الصفحات

2011/05/21

"قهوة أمي" قصة لمحمد الكامل بن زيد

قهوة أمي
قصة قصيرة جدا
محمد الكامل بن زيد

قطعة سكر أولى:

غاص إلى أعمق الأعماق في ملكوت الله حيث جلس وحيدا فوق الربوة المطلة على البحر الأبيض المتوسط ..البحر خلفه بحر ..والسماء فوقها سماء.. وبعد أن أدركته مياه الأمواج العاتية .. استقام في وقفته وارتفع بهامته وصاح :
- كم أحن إلى قهوة أمي

قطعة سكر ثانية:

ظن انه من المنصف في هذه العملية الأخيرة أن يكفيه حبل من أربعة أمتار وكرسي خشبي وشجرة مرتفعة لأكثر من ثلاثة أمتار ..أعاد عملية الحساب مرتين على اقل تقدير وحين انتهى من الثالثة تبين له أن الصفر لازال موجودا وان الواحد الأحد فوق الحبل.. فوق الكرسي.. فوق الشجرة فخار ساجدا باكيا :
- كم أحن إلى قهوة أمي

قطعة سكر ثالثة :

تبسم لها ..تبسمت له .ضحك لها ..ضحكت له ..عود الكبريت في يده اليمنى و قارورة البنزين في يده اليسرى ..
أنت الأجمل يا مرآتي العزيزة ..أنت الأحلى ..غاب لساعات وساعات داخل المرايا وحين عاد كان عود الثقاب قد ابتل والبنزين قد تبخر في ملكوت الله ..وكانت ضحكته الأخيرة استعطافا :
- كم أحن إلى قهوة أمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق