الصفحات

2011/05/23

" فتاة البحر " مجموعة قصصية جديدة لأحمد طوسون

أحلام مستعصية تطارد 'فتاة البحر'
تمزج قصص أحمد طوسون ما بين الإنساني الخاص والوطني العام، وتتناول النظرة الأحادية في العلاقة ما بين الشرق والغرب.
ميدل ايست أونلاين
كتب ـ محمد الحمامصي
تتنوع موضوعات لمجموعة القصصية الجديدة للقاص والروائي أحمد طوسون "فتاة البحر" ما بين الواقعية الدافئة أحيانا والمريرة في كثير من حالاتها والتي تسعى إلى ملامسة روح الأشخاص والمكان وتداعي الزمن داخل النصوص، وما بين الرمزية التي تتصف أحيانا بالكابوسية.
كما تمزج قصص المجموعة ما بين الإنساني الخاص، والوطني العام، وتتناول النظرة الأحادية في العلاقة ما بين الشرق والغرب كما في قصة "فوبيا الجغرافيا"، وتشي المجموعة بعمق التجربة الإنسانية عند الكاتب وتنوع أساليبه السردية والفنية.
المجموعة تضم إحدى عشرة قصة، هي: قربانه، تعريشة سندس، تلك الرائحة، ما لم يحدث بعد، عراء، فتاة البحر، السيرة السمعية لأذن مواطن صالح، كادر خارج المشهد، ثلاث محطات لقطار وحيد، أبيض مرقط ببقع سوداء، فوبيا الجغرافيا.

وأوضح الكاتب أن اختياره للمجموعة عنوان "فتاة البحر" وهو الاسم المعنونة به إحدى قصصها يرجع إلى ما تلقي به من دلالات على طبيعة المجموعة.

وقال: "القصة عن فتاة أشبه بالحلم وبالحياة في انطلاقها وتمردها وعريها رغم الصقيع والموج العاصف وكائنات الوحشة التي تلازم الفنان الذي يراقبها، إلا أن الفتاة تظل مرادفا للطبيعة لا تنطفئ ولا تخبو جذوتها، تظل في سفرها الخاص تطارد حلما غامضا، والبحر يعد تيمة للسفر بغض النظر عن كونه في النص يصبح مرادفا للحياة التي تحاول الفتاة ترويضها. كذا شخوص المجموعة يطاردون أحلامهم المستعصية عن التحقق ويحاولون ترويض قسوة الحياة حولهم دون أن تنطفئ جذوة الحلم داخلهم، وهم في سفر دائم بحثا عن محطاتهم التي فقدوها في رحلة الحياة سواء أكان السفر ماديا كما في قصتي: تعريشة سندس، وفوبيا الجغرافيا، أو رمزيا كما في قصتي: ثلاث محطات لقطار وحيد، وعراء، أو معنويا داخل الزمان والمكان كما في قصتي: تلك الرائحة، وكادر خارج المشهد".

تعالج إحدى قصص المجموعة "فوبيا الجغرافيا" قضية الغرب والشرق، وهي القضية التي عالجها كثيرون داخل نصوصهم ربما بداية من اللبناني خليل خوري مبكرا في نصه الروائي "وي.. إذن لست بافرنجي" 1859 ومرورا بـ "قنديل أم هاشم" ليحي حقي" و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم و"الحي اللاتيني"، لسهيل إدريس و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح. كذا بهاء طاهر في بعض نصوصه القصصية.

تلك الجدلية التي يراها الروائي أحمد طوسون أكبر من أن يستوعبها نص واحد نظرا لتشعب العلاقة بين الغرب والشرق وسوء الفهم الممتد عبر التاريخ في العلاقة بين الطرفين كما يحدث بين بطلي القصة، و"قد حاولت أن يتناول النص جدلية الحقوق التاريخية في العلاقة بين الشرق والغرب، والتأسيس لمفهوم واحد لفكرة الاستعمار أينما كانت الجغرافيا وأيا ما كان المعتدي، حتى نكون على أرضية مشتركة مع الآخر الغربي".
المجموعة تعد امتدادا لنصوص الكاتب السابقة في مجموعتيه "مجرد بيت قديم" و"شتاء قارس"، لكن مجموعته "عندما لا تموء القطط" بحكم انتمائها لقصص الانتفاضة قد يراها البعض خروجا عن السياق، كذا الحال بالنسبة للتجربة السردية فيها، "أنا أومن أن للكاتب مشروعا ما يحرص على التأسيس له عبر كتاباته بزخم التجارب التي يكتسبها عبر الحياة وعبر ثقافته الخاصة، وأظنني أولي اهتمامي في نصوصي القصصية للإنسان واستخلاص اللحظة الإنسانية الصافية بغض النظر عن تكنيك الكتابة الذي قد يختلف من نص لآخر داخل المجموعة القصصية الواحدة بإيمان كامل أن يظل المجتمع وقضاياه في خلفية المشهد، وأن للمثقف دورا لا يجب أن يتخلى عنه تحت دعاوى الحداثة التي لا أراها تتعارض مع ما هو عام ومجتمعي".

يذكر أن الكاتب سبق أن قدم ثلاث مجموعات قصصية هي "مجرد بيت قديم"، "شتاء قارس"، "عندما لا تموء القطط"، ورواية "مراسم عزاء العائلة". وحصل طوسون على عدة جوائز في القصة القصيرة منها جائزة أحسن عمل من مصر مترجم إلى الإيطالية في مسابقة دول حوض البحر المتوسط 1997، وجائزة أخبار الأدب ومجلة النصر 1996، وجائزة الانتفاضة في الإبداع التي نظمتها جريدة الأسبوع القاهرية عام 2000.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق