الصفحات

2011/12/01

"قصص قصيرة جداً" نهار حسب الله

قصص قصيرة جداً
نهار حسب الله
1.    السيرك
حياتنا.. سيرك مفتوح، نلعب فيه بخطورة فيقتل بعضنا البعض الآخر من دون مبالاة لحجم الخسارات الثقيلة المترتبة على اللعبة.
نصفق بحرارة لأسود تنهش فينا بلا رحمة، نبكي تارة ونضحك تارة اخرى من أجل إثارة الجمهور.. إلا اننا اكتشفنا انه ما من مُشاهد يهتم بموتنا!
 
2.    قلم متحرر
تحرر القلم من جيب مالكه، بعد ان عانى الإهمال وسئم من بذلة صاحبه الرثة التي تفوح منها رائحة الجسد المتعرق.
جاء الخلاص بعد ان وهبه صاحب البذلة لمن يجيد استهلاكه، لينتقل الى أنامل شاعر يعشق الكتابة عن الحب والمشاعر على نحو عفوي بسيط ينال استحسان الجميع.
تعاون الشاعر والقلم على كتابة اروع قصائد الغزل، إلا ان الزمن كان عجولاً في سلب روح الشاعر مما أرغم القلم على إعلان موته تضامناً مع فقيده، غير ان ما تعاونا على كتابته ظل خالداً على مدى اجيال، وشاع في المدينة وحقق شهرة عالية، وتناقله كل من دخل حضرة الحب، الامر الذي ارغم صاحب القلم الاساسي على البكاء لفقدانه صديقه الشاعر والقلم معاً... وقبل كل ذلك بكى ندماً على حياته التي لا تعرف الحب.
 
3. إرهاب العشاق
في حديقتي زهور ملونة بهية.. لكنها تأبى أن تفوح بعطورها وكإنها صناعية.
بحثتُ عن الخلل وأعتقدت انه يكمن في التربة او عملية السقي.
تجولت في العاصمة وبدأت استنشق من كل زهرة تمر على نظري.
كنت متعطشاً لتلك العطور، غير إني لم أجد ما أتوق إليه.
مر الوقت وعدت إلى حديقتي خائباً.
جالست وردة الياسمين وأنا عالق في سماء من الحيرة، بقيت صامتاً أمامها حتى قاطعت صمتي ومزقت حيرتي قائلة:
-    هل تبحثون عن أريجنا، وكيف ترضون ان يشمه عشاق يقطفون رؤوسنا وينهون حياتنا من إجل إهدائها برومانسية باردة لمن يحبون؟
أي إرهاب تعشقون، وبموتنا كيف تعيشون، وبعد حياتنا ماذا تطلبون...
لا تنتظروا عطورنا إلا وانتم مسالمون.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق