ومما جاء في كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن يونس ـ نساء السلطة في ألف ليلة وليلة ـ الفكر والسلوك ــــــــــــــــــــــــــ
من الكتاب
ليست نساء السلطة في ألف ليلة وليلة مستبدّات طاغيات فحسب، بل يوجد فيهنّ الزواني اللواتي يخنّ أزواجهنّ كلّما سنحت لهنّ الفرصة بذلك، فهنّ يخطّطن لهذه الخيانة ويحتلن على أزواجهنّ ليذهبن إلى عشّاقهنّ، وبخاصّة إذا كانت هاته النسوة مُتَخَيَّلات، وغير معروفات في الواقع التاريخيّ، مع العلم أنّ هؤلاء الأزواج، كما يصوّرهم الرواة، أوفياء لهنّ، و مؤمنون تقاة في بعض الأحيان. ففي حكاية « الحشّاش مع زوجة أحد الأكابر »، يصوّر الراوي زوجة أحد الرجال المهمّين في حقل السلطة، بصورة المرأة الزانية التي تنتقم من زوجها شرّ انتقام، لأنّها ضبطته يزني بإحدى جواريها، إذ أقسمت يميناً بأنّها ستنتقم منه، وتزني مع أقذر الناس وأحطّهم منزلة. تقول المرأة(1) : « اتّفق أنّني كنت أنا وإيّاه قاعدين في الجنينة داخل البيت، وإذا هو قد قام من جانبي و غاب عنّي ساعة طويلة، فاستبطأته، فقلت في نفسي لعلّه يكون في بيت الخلاء، فنهضت إلى بيت الخلاء، فلم أجده، فدخلت المطبخ فرأيت جارية فسألتها عنه فأرتني إيّاه و هو راقد مع جارية من جواري المطبخ، فعند ذلك حلفت يميناً مغلظة أنّني لا بدّ أن أزني مع أوسخ الناس وأقذرهم ». عندها تخرج المرأة بصحبة خدمها وحرّاسها ليجوسوا خلال الشوارع و الأزقّة باحثين عن طلب المرأة و ما إن يشاهدها الناس حتّى يفرّوا مذعورين من بطشها. يقول الحشّاش(2): « فوجدت الناس هاربين، فقال واحد منهم: ادخل هذا الزقاق لئلاّ يقتلوك. فقلت: ما للنّاس هاربين؟ فقال لي واحد من الخدم: هذا حريم لبعض الأكابر. وصار الخدم يُنحّون الناس من الطريق قدّامها، ويضربون جميع الناس ولا يبالون بأحد ». ويمكن أن يتساءل متلقّي الحكاية: طالما أنّ المرأة السلطويّة تخرج باحثة عن رجل وسخ لتزني به، انتقاماً من زوجها الزاني، فما ذنب هذا القطاع العريض من الناس الذي يتجوّل في الشوارع باحثاً عن لقمة عيشه، حتّى يبتعد مذعوراً عن طريق هذه المرأة المستبدّة، و حتّى يُهان ويُضرب، من دون أن يرتكب أيّ ذنب؟. يبدو أنّ المستبدّين و الطغاة في ألف ليلة وليلة، رجالاً ونساءً، كانوا يجدون لذّة في تعذيب الناس وقهرهم، و كان يحسّون بالرضى يملأ نفوسهم، و هم يشاهدون الناس البسطاء يفرّون مذعورين أمامهم، ويبدو أنّ هذا الفرار كان يعزّز لديهم هذا الغرور الأحمق بعظمتهم ومكانتهم السلطويّة. فالاستبداد يضعف الأخلاق الحسنة أو يفسدها أو يمحوها(3). و من هنا فإنّ المستبدّ الذي تضعف أخلاقه أو تفسد، لا يهمّه إن أُهين شعبه، أو قُهِر جرّاء أفعاله الاستبداديّة. فالمرأة المستبدّة زوجة لأحد رجال السلطة المهمّين، وقد سمحت لخدمها بضرب جميع من يمشي في الشارع الذي تمشي فيه، وأمرت خدمها أن يهينوا الحشّاش، ويربطوه، ويأخذوه عنوة إلى منزلها: « و إذا بالطواشيّ جاء إليّ وقبض عليّ، فتهاربت الناس. وإذا بطواشيّ آخر أخذ حماري ومضى به. ثمّ جاء الطواشيّ وربطني بحبله وجرّني خلفه، وأنا لم أعرف ما الخبر، والناس من خلفنا يصيحون ويقولون: ما يحلّ من الله، هذا رجل حشّاش فقير الحال ما سبب ربطه بالحبال؟ »(4). --------------------------
ومما جاء في كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن يونس ـ نساء السلطة في ألف ليلة وليلة ـ الفكر والسلوك ــــــــــــــــــــــــــ
من الكتاب
ليست نساء السلطة في ألف ليلة وليلة مستبدّات طاغيات فحسب، بل يوجد فيهنّ الزواني اللواتي يخنّ أزواجهنّ كلّما سنحت لهنّ الفرصة بذلك، فهنّ يخطّطن لهذه الخيانة ويحتلن على أزواجهنّ ليذهبن إلى عشّاقهنّ، وبخاصّة إذا كانت هاته النسوة مُتَخَيَّلات، وغير معروفات في الواقع التاريخيّ، مع العلم أنّ هؤلاء الأزواج، كما يصوّرهم الرواة، أوفياء لهنّ، و مؤمنون تقاة في بعض الأحيان. ففي حكاية « الحشّاش مع زوجة أحد الأكابر »، يصوّر الراوي زوجة أحد الرجال المهمّين في حقل السلطة، بصورة المرأة الزانية التي تنتقم من زوجها شرّ انتقام، لأنّها ضبطته يزني بإحدى جواريها، إذ أقسمت يميناً بأنّها ستنتقم منه، وتزني مع أقذر الناس وأحطّهم منزلة. تقول المرأة(1) : « اتّفق أنّني كنت أنا وإيّاه قاعدين في الجنينة داخل البيت، وإذا هو قد قام من جانبي و غاب عنّي ساعة طويلة، فاستبطأته، فقلت في نفسي لعلّه يكون في بيت الخلاء، فنهضت إلى بيت الخلاء، فلم أجده، فدخلت المطبخ فرأيت جارية فسألتها عنه فأرتني إيّاه و هو راقد مع جارية من جواري المطبخ، فعند ذلك حلفت يميناً مغلظة أنّني لا بدّ أن أزني مع أوسخ الناس وأقذرهم ». عندها تخرج المرأة بصحبة خدمها وحرّاسها ليجوسوا خلال الشوارع و الأزقّة باحثين عن طلب المرأة و ما إن يشاهدها الناس حتّى يفرّوا مذعورين من بطشها. يقول الحشّاش(2): « فوجدت الناس هاربين، فقال واحد منهم: ادخل هذا الزقاق لئلاّ يقتلوك. فقلت: ما للنّاس هاربين؟ فقال لي واحد من الخدم: هذا حريم لبعض الأكابر. وصار الخدم يُنحّون الناس من الطريق قدّامها، ويضربون جميع الناس ولا يبالون بأحد ». ويمكن أن يتساءل متلقّي الحكاية: طالما أنّ المرأة السلطويّة تخرج باحثة عن رجل وسخ لتزني به، انتقاماً من زوجها الزاني، فما ذنب هذا القطاع العريض من الناس الذي يتجوّل في الشوارع باحثاً عن لقمة عيشه، حتّى يبتعد مذعوراً عن طريق هذه المرأة المستبدّة، و حتّى يُهان ويُضرب، من دون أن يرتكب أيّ ذنب؟. يبدو أنّ المستبدّين و الطغاة في ألف ليلة وليلة، رجالاً ونساءً، كانوا يجدون لذّة في تعذيب الناس وقهرهم، و كان يحسّون بالرضى يملأ نفوسهم، و هم يشاهدون الناس البسطاء يفرّون مذعورين أمامهم، ويبدو أنّ هذا الفرار كان يعزّز لديهم هذا الغرور الأحمق بعظمتهم ومكانتهم السلطويّة. فالاستبداد يضعف الأخلاق الحسنة أو يفسدها أو يمحوها(3). و من هنا فإنّ المستبدّ الذي تضعف أخلاقه أو تفسد، لا يهمّه إن أُهين شعبه، أو قُهِر جرّاء أفعاله الاستبداديّة. فالمرأة المستبدّة زوجة لأحد رجال السلطة المهمّين، وقد سمحت لخدمها بضرب جميع من يمشي في الشارع الذي تمشي فيه، وأمرت خدمها أن يهينوا الحشّاش، ويربطوه، ويأخذوه عنوة إلى منزلها: « و إذا بالطواشيّ جاء إليّ وقبض عليّ، فتهاربت الناس. وإذا بطواشيّ آخر أخذ حماري ومضى به. ثمّ جاء الطواشيّ وربطني بحبله وجرّني خلفه، وأنا لم أعرف ما الخبر، والناس من خلفنا يصيحون ويقولون: ما يحلّ من الله، هذا رجل حشّاش فقير الحال ما سبب ربطه بالحبال؟ »(4). --------------------------
ومما جاء في كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن يونس ـ نساء السلطة في ألف ليلة وليلة ـ الفكر والسلوك
ردحذفــــــــــــــــــــــــــ
من الكتاب
ليست نساء السلطة في ألف ليلة وليلة مستبدّات طاغيات فحسب، بل يوجد فيهنّ الزواني اللواتي يخنّ أزواجهنّ كلّما سنحت لهنّ الفرصة بذلك، فهنّ يخطّطن لهذه الخيانة ويحتلن على أزواجهنّ ليذهبن إلى عشّاقهنّ، وبخاصّة إذا كانت هاته النسوة مُتَخَيَّلات، وغير معروفات في الواقع التاريخيّ، مع العلم أنّ هؤلاء الأزواج، كما يصوّرهم الرواة، أوفياء لهنّ، و مؤمنون تقاة في بعض الأحيان. ففي حكاية « الحشّاش مع زوجة أحد الأكابر »، يصوّر الراوي زوجة أحد الرجال المهمّين في حقل السلطة، بصورة المرأة الزانية التي تنتقم من زوجها شرّ انتقام، لأنّها ضبطته يزني بإحدى جواريها، إذ أقسمت يميناً بأنّها ستنتقم منه، وتزني مع أقذر الناس وأحطّهم منزلة. تقول المرأة(1) : « اتّفق أنّني كنت أنا وإيّاه قاعدين في الجنينة داخل البيت، وإذا هو قد قام من جانبي و غاب عنّي ساعة طويلة، فاستبطأته، فقلت في نفسي لعلّه يكون في بيت الخلاء، فنهضت إلى بيت الخلاء، فلم أجده، فدخلت المطبخ فرأيت جارية فسألتها عنه فأرتني إيّاه و هو راقد مع جارية من جواري المطبخ، فعند ذلك حلفت يميناً مغلظة أنّني لا بدّ أن أزني مع أوسخ الناس وأقذرهم ». عندها تخرج المرأة بصحبة خدمها وحرّاسها ليجوسوا خلال الشوارع و الأزقّة باحثين عن طلب المرأة و ما إن يشاهدها الناس حتّى يفرّوا مذعورين من بطشها. يقول الحشّاش(2): « فوجدت الناس هاربين، فقال واحد منهم: ادخل هذا الزقاق لئلاّ يقتلوك. فقلت: ما للنّاس هاربين؟ فقال لي واحد من الخدم: هذا حريم لبعض الأكابر. وصار الخدم يُنحّون الناس من الطريق قدّامها، ويضربون جميع الناس ولا يبالون بأحد ».
ويمكن أن يتساءل متلقّي الحكاية: طالما أنّ المرأة السلطويّة تخرج باحثة عن رجل وسخ لتزني به، انتقاماً من زوجها الزاني، فما ذنب هذا القطاع العريض من الناس الذي يتجوّل في الشوارع باحثاً عن لقمة عيشه، حتّى يبتعد مذعوراً عن طريق هذه المرأة المستبدّة، و حتّى يُهان ويُضرب، من دون أن يرتكب أيّ ذنب؟. يبدو أنّ المستبدّين و الطغاة في ألف ليلة وليلة، رجالاً ونساءً، كانوا يجدون لذّة في تعذيب الناس وقهرهم، و كان يحسّون بالرضى يملأ نفوسهم، و هم يشاهدون الناس البسطاء يفرّون مذعورين أمامهم، ويبدو أنّ هذا الفرار كان يعزّز لديهم هذا الغرور الأحمق بعظمتهم ومكانتهم السلطويّة. فالاستبداد يضعف الأخلاق الحسنة أو يفسدها أو يمحوها(3). و من هنا فإنّ المستبدّ الذي تضعف أخلاقه أو تفسد، لا يهمّه إن أُهين شعبه، أو قُهِر جرّاء أفعاله الاستبداديّة. فالمرأة المستبدّة زوجة لأحد رجال السلطة المهمّين، وقد سمحت لخدمها بضرب جميع من يمشي في الشارع الذي تمشي فيه، وأمرت خدمها أن يهينوا الحشّاش، ويربطوه، ويأخذوه عنوة إلى منزلها: « و إذا بالطواشيّ جاء إليّ وقبض عليّ، فتهاربت الناس. وإذا بطواشيّ آخر أخذ حماري ومضى به. ثمّ جاء الطواشيّ وربطني بحبله وجرّني خلفه، وأنا لم أعرف ما الخبر، والناس من خلفنا يصيحون ويقولون: ما يحلّ من الله، هذا رجل حشّاش فقير الحال ما سبب ربطه بالحبال؟ »(4).
--------------------------
ومما جاء في كتاب الدكتور محمد عبد الرحمن يونس ـ نساء السلطة في ألف ليلة وليلة ـ الفكر والسلوك
ردحذفــــــــــــــــــــــــــ
من الكتاب
ليست نساء السلطة في ألف ليلة وليلة مستبدّات طاغيات فحسب، بل يوجد فيهنّ الزواني اللواتي يخنّ أزواجهنّ كلّما سنحت لهنّ الفرصة بذلك، فهنّ يخطّطن لهذه الخيانة ويحتلن على أزواجهنّ ليذهبن إلى عشّاقهنّ، وبخاصّة إذا كانت هاته النسوة مُتَخَيَّلات، وغير معروفات في الواقع التاريخيّ، مع العلم أنّ هؤلاء الأزواج، كما يصوّرهم الرواة، أوفياء لهنّ، و مؤمنون تقاة في بعض الأحيان. ففي حكاية « الحشّاش مع زوجة أحد الأكابر »، يصوّر الراوي زوجة أحد الرجال المهمّين في حقل السلطة، بصورة المرأة الزانية التي تنتقم من زوجها شرّ انتقام، لأنّها ضبطته يزني بإحدى جواريها، إذ أقسمت يميناً بأنّها ستنتقم منه، وتزني مع أقذر الناس وأحطّهم منزلة. تقول المرأة(1) : « اتّفق أنّني كنت أنا وإيّاه قاعدين في الجنينة داخل البيت، وإذا هو قد قام من جانبي و غاب عنّي ساعة طويلة، فاستبطأته، فقلت في نفسي لعلّه يكون في بيت الخلاء، فنهضت إلى بيت الخلاء، فلم أجده، فدخلت المطبخ فرأيت جارية فسألتها عنه فأرتني إيّاه و هو راقد مع جارية من جواري المطبخ، فعند ذلك حلفت يميناً مغلظة أنّني لا بدّ أن أزني مع أوسخ الناس وأقذرهم ». عندها تخرج المرأة بصحبة خدمها وحرّاسها ليجوسوا خلال الشوارع و الأزقّة باحثين عن طلب المرأة و ما إن يشاهدها الناس حتّى يفرّوا مذعورين من بطشها. يقول الحشّاش(2): « فوجدت الناس هاربين، فقال واحد منهم: ادخل هذا الزقاق لئلاّ يقتلوك. فقلت: ما للنّاس هاربين؟ فقال لي واحد من الخدم: هذا حريم لبعض الأكابر. وصار الخدم يُنحّون الناس من الطريق قدّامها، ويضربون جميع الناس ولا يبالون بأحد ».
ويمكن أن يتساءل متلقّي الحكاية: طالما أنّ المرأة السلطويّة تخرج باحثة عن رجل وسخ لتزني به، انتقاماً من زوجها الزاني، فما ذنب هذا القطاع العريض من الناس الذي يتجوّل في الشوارع باحثاً عن لقمة عيشه، حتّى يبتعد مذعوراً عن طريق هذه المرأة المستبدّة، و حتّى يُهان ويُضرب، من دون أن يرتكب أيّ ذنب؟. يبدو أنّ المستبدّين و الطغاة في ألف ليلة وليلة، رجالاً ونساءً، كانوا يجدون لذّة في تعذيب الناس وقهرهم، و كان يحسّون بالرضى يملأ نفوسهم، و هم يشاهدون الناس البسطاء يفرّون مذعورين أمامهم، ويبدو أنّ هذا الفرار كان يعزّز لديهم هذا الغرور الأحمق بعظمتهم ومكانتهم السلطويّة. فالاستبداد يضعف الأخلاق الحسنة أو يفسدها أو يمحوها(3). و من هنا فإنّ المستبدّ الذي تضعف أخلاقه أو تفسد، لا يهمّه إن أُهين شعبه، أو قُهِر جرّاء أفعاله الاستبداديّة. فالمرأة المستبدّة زوجة لأحد رجال السلطة المهمّين، وقد سمحت لخدمها بضرب جميع من يمشي في الشارع الذي تمشي فيه، وأمرت خدمها أن يهينوا الحشّاش، ويربطوه، ويأخذوه عنوة إلى منزلها: « و إذا بالطواشيّ جاء إليّ وقبض عليّ، فتهاربت الناس. وإذا بطواشيّ آخر أخذ حماري ومضى به. ثمّ جاء الطواشيّ وربطني بحبله وجرّني خلفه، وأنا لم أعرف ما الخبر، والناس من خلفنا يصيحون ويقولون: ما يحلّ من الله، هذا رجل حشّاش فقير الحال ما سبب ربطه بالحبال؟ »(4).
--------------------------