الصفحات

2010/10/24

"القطان" تعلن أسماء الفائزين بجوائز مسابقات برنامج الثقافة والفنون للعام 2010

"القطان" تعلن أسماء الفائزين بجوائز مسابقات برنامج الثقافة والفنون للعام 2010

رام الله – "الأيام": أعلن برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، أمس، أسماء الفائزين بمسابقة الكاتب الشاب في حقلي القصة القصيرة والشعر للعام 2010، ومسابقة الفنان الشاب للعام 2010، وجائزة إسماعيل شموط للعام 2010، وذلك خلال الحفل الختامي للبرنامج الذي نظمه في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.
وفاز الفنان راجي كوك بجائزة إسماعيل شموط للعام 2010، وقدرها 6 آلاف دولار، كما فاز كل من سليم البيك، المقيم في الإمارات، وإسراء كلش من جنين، مناصفة بجائزة الكاتب الشاب في حقل القصة القصيرة، وقدرها 4 آلاف دولار مع توصية بالنشر، عن مجموعتيْهما القصصيتين "كرز تشيزكيك" للأول و"خطأ مطبعي" للثاني، فيما فازت أسماء عزايزة من دبورية – الناصرة بجائزة الكاتب الشاب في حقل الشعر وقدرها أيضاً 4 آلاف دولار عن مجموعتها الشعرية "ليوا" مع توصية بالنشر، وفاز التوأمان أحمد ومحمد أبو ناصر من غزة بجائزة الفنان الشاب - جائزة حسن الحوراني، وقدرها 6 آلاف دولار عن مشروعهما "غزة وود".
وفي بداية الحفل، أعلن زياد خلف المدير التنفيذي لمؤسسة عبد المحسن القطان أن المؤسسة تهدي مسابقة الفنان الشاب لهذا العام "لذكرى الفنانة ليان شوابكة التي فارقتنا نهاية العام الماضي، بعد مرور حوالي عام على فوزها بجائزة الفنان الشاب للعام 2008".
إنجازات المؤسسة العام الماضي
وتحدث خلف عن بعض أهم الإنجازات لمؤسسة عبد المحسن القطان، مشيراً إلى أن عملية البناء التراكمي في المؤسسة شهدت علامات فارقة العام الماضي، وبخاصة مع ازدياد النشاطات التي تستند إلى التدخل النشط؛ كبرنامج الدراما في التعليم، الذي استهدف معلمين من فلسطين ودول عربية عدة، وإطلاق مركز المعلمين في نعلين، الذي شكَّل خطوة مهمة في توجهنا لإيصال نشاطات المؤسسة إلى المناطق البعيدة والمهمَّشة، والمدرسة الصيفية في الفنون الأدائية التي عملت على تطوير مهارات مجموعة مميزة من الفنانين الشباب، وبرنامج العمل مع الأهل الذي نفذه مركز القطان للطفل في 25 روضة أطفال في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، إلى مدرسة غزة للموسيقى، وقاعات الموزاييك في لندن.
وأضاف: كما أطلقت المؤسسة مشروع دعم الإنتاج، الذي يوفر دعماً للمخرجين الفلسطينيين لإنتاج أفلام روائية قصيرة ومتوسطة المدة. وتجاوزت المصروفات الفعلية للمؤسسة خلال السنة المالية الماضية 2,7 مليون دولار، شكل التمويل الخارجي المشارك منها 22% من المصروفات الفعلية، مقارنة بـ 10% للعام السابق، ما يعكس الثقة المتزايدة في المؤسسة من قبل الجهات الممولة العربية والأجنبية.
وتابع: لقد صاحب ذلك كله العمل الحثيث على تطوير الهيكلية المؤسساتية، وإجراء مراجعة شاملة للسياسات والإجراءات المتبعة وتطويرها، الذي أتى انطلاقاً من قناعتنا بأنه لا يمكن لأي مؤسسة، أياً كانت، أن تحقق غاياتها وأهدافها، والارتقاء بمساهماتها، والانطلاق إلى رحاب أوسع في عملها، دون رؤيا واضحة، وبناء مؤسساتي، وأنظمة إدارية ومالية تضمن الانسجام والشفافية ودينامية العمل. وبالتعاون مع خبراء مختصين، واستناداً إلى تجربة العقد الأول، بدأت العملية بأسلوب تشاركي، شمل العديد من الموظفين على مستوى البرامج، والإدارة، وأعضاء من مجلس الأمناء، وتمخَّضت هذه العملية عن تطوير الهيكلية المؤسساتية الجديدة، لتتماشى والمسارات البرامجية، التي تم إقرارها وسلَّم الرواتب. وبناءً على ذلك، تم وضع خطة توظيف، والبدء في تعزيز طاقم العمل في المؤسسة، لمواجهة التحديات، وتحقيق الإبداع والتوسع المنشودين.
ولفت إلى أن هذه العملية "تطلبت وقتاً أكثر مما كنا نتوقع، فإضافة إلى التفاصيل الدقيقة التي كان يجب الالتفات إليها، والأسئلة الكثيرة التي تطرحها، فإنها تتم في الوقت الذي نقوم فيه بتنفيذ خطط العمل السنوية الطموحة، مع كل ما يتطلبه ذلك من جهد ووقت وإتقان، ولكن الأكيد أننا، بالإجابة عن الأسئلة الصغيرة التي تطرحها هذه العملية، نبني الأساس لنتمكن، وبجهود العاملين في المؤسسة كافة، وأصدقائنا العاملين في المجال، من الإجابة عن الأسئلة الأكبر".
حقول جديدة
بدوره، قال محمود أبو هشهش، مدير برنامج الثقافة والفنون أن "الفنون البصرية، والفنون الأدائية، والأدب، على اتساعها، واتساع تدخلات البرنامج فيها وتنوعها، لم تعد هي كل حقول عمل برنامج الثقافة والفنون، بل غدت صناعة الفيلم، ولاسيما عبر "مشروع دعم الإنتاج"، حقلاً رابعاً، أفرد له وحدة جديدة تحمل اسم "وحدة المرئي والمسموع"، وتبني على تجربة "المشروع الفلسطيني للمرئي والمسموع" الذي أطلقته المؤسسة بعناصره المختلفة، في العام 2004، وعلى ما تبعه من مشاريع أخرى في هذا المجال".
وأضاف أبو هشهش: كما أنيط بالبرنامج مسؤولية "مشروع مدرسة غزة للموسيقى" الذي أخذ يرسخ نفسه، بكل تؤدة وثقة، وعلى الرغم من كل المعيقات، مشروعاً بارزاً وتدخلاً ريادياً وإستراتيجياً في بناء حياة موسيقية حيوية ومبدعة في قطاع غزة، لا بد أن يترك آثاراً بعيدة المدى على الحياة الثقافية الفلسطينية برمتها.

وأشار إلى أن "خريطة عمل البرنامج تتسع بنيوياً وجغرافياً بانضمام "قاعات الموزاييك" في لندن إلى نطاق مسؤولياته، الأمر الذي يشكل توفر فضاء ثقافي وفني نوعي، يتيح للفنانين والمبدعين فرصاً مهمة للعرض والاحتكاك الثقافي والمهني والالتقاء بجمهور أكثر تنوعاً في هذه المدينة الكونية، هذا إضافة إلى موقع "حكايات غزة" الإلكتروني الذي أطلقه البرنامج في نهاية العام 2009 في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء العام 2008، ويعمل على تطويره وتكريسه".

وقال: هذا النمو المطرد والكبير لم يجئ غفلة أو ارتجالاً، بل تتويج لعمل دؤوب، وجدل خصب ساد المؤسسة، ببرامجها وأطقمها كافة، السنتين الماضيتين. ولا بد أن ينعكس هذا التوسع، أكثر فأكثر، في جغرافيا تدخل البرنامج، وحجمه، وتنوعه، وفي بنية البرنامج التنظيمية، وطاقمه الإداري والفني، والأهم من ذلك، في مساهمته في تطوير الفعل الإبداعي للحركة الثقافية ونهضته الفنية والأدبية، في فلسطين وخارجها، بشكل أكثر تكاملاً، يزيد من أثره تكامل عمل المؤسسة بمساراتها الأخرى وبرامجها المتنوعة.

وأوضح أن "مسيرة عمل البرنامج شهدت في السنة المنقضية الكثير من الإنجازات الجديدة، ولاسيما في تزايد عدد المشاريع والفعاليات التي تم دعمها أو تنظيمها، وفي الشراكات الجديدة التي تمت بلورتها، وما نتج عنها؛ سواء أكان ذلك برامج جديدة، مثل مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء، وإقامة "القطان - دلفينا" الفنية، أم تمويلاً إضافياً، مثل مشروع تطوير حقل الفنون الأدائية، ومشروع دعم الإنتاج، ومنحة الوكالة السويسرية للتنمية والتطوير وغيرها".
جائزة الفنان إسماعيل شمّوط 2010
وفي بيان جائزة الفنان إسماعيل شمّوط الذي تلته الفنانة أملي جاسر، أشارت المؤسسة إلى أنه "تقرر منح الجائزة هذا العام للفنان راجي كوك الذي تميز في حقل التصميم الجرافيكي، وحقق حضوراً ملموساً في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وبخاصة تصميماته المبتكرة التي أسهمت في تشكيل لغة بصرية عالمية، ولاسيما تلك التي أنجزها في مجال النقل والمواصلات، ويتكثَّفُ حضورُها في المطارات الدولية. فربما الكثير من الناس في معظم أنحاء العالم لا يعرفون أن من يساعدهم على إيجاد طريقهم هو فلسطيني".
وأضاف البيان: وإذ تنوّه مؤسسةُ عبد المحسن القطان بهذا الحضور، فإنها تأخذ بعين الاعتبار أيضاً، القيمَ الإنسانيةَ الرفيعةَ التي تجلَّت في أعماله الأخرى، والتي تغطي قرابة نصف قرن من حياته الفنية المتواصلة، كما تنظر بتقدير بالغ إلى حضور الهمِّ الفلسطيني في نشاطه الفني".
حقل القصة القصيرة
وفي حقل القصة القصيرة ذكرت لجنة تحكيم المسابقة التي ضمت في عضويتها كلاً من الكاتب القاص غريب عسقلاني (فلسطين)، والكاتب فاروق وادي (فلسطين/الأردن)، والناقد د. لطيف زيتوني (لبنان)، والناقد عواد علي (العراق/الأردن) في بيانها الختامي الذي تلاه الفنان المسرحي أحمد أبو سلعوم أنها تلقَّت 14 مجموعة قصصية، قدمها كتاب فلسطينيون شباب تتراوح أعمارهم بين 22 - 30 عاماً، من مختلف أنحاء فلسطين.
وأضاف البيان: رأت اللجنة أنه باستثناء عدد من المجموعات القصصية التي تشف عن قدرات واضحة من حيث اللغة وطرق السرد وزوايا الالتقاط والتكثيف واللجوء إلى اللفظة الموحية والمشفرة والشعرية عند الحاجة، فإن معظم المخطوطات يتراوح مستواها بين المتوسط ودون المتوسط، وتبدو في معظمها لكتاب وكاتبات تتراوح همومهم بين الوطنيّة والعاطفيّة والاجتماعيّة النسويّة. ويلتقي الكثير من هذه المجموعات في مرض ارتفاع الحدّة الانفعالية للكاتب/الكاتبة، وعدم السيطرة على تدفقها وفوضاها، وبذلك يهيمن الخطاب المباشر، الوطني والأيديولوجي الفجّ، على القصّة مهما كان موضوعها.
وأوضح البيان أن "الموضوع الوطني، وحمل هم فلسطين، على أهميته، لا يكفي وحده لتكوين عمل فني، وبخاصة في نوع أدبي متطلب جداً هو القصة القصيرة، حيث بقي عدد غير قليل من المجموعات المرشحة على مستوى الحكاية، لم يرقَ إلى مستوى القصة؛ أي مستوى العمل الفني القائم على هندسة شكلية يلعب فيها الذوق واللطافة والثقافة والقراءة أدواراً مهمة، وعلى الأسلوب الذي ينبغي أن يكون مقتصداً وبعيداً عن الحشو والإنشاء والوصف المجاني. كما أن ثمّة مسألةً تبدت في المجموعات المشارِ إليها، وهي عدم العناية باللغة، إلى الدرجة التي تعجّ الأخطاء الإملائيّة والنحوية فيها وتعمل على تشويهها".
وأعلن البيان أن جائزة الكاتب الشاب في حقل القصة القصيرة لهذا العام، تذهب مناصفةً إلى مجموعتيْ كرز تشيزكيك لـ سليم البيك (ترشيحا ويقيم في الإمارات)، وخطأ مطبعي لـ إسراء كَلَش (جنين) مع توصية بالنشر.
الجائزة مناصفة لـ "كرز تشيزكيك" و"خطأ مطبعي"
وأوضح أن فوز مجموعة كرز تشيزكيك بالجائزة جاء "لأن كاتبها يمتلك وعياً واضحاً لفن القصة القصيرة، وتمكناً من أدواته السردية، وأسلوباً شيقاً، ومعرفة بفنون الرسم والتشكيل، وقدرة على توظيف معرفته في القص من خلال التأمل والتداعيات والبوح والحوار. ويبدو متمكناً من سرده، ومسيطراً على لغته الرشيقة، الشفّافة، والمتألقة غالباً، مع امتلاكه مقدرة لافتة على التقاط التفاصيل، والوصف المتمكِّن، والموهبة الكتابيّة التي تُفصح عن نفسها بسلاسة، وتومئ إلى كاتب واعد متمكن من أدواته. في معظم الحالات، يبرع الكاتب في بلوغ نهاية، أو ذروة سرديّة مقنعة، وإن خانته لحظة التنوير أحياناً، فترتبك نهاية القصة لديه وتتعثّر بجمل مبهمة".
وأشار البيان إلى أن "قصص المجموعة تتمحور حول هموم العلاقة بين الرجل والمرأة، وتحديداً في علاقتهما العاطفيّة أو الجسديّة (المرأة تبدو هنا دائماً موضوعاً أثيراً وطاغياً)، دون أن تذهب الكتابة إلى تقصّي إشكاليات العلاقة مع المرأة؛ أي إلى بعدها الاجتماعي والثقافي وأسئلتها التي تتجاوز لقاءات المقهى ورسائل الموبايل، أو علاقة السرير، وحتى الشهوات المكبوتة، مع الانخراط في توصيف حميم للجسد الأنثوي بلغة حارّة ومتدفقة وتفاصيل ثريّة. ومع ذلك، تبقى هذه المجموعة لافتة ومتميِّزة في لغتها ومستواها الفني. وتتضمن بنى فنية ناضجة وموفقة، حيث الجمل السردية قصيرة ورشيقة محمولة على شحنات شعرية تتناسب مع توتر المواقف أو المعاناة، كما أن هناك توظيفاً لمعرفة القاص في التشكيل والموسيقى ودلالات الألوان والروائح والأزهار في تعميق الوصف الحسي لجسد المرأة، محمولاً على بوح جنسي صريح".
أما فوز مجموعة "خطأ مطبعي" بالجائزة الأولى إلى جانب مجموعة كرز تشيزكيك، فجاء كما أوضح البيان لأن لغة الكاتب متماسكة وتنأى (إلاّ نادراً) عن الأخطاء التي وقعت فيها مجموعات بعض زملائه المشاركين، وينجو كاتبها من الخطابيّة والمباشرة والإفراط العاطفي، كما تنحو أغلب قصص المجموعة -التي هي قصيرة جداً- منحى تجريبياً، وبعضها يميل إلى السخرية، وتتميز بتنوع شديد في الموضوعات، من اجتماعية إلى سياسية إلى حسية، والتركيز على المفارقات والتناقضات المثيرة، وأسلوبها متماسك وجذاب. ويبدو القاص، الذي يمكن المراهنة على مستقبله ككاتب متميز، متمكناً من أدواته السردية، وذا تجربة جيدة في كتابة القصة. فهو يعرف إلى حدّ كبير تقنيات القصّ وتنوعها، وقد تمكن من أدواته الفنية بكفاءة، وقدَّم بنى قصصية موفقة وناجحة، تكشف عن تعددٍ في أساليب الكتابة -حيث يتعدد الراوي وأساليب الوصف والمنولوج الداخلي- وتقنينِ الحوار فنياً دون ترهل أو إضافات، والتقاطِ هموم المجتمع بذكاء، دون الوقوع في شرك المباشرة والتقرير المباشر، وقدرةٍ على الغوص في الذات الفردية لعكس معاناة المجموع، عبر التقاط المشترك من الهموم والقضايا، مع الإشارة إلى أن بعض القصص يشوبها الارتباك الفني أحياناً، فتقع في الازدواجيّة السرديّة في بعض الأحيان، ما يجعل النهايات تخونه، فتبدو غامضة، أو مرتبكة، أو مبتورة، أو نهاية تعوزها النهاية.

وأشاد بالمجموعة القصصية وشاية لـ ميس داغر (مزارع النوباني/ رام الله) مشيراً إلى أن هذه المجموعة التي تتفاوت قصصها في المستوى والجودة تنمُّ عن إمكانيات قصصيّة لدى الكاتب، تبقى قابلة لمزيد من النضج والتطوير، وتقدم بنى قصصية ناجحة محمولة على لغة رشيقة وسلسة تم توظيفها بوعي في نسيج القص، كما أن المضامين تقوم على أحداث تضيء ما يحدث في الواقع الفلسطيني المعاش، مع تعدد القضايا والأفكار. يبشر الكاتب بموهبة واعدة إذا ما صقلها سيكون كاتباً متميزاً، ولاسيما في ظل ندرة القصاصين الساخرين في المشهد الأدبي الفلسطيني خصوصاً، والعربي عموماً.
ونوه بيان اللجنة بالمجموعة القصصية هذيان نرجسيتك لـ نسمة العكلوك من غزة، وبالمجموعة القصصية زمارين والليلك لـ عناق مواسي (باقة الغربية/ المثلث).

حقل الشعر
وفي حقل الشعر، ذكرت لجنة تحكيم المسابقة التي ضمت في عضويتها كلاً من الناقد والشاعر د. خالد الجبر (الأردن)، والشاعر والمترجم فادي جودة (فلسطين/الولايات المتحدة الأمريكية)، والناقد د. لطيف زيتوني (مصر)، والشاعر د. مريد البرغوثي (فلسطين/مصر) في بيانها الختامي الذي تلاه الفنان أميل عشراوي أنها تلقت إحدى وعشرين مخطوطة شعرية قدمها كتاب فلسطينيون شباب تتراوح أعمارهم بين 22 و30 عاماً، من مختلف أنحاء فلسطين، الأمر الذي يمثّل إقبالاً لا بأس به على كتابة الشّعر لدى الجيل الشّابّ في فلسطين.
وذكر البيان أنه "في الوقت الذي تود فيه اللجنة الإشادة بما بذله المشاركون من جهد في إنجاز نصوصهم التي تقدموا بها إلى هذه المسابقة، فإنها تود الإشارة إلى أنها تعاملت مع كل النصوص من موقع المتقبّل تماماً لكل صيغ كتابة القصيدة العربية. وكانت فنّية العمل، بِغَضِّ النَّظَرِ عن مصدر موسيقاه، هي الأساس. كما أن اللجنة لم تتساهل في تقويم النصوص انطلاقاً من كونها للشباب، بل شملت تقارير أعضاء اللجنة تعقيبات صارمة لا تخلو من قسوة على مستويات عدة".
وأضاف البيان: في هذا السياق، تود اللجنة تقديم الملاحظات التالية: شاب الكثير من المخطوطات جهل بقواعد اللغة العربية، وبتراكيب الجملة العربية، إضافة إلى أخطاء طباعيّة ولغويّة وإملائيّة، وعليه توصي اللجنة الكتاب المشاركين بعرض أعمالهم على مدققين لغويين قبل التقدم بها إلى المسابقة؛ يتفاوت المشاركون في مسابقة الشعر في الموهبة، والمقدرة على التعبير، والطاقة على التخيل، والسلاسة في الأسلوب، والرهافة في تذوق الصورة قبل تبنيها في النص. فجاءت بعض المخطوطات شديدة الضعف، وتخلط ما بين فن الشعر والخواطر، بعيداً عن الشاعرية، أما الأغلب فمن المستوى المتوسط. لكن هناك عدداً من المجموعات الواعدة، التي تحمل نفساً شعرياً مؤكداً، ويملك أصحابها الموهبة والمقدرة على التعبير عنها؛ تنوعت نصوص المجموعاتِ الشّعريّة المشاركة بين فنون الشّعر كلّها: قصيدة الشّطرين؛ قصيدة التفعيلة؛ قصيدة النّثر. وهذا التنوُّع في الفنون الشّعريّة، وإقبال الشّباب على الكتابة فيها، كلّها أيضاً، مؤشّران إيجابيّان على أنّ السّاحة الثقافية الفلسطينيّة ساحةٌ واعية، وهي ديمقراطيّة (بمفهوم من المفاهيم)، ولا تجسِّدُ تيّاراً واحداً، ولا تُلغي أو تقصي أو تهمّش، من شاءَ فليكتُب، وليكتُب ما يشاء؛ تمثل نصوص بعض المجموعات الشّعرية المشاركة النّقيضَين في الفكر: بعضُها يمثّل التّيّار التقليديّ، وبعضها الآخر يمثّل التيّار الحداثيّ، وهذا ظاهرٌ من بعض النّصوص التقليديّة الوعظيّة المنظومة نظماً، ومن نصوص أخرى تمارسُ الكتابةَ المضادَّة؛ وهذه ظاهرةٌ أخرى إيجابيّة تُحسبُ للسّاحة الثقافية والأدبية والفكرية الفلسطينيّة.
جائزة الشعر لـ أسماء عزايزة
وأعلن البيان أن جائزة الكاتب الشاب في حقل الشعر لهذا العام، تذهب إلى المجموعة الشعرية "ليوا" لأسماء عزايزة (دبورية/ الناصرة)، مع توصية بالنشر، وذلك لأنها مخطوطة مبدعة تنمُّ عن موهبة يمكن أن تتضح أكثر وأكثر في كتابات قادمة، وتقدم صوتاً أنثوياً فيه فرادة في شعرنا العربي والفلسطيني، بعيداً عن فحولة القصيدة وذكوريتها، هذا الانفتاح والتعاطي مع التراث الأدبي العالمي، واختلاط الأنا بحبيبها وعدوها في آن، وهذا الخيال اللغوي والعمق النفسي الذي يحول المثل الشعبي إلى فلسفة وحكمة أبدية، حيث تلامس قصائدها القصيرة، الغموض أحياناً، لكنها لا تنغلق على الفهم في صور غنية جداً، ولغة شديدة العصرية متماسكة وسليمة. إنّ قصائدَ هذه المخطوطة مُتقَنةُ اللغة والإيقاع الدّاخليّ والصّورة، فهي موجزة وكثيفة وتعتني بالتفاصيل الصّغيرة.
وأشادت لجنة التحكيم بقوة مع التوصية بنشر مخطوطة أقل مجازاً لـ داليا طه (رام الله)، وذلك لأنها "بين المجاز وبين انكسار المجاز" تقف هذه الشاعرة الرقيقة وتطلق سراح المنطق والعقلاني بهدوء في سماء الحس، وأحياناً تصيب الشطح والشتات الشعري الرائع. وهذه المخطوطة التي هي تكريم وإهداء لمحمود درويش بصورة بلاغية إبداعية حقيقة، لا تعاني من التقليد، بل لها صوتها الخاص وكيانها الثابت، وتنبئ عن حضور أنثوي مهم، يعلمنا ما ينقص آذاننا من استماع، وكاتبتها تتمتّع بتجربة جيّدة ظاهرة في تشكيل قصيدتِها: لُغةً وإيقاعاً وصُورةً، وهي إلى ذلكَ كلّه تتميّز بمتانة اللغة وجمال التّراكيب. ولو أنّ الكاتبة خلّت قصائدَها من بعض الهناتِ في اللغة، ولو أنّها جعلت نصوصَها أكثرَ كثافةً، لكانت هذه المخطوطة ممّا يُنظرُ إليه بعينٍ أُخرى".
ونوهت بالمخطوطة الشعرية حجاب لـ أنس أبو رحمة (بلعين/رام الله)، وبالمخطوطة الشعرية خربشات على جدار الذكريات لـ علي أبو عرّة (رام الله).
جائزة الفنان حسن الحوراني
أما مسابقة الفنان الشاب للعام 2010 - جائزة الفنان حسن الحوراني، فقد ذكر البيان الختامي للجنة تحكيم المسابقة، الذي تلاه الكاتب والناقد حسن خضر، أن اللجنة التي ضمت في عضويتها كلاً من أملي جاسر، وجين فيشر، وحسن خضر، ورائدة سعادة، وراجي كوك، "درست 62 مقترحاً فنياً تقدم بها فنانون شباب يعيشون في فلسطين التاريخية والشتات. وقد راجعت كافة المشاريع المقترحة والرسوم التوضيحية وجميع الوثائق ذات الصلة، واختارت من بينها عشرة مشاريع فنية، أوصت بتنفيذها، ووضعها على قائمة اللائحة القصيرة. وقد مُنح الفنانون ستة أشهر لإعداد مشاريعهم للعرض أمام الجمهور في تشرين الأول. وشملت القائمة القصيرة الفنانين التالية أسماؤهم: إبراهيم جوابرة (الخليل)، أحمد ومحمد أبو ناصر (غزة)، جمانة منّاع (القدس)، دينا مطر (غزة)، سلمان النواتي (غزة)، عايد عرفه (بيت لحم)، عبد الله الرزّي (غزة)، عيسى عبد الله (رام الله)، مجد عبد الحميد (رام الله)، ونور أبو عرفة (القدس)".
وأوضح البيان أن اللجنة "وجدت أن هذه المشاريع الفنية تمتاز بالتفرد وبتعددية الشكل واللغة، وتأثرت بالمفاهيم المركبة الكامنة وراء هذه الأعمال، على الرغم من أن بعض الأعمال كانت في غاية الطموح، وانطوى تنفيذها على مصاعب عملية جمّة".
وأضاف: اعتمدت اللجنة الابتكار، والرؤية الفنية، والتنفيذ الناجح للمشروع، وموضعة الفنان لنفسه في الإطار الاجتماعي الأعرض، معاييرَ لعملها. وقد ناقشت اللجنة الأعمال الفنية من زاوية ما يشهده الفن المعاصر الآن من سجالات وموضوعات. وتشعر اللجنة أن الفنانين كافة بلوروا موقفهم الفني في سياق العلاقات والموضوعات الاجتماعية ذات الصلة، وبقدر ما وجدنا جوانب معينة من الضعف، وجدنا مساحة للتطور في المشاريع كافة. وكان الانطباع الطاغي هو الطاقة الكبيرة لكافة الأعمال الفنية التي وصلت إلى القائمة النهائية، وبخاصة أولئك الذين نالوا الجائزتين الأولى والثانية. فقد أظهروا جودة استثنائية عالية، وتطوراً في مفاهيمهم، وفي التنفيذ الدقيق لأعمالهم.
الجائزة الأولى لـ الأخوين أحمد ومحمد أبو ناصر
أما الجائزة الأولى "جائزة حسن الحوراني" وقيمتها 6 آلاف دولار، فقد قررت اللجنة منحَهَا للأخوين أحمد ومحمد أبو ناصر (طرزان وعرب) عن مشروعهما "غزة وود"، "إذ تأثرت اللجنة كثيراً بقدرتهما على دمج السياق الثقافي والسياسي والاجتماعي لغزة، إضافة إلى إحالات أوسع، بطريقة ساخرة ومبتكرة. وكان من الواضح أن العمل نجم عن سنوات عديدة من البحث، عبَّرت عن نفسها بوسائط مختلفة ضمن إطار مشروع متماسك قادر على نقل مدى ما يسم العديد من القضايا من تعقيدات. يعكس هذا العمل المهنية العالية، والانخراط بشغف مع عناصره ومكوناته كافة، بما في ذلك جوانبُ تتصل بالتمثيل والأداء والتصوير والتصميم، وكذلك فهمهما الذكي للغة السينما وتاريخها، وأخيراً عرض العمل في أماكن عامة خارج الفضاءات التقليدية المخصصة لعرض الأعمال الفنية. إن "غزة وود" يعالج بوضوح وشجاعة، التاريخ، من خلال المقارنة الساخرة مع شركة إنتاج سينمائي معروفة، ويعيد توليف ملصقات هوليوود بطريقة تتصل بالتجربة الشخصية للفنانين. إن عناوين الأفلام تستغل، بطريقة بارعة، عبثية التسميات التي يطلقها الإسرائيليون على عملياتهم العسكرية. وقد وجدت لجنة التحكيم أن هذا المشروع مكتمل ويتسم بالخيال، وقد نفذ وعرض بطريقة ناجحة".
الجائزة الثانية لـ عبد الله الرزي
كما قررت اللجنة منح الجائزة الثانية وقيمتها 4 آلاف دولار للفنان عبد الله الرزي عن عمله التركيبي "جرثومة"، فقد فوجئت اللجنة "بالتكوين البصري الجريء، وأناقة الشكل الذي اتَّسم بها العمل، وعلاقته بالتقاليد الفنية، بطريقة تمنح الجدارة لرؤية الفنان وعمله. وعبر استخدامه لغة بصرية متطورة، عالج الفنان، من خلال عمل ضخم الأبعاد، موضوع الألم الشخصي باعتباره مجازاً للمجتمع بأكمله. فقد استكشف الجانب الشخصي، وكذلك المعضلة الاجتماعية في الوقت نفسه، وهذا من خلال استخدامه خاماتٍ ضارة وقد تسبب التسمم في بناء عمله، وكان ناجحاً في تذليل العقبات التي جابهت تركيب العمل وبنائه. وقد تأثرت اللجنة كثيراً بالخيار الدرامي وغير المألوف للعمل، وتصميم الفنان على إيجاد مكان العرض وتأمينه. واللجنة تنوه بما احتوى عليه العمل من توظيف لحواس مختلفة مثل الصوت، والفضاء، والضوء، وكذلك البنية المادية لخزان المياه. لقد بلور الفنان جمالية فردية فعالة، وقابلة للفهم من خلال الفكرة النحتية والمفهوم. إن بعض الأعمال تمتاز بقدرة التحول إلى أساطير حضرية في المجتمعات التي توجد فيها، كما يمكنها أيضاً أن تعبر الحدود، وقد نجح هذا العمل في كلا الأمرين".
الجائزة الثالثة مناصفة لـ عايد عرفه وجمانة مناع
وبخصوص الجائزة الثالثة وقيمتها ألفا دولار، فقد ذكر البيان أنه "بعد مداولات ونقاشات وزيارات عديدة للمعارض شملت لقاءات مع الفنانين، لم تتمكن اللجنة من التوصل إلى قرار بالإجماع بشأن الجائزة الثالثة، فقد وجدت أن ثمانية من الأعمال تمتاز بمفاهيم معبّرة، بيد أنها تعاني من إشكالات غير محلولة في مكوناتها البصرية، ومن فجوة بين الإطار المفهومي للأعمال وبين شكلها النهائي، الذي كان يستدعي المزيد من التفكير، من حيث تحرير المادة والمواءمة بين الخامات. امتاز العديد من المشاريع بالجدارة، وبكشفه عن إمكانية قوية للتطور في المستقبل".
وأوضح البيان أن اللجنة "وقفت أمام خمسة من الأعمال التي بدت على قدرٍ متساوٍ من حيث استحقاقها الجائزةَ الثالثة، وبسبب صعوبة اختيار مشروع واحد، اتخذ قرار بمنح الجائزة الثالثة لأثنين من الأعمال الفنية، وهما: "بكجة بحر" لـ عايد عرفة، و"فقد طُرحتَ بعيداً عن قبرك" لـ جمانة منّاع".
وقالت اللجنة في بيانها أنها تنوه "ببكجة بحر للمفهوم الطموح الذي أسهمت في تحقيقه أطراف مختلفة حول العالم، حيث بدأ هذا المشروع من تجربة شخصية للفنان، وتمكَّن من تحقيق عمل يتسم بدلالة جمعية. فالمياه التي جُمعت جاءت من مناطق مختلفة من العالم، وتجمعت في كيس بلاستيكي ضخم، تستدعي حساً لطيفاً بالفكاهة إزاء المساعدات الخارجية المقدمة للشعب الفلسطيني، ولكن بجماليات بصرية مفاجئة. وعلى الرغم من إخفاقات تقنية في النتيجة النهائية للعمل، فإن العمل يرغم المُشاهد على التفكير في البحر الوحيد الذي لا يستطيع عايد أن يصله؛ أي الساحل الفلسطيني. وهذا ما تجلى أيضاً في عمل الفيديو "أفق".
وأضافت: أما مشروع "طُرحت بعيداً عن قبرك" فيعالج مسألة ذات تداعيات جدية في فلسطين، تتمثل في فقدان الموروث الثقافي، وعدم إمكانية استعادة آثار وشظايا الماضي، وقد وجدت اللجنة هذا العمل الفني على قدر كبير من التركيب والتعقيد، ويتسم بأناقة الشكل وبراعة الصنعة. إن قرار البدء بهذا المشروع من بقايا شواهد القبور في مقبرة الكازاخاني المهملة بيافا، وإعادة تقديمها، كأنصاب صغيرة، من خلال خامة البرونز مثَّل عملاً انطوى على مفهوم يتسم بالقوة. وربما طغى على العمل التركيزُ على حكاية إبراهيم أبو لغد. وفي سياق تأمل المصاعب التي يجابهها الفلسطينيون في اختيار قبورهم، وتحقيق إبراهيم أبو لغد لحق العودة، تشعر اللجنة أن هذا العمل يمثل رواية مضادة. وإذ تثمِّن اللجنة محاولتها للتعاطي مع كيفية عرض الأعمال ضمن التقاليد المتبعة في المتاحف، إلا أن الشكل الذي قدم من خلاله العمل كان يحتاج إلى مزيد من التفكير النقدي.
كما نوهت اللجنة بإبراهيم جوابرة "الذي اتخذ قراراً شجاعاً موصوماً بالقلق، حينما تقدم بعمل أدائي في المسابقة، كما اتسم عرض الفيديو "التواء في رقبة الوقت" الذي قدمه سلمان النواتي بالقوة التي يصيبها بعض الوهن، للأسف، نتيجة إضافة عنصر النحت إليه".
كما أشارت اللجنة إلى دينا مطر "التي قدمت عملاً متماسكاً، ونجحت في تنفيذ رؤيتها في مشروعها "عكس ما تحب النساء"".
وشكرت لجنة التحكيم، في بيانها، الفنانين كافة، "لما بذلوه من جهد وحماسة، وطاقم مؤسسة عبد المحسن القطَّان، وبخاصة طاقم برنامج الثقافة والفنون، وقَيِّمة المعرض نيكولا غري وفريقها، الذين أخذوا على عاتقهم مهمة صعبة تتمثل في تنظيم المعرض هنا في رام الله وفي غزة، وفي مساعدة الفنانين على إنجاز أعمالهم". كما شكرت المراكز الثقافية في غزة ورام الله والبيرة على تعاونها واستضافتها الأعمال المشاركة.
يذكر أن حفل الختام تخلله مقطوعات موسيقية لفرقة ناي أثر، وفقرات غنائية قدمتها الفنانة سناء موسى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق