الصفحات

2011/07/31

(مرايا الأعماق ) الديوان الأول لياسر الششتاوي صدر عن سندباد

(مرايا الأعماق ) الديوان الأول لياسر الششتاوي صدر عن سندباد
صدر الديوان الأول للشاعر ياسر الششتاوي عن دار سندباد للنشر بعنوان (مرايا الأعماق )، والديوان يحتوي على قصائد من شعر التفعيلة ، ويقع الديوان في مائة صفحة من القطع المتوسط
ويذكر أن الشاعر ياسر الششتاوي حاز على :
* جائزة مركز رامتان الثقافي (متحف طه حسين) في الشعر عامي 2009 و2010م
* المركز الأول في مسابقة (مظاهر الحياة في الصعيد) في الشعر من جريدة أخبار الأدب ومؤسسة المصري لخدمة المجتمع 2011م
* المركز الأول في مسابقة دردشه شعرية عن قصيدة (شمس العروبة) من موقع ( دردشة ـ الجزيرة الخضراء ) 2011م
ومن أجواء الديوان يقول الشاعر في قصيدة (شموع الحقيقة )
مسلكي مغرمٌ
باكتناه الأقاصي
ولا يرتمي
فوق عشب النواحْ
تنبت النارُ في قلقي
وأطالب نفسي
بما لا يتاحْ
هكذا أغتدي هارباً
من أيادي السكون
وأنسج للخفقات جناحْ
أرضع الوهم حيناً
وحيناً شموع الحقيقة
تنجب موت الجراحْ
أيظل الطريق
يرشرش أغنيتي
بأجيج الهواجس
والأمنيات بلا خندق ٍ
أو لقاحْ ؟!
لي من الصمت
ما أشتهي
والكلام لدىّ سلاحْ
هذه صحف العمر
لا ينتهي بوحها
لعيون الرياحْ
إنني واقفٌ
بين نفسي
أشاهد ما يستجدّ
وما يستباحْ
أدخل الشعرَ
من أجل أن أستلذّ
ببوح رحيق الرؤى
وأرى الوردَ
يبنى انهمار الصباحْ

سليم صيفي يقدم للأطفال " حديقة الاناشيد الجميلة "

سليم صيفي يقدم للأطفال " حديقة الاناشيد الجميلة "
بعدديوانه الشعري المعنون ب محطات في شاطئ الكلمات الموجه للكبار والصادر سنة 2007
اصدر الشاعر سليم صيفي كتابا جديدا للاطفال بعنوان حديقة الاناشيد الجميلة بمساعدة جمعية الشروق الثقافية
تتوزع على صفحات الكتاب احدى عشر انشودة موزونة ومقفاة تحمل العناوين التالية محمد نبينا _ البلد _ اهواك يا امي _ ابي في المحل _ الشهيد_ تعلم تعلم _ انستي انستي _ انشودة الامل _ كرتي كرتي _ مااجمل الطبيعة _ حديقتي الشهيرة
والمقطع التالي من انشودة حديقتي الشهيرة
حديقتي الشهيرة كل الزهور فيها
في الصبح والظهيرة نلعب نحن فيها

هوا ؤ ها نقي يهد ئ القلوب
حشيشها ندي طيورها طروبة

تحت الظلال نلعب نقتسم الطعام
على التراب نكتب مااجمل السلام


سناء الشعلان في محاضرة بعنوان " دور الأدب في بث روح المبادرة عند الشباب"


سناء الشعلان في محاضرة بعنوان " دور الأدب في بث روح المبادرة عند الشباب"
استضافت الجمعية الثقافية للشباب والطفولة والمؤسسة الدولية للشباب والتنمية ورابطة الإعلام البيئي الأديبة الدكتورة سناء الشعلان في محاضرة بعنوان" دور الأدب في بث روح المبادرة عند الشباب",وتأتي هذه المحاضرة ضمن برنامج محاضرات يتمّ برعاية معالي الدكتور مروان كمال رئيس جامعة فيلادلفيا ورئيس اتحاد الجامعات العربية الأوربية ،وذلك في إطار دورة تدريبية بعنوان" كن مبادراً",وقد شارك في ورشات عمل هذه الدورة د.عدنان الطوباسي بمحاضرة بعنوان" سيكولوجية المبادرة"،وقدّم الإعلامي جميل حمد محاضرة بعنوان"دور الإعلام في تعزيز المبادرة"في حين قدّمت الممثلة عبير عيسى محاضرة بعنوان" دور الفن في تنمية المبادرات"،فضلاً عن حوار عن المبادرة مع معالي الدكتور مروان كمال إلى جانب حفل لتسليم الشهادات للمشاركين والمشاركات في فعاليات الورشة.
وذكر د.عدنان الطوباسي إنّ هذه الورشة تأتي ضمن خطة عملاقة تتبناها الجمعية في سبيل الارتقاء بالبناء النفسي والخبراتي والإيجابي عند أعضاء الجمعية من الشباب عبر إطلاعهم على تجارب إيجابية لنخبة من المبدعين والأكاديميين الأردنيين وذلك ضمن أطروحة تعميم القدوة الحسنة.
وبعد أن قدّمت روان الملاح عضو الجمعية سناء الشعلان للجمهور، تحدّثت الشعلان عبر استثمار أمثلة من أدبها الخاص وتجربتها الأكاديمية والإبداعيّة والإنسانيّة عن أهمية استثمار الملكات الشخصية بعد اكتشافها في بناء المعمار الشخصي ومن ثم الجمعي.
ودار بين الشعلان والحاضرين من الشّباب حديث حول ماهية الإيجابية في العمل الشخصي،وأهم ملامح هذه الإيجابية مع الأخذ بعين الاعتبار لمناحي تشكيلها وتكوينها وتعميقها واستثمارها.وفي هذا الشأن تحدّثت حنان سمارة،وأنعام الجدعان،ومحمد شهوان،وعبد الله الجمل،وروان الملاّح،ونورا الناصر،وفرات درويش،وآيات النقيب،وغيرهم.

2011/07/30

"المشهد المحذوف " مجموعة قصصية لأحمد عبد الرحيم

"المشهد المحذوف " مجموعة قصصية لأحمد عبد الرحيم
" المشهد المحذوف "، هو عنوان المجموعة القصصية الأولى لأحمد عبد الرحيم ، صدرت عن دار كيان للنشر والتوزيع.
قصص المجموعة كتبها المؤلف في ال16 سنة الماضية، وتحتوي علي 5 قصص قصيرة و16 أقصوصة.
أحمد عبد الرحيم سيناريست وقصاص وناقد سينمائي وفنان تشكيلي مصري يكتب النقد سينمائي علي الإنترنت، وله قصص مصورة بمجلة قطر الندي، ومؤخراً فاز بجائزة نجيب محفوظ لأدب الطفل - المركز الثاني عن مجموعة قصصية للأطفال لم تُنشر بعد اسمها "الكمان السحري"...

2011/07/29

" في لوحته وحيدا" مجموعة قصصية لمحمد عاشور هاشم

" في لوحته وحيدا" مجموعة قصصية لمحمد عاشور هاشم
صدرت عن هيئة قصور الثقافة بالقاهرة- إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، المجموعة القصصية " في لوحته وحيدا" للقاص وكاتب أدب الأطفال محمد عاشور هاشم
المجموعة تضم عشر قصص قصيرة هي: الذي يطهو في القصر، في لوحته وحيدا، الزعيم انتصر، رجل وملك، بيسو، فوق وتحت، لفافة سيلوفان، نونوة بعد عشاء لذيذ، صندوق وفاء، من مدونة نودي حوت البحار الصغير.
محمد عاشور هاشم صدر له من قبل كتاب " جنة الحكايات " كتاب للأطفال فاز بجائزة سوزان مبارك لأدب الطفل، كما يصدر له قريبا مجموعة للأطفال عن مكتب التربية العربي.
ألف مبروك يا صديقي

قصائد للحب الأبكم بقلم : هشام بن الشاوي


قصائد للحب الأبكم
بقلم : هشام بن الشاوي*
أحسّني أسعد إنسان في  هذا العالم.
قلبي مازال يخفق بشدة، مذ رأيتها تجلس وحيدة. ألمح فنانًا عالميًّا من ضيوف  المهرجان، يجلس بالقرب مني دون مضايقات زملاء منهة المتاعب.. لا أعبأ به، أنسى مهمتنا الصحافية، وأتابعها بعينين متعبدتين : "أخيرًا، نتنفس هواءً واحدًا".
كانت دهشتي كبيرة حين علمت أنها مولعة بالشعر. لم أحاول أن أراها أو أسمع صوتها، لأنني لم أكن أعرف كيف  أتواصل معها.. مكتفيًّا بالغش في "الدردشة" بالاستعانة بترجمات "جوجل" الرديئة لمشاعري الفيّاضة.
*****
لم يتضايق حين طلبت وساطته اللغوية، ونحن في الفندق... تابعته بإعجاب، وهو يتحدث بطلاقة معها، وبزهو. لمحته يخرج  أوراقًا من محفظته..  من حركات شفتيه ويديه أدركت أنه يتلو قصائد. عقدت الدهشة لساني؛ ففي الصحيفة كنّا نسخر من محاولات زميلنا "الدون جوان" الشعرية، ونمازحه بضرورة الالتحاق بفصول محو الأمية، قبل  انتهاء آجال التسجيل.
لذت بحاسوبي المحمول...
*****
أرنو إلى  معبودتي الأندلسية،  وفي أذني  يرن حديثه المتواصل عن خلافات التاريخ والجغرافيا، العرق والدين، وبقية خزعبلاته، التي كنت أخمّن أنها ذرائع لكي أتخلى عنها ليس إلا.. ! وألوم نفسي لأنني صارحته بالأمر، حين استغربَ لاهتمامي بترجمة قصائدي إلى اللغة الإسبانية.
 شهقت، وأنا أقرأ تعليقه في صفحة ملف تعريفها بأحد مواقع التعارف الشهيرة، وفي نفس اليوم الذي حدثته عنها. حاول التغزل بجمالها العربي، فخانه التعبير، وكتب لها بعربية ركيكة: "إنك تشبهين العرب كثيرا...". لم أشأ متابعة قراءة بقية كلامه. لكن، بغتة وجدتني أتذكر سخريتها المتواصلة من هذا  الهراء الشعري الذي أكتبه. ألوم نفسي لعدم محاولتي تعريب ترجماته، من قبل.. لذت بـ"جوجل"، وتلقيت طعنة أخرى، وأنا  أعيد تعريب آخر قصيدة أهديتها إليها، ووجدتني - كالملذوغ - أتجه ناحيتهما، و....
--------------
*قاص وروائي من المغرب

لدمشق الياسمين أكتب بقلم ياسمينة صالح

لدمشق الياسمين أكتب
ياسمينة صالح*

دمشق، أبواب الحارات العتيقة المترامية على هاجس اللغة وهذب التاريخ،. دمشق السيوف التي ما تزال تصدق بريق فرسان مروا من أبوابها المفصلة بريش الحكايات القديمة، حيث تسكن الأشياء التي لا تقال مرتين، وحيث تنام اللغة الحارة والضاربة في عمق الأرض.. دمشق امرأة تختزل كل النساء في حيائها، حين ترفع حاجبيها دهشة، تخجل المدن من عينيها، ويسترق الليل سمعه لما تقوله حين يغلبها البكاء أو تستغرق في الضحك بلا سبب ! دمشق حقل الياسمين المتوّج على ناصية الشبابيك، وعلى حافة القلوب التي تؤمن ألا وطن خارج تفاصيل البياض في ياسمينة يضعها الدمشقي على شباكه كتميمة تقيه من الحسد !
دمشق الفقراء الذين يولدون فقراء عن قناعة أن الفقر والشرف يعيشان معا إلى الأبد، لا تفرقهما الضغينة ولا يفرقهما خطاب محمول على صحيفة تصنع من الكراهية سببا للبقاء.. ودمشق الأثرياء الذين يولدون أثرياء لأن الثراء يتوارث عن الأجداد، كما يرث المرء ثروة يعرف أنها لن تصل إلى صاحبها قبل ان تتلمسها جهة الحظ تارة، وجهة القصد تارات أخرى!
دمشق الدهشة إذ توقظ فيك الرغبة على البكاء فجأة وأنت تمشي في شوارعها عامرا بالأسئلة، وأنت تصغي إلى خطوات كل من مروا من هنا بالأمس، وقبل الأمس وقبل ألف وألف وألف عام.. دمشق صالة الشاي التي تنبعث منها موسيقى صاخبة لا تتلاءم مع الذوق الشعبي، ولا مع حزن يجلس قبالتك على الكرسي المجاور، ينظر إليك ويسألك: هل تريد أن نحكي أم نسكت كما يسكت الناس عن الكلام؟
دمشق، عاصمة التاريخ التي عشقها الحالمون، والبسطاء والشعراء، والمجانين، تلك المدينة المرمية على حجر الكون، ضاربة في الأشياء منذ بداية أول حرف من الأبجدية الأولى التي توزعت على الناس كرغيف خبز، تعي دمشق جيدا أنها جميلة لمجرد أنها هي، محتفظة بوقارها الأزلي، جميلة حد الدهشة، ومغرورة ككائن يعرف أنه يملك أكثر مما يملكه الآخرون: الرؤى واليقين !
دمشق الأسواق العتيقة، والباعة المتجولون الممزوجة وجوهم بالتعب اليومي، والآهة المخبأة في القفص الصدري، لا تخرج إلا عن حاجة إلى البكاء، ولو خلسة، فالرجال لا يحق لهم البكاء، تقول المخيلة الدمشقية الممتدة من وإلى النص الفعلي لذات الإنسان المقهور عن قصد، أو الحالم عن سابق إصرار.. !
دمشق الرسالة المضرجة بدماء العابرين هذا المكان، أولئك الذين وقعوا في حبها عبثا، أو رغبة في الخروج بلقب دمشقي لا يجوز لغير أهلها الذين تمرغوا في ترابها ومشوا في شوارعها حارة حارة، وزنقة زنقة !
دمشق الحلم الأول والأزلي، رغبة في الحياة بأبهة تختزل كل المعارك التي دخلتها لتنتصر أو لتموت واقفة، غير آبهة بالرثاء الذي يأتي ممن دسوا في حواريها أكثر من سبب للضغينة، أو للقتل. دمشق التي ترفض ان تموت كما يموت الجبناء، تعرف أنها لن تعيش جميلة إلا إن قامت، ولن تعيش كبيرة إلا إن بقيت، قبلة للعشاق الأولين والآخرين، ولزهر يولد جميلا بين يديها، ولكلام لا يكون له طعم الفرح إلا إن كان دمشقي الهوى، لا تفصله الحواجز المزيفة بين مدينتين، ولا تسقطه الشعارات التي ترفع على عجل، أو تلك التي يخرج سيناريوهاتها من أرادوا النيل من جمالها، وحين لم ينالوا منها شيئا كرهوها عن فشل، مثلما كرهتهم عن جمال !
*روائية جزائرية.

إيمان أكرم البياتي تحصد المركز الثالث في ملتقى القصة القصيرة القطري الأول في صلاح الدين

إيمان أكرم البياتي تحصد المركز الثالث في ملتقى القصة القصيرة القطري الأول في صلاح الدين

حصلت القاصة العراقية الشابة إيمان أكرم البياتي على المركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة في ملتقى القصة القصيرة الأول الذي انعقد في محافظة صلاح الدين في قصر الثقافة والفنون في تكريت يوم الـ 25 من شهر تموز 2011 بحضور عدد من الشخصيات الهامة والكتاب والمثقفين العراقيين، وقد شارك في المسابقة 27 قاصا عراقياً من مختلف المحافظات العراقية.
وبذلك تكون الجائزة هي الثانية لإيمان البياتي خلال شهر واحد بعد أن حصلت في 2 تموز على الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها شبكة أنباء العراق في بغداد.

يذكر أن للقاصة مجموعة قصصية مطبوعة تحمل أسم (سمراء بغداد) صدرت مطلع العام 2011 عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع.

"جسـر جدتــــــــي ميمونـــــــــة " قصة لمحمد الكامل بن زيد

جسـر جدتــــــــي ميمونـــــــــة 
محمد الكامل بن زيد
1– ارق
هذا الذي عرف الحديث ساءه آخر الحديث، انكمش على نفسه حتى غاب في زقاق الحي...المصابيح الزرقاء انطفأت حزنا عليه ... حمل عوده ورحل .. اختار أغنية ( حيزيه ) منفاه
وجاء الصيف
غاب الشتاء
انتظر الربيع
ومات الخريف
اشتعلت المرايا في الجدران ، تساقطت من الأعين  جماجم لا عنوان لها. ولا حصر لها، تواصلت الصيحات  بهبوب رياح سامة... أراد الناس ستر عوراتهم ،ستر فضيحتهم... تجاوزتهم الرياح... وفي لحظة ما ... سأل الطفل  رضيع أمه العجوز... يا ليت صاحب الحديث يعود؟؟
2- عيـــــــون
خلف الشبابيك يتناءى لنا نحن أطفال الحي ، همسات مبهمة، حركات خفية  لم نفقه لها شيئا،لها مسالك غامضة، تقتلع من جذور الأرض ... عالما مكتهلا ... لحظاته فارغة ... تركنا على إثرها لعبتنا المفضلة لنختار لعبة أخرى... نقترب خفية....بغتة... يتواجد لدينا اقتراح ... نكون فرقتان، واحدة حمراء اللون والثانية بيضاء، الفرقتان متساويتا العدد..... أعددنا كل صغيرة وكبيرة، رسمنا على الجدران إشارة بحجم تفاحة الحي ..بدأت اللعبة سريعا ..من يلحق أولا ويلمس  جدران الشبابيك أولا.... فهو الفائز
عند نهاية اللعبة تذكرنا أن لا حكم لدينا...
..... صباح الغد .....
وجدت نوافذ الشبابيك مقتلعة... مهزومة.
 قال شيخ الحارة :
- فعلوها .... 
3- مطـــــــــر
حدثني عنها ومضى
لم أسمع لم أر...لم أفهم... فكله لظى
سألت نفسي: أيظن... أنني...أيظن
 فاتحة الكتاب هي ... هكذا قال لي....وهو خاتمتها .... على ما أظن
عشقها في ثانية ، أقسم اليمين إنها ثانية واحدة وكفى
ترك خلفه صورتها... تململت يدي حين أمسكت بها
- إنها رائعة .. إنها أحلى
4- إعــــــلان
اشتهيت أن أشرب قهوة ... ثقيلة ...توافق مزاجي هذا اليوم ...
-               أيها النادل واحدة مضغوطة من فضلك
الجوار يحادث الجوار.... الأقدام تحت الطاولات  مللن الجلوس .... نفيت بقايا السجائر إلى خارج المقهى ... والكلمات السهمية في الجرائد  شطبت جميعا ...
وقال أحدهم ……
-  تذكرت لدي موعد في المقبرة
لحقه آخرون
بعد لحظات عاد النادل مبديا التأسف :
-  كم ملعقة سكر ؟؟ ...
 
5- جدتـــــــي ميمونـــــة

لا يحلو لجدتي ميمونة سرد الحكايا إلا وهي تحلب عنزة الحي ثم هي تمخض القربة .. نلتف حولها بصدق وأمانة.... نتصارع على من يكون الأقرب منها .. تبدأ حكايتها دوما بـ : كان يا مكان .... ثم تغوص في الذي كان لتعود بعد لحظات والدمع القاصي يقطر من محجريها لترد آخر القول : كان....
ذهب زمن طويل لم أزر جدتي ميمونة... جزعت لدقات قلبي العنيفة ...
سألت أبي الممزقة أقدامه ...
فهمس بحرقة:
- جاءوا فكان الذي .....؟؟

6- رؤى

رفع الستار عن نافذة خشبية مصنوعة بأنامل الأرابيسك.... كل ألوان الطيف تزركشها ... بين جوانبها وقف القمر والشمس في عناق أبدي ...
قالت شهرزاد :
- سيدي شهريار هذه ليلتي
ضحك ضحكة خبيثة :
استعدي إذن دمك حلال.....-

7- أمنيـــــــــة  

صحوت ذات ليلة مقمرة ... تمددت الرياح في الأحراش حتى اختفت ...نظرت ناحية زوجتي النائمة وهي تحتضن أطفالي الثلاثة .... دعوت في قرارة نفسي، الهي يا رب السموات والأرض ... أدمها نعمة  واحميهم من غدر الزمان... فبهم  أبصر المنفى .. ولا ينهار صوتي.... ولا يتغير شكل الشمس... فتحت المذياع
قالت المذيعة:
-  سنقدم لكم أيها السادة المستمعون .. أغنية جميلة بعنوان ( السلام ) تأليف الشيخ عبد السلام ... الحان الشاب عبد السلام، غناء الطفل المعجزة عبد السلام

8 – الجســـــــــر

جاءني النادل...يهرول من بعيد...
- سيدي ..عفوا ... القهوة الثقيلة ... جاهزة
 حدقت في تقاسيم وجهه مليا.. أردت الانصراف إلى الرصيف الآخر.. أمسك ذراعي بشدة... وأصر أيما إصرار أن اشرب القهوة عندهم، بعد أن غادرتهم لعشرة أيام
- لا وجود لمقبرة... والغائبون عادوا
هكذا أتم حديثه .. بعد أن وضع الملعقة في فنجان القهوة .. الثقيلة ..

9- اشراقـــــــــة

قال المصور ...
ابتسم... سنأخذ لك صورة ...
استقمت في جلستي .... ومسحت شعري  رأيت صديقي مارا من هناك... دعوته بشوق ... رحب بلهفة....
جاء جاري ...
عاد أخي ....من السفر..
قالت العجوز: ألدي مكان...؟
ردت عليها زوجتي: انتم معي ...
ابتسمت ولأول مرة ابتسمت منذ سنوات...
 هذه...... عائلتـــــــي-

حملة الأيادي البيضاء....تكرم المرأة الأردنية

 حملة الأيادي البيضاء....تكرم المرأة الأردنية
كرمت حملة الأيادي البيضاء يوم الأربعاء الماضي نخبة من نساء الأردن وذلك في فندق الرويال جوردن بحضور إعلاميين وصحفيين، وذلك على شرف إطلاق ملتقى المنتجين العرب الخامس.
وقد صرحت سفيرة الحملة / رحاب زين الدين في كلمة لها قائلة(( يشرفني، بمعية إتحاد المنتجين العرب ومن خلال الإعلان عن الملتقى الخامس، في عمان، عاصمة الحب والحرية، العاصمة النموذجية للحضارة والتاريخ والتناغم المجتمعي، تكريم السيدات النموذج، اللواتي شاركن أولا في نهضة مجتمعاتهم، وأحرزن نجاحات متعددة، في أروع صفحات المثابرة والإخلاص، وقد تم إختيارهن من بين المئات من النماذج الأخرى، التي لا تقل أهمية إلا أن مسيرة العطاء الحافلة، جعلتنا جميعا نقف إحتراما لهذه المسيرة، ونختارهن كنماذج ممثلة للمرأة الأردنية، التي أثبتت أنها وفي كل الظروف إمرأة نموذج)).
يذكر أن حملة الأيادي البيضاء التي أطلقها اتحاد المنتجين العرب عام 2008 برعاية كريمة من معالي عمر موسى، تعتبر أكبر حملة لمناصرة قضايا المرأة وقد قدمت الحملة أولى مشاريعها برنامج المرأة النموذج الذي كرم أكثر من (240 إمرأة عربية) ومن السيدات التي تم منحهن لقب المرأة النموذج في الأردن:

الدكتورة/ ريم المرايات
التي تعد من أبرز الكاتبات الأردنيات وأكثرهن تأثيراً في الخاصة والعامة .. وقد ألهمت الشعب الأردني بكتاباتها العقلانية المؤثرة التي تعبر عن القضايا الوطنية لتعكس نبض الشارع الأردني .. بجرأة وصدق.

كما كرمت الحملة الدكتورة/ أمل نصير
التي تمضى حياتها بين الجامعة والبيت، لتنجز الكثير من البحوث والدراسات التي ساهمت في خدمة المجتمع المدني رافعة راية الوطن، محققة تميزاً لامحدود في المجال الأكاديمي.
وقد كرمت الحملة أيضاً  السيدة/ عائشة المسيعدين
من قرية بصيرا – محافظة الطفيلة ومنحتها لقب المرأة النموذج، وهي بحق نموذج كأرملة إستطاعت تحقيق النجاحات الكبيرة في مجال الأعمال والمشاريع الصغيرة وكان لها الفضل في تأسيس أول جمعية خيرية في قريتها تعنى بالطفل والمرأة وهي التي ناضلت من أجل أطفالها لتقدم مسيرة حافلة بالنجاح والتصميم.


أما رابع المكرمات فكانت الدكتورة/ فاطمة عناقرة
التي صنعت من الإرادة والتصميم سبيلاً للنجاح ضمن مدرستها الإبتدائية إلى الثانوية ثم معهد معلمات عجلون.. إلى الدراسة والتدريس في آن واحد ثم إلى صناعة نموذج يحتذى به، فإستحقت لقب المرأة النموذج.

وكانت المكرمة الخامسة السيدة/ خولة الشيخ
التي أمتهنت عمل لا يقصده إلا الرجال فكانت أول إمرأة تعمل في مجال السباكة من خلال فكرة بدأت لديها بتقنين إستهلاك المياه في البيوت إلى تنظيم دورات دورية في نفس المجال والمساهمة في أعمال تخدم المجتمع وتقدم واقعاً جميلاً عن المرأة الأردنية.

اما السيدة/ منال نمر داوود
فالحاجة لديها .. أم الاختراع ... فبدأت بروضة للأطفال لتحولها إلى مدرسة فتذهب وتعود إلى مقاعد الدراسة والجامعة من أجل هذا الحلم، وتذهب إلى أبعد من ذلك فتتفوق لتصبح نموذجاً لكل إمرأة لديها طموح أن تكون الأفضل.

والسيدة/ عبلا حمارنة
فهي الإمرأة الفولاذية التي عادت للدراسة بعد 55 عاماً على تركها، ولم تجعل تقدمها في السن عائقاً في سبيل تحقيق حلمها فصارت نموذجاً.. وإستحقت أن تكون المرأة النموذج.

أما الدكتورة/ بانيلوبا شهاب
فهي نموذج آخر من السيدات الأردنيات اللواتي إستطعن من خلال صورة الموظفة الناجحة أن تكون أيضاً صورة للأم الناجحة .. فالعمل والدراسة وإدارة شؤون البيت والتوازن بينهما هو خطة نجاح.. وبغير هذا التناغم لا تكتمل صورة المرأة النموذج .. شخصية قيادية .. إدارية .. متميزة.
السيدة / رويدا سلامة الخوالدة
تميزت هذه السيدة بأنها كانت في مهنتها من الرائدات وهي مهنة التمريض بكل مافيها من صعوبات إبتداءً من رفض الأهل لهذه المهنة الإنسانية... ولكن بإرادتها وحبها لخدمة وطنها إستطاعت التفوق والوصول إلى أعلى رتبة عسكرية في القوات المسلحة وهي رتبة لواء...
وإستطاعت أن تطور نفسها علمياً ومهنياً لتقديم خدمة أفضل لمرضاها واستحقت بجدارة لقب المرأة النموذج.


وقد كرمت الحملة أيضاً مجموعة من الإعلاميات على رأسهم :
الفنانة / قمر الصفدي:        
عن دورها الكبير في خدمة الفن الأردني كإمرأة نموذج.

الإعلامية / إخلاص يخلف:            
عن دورها الكبير في خدمة المجتمع والمرأة على وجه الخصوص.

كما كرمت الإعلامية / أسيل خريشة:          
التي تميزت ببرامجها وحضورها وتفاعلها مع المشاهد والقضايا بحس عال وثقافة واسعة.

وتم تكريم أيضا الإعلامية / لانا مامكينغ:              
عن دورها في تسليط الضوء على قضايا المجتمع الأردني وبحثها الدؤوب من خلال الإعلام المرئي والمقرؤ عن حلول هذه المشاكل لتستحق لقب المرأة النموذج.

وكرمت الحملة أيضا الكاتبة / هند خليفات:            
التي صنعت من السخرية بوابة للتعبير عن قضايا المجتمع الأردني لتضحكه وتبكيه في ذات الوقت لتصبح بذلك المرأة نموذج.

وآخر المكرمات الإعلامية / عايدة الأمريكاني:         
ذات الصوت الدافئ التي غنت للوطن وأعطته من روحها لتصنع من الأغنية الملتزمة حكاية للتاريخ والتراث في آن واحد، فإستحقت لقب المرأة النموذج.

الجدير بالذكر أن حملة الأيادي البيضاء تقوم بتنفيذ ثاني مشاريعها وهو دراما الأيادي البيضاء المقرر عرضه على (70 قناة عربية) بعد شهر رمضان المبارك

2011/07/27

المجلس الأعلى للثقافة بين فشير والتلاوي!


المجلس الأعلى للثقافة بين فشير والتلاوي!
بقلم/ أحمد طوسون
في اتصال هاتفي بيني وبين د. جمال التلاوي نائب رئيس اتحاد كتاب مصر سألني عن رأيي في استقالة د. عز الدين شكري فشير من رئاسة المجلس الأعلى للثقافة؟ فقلت له: أن قشير اكتسب احتراما وتقديرا أكبر لدى المثقفين بهذه الاستقالة.. فالمفترض لدى من يقوم بالإدارة الثقافية أن يكون صاحب رؤية يسعى إلى تطبيقها وليس مجرد ترس في عجلة الدوام الوظيفي، فإن اصطدم صاحب الرؤية بواقع معقد يحول دون تحقيق رؤيته عليه أن ينسحب احتراما لضمير المثقف داخله الذي يأبى أن يصبح ترسا في آلة جامدة وهو من المفترض أن يكون وهجا مشتعلا يضيء ما حوله بالفكر والثقافة.
وفضيلة الانسحاب والاستقالة يفتقدها كثيرون ممن أعجبهم فلاش الكاميرات والتواجد بين صفوة المجتمع والحكم والإمساك بزمام المنح والعطايا بخلاف ما تدره الوظائف العليا من مزايا مادية وعلاقات الداخل والخارج!
فلا مكان في قاموسهم لمفردة "الاستقالة" ثقيلة الظل والتي تحجب عن صاحبها الكثير مما يعيشه تحت وهج مقعد السلطة الوثير في مؤسسة أو هيئة ما.
ثم تطرق الحديث بيننا إلى مواضع شتى في أحوال الثقافة والمثقفين، حتى عاد وسألني عن الشخصية التي أرشحها للدكتور عماد أبوغازي ليحل محل د. عز الدين شكري فشير في رئاسة المجلس الأعلى للثقافة.. باعتبار أن وزير الثقافة قرر أن يختار رئيس المجلس الأعلى للثقافة من بين من يرشحهم الأدباء والمثقفون الذين يلتقي بهم.
فأجبته بعفوية: أنت!
وصمتُ برهة قبل أن أستفيض في شرح وجهة نظري بغض النظر عن علمي أن اسم د. جمال التلاوي رشحه بعض الأدباء مع اسم د. شاكر عبد الحميد لرئاسة المجلس.
لم يكن في الأمر أي شبهة مجاملة أو حيلة لاستجلاء نوايا من أحادثه أو لأنه صديق عزيز أعتز بصداقته ، بل لأن إجابتي العفوية كانت ستكون الإجابة نفسها إذا سألني هذا السؤال عدد من المثقفين باختلاف توجهاتهم أو أعمارهم ممن أعرفهم ونتوافق على أفكار بعينها.
كانت الإجابة في كل الحالات ستكون: أنت!
أنت إذن ترتبط بمواصفات أو شروط يجب أن تتوافر فيمن يشغل هذا المنصب لعل أهمها إيمانه أن الثقافة المصرية لا يوجد بها متن أو هامش إلا في عقول من أداروها لثلاثين عاما بمنطق العزبة الخاصة.. وأن ثراء الشخصية المصرية الحقيقي يتجلى فيمن يعيشون خارج الدائرة الضيقة لمؤسسة الحكم الثقافي والإعلامي وأن المجلس الأعلى للثقافة يجب أن يكون انعكاسا حقيقيا لثراء الإبداع المصري والعقلية المصرية وأن يؤمن من يقود دفته بالاستفادة بأفكار المبدعين من كافة أقاليم مصر والاستماع بآذان مفتوحة لرؤاهم لصالح الثقافة المصرية.. وإيمانه أن من حق الأجيال المختلفة أن تأخذ فرصتها في عرض رؤاها والتفكير والحلم لصالح ثقافة هذا الوطن وألا تقف عجلة الحياة عند جيل بعينه استنفد كل الفرص حتى صنع هوة سحيقة بين المثقف وبين باقي طبقات الشعب وأصبح ذيلا من ذيول النظام يعمل على توطيد أركان حكمه بعد أن انفصل عن هموم الناس وقضاياهم.. وأن يؤمن من يقود الدفة بضرورة استقلال المجلس الأعلى للثقافة عن الوزارة ليباشر مهام رسم السياسات والإشراف على أنشطة الهيئات الثقافية وما يستتبع ذلك من ضرورة انتخاب أعضاء اللجان.. مع حفظ الحق في تعيين بعض المثقفين الذين لن يسمح الانتخاب في الوقت الحالي _الذي ما زال تداعيا للمرحلة الكابوسية السابقة_ بانتخابهم.. وأن يكون رئيس المجلس صاحب رؤية وحلم وإصرار وتحدي على تحقيق الأهداف التي يبتغي تحقيقها، كما أتمنى أن يكون الرئيس واحدا من الذين تربوا داخل الوسط الثقافي والأدبي ويعرف مشاكل الحياة الثقافية كما يعرف الأدباء والمثقفين في كل أقاليم مصر وليس واحدا ممن يعيشون في أبراج عاجية ويرون في العمل العام وجاهة اجتماعية وتحقيقا لصعود اجتماعي ووظائفي سلطوي لا أكثر.
أريد أمينا للمجلس من أصدقائي الذين يجلسون على المقاهي ويعرفون من هو زائف ومن هو حقيقي، ولا أريد أن يهبط علينا رئيسا للمجلس من ذوي الجرافتات وأساتذة الجامعات الذين لا علاقة لهم بالثقافة إلا من أجل دراسة أو بحث في مؤتمر ليحصل به على ترقية هنا أو درجة هناك ثم نفاجأ بأروقة المجلس تحتشد بتلامذته وأصحابه ويغيب عنها المثقفون والأدباء.
أنا سأكون سعيدا لو اختير واحد من هؤلاء الذين يؤمنون بأفكاري بغض النظر أنني ربما أخسره في اليوم التالي لأنني سأقف في الجهة الأخرى ناقدا لكل خطوة يقدم عليها، لإيماني بضرورة النقد للبناء بشكل صحيح.
لكنني في نهاية المكالمة اعتذرت لصديقي د. جمال التلاوي لأنني لم أرشحه أو أرشح أحدا من أصدقائنا من جيلي لأن وزير الثقافة لم يستشيرني ولم يفكر يوما أن يدعوني وأصدقائي من الأدباء الذين يقيمون خارج العاصمة ولا يعملوا بمؤسساته الثقافية للاستماع إلى رؤانا وأفكارنا بشأن الثقافة التي أعتقد أنها ملكنا جميعا، تماما مثلما هو حال الوطن، وعلينا جميعا أن نتشارك في صياغة الأفكار التي سترسم مستقبله

الدكتورة سعاد مسكين تحفر عميقا في متخيل القصة المغربية القصيرة جدا


الدكتورة سعاد مسكين تحفر عميقا في متخيل القصة المغربية القصيرة جدا
مصطفى لغتيري
تبدو القصة القصيرة جدا في المغرب جنسا أدبيا محظوظا لعدة أ سباب ،لعل أهمها ولادتها في حضن مشهد قصصي يتميز بحركية ملفتة و فعالية مشهود بها ، فقد استفادت القصة القصيرة جدا من الأجواء الصحية التي خلقتها القصة القصيرة منذ عقدين من الزمن على الأقل ، فوجدت بذلك التربة الخصبة ، لتنمو شجرتها المباركة ، وتينع ثمارها في زمن قياسي جدا.  ومن أوجه هذا الحظ الذي حالف هذا الجنس الأدبي الوليد  أنه استطاع أن يفرز نقادا متخصصين ، تعهدوه بالمتابعة و الرعاية  و الحدب منذ بواكيره الأولى، و هذا ما لم يتأت لباقي الأجناس الأدبية. و من بين هؤلاء النقاد الدكتورة سعاد مسكين التي عرفت في الأوساط الأدبية بشغفها الكبير بالقصة القصيرة جدا ، تجلى ذلك من خلال جديتها في متابعة نصوصها و الكتابة عنها بحماس ، يوازي حماس باقي نقاد القصة القصيرة جدا المغاربة من قبيل د جميل حمداوي و د محمد رمسيس و سلمى ابراهمة ، و حميد ركاطة و عبد الغني فوزي و سعيد بوعيطة و حسن اليملاحي و محمد يوب و محمد داني و غيرهم. و قد جاء كتاب  الدكتورة سعاد مسكين "القصة القصيرة جدا في المغرب- تصورات و مقاربات" الصادر حديثا عن دار التنوخي بالرباط ، ليبرهن على طول باع الناقدة في تعاطيها مع القصة القصيرة جدا  ، إذ تطرق الكتاب إلى العديد من القضايا التي تشغل كتاب هذا الجنس الأدبي و قراءه و المهتمين  بالإبداع الأدبي عموما ، و قد تناولت الكاتبة هذه القضايا بنوع من العمق و الكفاءة المنهجية التي تحسب لها. و في ديباجة المقدمة حددت مسكين سبب اهتمامها بهذا النوع السردي بدافعين " الأول ناتج عما تراكم عدد من أعمال قصصية مختلفة الحساسيات ، و متنوعة طرق الاشتغال إن تخييلا ، أو لغة أو أسلوبا ، و الثاني ناتج عما أثارته القصة القصيرة جدا من نقاش و جدال تضاربت فيه الآراء و المواقف"ص 7. جزأت الكاتبة مؤلفها إلى قسمين كبيرين ،فعنونت القسم الأول ،الذي خصصته للجانب النظري ب "تصورات حول القصة القصيرة جدا في المغرب" ، فيما انبرت في القسم الثاني للجانب التطبيقي و وسمته ب " مقاربات قصص مغربية قصيرة جدا ".كما تضمن الكتاب بيلبيوغرافيا غنية  توثق لهذا الجنس الأدبي الجميل. في القسم النظري حاولت الكاتبة البحث عن مبررات ظهور جنس القصة القصيرة جدا ، معتبرة إياه "استجابة لجماليات قرائية جديدة ، يعكس تطورا ملموسا في الكتابة السردية " كما أوردت بعض الآراء المختلفة حول أصوله و نشأته و تطوره ، محاولة المقارنة بينه و بين أجناس أخرى – في هذا المجال – كالرواية و القصة القصيرة.. و قد حسمت الجدال في مواقف ثلاثة -  القصة القصيرة جدا منتج مستورد من أمريكا اللاتنية.                                                                                                                     - القصة القصيرة جدا لها جذور تراثية لصيقة بأنواع سردية قصيرة كالخبر و النكتة و الأمثولة.  -القصة القصيرة جدا تطور طبيعي و جيني للقصة القصيرة. -    وقد توقفت الكاتبة بإسهاب عند القصة القصيرة جدا في علاقتها بالأنواع السردية التراثية كالخبر و النكتة و الأمثولة ، كما حاولت رصد القواسم المشتركة التي تجمعها بالشعر من قبيل الإيحائية و الكثافة و الإيقاع و التركيب.    وعند مناقشتها لسؤال الهوية بالنسبة للقصة القصيرة  توقفت الدكتورة سعاد عند كتابين نقديين متخصصين في نقد القصة القصيرة المغربية محاولة مناقشة طروحاتهما و أفكارهما و خلاصاتها ، وهذان الكتابان هما:        - شعرية الواقع في القصة القصيرة جدا لعبد الدائم السلامي.   -من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا "لمقاربة الميكروسردية " لجميل حمداوي. و في غمار البحث في التحولات و الأفاق المستقبلية في علاقتها بالقصة القصيرة جدا حددت سعاد مسكين أهم الأسئلة التي تشغلها و تشكل بوصلتها في البحث و التحليل فيما يلي: - ماهو التصور النظري و العملي الذي احتكم إليه الكتاب المغرابة أثناء إنجازهم لقصهم القصير جدا؟ - هل كانوا على وعي بخصوصية الكتابة في هذا الشكل السردي الجديد؟ - هل استطاعوا أن يؤسسوا شعرية نوعية للقصة القصيرة جدا بالمغرب تميزها عن كتابة القصة القصيرة ؟ أما في القسم الثاني المخصص للجانب التطبيقي ، فقد بررت الكاتبة انكبابها على متون  معينة في القصة المغربية القصيرة جدا بمحاولة  الإجابة على الأسئلة التالية -ماهي مظاهر التشابه و الاختلاف في كتابات مبدعي القصة القصيرة جدا                                                                                                                        - كيف شكل المبدعون المغاربة عوالم القصة القصيرة جدا بناء و دلالة؟                                                                                                                         - هل استطاعت القصة القصيرة جدا – بعد هذا التراكم- أن تشكل جماليات فنية خاصة بها؟    و قد افتتحت الدكتورة تناولها التطبيقي بالاشتغال على البنية و الدلالة في القصة القصيرة جدا ثم أتبعتها بالبحث في جمالية المشهد و سلطة الإيحاء في مجموعة "تسونامي "لمصطفى لغتيري ، ثم بحثت عن خاصية الإيماض في القصة القصيرة جدا من خلال "أشرب وميض الحبر" لاسماعيل البويحياوي ، و " عندما يومض البرق " للزهرة رميج ، أردفتها ببلاغة الحكي و أنماط القصة القصيرة جدا في "الرقص تحت المطر" لحسن البقالي ،  و أتبعتها بكثير من الجنون في" قليل من الملائكة " لعبدالله المتقي ، و ختمت هذا القسم ب "جماليات القصة القصيرة جدا – مغامرة السؤال/ مغامرة الكتابة.              و على سبيل الختم استخلصت الدكتور سعاد في نهاية كتابها القيم أن " ثراء جما يعكس غنى تجربة هذا النوع السردي ، و اختلافا في الاشتغال على المتخيل ، و الواقع و اللغة و البناء " ص 145 ، و بأنه من الصعب تصنيف هذه التجارب القصصية ضمن مدارس، لاعتبارات عديدة ، ذكرت الكاتبة بعضها ، و ارتأت -مقابل ذلك- إمكانية الحديث عن حساسيات متنوعة ما زالت ستخضع للتحول مع مرور الزمن ، و تحظى بالتطور مع تراكم فعلي الكتابة و القراءة لدى المبكل مبدع و قاص. و في ختام هذه الجولة في كتاب " القصة القصيرة جدا في المغرب - تصورات و مقاربات- للدكتورة سعاد مسكين  يطيب لي ان أسجل تقديري الكبير لهذه الباحثة ، التي استطاعت أن تجمع ما بين عمق التحليل و رصانة الديباجة الأسلوبية ، و الكفاءة المنهجية ، التي التي تؤهل الكتاب  ليكون من أهم الكتب النقدية في المغرب  ، و يفتح بالتالي أفق انتظار القارئ واسعا لما ستجود به علينا مستقبلا هذه الناقدة المتميزة في مجال الكتابة النقدية في القصة القصيرة أو في غيرها من الأجناس الأدبية