الصفحات

2011/11/14

دراوشة يفوز بالجائزة التشجيعية بمسابقة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بدولة الإمارات لعام 2011م

عن دراسته الموسومة ( أنماط شخصية الآخر في رواية العاشق للكاتب الإسرائيلي يهوشواع )
الناقد والقاص الأردني أيمن خالد دراوشة يفوز بالجائزة التشجيعية بمسابقة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بدولة الإمارات لعام 2011م
تحت رعاية حرم صاحب السمو حاكم عجمان سمو الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة جمعية أم المؤمنين رئيسة مجلس أمناء جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم اعتمد مجلس أمناء الجائزة في اجتماعه الأخير الذي عقد بمقر الجمعية نتائج المسابقة الثامنة والعشرين للجائزة والتي تشرف عليها جمعية أم المؤمنين بعجمان ، وقد اشترك في المسابقة (91) متسابقاً من دول مجلس التعاون الخليجي وقام بتقويم الأعمال المشاركة (94) أستاذاً من جامعة الإمارات والجامعات الخليجية وبعض المؤسسات العلمية والتعليمية ، وبلغ عدد الفائزين بجوائز المسابقة لهذا العام (28) فائزاً من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي ، وقد فاز الناقد والقاص الأردني المقيم في دولة قطر وكاتب القصة في جريدة الشرق بالجائزة التقديرية في محور الدراسات الإنسانية فرع النقد الأدبي.
وكان موضوع الدراسة " أنماط شخصية الآخر في رواية العاشق للكاتب الإسرائيلي ( يهوشواع ).يقول الكاتب عن دراسته:
وفي رواية “العاشق”، موضوع الدراسة نرى أنَّ الآباء يورِّثون الصهيونية إلى أبنائهم ، ويرسلونهم إلى الحرب كما أرسل آدم ابنه العاشق إلى الحرب ؛ فالابن العاشق في الرواية ، يعيش في الشتات ، ويعود من باريس إلى فلسطين ، من أجل الحصول على ميراث جدته ، وهو لا يملك دوافع أيديولوجيه أو وطنيــــــة ؛ ليشارك في حرب إسرائيل ، ولا تربطه بجدّته روابط عاطفية ، بل الميراث وحسب.
وهنا يشير يهوشواع ويرمز إلى أنَّ العاشق الذي يعيش في الشتات ـ ويمثل يهود الشتات- إلى أنه الابن الذي سيحافظ على العائلة الإسرائيلية ويصونها من التفكك والانحلال ، وإلى أنه الابن الذي يصل إلى حضن أمه بطلب لحوح من الأب وليس عبر قتله.
الحلّ في نظر بهوشواع ، هو ضرورة مساعدة الأبناء في الشتات على العودة إلى أرض فلسطين لينتفي الصراع النفسي في ذواتهم ، ويجلبوا السكينة والسلام إلى العائلة ، وبذلك ينعم المجتمع الإسرائيلي بالأمن والسلام. ولكن ماذا عن العربي الفلسطيني؟
بالنسبة للشخصية العربية - الفلسطيني - والكيفية التي يتعامل بها الإسرائيلي معها ، فإنها وثيقة الصلة بتوصيف الإسرائيلي لذاته ، بل وتتداخل فيها أيضاً صورة العربي الفلسطينيّ لذاته: إنّ نعيم ، ابن الخامسة عشرة ، يقوم على خدمة العجوز فيدوتشا التي تذيقه الويل بتعليقاتها القاسية ، في حين تنتابها الحيرة من كون هؤلاء العرب لا يهربون ، ولا يغادرون. إنّ وجود العربيّ على أرضه يشكل كابوساً لا فكاك منه في حياة اليهودي.
والأمر نفسه لدى بطل الرواية آدم: فعلى الرغم من أنه يشعر بأن الفتى نعيم يشبه ولده ، ومن أنه يعطف عليه ، إلا أن ذلك من تجليات المؤلف الذي أراد التخفيف من غلواء الكراهية والعنصرية المبثوثة في الرواية.
وقد أورد المؤلف أنواعاً عدة للعرب: فهناك حميد عامل الورشة منذ عشرين سنة ، الذي يبقى أغلب وقته صامتاً ومنخرطاً في العمل ، ولا يعنيه شيء ، وعدنان أخو نعيم الذي رفض الواقع وانتمى إلى أحد الفصائل الفدائية ، وكان عقابه الرادع من المؤلف هو القتل. وهناك والد نعيم ، الجاسوس الذي لم تنفع كلّ خدمته للاحتلال في إزالة الشكّ والريبة منه. ثمّ هناك نعيم الذي يتحدث العبرية ، ويفكر بها ، وقد انعكس ذلك على لباسه وتصرّفاته ، وهو يحاول بكل طاقته الاندماج في المجتمع الإسرائيليّ ، إلا أنَّ ذلك أيضاً لم يُجدِ ، وكان مصيره الطرد من العمل ، وإرجاعه إلى قريته ، لأنه تجاوز الحدّ المسموح به في المجتمع الإسرائيلي.
ولا يرى اليهودي ذاته إلا مقابل الآخر الفلسطيني...
يقول الكاتب الإسرائيلي حاييم بريشط :
(وبما أن الصراع العسكريّ والاقتصاديّ والثقافيّ والطبقيّ ضدّ الفلسطينيين يملأ الصورة الإسرائيلية بكل ذرّة من المعنى الذي تتمسك به. كيف يمكن التخلي عنه! ماذا سيحل محله)
إن وجود الفلسطينيّ الخانع المستلب ، ركيزة لاستمرار الصهيونية. وفي هذا الشأن يضيف حاييم بريشط (رغم كلّ شيء، هذا ليس صراعاً قومياً صافياً بين قامع ومقموع، بل صراع شامل بين نماذج نمطيّة حتى النهاية المريرة. بهذه الطريقة ربما يكون المقموع الفلسطينيّ قد أصبح شرطاً لاستمرار الصهيونية. مقوّم ضروري من مقوّمات صنيعة معقدة، جزء من جوهر المشكلة. الهوية الصهيونية الحديثة)
الإسرائيلي يعاني من هاجس العربيّ الفلسطيني ، ولا يمكن للإسرائيليّ أبداً تعريف هويته إلا مقابل الآخر العربيّ الفلسطينيّ الرابض على أرضه ، وسيبقى يساهم في تشكيل الهوية الإسرائيلية ؛ لأنه يعشّش في عقول كلّ الإسرائيليين ، فهو كابوس وجوديّ حقًّا ، لا سبيل للخلاص منه إلا بإعطائه حقوقه ، وأوّلها حقه في الحياة كإنسان له هويته المميزة.
تمحورت الدراسة حول نقطتين هما: هل استطاع الكاتب الإسرائيليّ يهوشواع في روايته “العاشق”، أن يصل إلى إحداث نقلة نوعية في وصفه للشخصية العربية الفلسطينية ، والوصول إلى تحديد الهوية الفلسطينية كما هي في الواقع ، أم أن روايته لم تخرج عن السائد في الأدب الإسرائيلي؟
ومن خلال بحثه الشاقّ عن الهوية الإسرائيلية الكاملة والكليّة ، هل استطاع توحيد اليهود القادمين من أصقاع شتى ، وبخلفيّات ثقافية واجتماعية متنوعة ، في هوية إسرائيلية واحدة؟
خلال الإجابة عن ذلك ، سنجد أنفسنا ، أمام أسئلة جديدة ، حول رؤية الكاتب ليهود الشتات وأوصافهم ، فهل نظر إلى الشعب الفلسطيني ككلٍّ واحد؟ أم أنه نظر إليه حسب شخصيته وتصرّفاته تجاه الدولة العبرية؟
يقول الناقد أيمن دراوشة حول الموضوع أحببت أن أتناول إحدى أهمّ الروايات الإسرائيلية بالبحث بعد أن شعرت بأنّ الكاتب يهوشواع لا يقلّ عنصرية عن غيره من الكتاب الإسرائيليين ، بل وجدته أكثر خبثاً ومكراً ، لأنه يفرد مساحة واسعة لبعض الشخصيات العربية الفلسطينية في بعض روايته ، لتعبر عن رأيها وأفكارها لكنني أظنّ أن من يقف وراء هذه الشخصيات فيما تقوله وتتصرّف به هو الكاتب يهوشواع عينه ، وهذا ما سوف نراه ، من خلال البحث والدراسة.
والقاص أيمن دراوشة حاصل على العديد من الجوائز القطرية في فن القصة القصيرة والدراسات الإنسانية ، كما أن له العديد من المؤلفات في الأدب والنقد وأدب الطفل والدراسات النقدية المنشورة في المجلات المحكَّمة.
موقع الجائزة على الإنترنت http://www.rsh-award.org.ae/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق