الصفحات

2010/12/22

هل يتحول مؤتمر أدباء مصر إلى احتفاليه لتزاوج موظفي وزارة الثقافة مع المثقفين؟

هل يتحول مؤتمر أدباء مصر إلى احتفاليه لتزاوج موظفي وزارة الثقافة مع المثقفين؟
افتتاح باهت لمؤتمر أدباء مصر لا يليق باحتفاله بالعيد الفضي
أحمد طوسون
افتتاح مؤتمر أدباء مصر هو واجهة أي دورة من دوراته.. فالأمسيات والندوات والأبحاث غارقة في التخصص ولا تهم أحدا إلا لجنة الأبحاث و المشاركين بها، بينما من المفترض أن لقاء المثقفين بوزير الثقافة هو المعبر عن حقيقة المؤتمر والمشاركين به وتفاعلهم عما يدور حولهم من قضايا تمس حال الثقافة ومستقبلها، قضايا الوطن ومستقبله في ظل التغيرات الثقافية والدولية والاجتماعية والسياسية.
وإذا كان لقاء المثقفين بالرئيس في معرض الكتاب تقوض إلى لقاء مصغر عقد أخيرا بالقصر الجمهوري مع عدد صغير من مثقفي النخبة، فالمفترض أن لقاء وزير الثقافة (ممثل الدولة) بأدباء مصر (القاعدة الأكبر لتمثيل المثقفين من كل أقاليم مصر) يكون هو المعبر عن عقل هذه الأمة وضميرها.. وهو اللقاء الذي يعقد مرة واحدة في العام بمناسبة افتتاح المؤتمر العام.
وقد أدهشني أن الوزير في كلمته لا يتعرض للقضايا التي تحيط بمصر ولا يقدم رؤية لمستقبل الثقافة بالمنطقة والعالم.. وقد يكون معذورا بحجة أن حواره مع الأدباء سيفتح لا محالة الباب لمناقشة كل القضايا التي قد تتوارد على الأذهان.
لكن ما تكتشفه في الدورة الحالية والدورات التي سبقتها يكون صادما.. حيث لا توجد رغبة حقيقية في التحاور.. والحوار في حقيقته شكل ديكوري يجمل الافتتاحية لا أكثر.
فإدارة الحوار من جانب رئيس الهيئة غير منطقية في احتفالية ولقاء خاص بالمثقفين والطبيعي أن يدير الحوار الأمين العام للمؤتمر لأنه ممثل الأدباء والمثقفين.. كما بدا من اللقاء أن الوزير جاء لقص الشريط لا أكثر واكتفى بعدد قليل من الأسئلة وغادر القاعة بسرعة.
الصدمة الأخرى كانت في كلمة رئيس المؤتمر د.أحمد زايد الذي اكتفى بطرح أسئلة مباشرة عن إشكاليات المثقف والمثقف العضوي ودور المثقف في ظل الوضع العالمي الراهن وعلاقته بالمؤسسات الحاكمة دون أن يقدم رؤية ما تنضوي على طرح متكامل ولو في شكل أسئلة مفتوحة دائما ولكن ليس بهذا الاستسهال الذي لا يليق باسمه كعالم كبير.. ورحم الله الكاتب الكبير محمود أمين العالم الذي في كلمته كرئيس لمؤتمر الفيوم الأدبي.. قدم منفستو للثقافة والمثقفين وكانت كلمته بألف مؤتمر مما نشاهده هذه الأيام من مؤتمرات.
وأعجب أشد العجب من د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة الذي يقدم في افتتاح المؤتمر كشف حساب لوزير الثقافة عن نشاط هيئته وهو الذي يفتخر بكونه كان في أحد الأيام أحد أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر المنتخبين.. أي أن مكانه الحقيقي بين الأدباء والمثقفين، ويجب أن تكون كلمته عن الأدب والثقافة أما كشف حساب الهيئة فيمكنه أن يرسله بالبريد المسجل إلى مكتب الوزير.
ينظر البعض إلى افتتاح المؤتمر على أنه احتفالية وتمر، يتأنق فيها كبار رجالات وزارة الثقافة بصحبة بعض المقربين من الأدباء أمام الوزير ورجاله، ونسوا أن هذا المؤتمر هو ضمير مصر الحقيقي من السلوم إلى حلايب وشلاتين ويجب أن يتسع صدر الجميع ليكون واجهة حقيقية للثقافة المصرية وليس للمؤسسات الثقافية المصرية وقياداتها.. فالمؤتمر الذي يحمل عنوانه "تغيرات الثقافة.. تحولات الواقع" لم يتحدث فيه أحد عن التغيير أو المستقبل خوفا من أن يختلط ما هو ثقافي بما هو سياسي وهما لا ينفصلان على كل حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق