الصفحات

2011/04/26

انتخابات اتحاد الكتاب ولعبة الكراسي الموسيقية!

انتخابات اتحاد الكتاب ولعبة الكراسي الموسيقية!
أحمد طوسون
من المهم أن تمر انتخابات اتحاد الكتاب دون تجريح في أحد..
أن يدعو المرشح لفكره ولنفسه دون أن يسفه من فكر الآخرين ويدعو ضدهم.
وكما من حقك أن تقول كلمتك فللآخر حقه أن يقول كلمته!
ولا يوجد أوصياء على أعضاء الجمعية العمومية، فالمفترض أنهم من الكتاب والمثقفين.. وإذا كان البعض لا يثق في اختيارات جماعة الأدباء والمثقفين فكيف سيكون الحال ونحن في طريقنا إلى انتخابات مصيرية لمجلسي الشعب والشورى سترسم خارطة طريق لمستقبل مصر، ثم سنجد أنفسنا أمام أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ مصر!
واتحاد الكتاب ليس جزيرة منعزلة عن واقع حال الثقافة المصرية، لذا لست متفائلا بالنتيجة التي ستنتهي إليها انتخابات الجمعة القادمة!
فليست المشكلة في الثلاثين اسما الذين ستختارهم الجمعية العمومية، ولكن المشكلة في المنظومة الثقافية الفاسدة التي تجعلنا لا نتذكر إلا من يجلس على مقعد هنا أو مقعد هناك بدون الاستعانة بالأكفاء والمتميزين للمعاونة في طرح الأفكار وتنفيذها.. ولم يختلف الأمر بعد 25 يناير عنه عما كان قبل 25 يناير.. فاختيار وزير الثقافة نفسه جاء من خلال أحد الكراسي الوظيفية الثقافية.
والكراسي الوظيفية الثقافية عندنا لها خواص مغناطيسية مميزة تشد إليها بطبيعتها من يجلسون على كراسي ثقافية أصغر في الهيئات والمؤسسات ومجالس الإدارات هنا وهناك!
وتطرد بعيدا كل من ليس له صلة بهذه الكراسي والمقاعد من الأنواع الفاخرة الهزازة.
لعنة المقاعد وسطوتها جعلت كثيرين بقامة كتاب كبار كبهاء طاهر وإبراهيم أصلان ومحمد جبريل وغيرهم يبتعدون عن صراع المقاعد بمجلس إدارة الاتحاد.
وما يستوقفني الآن ما يردده المرشحون علنا من رفضهم للقوائم وفي جيب كل واحد منهم قائمة يدسها سرا في يد كل من يقابله من أعضاء الجمعية العمومية.. والذين يصدعون رؤوسنا بالتغيير واختيار 30 عضوا لم يسبق لهم دخول المجلس أول من يضعون في قوائمهم أعضاء من المجلس السابق.
وهذه طبيعة الانتخابات في كل عصر وأوان وما يمكن أن أتفهمه، أما ما لا أتفهمه فهو الحجر على أعضاء جمعية عمومية من الكتاب والمثقفين بتوزيع قوائم لانتخابها.. فإذا كان الكاتب سيعجز عن اختيار من يمثله فالأفضل له أن يبقى في بيته ولا يتعب نفسه ويذهب ليختار ما اختاره الآخرون له.
ستمر الانتخابات وسيختار أعضاء الإتحاد مجلس الإدارة ثم يهاجمونه في اليوم التالي.. ولا أكون مغاليا إذا قلت أن الهجوم بدأ من الآن وقبل أن يختاروا المجلس الجديد!
ولا أعتقد أن الصراع على مقاعد مجلس الإدارة يحتاج كل هذا التقاتل المعلن والغير المعلن، ولا أظن أن زيدا يختلف عن عبيد طالما ظلت المنظومة الثقافية كما هي.. وأنا لا أعرف إلا قلة من بين المرشحين لا يزيدون عن أصابع اليد من يسعون حقيقة لمقاومة الفساد الثقافي ومحاربته ووضع تصور جديد للثقافة المصرية يهدم الكيانات الثقافية الحالية البائسة ويعيد بناء المؤسسات والكيانات الثقافية بتجرد للصالح العام وليس لصالح الأصدقاء والأحباب والمعارف كما هو النهج العام في غالبية المؤسسات والكيانات الثقافية قبل 25 يناير وما بعدها.
نحن مقدمون الجمعة القادمة على لعبة انتخابات، بمجرد أن تنتهي سننشغل بألعاب أخرى جديدة وننسى كل الشعارات التي رفعت ما قبل الانتخابات.. لأن واقع الثقافة المصرية حولنا يؤكد على أننا نسير على الدرب ذاته الذي سلكناه طويلا دون أن نقترب حقيقة من درب التغيير الثقافي.
كل انتخابات وأنتم أطيب وأسعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق