الصفحات

2011/04/16

(تاج الجنيات)الرواية الخامسة لوفاء شهاب الدين

(تاج الجنيات)الرواية الخامسة لوفاء شهاب الدين
صدرت عن دار اكتب للنشر (تاج الجنيات)الرواية الخامسة للأديبة المصرية وفاء شهاب الدين
الروائية ومدير التسويق بدار اكتب للنشر بالقاهرة
تقع الرواية في 225 صفحة من القطع المتوسط وهي فانتازيا تمتزج بالواقعية فلا يكاد يميز المرء بين الجزء الخيالي أو المقطع الواقعي
تختلط فيها حياة الريف القديمة بالحياة العصرية من خلال الشخصية المحورية "نهاد" والتي تكتشف أنها تعيش حياة أخرى لا تمت لحياتها بصلة فيحدث عدد كبير من المفارقات الممتعة
صدر للاديبة روايات بعنوان
رجال للحب فقط/مهرة بلا فارس/سيدة القمر/نصف خائنة

/ تاج الجنيات

جزء من الرواية

تضغط كلماتي على أعصابها فتنهار مرة ثانية، كانت المرة الأولى التي تنطق اسمي منذ أسابيع، المرة الأولى التي أستمع لصوتها يعبر عن مشاعر حب ظننت يوماً أن تصرفاتي الأخيرة صبغتها بلون المجاملة.
أكسبها مرضها الأخير نكهة الضعف فتحولت ملامحها لتفاصيل طفولية بريئة، كانت تفرح كطفلة تغضب وتلهو كالطفلة، أحتضنها لأذكرها بأن بداخلي وحش يكاد ينهشها فتأوى إلى ضلوعي وتنام متجاهلة حجم الخسائر التي تتكبدها مشاعري لحظة أراها مستسلمة لسلطان النوم ومتناسية سلطان الحب .
لم تعد تجمعنا ليالي الحب منذ أخترت طواعية أن أرحمها من مناوشاتي بعد أن أصبحت لا تفرق بيني وبين شقيقها .
أغمضت عيناها مستسلمة لنشوة يهبها لها شوقي الغامر الذي الذي استسلم ليال طويلة وأبى هذه الليلة أن يرفع راياته البيضاء، همست"جواد..كم اشتقت إليك"
ثلجت لحظتها مشاعري وتحول كم النيران الذي يحركني إلى رماد، ترى من هو جواد ..من؟..من؟!!!!!
شعرت كأنني نقطة التقاء البحر بالسماء ، نقطة خيالية وغير ممكنة، نقطة اللاشيء، اللاقيمة وارتميت بجوارها فاقد الحس والعقل ترتجف أوصالي وتتجمد بعروقي سيول الدماء، لم أسأل يوماً عن تاريخ زوجتي فهي نقية كماء المطر، لم أتصور يوماً أن هناك من سبقني إليها ولو بخياله، إذن ..من هو جواد؟
أحاول إعادة بناء سدود الثقة فتحولها زلازل الشك، أيها الجحيم أخبرني من هو جواد!
يقتلني ذراعها الذي يطوقني وجسدها الذي يحتويني، مازالت مغمضة العينين، ربما ما زالت تستمتع بجوادها الذي تشتاق إليه في وجودي، أكاد أموت ..لا أستطيع مشاركتها نفس الفراش ونفس الغرفة وذات العالم وهي تفكر به وتتمناه عياناً أمامي.
أود أن أسألها عمن يكون فلم يسبق لخيالي أن اتهمها لحظة فقد كانت لي النهر الجاري الذي يزيل دنس مغامراتي وأنا الذي أدنس ماء المطر.
رباه! حتى الجرأة تأبى مرافقتي كي أسألها، أتجرد من كل شيء سوى من شك وأضع رأسي تحت الماء الدافيء كي أغتسل وأطهر قلبي من ذلك الشك المعيب، رباه..قوية هي خطيئة الشك لا تمحوها زخات الماء ولا دفقات حبي، أندس بفراشي أراقب شعرها المتماوج الذي يغطي ذراعيها والوسادة وجسدها القاتل، ترى هل منحت جسدها لآخر وهي التي ما زالت ترتجف خجلا ًإذا قبلتها بعد مرور كل تلك السنوات؟
لا ..إنها بريئة، نقية، تقية، ورعة، لم تمنح نفسها من قبل لسواي ولن تفعلها، تعشقني وتعكس عيونها رجع المحبة إنها زوجتي التي تحملت نزواتي وغروري وصبغت بالصبر أيامها حتى أعود إليها..إنها قديستي..حياتي..قمري وسحب حبي، سأطرح هذا الشك عني وأهديها باقة من زهور ثقتي ووجدت نفسي أوقظها ...نهاد...حبيبتي...ملاكي...ردت بلا وعي:ــ نعم نديم؟
سألتها:ــ من هو جواد؟
فزامت وغاصت في أمواج النوم
--
وفـــــــــــــا بأرض الغدر

--
وفـــــــــــــا بأرض الغدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق