الصفحات

2010/12/01

طاهر البربري يكتب "من غير عنوان"

من غير عنوان
طاهر البربري

صباحٌ ضريرٌ
لي أن أهزمه بكفين بريئتين من العذاب الذي اقتفاني مُذ سرقني الفزع مني
لي أن أهزمه بك
بالشاي الذي حار بيننا
برقصة الضوء على سطح الكريستال
بالعلم الذي رفرف أخاذًا على سارية الفؤاد.
لي أن آخذك في جولةٍ في المدينة
كي أخبر الضرير بأن مرور أصابعك علي عينيه
هي شارة البدء لاستقبال النور.
أيتها السيدة:
هادني قلب ...
الفتى كي يفتح رئتيه للمودة
 لأنه لم يعد على ما يُرام
الشيء الوحيد الذي كان يمزق قلب الفتى:
الباص الغبي بسائقه البدين الفظ
الذي كان يدخل شارعه الجانبي ببطء
ويهدر محركه عديم الرحمة في أذنيه.
ساعتها
يتباعد السكر
إلى آخر نقطةٍ في الحلق
وتنهار اللحظة الفاتنة
التي كانت ترقص قبل قليل بين حاجبيه
فيبدأ في تدريب روحه على الهزيمة
بينما تتهيأ القهوة المرة
لاستقبال رغبته في السهر من جديد
ياليل:
هي الزمان والمكان.
***
يونيه 1992:
مرور هادئ لظهيرة قائظة.

الفتي يشحذ حواسه
 لسحب الفتيل بقوةٍ كافية
الفتى كان جبانًا
بما جعله يؤجل سحب الفتيل
كان خائفًا على قلبها الزجاجي من الشظايا.
أعطته آخر قطعة بسكويت في حقيبة يدها
فقرر أن يفجر نفسه بعيدًا عن عينيها
هل تخبرها يا ليل أنني هنا
وأنني على مقربةٍ من ذبح الغربة في ميدان الروح
هل تخبرها ياليل أنني أفتح النافذة كل صباح
لأرى عسل عينيها في الشفق.
آه لو أنها سمعت شهقة الفتى
والسعال الذي ينهك رئتيه آخر الليل
آه لو رأت دمعته
لاستكانت إلى جواره
كي تكنس الأسى عن تنهيدته
***
يا أنتِ:
لو أنك تمنحينني فرصةً للرقص
لو يلين خصرك قليلاً
فيسمح لذراعي أن يلفه كله
بالطبع لن أكون خشنًا
بالطبع سأهذب تعسفات كفي
وربما أغسل أصابعي بالماء العذب الذي اصطفتني به سموات عينيك.
يا أنت:
الفتى غريبٌ
الفتى تؤرقه الغربات الكثيرات
الفتى يهاجمه البرد
 في غرفة الطابق الثامن
الفتى لا يحب الفنادق
لأنها ساحة الغرباء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق