الصفحات

2011/02/05

"أنا المصرى" قصيدة لحسن صلاح حسن

أنا المصرى
شعر : حسن صلاح حسن*

أنا المصرى
على جبين الزمن خطّيتْ
بنيت اسمِى
ومن اصرارى كان سيفى
محيت خوفى
ولا خوفتش أقول الحق
ولو بحر العذاب ينشقّ
وفيه يرمونى ما اغرقشى
ولا اخافشى
ما انا المصرى
بنتنى الحاره والغاره
وطول السكه باتعلِّم
ولو يا مصر محتاره
ما بين ردِّك وبين صمتك
مفيش غيرى بيتكلِّم
ما انا المصرى
زمان كانوا الفراعنه أُسود
نجوم بيخطُّوا فوق أرضك
وكان إبنك بعلمه يُسود
عوالم قبِّلِت يَدِّك
رِضيتى يا مصر بالماضى
رِضيتى يا مصر؟
وعقل ابنك صَبَحْ فاضى
وضع بينه وبين المجد مليون جِسر
وضاع فى التُوهه واتألِّم
ودقّ أبواب جميع الخْلق
قالوا له: استنَّى
يا هذا
ونام عَنْدَك لحدّ الفجر
وضاع الفجر من كَفُّه
عليه الليل وضع خُفُّه
وعجنه الذُل والتوهان
صبح .. نعسااااااااان
يا مصر أنا صوتِك المدبوح على اعْتَابِك
جميع الخلق بتمزّع فى أتوابك
وبير الظُلم بيبدِّل صدَى صوتى
بصوت بيقول:
قولى لى مين هيدرَى بك؟
ما كل الدنيا جلادِّك
يجيكى مغول
تتار من هضبة الأناضول
وهِكسوس فى البلاد بِتْطوف
بيزرعوا فى القلوب الخُوف
سحاب اسود بيتجمَّع عليكى
من بلاد الشام
وسيف واقف بيتهجّى حُروفِك
فوق صخور المجد
بينادى:
بلادى .. أمى .. أولادى
ورمسيس قام
يُصدّ الشر
ماسِك فى الايدين سيفه
يِقطّع شجرة الأوهام
يجيكى رومان
يوسَّعوا بيكى سطوتهم
فتضحك بالقوى يا زمان
يجيكى شعوب بتتمنَّى
تعيش على أرضك الجنَّه
تيجيكى العَذْرا
شايله فـ حُضنها الكِلْمه
تريّح تحت شجرة توت
وجميز يِنحِدِف فى الحِجر
يتمنَّى يكون لها قُوت
يِسدّ الجوع
ويشرب من لبنها يسوع
يقول لها مصر ليّا مقام
يقول لها أرض مصر ملانه
نور وسلام
وآمنت مصر برسالته
وشَدّ العُود
رِجع تانى لديار الشام
هناك مشّوا عليه الشُوك
يقطّعنى الكلام فى الحَلْق
حاسس إن انا مخنوق
وانا شايف أُلوف الشُهَدَا
طافيه فوق بحور قلبى
يِمدّ شهيد إيديه ليَّا
يِهْزِنى .. فُوقْ
يا مصر يا شمعه بتنبِّت
ضيا للكون
أتى لك عمرو بالإسلام
يشيل من فوقك الوهم اللِّى ماليكى
ويلقى الدمعه فى عينيكى
بتتدحرج
على شط المُنى وتْبوش
فتح لِكْ صدره
ضَمِّكْ
فوق شُعُورِكْ مشَّى إِيدُه
بَاسْ جِبِينِك
صبَّرِك
قال لك:
أنا منِّك
وعنِّك كل شر أنا هابْعِدُه
أنا هادْفِنُه
ولا همّهوش
يا مصر انا صوتك الدافى
أنا الطاقه المُوارْبَه فى جدار الصبر
يبقى ضيَّها شمسِك
فكيف م الضلمه بتخافى
أنا شراعك
أنا المجداف
فَرَدتْ العمر فوق سطح المخاطر
عُمرى مرَّه ما اخاف
طالما فى العيون رَسْمِك
وايدك ماسكه مجدافى
أنا إِسْمِك
أنا إِبنك صلاح الدين
أنا مؤذن على مَدْنَه
يناديكى .. الخطر بايِـنْ
صليب مرفوع فى بحر الروم
بيزحف هوَّا وسَفَايِـنْ
أنا قُطُزْ اللى جايلك بعد صَبْر سنين
أنا المصرى اللى شايل فوق إيديه روحه
على الجبهه بتبِّت رجلى فى تُرَابِك
أصلِّى ركعتين لله
أقول: يا مُعِين
فينصرنى الإله
اخْدِكْ فى أحضانى
يا سينا انا حُضْنِكْ التانى
أنا المصرى
أشرّق فى بِلاد تانيه
أغرّب فى بِلاد تانيه
لكن ما انساش ولا ثانيه
بإنِّى قلبك النابض
ومهما بعدت عن دارك
يا أُمِّى .. انْحَتِى لى الفجر
ولا تعلِّيشى أسْوارِك
عشان لو هجّ منِّى الصبر
أخطِّى المستحيل وارجع لأحضانك

*المنصورة - مصر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق