أنّ القول في شأن قضايا تعليم اللغة العربية قضية شائكة وملبسة بقدر ماهو المشهد الإنساني العام ملبس ومقلق.ولكن هذا الإشكال لا يغيّر من حقيقة أنّ هذه اللغة هي الوعاء المقدّس لهويتنا وجذورنا وحضارتنا،وأنّ أيّ تفريط في هذا الوعاء هو خيانة مع سبق الإصرار والترصّد لوجودنا وفكرنا،بل ولإنسانيتنا ضمن خصوصياتها ومحدداتها.ولعلّ المعلم وحده يتحمّل نصيب الأسد في حمل هذه الشعلة المقدسة،فطوبى للشعلة المقدّسة ولحامليها .
وقد انتهى المؤتمر بجملة من التوصيات التي تصالح عليها الحاضرون والمحاضرون،وقد قرأتها د.الشعلان على الجمهور،وهذه التوصيات هي:العمل على إنشاء وتأسيس كادر موحّد لكافة الجاليات العربية ، لتأليف مناهج موحّدة ، وبذلك يكون الابتعاد عن التناقض والاختلاف في المناهج،والعمل قدر الإمكان على عدم ( استيراد ) مناهج كاملة من الدول العربية ، حتى لاتقع مناهج تعليم اللغة العربية في استراليا في نفس الأخطاء والأزمات الحاصلة في الوطن العربي،واستقاء مناهج تعليم اللغة العربية من البيئة المحيطة للطالب ، لتكون أقرب إليه ، وليدرك أن اللغة العربية يمكن أن تطبّق في أستراليا ، وليست مقتصرة على البلدان العربية،وتبسيط اللغة دون تسطيحها أو تمييعها،ليتقبلها الطلاب ، وبذلك نكسب محبين جدد لهذه اللغة،والابتعاد عن اللغة المتقعّرة وحوشي الكلام ،والعمل على إقناع الطالب : أنّ تعلّم اللغة العربية لن يضرّه أو يؤذيه ، أو أنه إن تعلّمها ، فهي لن تنسيه اللغة الإنجليزية،والاعتناء بمختبرات تعليم اللغة العربية ، ورفدها بالأدوات والمعدات التي من شأنها أن تجعها أن تؤدي دورها صحيحاً،والعمل على الإفادة من الحاسوب وتقنياته في تعلّم اللغة العربية وتعليمها،و تشجيع الطلاب للإقبال على تعلّم اللغة العربية ، بتخصيص الجوائز والحوافز المادية والمعنوية ، لتفوّقهم في اللغة العربية،والابتعاد كلّياً عن الطرق الكلاسيكية في إعطاء دروس اللغة العربية ، حتى تواكب اللغة العربية العصر واللغات الأخرى ‘ التي عمد القائمون عليها ‘ على إغنائها وبثّ روح المنافسة فيها،وأن تشارك الأسر والبيئة المنزلية بتعزيز تعلّم اللغة العربية واستخدامها،فضلاً عن تعزيز دور الإعلام في الإذاعات والمحطات التلفزيونية ، الذي من شأنه لو اعتمد لغة عربية مبسّطة ، وليست عاميّة ، لشجّع كثيراً من الشباب ، وجذبهم إلى حب اللغة العربية والإقبال على تعلّمها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق