الصفحات

2011/03/14

"تحــيةٌ لليـــبيا الثائرة" قصيدة لسعد الحجي

تحــيةٌ لليـــبيا الثائرة
سعد الحجي

موطني قد حانَ وقـتُ الهِـمَـمِ .... تَـعْـتَـلي بالهـــــامِ بيـنَ الأُمَــمِ

كـانَ حُـلْـمـاً غافـيـاً مِـن أمَـــدٍ .... فاسـتفاقَ اليـومَ محمـومَ الـدّمِ

ثـورةً تَـعْـصِفُ في غضْبَـتِـها .... عرْشَ طاغوتٍ وأَوهـامَ قَمـِي ¹

يرتـجـي كـانَ خُــلـوداً بـيـنـنـا .... صَــنَـمٌ يـورَثُــهـا مِـن صَــنَـمِ

موطني قد طـالَ صبرٌ حُزْتَـهُ .... لانْـبلاجِ الفـجْـرِ بـعْـدَ الظُّـلـَـمِ

من رُبى قرطاجَ كانت صيحةٌ .... قـد تلَـقّـاها بــفِـسْطاطَ ظَـمِـي

لانْـتِـفاضِ النِّـيلِ في صرْخَتهِ: .... لاتَ يا فرعَــونُ حيـنَ النّــدَمِ

مـوطنـي ذي فرحَـةٌ أنْـطُـقُـها .... مـن فـؤادي، لمْ يُـردّدْها فَـمِي!

يومَ بَـنْغازي استعادتْ عِـزّها .... إرْثَ مُخْـتـارَ الذي لـمْ يُـهْـزَمِ ²

وانْـبَرى الشرقُ على غَصّتِـهِ .... مُـشْرَعَ الشـوقِ شَـفيفَ الأَلَـمِ

فـي نِـداءٍ: يا طرابُـلْـسُ التــي .... مُـذْ عَهِـدْنـا بـأسَـها لـمْ تـَسْـأَمِ

دَفْــعَ طُـغْـيـانٍ وظُـلْـمٍ ســافِـرٍ .... أينَ من سَمْعِي زئيرُ الضَّيْـغَمِ ³

انْـهَضي أُخْـتاهُ واستَدْعي لها .... فِـتْـيَةً صانوا الحِمى في الذّمَمِ

مِـن هنـا قد أشْرَعوا راياتِـهِـمْ .... لمْ يُـبالوا بالرَّصاصِ المُضْرَمِ

سُـلّـماً قـد صَـيّـروا أعمارَهُـمْ .... للـعُـلا، فِـعْـلَ المُحِبِّ المُـكْرِمِ

هُمْ بَنوكَ الصِّـيدُ قد أرضَعْتَهمْ .... من خِصالِ الفخْرِ صَفْوَ الشّيَمِ

قد قَـضوا نَـحْباً صَدوقاً بعدما .... أطْعَموا الموتَ زُعافَ العلْقَـمِ

مـوطـني، هـل أمَــلاً أرْقُــبُــهُ .... لا أرى جَـوْراً بَـدا من حاكمِ؟

لا يُــمَــنّــي ظـالِـــمٌ أتْـبـاعَــهُ .... فِـيكَ فَيْءَ المَـغْـنَمِ المُـقْـتَسَـمِ؟

يا فُراتَ المَـجْـدِ هَــلاّ ثَـــورةً .... تَسْـتَـقي ذكرى شَـذاً مِن قاسِمِ ⁴

مصرُ قد قامَـتْ ونالَـتْ ثأرَها .... مـا دَهـى بَـغْـــدادَ لَـمْ تَـنْـتَـقِـمِ؟

يا أبا الأحْـرارِ ذكِّرْها: الردى .... حَـيْـثُــما يَطْـلُـبْكِ سَعْـياً يُحْطَمِ

تـلكَ بَـنْـغـازي أقامَـتْ كِـفْـلَـها .... ويـْـحَ بَـغْـــدادَ التـي لـمْ تُــقِـمِ!



سعد الحجي.. آذار 2011


هامش:

¹ قمي: من قميء وهو المسخ الكريه.

² المقصود شيخ المجاهدين عمر المختار.

³ كانت هتافات الثوار في شرق ليبيا نداءً لثوار غربها:

(يا شباب العاصمة...نريد الليلة حاسمة).. و (يا شباب الزاوية...نريد الليلة ضاوية).

⁴ ثورة عبد الكريم قاسم في العراق 1958.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق