الصفحات

2012/01/31

"القومى للشباب" ينظم مسابقة ثقافية فى الشعر والزجل والقصة القصيرة

"القومى للشباب" ينظم مسابقة ثقافية فى الشعر والزجل والقصة القصيرة

حرصا منه على إتاحة الفرصة لنشء وشباب مصر للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم حول مختلف الأحداث التى تشهدها البلاد، ينظم المجلس القومى للشباب مسابقة ثقافية فى مجال الشعر والزجل والقصة القصيرة خلال الفترة من 1 حتى 28 فبراير 2012 تحت عنوان " مصر .. رؤية جديدة"، وذلك لتشجيع الموهوبين من النشء والشباب فى مجال الشعر وتسليط الضوء على ابداعاتهم الفنية.

وتستهدف المسابقة النشء والشباب فى الفئة العمرية من 13 حتى 25 عاما، وتشترط ألا تزيد القصيدة فى مجال الشعر أو الزجل عن 20 بيتا، وألا تزيد القصة القصيرة عن خمس صفحات، كما تشترط أن تكون كافة الأعمال المقدمة من الشباب لم يسبق لها الحصول على أية جائزة من أى جهة من قبل. هذا ويتم تسليم الأعمال لمديريات الشباب والرياضة اعتبارا من أول شهر فبراير 2012 وحتى يوم 28 من نفس الشهر.

ويقدم المجلس جوائز مالية قيمة للاعمال الفائزة بالمراكز الخمسة الأولى من الشباب والمراكز الخمسة الأولى من النشء علماً بأن الأعمال الفائزة سيتم اختيارها من قبل لجنة تحكيم مكونة من أساتذة متخصصين.

حركة (نحن هنا) فى كفر الشيخ

حركة (نحن هنا) فى كفر الشيخ
أحمد ماضى: صالون القرضا مقر دائم للحركة
استقبل أدباء ومثقفو محافظة كفر الشيخ، من خلال صالون القرضا الثقافى، حركة (نحن هنا) الأدبية بترحاب شديد.. وفى جو دافئ مشحون بالمودة والحماس، وبعد أن استعرض قاسم مسعد عليوة ـ مقرر عام الحركة أهداف الحركة وآلياتها وعدداً من منجزاتها، صرح الروائى الكبير أحمد ماضى، مؤسس الصالون وراعيه، أن الصالون يضع إمكانياته فى خدمة الحركة وفاعلياتها، ومع إعلان أغلب الحضور انضمامهم إليها، اقترح راعى الصالون على الحركة أن تجعل من الصالون مقراً دائماً لها.
ومما لفت الانتباه أن أدباء كثيرين، ذكوراً وإناثاً، من العريش شرقاً حتى الأسكندرية غرباً، قد حرصوا على حضور هذا اللقاء والمشاركة فيه على الرغم من سوء الأحوال الجوية، وكثرة حوادث قطع الطرق، وقد ازدحم بهم وبأدباء كفر الشيخ مكان اللقاء على اتساعه.
وكان للشاعر الكبير محمد محمد الشهاوى، أيقونة الصالون، حضوره الطاغى أثناء اللقاء، وقد شاركه هذا الحضور أدباء كثيرون منهم: السعيد قنديل، مختار عيسى، د. حمدى شتا، د. محمد خيرى الإمام، مصباح المهدى؛ وممن حضر اللقاء من أعضاء حركة (نحن هنا) الأدبية محمود الشامى ـ منسق عام الحركة، محمد المغربى ـ منسق الحركة ببورسعيد، والأعضاء: أحمد السرساوى، طه عاصم، السيد عبد الفتاح، رجاء أبو عيد، رانيا النشار، وعزة الزرقاوى.

(الدواخل ) إمرأة فى زمن الحرب / د.سعاد محمود الامين

(الدواخل )
إمرأة فى زمن الحرب
د.سعاد محمود الامين
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.أ زيز الطائرات الحربيه يشق السكون، وقد ساد المدينة صمت كصمت المقابر. أنا وحدى فى المنزل الذى رحل ساكنيه رحلة الخلود .الأبدية أشقائى، أعدمهم النظام، والدىّ ماتا حسرة وألما على فقدان أبنائهما. تركونى وحيدة برفقه جدة عجوز، غيبها الزمن وليس لها فى الحاضر وجود. تخاطب الأموات،وتتحدث اليهم كأنها تراهم وتعيش بينهم . أراها أحيانا خارجه من حجرتها وأنفاسها تعلو وتهبط، فتذكرنى إنها مازالت على قيد الحياة لاتدرى مايدور خارج حجرتها.
فى تلك الليله كنت أرقة وحيدة ،فسمعت طرقات على الباب الخلفى الموصد منذ زمن بعيد.كانت الطرقات متفرقه خافته، أشبه بنقرات طائر على حافة شباك خشبى. إحساس داخلى يحثنى على فتح الباب ولكنى خائفة لاأستطيع .توقف الطرق برهة.،ولكنه لم يتوقف عن عقلى، ثم بدأ الطرق بقوة من جديد. شعرت برأسى يتحطم .نهضت مسرعه التصق بالجدران . إختبئ خلف الدرج. أهرب هنا وهناك. ولكن لايمكننى فتح الباب. الطرق مستمر... قلبى تتسارع ضرباته شفتاى ترتجفان أريد أن أصرخ بأعلى صوتى. إذهب بعيدا أيها القادم. أريد الخروج، ولكن حين أخرج من يضمن لى الدخول من هذا الباب مرة أخرى.الطرق يزداد عنفا، تناولت منضدة حديدية قديمة، ودفعتها لأغلق بها المدخل كى لا يفتح الباب .ولكن هذة المرة جاء الطرق مروعا أشعر بإنتفاضة المنضدة الملتصقة بالباب فأرعبنى ذلك. فقفزت دفعة واحدة. وأزحت المنضدة، وأصخت السمع فسمعت أنفاسا متقطعة. دفعت بالمفتاح الى ثقبه بالباب الموصود ،وأدرته مددت يدى إلى المقبض كان مليئا بالأتربة. لم يفتح، بدأ صلبا أدرت المفتاح بضعة مرات ودفعته بشدة ،إنفتح الباب، هبت ريح قوية دفعتنى للداخل لم أملك سوى الأستجابه لها.ثم خطوت إلى الأمام مرة أخرى فإندفع الطارق الى الداخل وأغلق الباب خلفه. لم أتبين ملامحه فجسده، يبدو بعيدا عنى. بالرغم من عينى المفتحتين لا أرى إلا الظلام يلف المكان كليّةً. حدقت فى الظلام بشدة ورأيت بذلته العسكريه دنوت منه وسالته من أنت؟ أجابنى بصوت واهن بلغته الانجليزية: طيار سقطت مروحيته. شهقت من الدهشة الممزوجة بالخوف ،ولكن بعد برهة هدأت نفسى المضطربة. وبدأ الخوف يفارقنى. مددت له يدى وبقيت ممسكة بيده لا أدرى كم مضى من الزمن ربما دقائق . ومازال المكان مظلما ولكن الريح هدأت بعد أن أوصدت الباب.
جلس على الاريكة . جلبت شمعة كنت إحتفظ بها، عندما تعصف بى ذكري إخوتى أشعلها وإنخرط فى بكاء طقسى .فتشركنى الشمعة بدموعها. وترسل ظلالا خفيفة على جدار غرفتى. فاتخيل تلك الظلال تلوح لى وأحس بوجودهم. أشعلت الشمعة ، فرأيت جروحا وحروقا فى فى وجهه وساعديه. قضيت الليل ضمد جراحه.عندما تلوح الشمعة بنورهاعلى وجهه، كنت أرى وجوه إخوتى فى قسماته، مما دفعنى لأسهر على راحته. تركته وذهبت لحجرتى كم أنا متعبة وجسدى منهك إختبأت تحت الغطاء .أ حاول جاهدة أن أغفو فقد أوشك الصبح على الإنبلاج.
دقت ساعة المنبه بعلو صوتها ، فنجحت فى إسكاتها عندما حاولت الوصول اليها فسقطت على الأرض وصمتت. جلست على السرير طفت باصابعى على عينى وهرشت رأسى وإمتدت يدى الى المصحف إستعين بآياته لعلها توقف هذه العواصف ،التى كادت أن تقتلع إيمانى .خمسه وثلاثون عاما لم ينتهى الإنحناء ولم يتوقف التصفيق ولم تهدأ الجماهير. النسوة يتوشحن سوادهن الدائم ويخرجن يمارسن فروض الطاعة والولاء لهذا الرئيس.
وقفت أمام طارق الليل، وجدته مستيقظا إبتسم ممتنا وإنساب حوار بيننا. كان مهذبا لذلك ألفته ،وكان يعتذر كثيرا، إذ دفع عنوة للحرب. كانت الأنباء تتواترعن طيار هارب داخل المدينة. وخرج السكان يبحثون عنه فى كل مكان يحملون الهروات والاسلحة البيضاء .بحثوا عنه فى كل مكان وسط المزارع داخل الأنهار، يتوعدون كل من يتستر عليه. كنت أعيرهم أذن صماء وأكثف له الحماية غير عابئة بالتهديدات.
دخلت جدتى متسلله كالقطة. ووقفت أمام الطيارتطيل النظر اليه. لم إنتظر حتى تبدأ جدتى سرد قصة حياتها، لقائها بجدى ا لذى كان بستانيا فى حدائق بابل المعلقه والذى شيد كل القلاع والذى منع الغزاة العبث بالمدينة .هذه حكاياتها التى لاتنتهى أشرت لها بالإنصراف، فهمهمت بكلمات مبهمة وزحفت نحو حجرتها. فقد ظنته شقيقى المغدور . جرس شديد العناد يرن على الباب . قفز الطيار محاولا الإختباء متثاقلا يجرجر جراحه وأختفى. فتحت الباب ببطء فدفع بقوة الشرطى الغاضب وباوامر شديدة اللهجة أمرنى قائلا: نريد تفتيش هذا المنزل..... فابتسمت ببرود وبوجه جامد لاينم على شى أومأت بالموافقة فانصرف دون تفتيش.
بمرور الأيام إقتربت من الطيار أكثر. كانت روحه حية بقوتها وضعفها، تحدثنا عن حزننا المتلون بالقهر معا. فى صدورنا تضاد الأشياء إتحدنا فى اللحظة ذاتها. رقم بعد المسافة والهدف. هو لم يأتى لقتالنا أراد أن ينفذ أوامر فى حرب ربما خدع فيها. لقد تسللت روحى من جسدى بغير قيد نحوه وقررت حمايته. رغم دهشة المداهمه كنت أبحث عن لحظة هدوء من فراغ ممتد دون نهاية .
كانت الريح تلطم الأبواب. وتقذف حبيباتها سيلا رمليا عتمت الرؤيا. عندما غادر الطيار المنزل فى ليلة حالكة الظلام فى طريقه الذى رسمناه سويا بعد ان أخبرت دوريتة التى تبحث عنه بمكان للقائه.كنت قد قاومت رحيله وتصدعت وكنت مشحونه بلحظة انفجار كانت دواخلى تبكى فى صمت وتهذى فى صمت.
لقد تقمصنى الحزن بقسوة وحملت شوقى المتدفق . وطفت الشوارع أترصد الأخبار لم أسمع مايفيد بالقبض عليه . لقد هجرنى النوم بعدما هبط هذا الطيار على أرضى بقسوة. فأمطرت سمائى عواطفا متناقضة. لم أستطع أن إنسلخ من لحظة إنصهارى فى تلك الأيام التى قضاها الطيار فى منزلى كنت أرعاه وأحمل بقايا راياتى المنكسة فى معركة هزمت فيها أخلاقيا كنت أدرى ان حمايتى للطيار، هى سقطتى الأخيرة ولكن حين أتذكر أشقائى، يستبيحنى حزن يمزق دواخلى .سقطوا ظلما شامخون، تركونى أبحث عن قسماتهم فى وجوه الآخرين.
فتحت ستائر غرفتى الضاجة بالحزن. عند سماعى لصوت جموع ثائرة تطرق باب منزلى. كسر الباب وإندفع الجمع الى الداخل. حطموا كل شى وصفونى بالعمالة والخيانة. سمعت جدتى الضجيج فخرجت تدس شيئا فى ثوبها دفعت به على المنضدة صائحة: هذا ماتبحثون عنه خبئته لكم خذوه وإنصرفوا لقد دفعت لهم بشارة الطيار .قد هالنى مارأيت.. لقد قدمت لهم جدتى حياتى. فإعترفت ...أ خرجوا جدتى من المنزل وأشعلوا فيه النار. مد اللهب إلسنته، فتداعت ذكريات هذا المنزل. جلس الطيار بعيد ينظر إلى جثمانها الملطخ بالدم. ووجهها اللطيف وفمها المفتوح لعلها أرادت أن تقول شيئا؟ وبعد لحظة جمود أعترتنى بدأت أشعر أن ساقىّ تخذلانى، وجسدى يرتعش ، أحرقتنى دموعى، عندما رأيت المنزل كومة من الحطام المتفحم . رجعت إلى بلادى وأبقيت صورتها فى دواخلى .تهيمن على عقلى وتحرمنى النوم. نصبت لها تذكارا فى حديقة منزلى كنت أضع عليه إكليلامن الورود كل صباح .نحت عليه أبجديةالتضحية والحزن......... إلى التى وهبتنى الحياة ورحلت. تنازع بين حب الأشقاء والوفاء للوطن.
قطر/ الدوحه


دعوة رسمية للمشاركة في مهرجان شعر المقاومة الإسلامية (الثاني) / 2012/ العراق ((النسخة المعدلة))

دعوة رسمية للمشاركة في مهرجان
شعر المقاومة الإسلامية (الثاني) / 2012/ العراق
((النسخة المعدلة))
رغبة منا في أرشفة المشهد المقاوماتي الإسلامي في العراق ، ووفاءً لدماء شهداء المقاومة ، وعرفاناً للسواعد التي أجبرت المحتلين على الإنسحاب من وطن الأنبياء ، وبناءً على توجيهات سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزنا بعزه) ، يسرنا أن ندعوكم للمشاركة في (مسابقة) شعر المقاومة (الثاني) الذي يقيمه مكتب السيد الشهيد الصدر (قدس سره) / النجف الأشرف على وفق الشروط والضوابط المدرجة في أدناه :-
1/ يحق للشاعر المشاركة بقصيدة واحدة ، على أن تكون (بالعربية الفصحى) ، ومن الشعر العمودي ، وملتزمة بقواعد اللغة العربية ، وخالية من الأخطاء العروضية ، ولم يسبق له نشرها عبر أي وسيلة من وسائل الإعلام والنشر .ولم يسبق له المشاركة بها في أي مسابقة محلية أو دولية .
2/ أن لا تقل القصيدة عن (20) عشرين بيتاً ، وأن تكون خالية من المفاهيم والتوجهات الطائفية والعرقية .
3/ آخر موعد لقبول القصائد المشاركة هو يوم 1-3-2012 .
ملاحظات :-
1/ تعرض القصائد على لجنة فحص وتقييم النصوص ، لغرض فرز القصائد الفائزة .
2/ بالنسبة للشعراء العرب ومن هم خارج العراق ، يتم إرسال القصائد مصحوبة بصورة من (جواز السفر) مع (صورة شخصية) حديثة ، مرفقة مع السيرة الذاتية ، لغرض استضافتهم أثناء إقامة المهرجان المزمع إقامته يوم (9-4-2012) في (بيروت – لبنان)
3/ ترسل القصائد حصرياً عبر البريد الإلكتروني التالي :- (mukawama_2012) .
4/ لمزيد من التفاصيل الإتصال على الرقم التالي :- (009647715474467)
راسم المرواني // المستشار الثقافي للتيار الصدري



صباح الخير أيّها الإعلام الجديد بقلم: زينب البحراني

صباح الخير أيّها الإعلام الجديد
بقلم: زينب البحراني
كغوص للمرة الأولى في عالم ينبض بالإدهاش كان لقائي الأوّل بمفهوم التواصل التكنولوجي دون حدود. كنت يومها في زيارة لأحد المجمعات التجارية الحديثة خارج السعودية قبل أعوام قليلة، وما أن وضعت قدمي داخل المجمع التجاري حتى غدت حواسي محاصرة بالأضواء، والألوان، والأصوات، والكلمات المتحركة من الجهات الست، عدا عن المتسوقين المنشغلين بآلات الألعاب الإلكترونية الحديثة، أو كتابة رسائل نصية على هواتفهم المحمولة التي لا تكاد تفارق أيديهم، أو الرد على رسالة واردة، ورجال الأعمال المتأنقين الذين يتحركون بسرعة ونشاط عجول أثناء إتمامهم صفقات بيع، وشراء، ومساهمات، ومفاوضات سريعة باترة من خلال هواتفهم المحمولة أو أجهزة اتصالهم الذكية، أو تتنقل أصابعهم وأبصارهم بين صفحة إلكترونية وأختها خلال لحظات قصيرة على حواسيبهم المحمولة بينما تومض سماعات الاتصال اللاسلكي المثبتة على آذانهم وهم يتناولون كوب قهوتهم الصباحي على مقعد صغير في أحد مقاهي الوجبات السريعة.
بدا الأمر أشبه باحتلال سلمي منظم للحواس بأسلوب عبقري يملأ نفس المتلقي إحساسا باللذة والبهجة دون أن يعي كونه هدفا لخطة إعلانية/ إعلامية مدروسة بعناية، وخرجت من المجمع التجاري بعد إتمام مشاغلي كمن يخرج من قلب المحيط بعد رحلة غوص وجيزة اضطرته لحبس أنفاسه، وشرنقت مسام روحه بالدهشة أثناء مواجهة أولى لعالم غريب. كان الارتطام بتلك الحضارة الافتراضية الجديدة كبيرا، وكان وقعه في أعماقي هائلا إلى حد مؤثر. وربما كان لشخصية الفتاة القادمة من عالمها الضيق الصغير في بيئة محافظة على جميع الأصعدة لمواجهة عالم ثلاثي الأبعاد، وثلاثي الاتساع، وثلاثي التأثير؛ دورا في مضاعفة هذا الأثر في عالمي الداخلي الذي كان أقل ازدحاما بالضجيج. ووجدت نفسي أسعى بكل شهيتي للمعرفة في محاولات لاكتشاف زوايا هذا العالم الافتراضي الذي بدأ يكتسح العالم الواقعي ويفرض عليه واقعا جديدا لابد من الخضوع لقوانينه المتغيرة في كل ساعة، ويحول كل عالم بشري لا يتصل به إلى عالم أمّي يخطو حثيثا نحو شيخوخته الحتمية، ويجبر كل إنسان يود وقاية مستقبله من التخلف على البقاء شابا مدى الحياة في قابليته للترحيب بكل جديد في هذا المجال وتعلمه، ويدشن له صرحا قابلا للتمدد في المجال الإعلامي بمختلف وسائله المسموعة والمقروءة كي يصل إلى المتلقي في مكانه قبل أن يسعى المتلقي إليه، لنجد أنفسنا في مواجهة يومية مبكرة لمستجدات ألأخبار عبر وسائل اتصال نرحب بها قائلين: "صباح الخير أيّها الإعلام الجديد"

لماذا أنا مسلم عَلماني ؟/ فؤاد قنديل

لماذا أنا مسلم عَلماني ؟
فؤاد قنديل
أنا مسلم بالوراثة ، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ، وأنا عَلماني بإرادتي ، ولأن العَلمانية مصطلح سيء السمعة في نظر البعض فأنا مؤقتا سأستخدم بديلا عنه ألفاظا من قبيل "الديمقراطية " و"العقلانية " ويمكن استخدام مصطلح " الإنسانية " حتى نوضح القضية التي تبدو ملتبسة .وهي بالفعل كذلك خاصة إذا تصدى لها بالرفض ضيقو الأفق .
الشعب المصري منذ آلاف السنين وقبل الأنبياء والرسل يميل للتدين الذي ترسخ في أعماقه مع أشكال العبادة المصرية القديمة ، وخاصة إيمانه بالبعث حيث المثول للحساب أمام الآلهة بعد الموت ، وكان للكهنة في ذلك الزمان الاعتبار الأول لأنهم كما أفهموه البوابة الملكية نحو الخلود في الدار الآخرة. ومن هنا أصبح شاغل الإنسان المصري هو الآخرة وليس الدنيا ، وهو الأمر الذي انشغل به في العقود الأخيرة الدعاة وقيادات التيارات الإسلامية كافة وركزوا عليه ومارسوا الإرهاب عن طريق الإلحاح على تذكير الناس بعذاب القبر، ومع أن المصريين يميلون بالفطرة إلى التدين إلا أن الدين عندهم ظل معتدلا ومستنيرا في أغلب صوره وتجلياته. وأهم غايات العقلانية (العلمانية ) دفع الفكر البشري نحو الإنسان ، لأن الإنسان هو الأولى بالرعاية ، وكذلك كل ما هو دنيوي وتجنب الانشغال بالحياة الأخرى بما يعوق حراكنا اليومي مع ظروف المعيشة والعمل والعلم والتعمير والسفر والسياحة وتقديم الخدمات المتعددة والحلم بمستقبل مختلف، وكما كتب علينا الموت كحقيقة مؤكدة كتبت علينا الحياة كواقع فعلي يتعذر تجاهله على أي نحو ، ولا يتعين أن نتجاهل ما ورد بالأثر عن كبار العلماء والصالحين مُلخصا ومُستخلصا الفلسفة الحقيقية لوجود ومسيرة الإنسان في الحياتين " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا "
من حق القارئ أن أفسر له سر قولي بأني مسلم وعلماني أو عقلاني في الوقت ذاته .. سوف أعرض حالتي وهي حالة الكثيرين الذين يتوجسون من الإعلان عنها ، وربما يجهلون تفسيراتها ، وأحسب أن هذه الحالة ربما تكون عاملا مهما في مقاومة أية محاولات لفرض رؤى إسلامية متطرفة ، فأنا ..
• أعتمد في شق طريقي في الحياة على مصادر معرفية متعددة بل ولا يكاد يحصرها حصر بداية من القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم ثم الكتاب المقدس وتعاليم كونفوشيوس وبوذا وكل الأفكار التي وردت في كتب أعلام الفكر والأدب من حجة الإسلام إلى القديس أوغسطين وسقراط وأفلاطون والحلاج والسهروردي وابن عطاء الله وابن رشد إلى ابن خلدون وكارل ماركس وشوبنهور ونيتشة وطاغور وجبران وشوقي وتوماس مور وسلامة موسى ثم سارتر وبراتراند راسل وفرويد وطه حسين ونجيب محفوظ وحسن حنفي وغيرهم .
• أومن بالعلم وضرورة استخدام العقل في كل الأمور ، و أومن بحقوق الإنسان والحيوان والجماد وكل الكائنات التي خلقها الله وصنعها وأوجدها الإنسان ، وأحترم القانون وأدعو ليل نهار للحرية المسئولة .
• أرفض تماما إجبار أحد على اعتناق أي معتقد أو مذهب لا يريده ولا يتحمس له ، وبالتالي فلست مستعدا أبدا لنبذ الآخر أو تهميشه أو ازدرائه كراهية فيما ورثه أو اختاره ، لأني ضد العنصرية الدينية ، ولأنني أومن بأن الدين لله والوطن للجميع .
• يقول الله تعالى في كتابه الكريم " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
ويقول " ليس عليك هداكم " ، ويقول الرسول : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " أي أن الدين جاء أساسا من أجل هذه المهمة وما أقدسها من مهمة وبصرف النظر عن كل الشرائع وكل الكتب السماوية والأرضية ، فيكفي أن تحل الأخلاق الفاضلة على الأرض وتحكم سلوكنا قولا وفعلا.
• قال الإمام العلامة محمد عبده بعد أن عاد من زيارته لأوروبا : لقد وجدت هناك مسلمين ولم أجد إسلاما ، وفي الشرق يوجد إسلام ولا مسلمين "
أي أن التفرقة في النظر الصحيح تنهض على أساس السلوك ، ونحن في العالم العربي وفي مصر بالذات نتشدق كثيرا بالدين أما السلوك فنحسبه شيئا آخر ..هذه نقرة وتلك نقرة .!!!!!
يقول الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى " إذن الحساب على الظاهر من السلوك والكلام وليس على النوايا لأنها ملك لمولاها ، وقال خاتم النبيين " الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ".
• لا أظن أن الله وكل عنه أحدا ليتحدث باسمه وأن يطارد الناس لحسابه، ولكنه قال : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن " ، كما أني لا أومن بأن هناك على الأرض حقائق مطلقة غير الموت ، فكل المطروح نسبي يقبل الحوار والتعديل والتطوير .وأومن بقول الشافعي : كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلامك خطأ يحتمل الصواب.
• أنا ميال لإيجابية الحكمة الشعبية ، ومن ذلك المثل الشعبي القائل : اللي يعوزه بيتك يحرم علي الجامع " أي أنني أسلم تماما بكل ما دعاني إليه ديني ، لكن إذا احتاج أولادي للقمة العيش وأنا بالكاد أوفر جزءا منها فلن أتبرع لشراء سجادة للمسجد ، وإذا احتجت علاجا ضروريا وعاجلا لصحتي فليس من المقبول أن أساهم في شراء ميكروفون للزاوية .
• يقول المثل الشعبي : بيت المهمل خرب قبل بيت الظالم ، وأنا أعدله تعديلا بسيطا فأقول : بيت المهمل المتدين خرب قبل بيت الظالم الملحد ، ذلك لأن الله لن يدافع عن العقل الغائب ، والقرآن في كل فقرة من فقراته يدعو إلى إعمال العقل. كما أن القانون لا يحمي الغافلين ، والثواب والعقاب من جنس العمل .
• لي جار لا يكاد يترك المسجد وولده فاشل في الدراسة ويصاحب المدمنين .. اهتم الرجل بالله الذي ليس بحاجة إلينا وأهمل ولده ، لأنه تصور بالخطأ أن الله لابد ناصره ومعينه حتى لو نام وأهمل ، وهي القضية ذاتها التي تكشف أسباب فقر وتخلف كثير من الدول الإسلامية ، حيث يؤمن المسلمون في شتى بقاع الأرض إلا من رحم ربي أن الجنة في الجيب ، وأن محمدا شفيعهم وإنهم المفضلون كما يعتقد اليهود أيضا لكن ثقة المسلمين زائدة لذلك لا يعملون ، فما قيمة العمل والفكر والكفاح والدقة والإتقان وتحصيل العلم والثقافة والتنافس في الأخذ بأسباب القوة ، فأي قوة في الدنيا لا تساوي قدرة الخالق .. وهي رؤية عاجزة وغريبة تدفعهم للتواكل و تجنب كل مناهج العلم والتكنولوجية والاستعانة بكل أساليب ووسائل التفوق وعدم الاعتداد بالنقد ، المهم التقرب إلى الله بالصلوات وتربية اللحى ، ومن المسلمين الآلاف يرتكبون المعاصي ويحرصون على طلب المغفرة بالحج والعمرة كل عام . فعلى من يكذبون؟!!
• أومن بأن الله خلق الإنسان من طين .. أي خلقه للدنيا لسنوات ولذلك يقول سبحانه : و لا تنس نصيبك من الدنيا " والدنيا تحتاج إلى بناء وتعمير وكدح وخبرات ، ووُلد الإنسان ليموت بعد حين ، أي أنه لم يخلق للخلود وأبدعه الله من مادة وروح ، فالدين لعلاج وغذاء الروح ، فما مصير المادة ؟. ألا تحتاج إلى كل ما يلزمها ، قال تعالى : ولقد خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " .. أظن أن هذه الكلمات القليلة تتضمن كل ما يحدث على الأرض من حراك وتعامل وبناء وتبادل ونفع وتطوير .
• اعتدت أن أتعامل فقط مع الذي يتقن عمله حتى لو كان ملحدا ، وقد أتلقى علاجي على يد بوذي أو هندوسي إذا كان بارعا ، وأصلح سيارتي عند المسيحي مادام ماهرا ، ويمكن أن أركب طائرة اليهودي إذا كانت أفضل من طائرة المسلم . وإذا كنت صاحب عمل سوف أختار ليساعدني الأمهر والأكفأ وذا الخلق الحسن سواء كان شابا أو شيخا.امرأة أو رجلا.. كونفوشيا أو دُرزيا .
• أومن بأن الحياة تتطور ولا تبقى دائما على حال ، ولابد بالتالي أن تتغير كثير من المعايير والقوانين حسب ظروف العصر ومتغيرات الحياة ، وكان طبيعيا أن يقول الرسول الملهم " أنتم أعلم بشئون دنياكم ".
• أحافظ قدر الطاقة على قيم الحق والخير والجمال والتسامح والمساواة ولدي الاستعداد غير المحدود للدفاع عن مبدأ المواطنة الذي لا يميز بين الناس على أساس الجنس أو العرق أو العقيدة أو اللون أو المكانة الاجتماعية ، كما أني أحرص جدا على ترسيخ مبادئ العدل والمحبة والكرامة، وتجذبني الفنون والآداب ، وأتوجس من النقاب ، وأؤيد سياسات الثواب والعقاب ، وأحرص على الصلوات في مواعيدها حبا في الله ورسوله وإيمانا بكتبه وجميع رسله واليوم الآخر، وأتوجه إلي الله بالدعاء كي يهديني لما يحب ويرضى ، وأن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته.
لا أظن أن ما ذكرته ضد الدين ؟ .. ولذلك لا أجد غضاضة في أن أعتقد بأني مسلم عَلماني .

الرقصُ لا يكونُ على جثماني/ عبد الرحمن أبو المجد

الرقصُ لا يكونُ على جثماني
عبد الرحمن أبو المجد

كنانةُ اللهِ أمْ رياضُ أفنانِ

ماءُ نيلٍٍ أمْ دماءٌ بشرياني

تمرّ ُبكِ الخطوبُ وأنتِ حصينةٌ

كشموخِ الهرمِ في قمةٍ وعنانِ

تمرُ بِكِ السنونَ مثلَ سحابةٍ

تحملُ ثناياها غيثاً بتحنانِ

فضلُ الإلهِ الذي فاضتْ مكارمُهُ

إكرامَ مصرَ في حديثٍ وقرآنِ

كمْ مِنْ نبيٍ ترقرقتْ في مُحياهُ

بقاعُ مصرَ في آياتٍ من بيانِ

أجنادٌ يا خيرَ جُندٍ في الورى

يأتونَ رجالاً بجرأةِ الطوفانِ

أسودٌ على الخطوبِ لا يسلمنَّهمْ

عدوٌ تجنّى بفتنةِ الشيطانِ

النيلُ يجري بين الروضِ باسماً

مترقرقاً في حُسنهِ دونَ قربانِ

فَرُحتُ أنظمُ في هواكِ قصيدتي

ومهما أجيدُ فلنْ يُجودَ لساني

أأبكي على ماضٍ كنتُ فيه أغردُ! !

ما أصعبَ البكاءَ في شِعرِ كروانِ !

أمْ أُرثي حاضراً ما عادَ يعرفُني


أو يعرفُ شياً عن القرونِ الحِسانِ!

كثيرٌ مَنْ يأتي المديحَ بشِعرهِ

وفي شِعرِ الرثاءِ قدْ برعَ بناني

إذا كانَ المديحُ قدْ دقتْ طبولُهُ

فالرقصُ لنْ يكونَ على جُثماني

قالوا : الدستورُ ليسَ فيهِ مثلبٌ

و النظام السياسي مِن غيرِ بهتانِ

وإذا ماكانَ للتعديلِ مطلبٌ

فربَ مطلبٍ نُقضيهِ بعدَ الأوانِ

لكنَّ للثوارِ اليومَ كلمتهمْ

و التحريرُ يكتب ثورةَ العرفانِ

إنَّ الإمارةَ عندَ اللهِ مكرمةٌ

إذا ما تعثرتْ شاةٌ بأسوانِ

رسرتم في تاريخ مصر صفحةً

نعمْ ..لابدَ للإصلاحِ مِن فيضانِ

فأشرقتْ في غروبِ الشمسِ غايةٌ

زلزلتْ من آنفِ العهودِ كياني

واستنفرتْ القلوبُ بالدمِ مقبلةً

تصوغُ من حضارةِ الأمسِ الأماني

إنّا أَسدينا للعدوِ ضربتهُ

فهوتْ حصونُه النكراءُ في هوانِ

ومعاركُُ البناءِ لا تقلُ ضراوةً

إنّا أتيناها بعزيمةِ الفِتيانِ

إذا كنّا أشعلنا الحربَ ناراً

فسهلٌ أن نمحُ عُبابَ الدخانِ

أجلْ: لسوفَ نعيدُ اليومَ مصرَ

بألفةِ الشعبِ من شيخٍ ورهبانِ

النيلُ يَسري في الأسفارِ محترقاً

من ذا أتاهُ بالرجسِ والأدرانِ

مسافرٌ بين الحقولِ قامَ يدعو

مبيدُ الحشراتِ ليسَ للإنسانِ

والبيداءُ في حناياها ما قحلتْ

إذا ما أثمرتها سواعدُ الخلانِ

تعالوا نعيدُ للمصارفِ زهوتَها

فليسَ النقدُ (للسعدِ) و(الريّانِ)

نبني مصنعاً لا علواً يُطاولُنا

كبناءِ الأهرامِ من سالفِ الزمانِ

رُبَ مصنعٍ يُدرُّ من صنائعهِ

اقتصادٌ يمحو الاقتصادَ الشاني

نهبُ العمرانَ صفواً من ضمائرِنا

إذا ما أردناهُ في رفعةِ البنيانِ

في ازدهارِ العلمِ تنهضُ الأممُ

في ظلامِ الجهلِ كلُ مجدٍ فانِ

من يمتطِ أسبابَ العلمِ يدركْهُ

عسى أن يأتِيَ مثل (زويل) ألفانِ

وكذا نُعيدُ للأمجادِ قمتَها

شمّاءَ كما كانتْ في أبهى ريعانِ

يا أُيـها المصـريُ الذي دانَ لهُ

حصنُ بارليفَ في خضوعِ المستهانِ

عارٌ علينا إذا ما نُعيدُها مصرَ

عارٌ إنْ لم يشملْها بالحبِ ديواني



2012/01/30

( محمد منير ) مجموعة قصصية لوحيد فريد


( محمد منير ) مجموعة قصصية لوحيد فريد
صدر عن ( دار كلمة ) للنشر المجموعة القصصية ( محمد منير ) للكاتب الشاب ( وحيد فريد ) .... و هو الكتاب الثاني بعد إصداره الأول ( البحث عن وحيد فريد ) عن دار بصمات.
نشر للكاتب عدة أعمال أدبية في جريدة أخبار الأدب - المصري اليوم - مجلة حريتي و مجلة نص الدنيا و عدة مقالات في جريدة القاهرة
الكتاب الآن في معرض الكتاب - صالة 2 - دار بصمة

توزيع جوائز الطيب صالح للإبداع في الخامس عشر من فبراير

توزيع جوائز الطيب صالح للإبداع في الخامس عشر من فبراير
(سونا)- كشف الاستاذ عبد الباسط عبد الماجد نائب رئيس مجلس الأمناء جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي عن قابلية الجائزة التي تقدم للمبدعين الشباب المشاركين في الأعمال الأدبية القصة القصيرة والأدب الروائي عن إمكانية توسيع مشاركتها في مختلف دروب الفنون وإمكانية أن يصور شكل التقديم والاحتفال.

جاء ذلك في اللقاء التفاكري الذي نظمه مجلس أمناء جائزة الطيب صالح برعاية شركة زين التي ترعى الاحتفال في الفترة من 15-16 فبراير المقبل بقاعة الصداقة بحضور عديد من الأدباء والمفكرين العرب والأجانب.

تقدم الجائزة في عامها الثاني وتقدر بمبلغ مائتي ألف دولار تقدمها شركة زين للاتصالات إيماناً منها بالدور العظيم الذي حققه أدب الطيب صالح بإدخال اسم السودان ضمن 100 عمل عالمي مميز. وأثرى فن الرؤية تاريخياً.

كما دعي بحضور مجلس الأمناء عبد الله حمدنا الله الإعلاميين إلى كسب فرصة وجود تواجد العديد من أدباء العالم في التظاهرة وإبراز الأعمال السودانية بأشكالها المختلفة وتزويد الأدباء الشباب المشاركين بخبرات أدبية كبيرة.

ومن جانبها أكدت دكتورة عائشة موسى أن جائزة الطيب صالح تعد أرث يجب الحرص عليه بالمشاركة الجادة. موضحة أن هيئة التحكيم من المختصين.

2012/01/29

قصص عن الحرب/ الحسن بنمونة

قصص عن الحرب
الحسن بنمونة
الآن في عصرنا هذا، لا شيء يخفى على أحد، على الكبار والصغار ، والنساء والبنات اللواتي يقضين أغلب أوقاتهن في الدور والمطبخ.
لا شيء يحجبه الظلام .
فالحرب مستعرة .
في مكان ما من العالم ، صورة طفل تمثل صرخة لها ألف معنى ، من قبيل أننا نحن الأطفال نسعى إلى الأمان .
والحرب دائما مستعرة .

رئيس العالم يدخل مكتبه غاضبا ، لأن الحرب مازالت مستعرة . لا تني تحصد الكائنات الحية ، والكائنات الجامدة .
يأتيه مستشاره الحربي ، وهو أيضا غاضب .
_ ماذا يحدث ؟
_ هناك حرب سيدي رئيس العالم . دمار وخراب يشبه لوحة غيرنيكا التي تزين بهو هذه البناية .
_ وما العمل ؟
_ في هذه الحالة لابد من تصريح يحفظ ماء الوجه .

اغبرت السماء هذه الأيام بدخان محركات الطائرات .
إنها الحرب.
التصريح الذي سيحفظ ماء الوجه يقول : أوقفوا هذه الرحى اللعينة . وتغبر السماء من جديد بدخان المحركات .
هناك ، في الأسفل من ينظر إلى السماء عسى أن تمطر . هم عادة الفلاحون الذين لا يمتلكون آبارا في حقولهم .
والأطفال ، في مثل هذه الحالات يكدون لصنع ألعاب المطر : مظلات من جلد الحقائب المرمية في القمامة ، وأدلية لحفظ الماء لتصبين الثياب المتسخة .
ألعاب أطفال لا تضر أحدا . ولكن السماء لا تنذر بالمطر ، ومع هذا فقد آثروا الانتظار.
ما أعظم انتظارهم !

في أيام الحرب نرى الدماء والأشلاء والأجساد التي تتلوى ألما .
في أيام الحرب لا نرى إلا الحزن .
خرجت الطفلة التي لا يتعدى سنها العاشرة من منزلها لتشتري بعض حاجيات الصباح ، خبز ومربى المشمش وخمس قطع جبن وعلكة تلهو بها بعد الانتهاء من الفطور . وقفت على باب الدكان ، ولم تلمح أي أثر لصاحبه . إنه في الداخل ، خلف الحاجز يرتب العلب أو ينظفها من الغبار . دنت أكثر من هذا الحاجز ولكنها لم تبصره . أين ذهب ؟ أو يترك صاحب الدكان دكانه خاليا فيسرق ؟ صاحت : سيدي ، أين أنت سيدي . أريد شراء هذه الحاجيات . وذكرتها له بالاسم ( خبز ومربى المشمش وجبن وعلكة ) .
جاءها الصوت أخيرا ، واهنا ، متثاقلا من مكان ما في الدكان : أنا يا طفلتي تعبت من البيع والشراء . أنا حزين جدا . في أيام الحرب لا أبيع غير الحزن . ألا تدرين يا ابنتي أننا لا نبيع غير الحزن في أيام الحرب ؟
وتركت الدكان وصاحبه يحدوها أمل في أن تعرف معنى الحزن الذي حل فجأة دون سابق إنذار .

في أيام الحرب تتلون السماء بكدر غيوم كاذبة . هي سوداء ولكنها كاذبة . لا تسقط أمطارا .

رؤساء الدول الكبرى والصغرى يتبادلون الزيارات .
سلام وعناق وكلام في السياسة والحرب والاقتصاد الذي يتهاوى من شجرة لم تعد مثمرة .
_ لنوقف الحرب .
_ فكيف نوقفها ؟
_ بالإرادة .

في ما مضى أرادت الإرادة أن تبين عن مقدرتها على مواجهة صروف الدهر في أحلك الظروف .
خرجت من بيت زوجها الصبر غاضبة ، لأنه لم يعد قادرا على إعالة أولاده . يخلد إلى النوم أياما ، بل أسابيع . أولاده يصرخون ويتألمون ثم يأخذهم النوم إلى ملكوته . وإذا استفاق ورآهم نياما علت محياه ابتسامة النصر لأنهم صابرون .
خرجت غاضبة ، متخلية عن الأطفال وهم نيام .
اعتلت ربوة ، وأطالت النظر في السماء والأرض المنبسطة ، الخضراء . كيف يموت أطفالي جوعا والأرض خصبة تعطي ثمارها لمن يعمل ؟
لقطت بعض الثمار من تحت الأشجار . إنها كثيرة تكفيها وأبناءها مدة طويلة .
جاءت بأطفالها . هالتهم الخضرة المزروعة حتى الأفق . هيا ، هيا إلى العمل . فلنبدأ بهذه القطعة من الأرض . نحولها حقلا نابتا . نأتي بالبذور من بائع البذور . يمهلنا أشهرا معدودات حتى يبزغ النبات . نبيع المحصول فنرد إليه دينه، وما ربحنا نوفره لوقت الحاجة .
جاءها الصبر صاغرا ذليلا .
_ سامحيني أيتها الإرادة . ها قد قمت من النوم لعلي أجد لديكم ملاذا .
_ اغرب عن وجهي ، أيها الصبر الذي أورثنا العجز .
وذهب الصبر يضرب في الأرض لا يلوي على شيء .

في أيام الحرب تلغى المواعيد العائلية ،وإن كانت مهمة .وجلسات الصداقة والتعارف التي تخصص عادة لتبادل المكتسبات المعرفية ..هيه..هيه..
إنها أيام الجد والعمل .
في المصنع يشتغل ثلاثة آلاف عامل .
يمتلكون أرصدة بنكية ، ومنازل فخمة ، وسيارات فارهة ، وحبوب المهدئات ..هيه ..هيه..
فالأعصاب متوترة دوما لأن ظروف العمل مرهقة . صنع هذه الماسورات والبنادق والمدافع والرشاشات يصيب الرأس بالدوار .
أما أطباء النفس ، الذين سبروا أغوار النفس ، فلا ينون ينصحوا هؤلاء العمال المساكين بالخلود إلى الراحة والاستجمام ، أو البحث عن عمل آخر .

في الفضاء ، مالكو المصانع الحربية وهم يناقشون أحوالهم المهنية يتبرمون مما يكتب عنهم في الصحف والمجلات . هؤلاء مأجورون ، يبيعون أقلامهم لمن يدفع أكثر .
يصرخ أحدهم : إذا توقفت الآلات عن العمل أصابت الصدأ ، وإذا صدئت لزمتها قطع غيار . هذا مكلف جدا جدا أيها السادة . لا دخل لنا في السياسة . نحن صانعو أسلحة لا سياسة .

أيام الحرب لا تنقطع .
ففي كل يوم حرب .
اشترى الطفل مسدسا مصنوعا من البلاستيك .
رمى ذبابة برصاصة من الفلين .
المحارب اندس خلف أجمة يتربص بعدوه. و عدوه يتربص بعدوه . انطلقت الرصاصة المحشوة بالبارود باتجاه الجسد الغض اليانع الذي لم يتجاوز العشرين ، فأردته قتيلا .
تلك الذبابة آلمتها الضربة ، ولكنها واصلت الطيران . لقد نجت ، فهنيئا لها .
دخل الأب مبتهجا . أخرج من جيبه قارورة سوداء اللون ، ونفث سمها في فضاء المطبخ .
في الصباح ، كان بلاط المطبخ مليئا بالذباب والصراصير .
قال الأب : إنها حشرات مضرة ، ولهذا وجب قتلها .

في التلفزيون يتحدث مالك مصنع مبيدات الحشرات إلى جمع من الناس جيء بهم لتمثيل كومبارس ربات بيوت وأرباب بيوت : أيها السادة ، إن مبيداتنا تستطيع قتل ثور بله ذبابة أو حشرة تسعى إلى نشر أمراض وعاهات .
ويتحدث جنرال متقاعد : إن قتل العاهات لايحتاج إلى مبيدات الحشرات . فلنجرب استعمال مراهم المدافع النفاثة .

حتى رئيس العالم خاطب سكان العالم قائلا : إن مايجري هو أسلوب لقتل زهور الحقول ، وبسمة الأطفال ، وابتسامات الرضع المقبلين على الحياة . لا نتعارك بالأسلحة الفتاكة . دعوا الأفواه تتكلم ، دعوا السماء تمطر ماء نغسل به وجوهنا من العار .
قالت له زوجه لما عاد إليها منهكا : كان كلامك شبيها بقصائد الهايكو . كلام قصير ، رومانسي ، حالم ، ولكنه لن يفهم في زمن الحرب .
_ سيفهم في زمن السلم .
_ السلم ؟ هذا كلام قرون مضت .

في يوم ما سيلتقي صانعو المبيدات في منتجع صيفي .
لا شيء ينغص صفوهم ، فالحروب مستعرة في كل مكان .
الشمس حارة ، متلظية لا تني ترسل نارها إلى البشرية . وماء البحر مرغب في السباحة ، ولكن لا رغبة تراود هؤلاء في نثر الماء على أجسادهم .كان منظر الأطفال وهم يتراشقون بالنثار ويغرقون أبدانهم في الأعماق ثم ينتفضون إلى الهواء تكاد أنفاسهم تحتبس ، مثيرا للغاية .
قال صانع مبيدات حشرات :
_ من إنجازاتنا أننا صنعنا مبيدا يقتل الحشرات ولا يضر بالأطفال .
وقال صانع مبيدات الإنسان :
_ من إنجازاتنا أننا صنعنا مبيدا يقتل الإنسان ولا يضر بالحشرات .

والبنت الصغيرة التي أرادت أن تعرف ما الحزن لم يعد يخفى عنها شيء. ففي أيام الحرب لا أحد يحجب عنا الأحزان.

الجيزاوي يُشارك بملتقي الشعر بالشارقة

الجيزاوي يُشارك بملتقي الشعر بالشارقة
يُشارك الكاتب خليل الجيزاوي بملتقي الشعر بالشارقة خلال الفترة من 4 فبراير ـ 12 فبراير 2012 بفعاليات الحلقة النقاشية والجلسات النقدية لوقائع وفعاليات بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة ـ الإمارات العربية المتحدة.

وسيقوم بزيارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ونادي القصة بالإمارات العربية المتحدة.

موعد معها (مجموعة قصصية) للكاتبة إكرام حسن العمري

موعد معها (مجموعة قصصية) للكاتبة إكرام حسن العمري
المجموعة القصصية الأولى للكاتبة السعودية إكرام حسن العمري تصدر قريبا بالمواكبة مع(معرض الرياض الدولي للكتاب)..المجموعة ستتوفر بالمعرض وبعض مكتبات المنطقة الغربية .
(موعد معها ) مجموعة تحتوي على قصص:
... 1- موعدٌ معَها
2- نصفُ ملامح
3- فلسفة ريال
4- حساء الغربة
5- مجهول
6- مريول مراهقة
7- على أعتاب ظلم
8- معزوفة الأحلام
9- سأرسم أمي
10- آن لشمسي أن تشرق

الشاعر الفلسطيني أحمد الريماوي يشارك أسيوط ذكرى ثورة يناير

الشاعر الفلسطيني أحمد الريماوي يشارك أسيوط ذكرى ثورة يناير
ينظم نادي أدب أسيوط أحتفالية لتكريم الشاعر الدكتور الكبير أحمد يوسف الريماوي رئيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بالسعودية مساء اليوم بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين بالوليدية بأسيوط يأتي ذلك علي أثر مشاركته الفاعلة في أحياء ذكري ثورة يناير بالمحافظة والتي ألقي فيها الشاعر أحمد يوسف قصائد رائعة توضح دور الربيع العربي في تغيير تاريخ المنطقة وخطورة الثورة المصرية ومستقبلها على القضية الفلسطينية.

الدكتور أحمد يوسف الريماوي شاعر وباحث سياسي شهير صدر له عشرات الأعمال المطبوعة في الشعر والدراسات النقدية وأكثر من 37 بحث سياسي متميز فضلاً عن كونه عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو اتحاد المؤرخين العرب وعضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب وعضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ورئيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطيينين بالسعودية.

أوضح الشاعر محمد جابر سكرتير نادي أدب أسيوط أن الدكتور أحمد يوسف كان حريص على تلبية دعوته للمشاركة في إحياء ذكري الثورة بأسيوط وقطع آلاف المسافات إيماناً منه بضرورة التفاعل العربي لمصير أمتنا المتحد إيماناً منه بذلك وهو ما يجعل لقصائده الشعرية بريقها الدافئ المنطلق من مشاعره الصادقة تجاه أخوانه وأشقائه المصريين.

جائزة الأندلسية للقوات المسلحة في التصوير للفنان محمد حامد بأسيوط

جائزة الأندلسية للقوات المسلحة في التصوير للفنان محمد حامد بأسيوط
استطاع المصور محمد حامد مسئول التوثيق بمركز أحمد بهاء الدين الثقافي بأسيوط الحصول على المركز الأول على مستوي الجمهورية في ملتقي الأندلسية التي تقيمه الشئون المعنوية للقوات المسلحة لتكريم أسر شهداء ومصابي 25 يناير.

كان الفنان محمد حامد قد شارك بمجموعة صور فوتوغرافية خاصة بأحداث ثورة يناير قام بالتقاطها خلال مشاركته بميدان التحرير وعبر المليونيات المختلفة حازت إعجاب لجنة من كبار أساتذة الفنون التشكيلية بالجامعات المصرية ليتم اختيارها بالمركز الأول على مستوي الجمهورية ضمن مشاركات عديدة لمصورين محترفين من مختلف أنحاء الجمهورية.

من الجدير بالذكر أن محمد حامد في العشرينيات من العمر ويعشق فن التصوير السينمائي والفوتوغرافي وحصد في ذلك العديد من الجوائز كما شارك في مختلف ورش العمل الفنية في هذه المجالات مما أسفر عن تجاربه الأخيرة في المشاركة في إنتاج بعض الأفلام التسجيلية والروائية التاريخية والاجتماعية الهامة.

المسابقة الدولية لنصوص مسرح المونودراما في نسختها الثالثة

الإعلان عن النسخة الثالثة لمسابقة نصوص المونودراما
ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، والذي يقام حاليا على مسارح دبا بإمارة الفجيرة تم الإعلان مساء الثلاثاء 24 يناير 2012 عن إقامة الدورة الثالثة لمسابقة النصوص العربية في المونودراما بحضور سعادة محمد سعيد الضنحاني رئيس المهرجان، والمهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان، وأعضاء لجنة التحكيم للدورة الثانية وهم: عبدالعزيز السريع من الكويت، أسعد فضة من سوريا، عبد الكريم برشيد من المغرب، مع اعتذار يسري الجندي من مصر عن عدم تمكنه من الحضور.
واعلن السريع عن فتح باب القبول للنصوص العربية المتسابقة ابتداء من الأول من فبراير المقبل وستظل الإمكانية مفتوحة للراغبين حتى نهاية العام 2012، شاكرا هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على فكرتها في هذه المسابقة ودعمها لها مشيرا إلى أن الجائزة الأولى ستكون 15 ألف دولار، والجائزة الثانية 12 ألف دولار ، والجائزة الثالثة 8 آلاف دولار، فيما أكد أسعد فضة على أهمية المونودراما كفن جديد بدأ يجد له حضورا عربيا كبيرا بسبب مهرجان الفجيرة الدولي للمونودرما، وأنه من الملاحظ وجود تقدم في نوعية الكتابة اذ بدأت تتجه إلى المسرح الذهني بعد أن كانت غارقة في الأجواء القاتمة سابقا.
وستكون الأعمال الثلاثة الفائزة ملكا لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، فيما سيتم منح 500 دولار للنصوص السبعة الفائزة الأخرى والتي يستطيع كاتبها أن يتصرف بها، وقال أعضاء اللجنة ايضا في نقاشهم المفتوح مع الحضور إنهم عملوا في جو من الحرية ودون أي تدخل وإملاء من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وأن الاحتكام إلى النص القوي، والمكتمل الشروط للكتابة في مجال المونودراما هو الذي قادهم لاختيار الفائزين دون معرفة لأسمائهم وأسماء دولهم حتى لا يكون هناك أي نوع من التأثير عليهم.
من جهته أشار عبد الكريم برشيد إلى أن النصوص الفائزة ذاكرة عربية يمكن المراهنة عليها، وأن الشباب كان لهم دور كبير فيها، بل كسبت الكتاب المسرحية العربية العديد من الأدباء في الحقول الاخرى مثل الشعراء والروائيين وغيرهم
وكان الضنحاني والأفخم قد تقدما بالشكر إلى أعضاء اللجنة على جهودهم في العمل على مدار الأشهر الماضية واعدين بالمضي قدما في هذه المسابقة بنسختها العربية للسنوات المقبلة،وتقديم كل الدعم لها من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام التي يقودها سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي. 


فن الكاريكاتير بملتقى الكتاب بأكتوبر


فن الكاريكاتير بملتقى الكتاب بأكتوبر
يعقد ملتقي الكتاب الرابع عشر بنادي مدينة السادس من أكتوبر الرياضي بالحى السابع بالمدينة، في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعه الموافق 3-2-2012 بالمبني الاجتماعي الرئيس بالنادي - الدور الثاني - قاعة الأغراض المتعددة، والملتقي مخصص لعرض كتاب (فن الكاريكاتير) للكاتبة/ شوقية هجرس، تعرضه الفنانة التشكيلية الأستاذة/ فاطمة إبراهيم.
ومن الجدير بالذكر أن ملتقي الكتاب قائم علي مناقشة كتب متاحة بمكتبة النادى، أو بتفضل السادة الكتاب بإهداء المكتبة نسخا من كتبهم في أي مجال من مجالات المعرفة، والمعده خصيصا للمثقف العام، ، وإهداء أخرى لرواد الملتقي، سواء قاموا بعروض كتبهم أو يناقشهم أحد المتخصصين في موضوع الكتاب، ونحدد للكتاب موعدا لمناقشته وعرضه بترتيب الورود إلينا مع مراعاة التنوع خلال الشهر الواحد، وشرطا ألا يكون مثيرا للخلاف أي ممثلا لفئة أو اتجاه معين لرغبتنا في رأب الصدع وأداء رسالة الملتقي وهي رسالة ثقافية لعصر جديد، يجرى انعقاد صالون الملتقي في الثلاث جمعات الأولى من كل شهر ميلادى.
يدير الملتقي منسقه: خالد جوده أحمد.
يسعدنا تشريفكم

2012/01/28

بـــائـع الـدهشـــة / لبنى ياسين

بـــائـع الـدهشـــة
لبنى ياسين
منذ الأزل وهو يدور بثوبه المرقع وسبحته السوداء في نفس الدروب والأزقة يرسم خطى أوجاعه فوق جبين الأرض، تتخلل بياض لحيته آثار لخيبات حملت وزرها نظرة تشي بحزن خفي وحنان لا ينقطع، وتلمح على جبينه المتغضن بقايا صور لماضٍ سحيق، أما ابتسامته التي ترسم خطوطاً عميقة حول شفتيه وعينيه، فهي تشي بطيبة نادرة تتعشق قلباً نابضاً بالحب، كان يحمل على كتفه حقيبة جلدية بالية أبى إلا أن يظل وفياً لسنوات لم تفارقه فيها، يخفي في أحشائها بضع قضمات من الخبز، وزجاجة ماء، وبعض ما يقدم إليه من طعام، في جعبته الكثير من الحكايا والقصص، يتجمع الأطفال حوله، فيسقيهم من حكاياته التي لا تنتهي .. لم يكن ما يحمله مجرد حكايا، بل كانت قصصاً من تاريخ تعاقبت انتصاراته وهزائمه على أرض سمراء تدعى بغداد، وأخباراً عن امرأة جميلة طمع بها الكثيرون، وقامت من أجلها الحروب، وصارت الدماء أنهاراً لخاطر عينيها، القليل من استطاع الهروب من سطوة جمالها، كان يحكي لهم عن هارون الرشيد وفتوحاته، عن أولاده الأمين والمأمون، وعن الحجاج الذي روى أرض بغداد بالدم، عن الغزو المغولي، وعن المكتبات التي أغرقها الغازي هولاكو فغيرت الكتب الغارقة لون النهر حتى صار حبراً، كان ينثر الدهشة والفرح مع كل كلمة من كلماته وكل أغنية من أغانيه، وكان الأطفال ينصتون إليه باهتمام، يأخذون دروس التاريخ من شيخ هرم، لم يدخل المدرسة يوماً ولا مر بالقرب من جامعة، ورغم ذلك، وحده كان بإمكانه أن يأخذ الأطفال في جولة يدخلون بها غرفاً سرية ملونة على تخوم قصور مسحورة، ويلعبون مع طفل اسمه الأمين، ويخاصمون أخاه المأمون من أجل لعبة، كان هذا العجوز يحمل كتب التاريخ في قلبه، ويخفي تفاصيلها في مآقيه.

لم يكن هناك باب بيت من بيوت الحارات البغدادية يغلق أمام العم حامد، فمحمد وعمر وحسين وعلي وشيركو كلهم أصدقاؤه، وما أن يلمحوه من بعيد حتى ينادوا أولادهم ليتحلق الجميع حوله، رجالاً وأطفالاً، فيبدأ برواية إحدى قصصه الرائعة، وتنهال أطباق الطعام والحلوى والفواكه التي تجهزها الأمهات على هذا العجوز حتى يمد أمامه مائدة زاخرة يدعو الجميع إليها، لم يتمكن أحد منهم من الاعتذار عن وليمته الصغيرة ولو لمرة واحدة، فهذه المائدة كما كان يقول "خبز وملح" يجمع الحضور في علاقة نادرة لا يمكن أن تنفصم.

لم يكن العم حامد متسولاً، ولم يرضَ لمرة واحدة في عمره أن يأخذ مالاً لقاء قصصه وحكاياته، لكنه كان يحب تلك الدوائر التي تكبر وتتسع حوله كلما وصل إلى أحد الأحياء، وما كان ليفوت تلك الأطباق البغدادية الساخنة التي تأتيه بمجرد وصوله، خصوصا عندما تفوح رائحة "الدولمة" اللذيذة-طبقه المفضل- الذي لم يعد لديه من يطبخه له بعد وفاة زوجه، ورحيل ولده الوحيد هرباً من جحيم اسمه الوطن كما قال.

تغيرت الشوارع وامحت معالمها، وتغربت الملامح فما عاد الكثير منها مألوفاً، وضاعت السمرة العراقية وأخذت مكانها وجوه دون لون ولا ملامح، لا تحمل إلا الموت والدمار ملامح تزرع الأرض رعباً، وغاب معظم الذين يعرفهم ويعرفونه إما تحت التراب أو خلف الجبال البعيدة، وحده ظل يدور في نفس الأماكن لا تثنيه طلقة طائشة ولا طائرة تنقش السماء بدخانها، لكن عمره زاد ألف سنة عما كان عليه، ولم يعد هناك من يتحلق حوله ليسمع، فصار يقص حكاياه على نفسه ، ويصرخ بين الحين والآخر وهو يوزع غضب نظراته على وجوه لا يعرفها : " هذه أرضنا لن تخرجوني منها مهما فعلتم " .

في أحد الصباحات المعتمة استيقظ العم حامد بعد ليلة كئيبة قضاها متوجعاً، حمل حقيبته على كتفه وسبحته بين أصابعه، ومضى لا يلوي على شيء .. مر بالطرق المهجورة، وتعثر بجثة يعرف صاحبها، إلا أن ضعفه لم يساعده على جر الجثة، ولم يجد حوله ملامح مألوفة ليطلب من صاحبها العون على إكرام ميت في وطنه، فتركها ومضى وقد تآكل شيء في قلبه وانشطرت شرايينه وجعاً، خطر في باله أنه لم يبق في المدينة المنكوبة من يعرفه، إلا انه كذب نفسه، وأصر أنهم ما زالوا هنا، ومضى يبحث في الوجوه، يحدق بالملامح ويعدُّ أصحابها على أصابع كفيه، أرعبته الفكرة، هل حقاً غادروا إلى غير رجعة؟ هل يعقل أن يتركوا النخيل والأرض والمنازل وقصص هارون الرشيد والأمين والمأمون وحتى الحجاج لمن لا يعرفون عن هذه الأرض شيئاً، لا يفهمون لغتها، ولا يدركون أي أرض هذه وكيف عليهم أن يتعاملوا معها ؟!

تابع سيره إلى ذلك الحي العريق، حي أثريٌّ ما زالت أحجاره القديمة منذ أزمنة كما هي، تحمل على جنبات حجارتها السوداء المرصوفة بعرق الأزمنة الغابرة آثار خطى من مضوا، وصدى أصواتهم وبعض حكايا خيباتهم وأفراحهم، وعندما وصل إليه تعثر بماسورة سوداء توجهت إلى صدره عند بداية الحي، وجندي يرطن بلغة غير مفهومة يشير إليه أن يتوقف، نظر العم حامد إليه، فحدجه الآخر بنظرة غاضبة، في نفس اللحظة التي وقع فيها نظر العم حامد على نجمة سداسية معلقة بسلسلة ذهبية على صدر الجندي، وأدرك أن ما سمعه لم يكن مجرد إشاعة، وأن الحي بكامله قد استولى عليه اليهود فعلاً، واستقروا فيه، ولم يتمالك نفسه وهو يرى ذلك الحي الأثري العريق وقد أصبح يسمى الحي اليهودي كما قال له أحد معارفه منذ أيام .

أشار الجندي إليه أن يعود من حيث أتى، إلا أن العم حامد أعاد إليه الإشارة ذاتها، ولسان حاله يقول:"عد أنت من حيث أتيت، هذا المكان لي"، ومشى بخطواته المنهكة الوئيدة باتجاه الحي الذي يعرفه جيداً حتى ولو تغير ساكنوه، لقم الجندي بندقيته وهو يصرخ بعربية مكسرة :"قف هنا"، إلا أن العم حامد لم يأبه لوجود الجندي، فهو لا يعتبره موجوداً على أي حال، صرخ مرة أخرى بعربيته المكسرة:"قف وإلا قتلتك"، إلا أن العم حامد لم يعد يسمعه في هذه اللحظة، بل صار يسمع صوت العربات القديمة التي كانت تخترق الطريق، ورأى الحوانيت وقد فتحت أبوابها، ورأى أصحابها يرتدون الزي القديم، رأى حي الوراقين وقد تزين بالكتب، وفوجئ بهارون الرشيد وهو يشير إليه أن يتقدم أكثر، فتقدم منه بخطى فقدت للتو شيخوختها عند منعطف غير مرئي لذاكرة تحتفي بالانتماء، كان يحمل في يده كتاباً عن تاريخ بغداد، كانت المرة الأولى التي يشعر بها العجوز بالدهشة، هو الذي كان يبيع الدهشة بابتسامة، اقترب العم حامد من الخليفة، فمد الأخير يده إليه، تعثر العم حامد ووقع على الأرض، لكن حجارة الرصيف المرصوفة تلقفته بشوق الأم وحنانها وعانقت ركبتيه دون أن يشعر بقسوة الحجر عندما ترتمي فوقه أجساد تشعر بالوجع، وعندما نظر مستغربا إلى الحجارة رآها وقد اصطبغت باللون الأحمر على مد نظره، لم يعد هناك حجر أسود واحد على طول الطريق، شعر أيضا بالبلل، واتسعت حوله بركة حمراء حتى أغرقت الحي، وارتفعت حتى غدت طوفانا، وصبغت الجدران القديمة والأبواب الخشبية، وتركت علامة بالدم على باب كل يهودي في الحي القديم، كان الجندي ينظر إلى العجوز وهو يتخبط في دمه، لكنه لم يستطع أن يرى الخليفة وهو يرفعه ويضمه إليه ويدور به في شوارع بغداد ويخبره عن فتوحات قادمة.


تصوير الفنان الضوئي الكويتي عبدالله القحطاني

فى ختام فعاليات المنتدى الثقافي الأول أمانة حزب الوسط تكرم المبدعين فى ساحة معبد الأقصر

فى ختام فعاليات المنتدى الثقافي الأول
أمانة حزب الوسط تكرم المبدعين فى ساحة معبد الأقصر

فى احتفالية رائعة بساحة معبد الأقصر قامت أمانة حزب الوسط بالمحافظة بتكريم اسم الدكتور الراحل عبد الحميد إبراهيم عميد الوسطية العربية ومؤسس نظرية التأصيل فى القصة القصيرة , وقام عددا من أعضاء كتاب مصر بالمشاركة فى التكريم .

كما قامت الأمانة بتكريم الأديب ادهم العبودى الفائز بجائزة إحسان عبد القدوس فى القصة القصيرة والشاعر عبد المنعم عبد العظيم رئيس جمعية رواد الثقافة والباحث منتصر أبو الحجاج أول رئيس لمركز .

كما تم توزيع جوائز المسابقة الثقافية التى نظمتها الأمانة على هامش المنتدى وفاز بها الشاعر كرم طنيوس والشاعر محمود مرعى والشاعر يحيى بحر.

وشارك شعراء الأقصر وقنا فى إحياء الأمسية الشعرية التى قدمها محمد جاد المولى عضو اتحاد كتاب مصر وشارك فيها الشاعر حسين القباحى ومأمون الحجاجى والنوبى عبد الراضى وخالد حلمى ومحمد كامل والدكتور نوبى ابو زيد .

وفى كلمته أكد الدكتور سعدي عبد القادر المنسق العام للحزب بالأقصر على أهمية مثل هذه الفعاليات مؤكدا ان الوسط سيسعى خلال الفترة القادمة لإقامة الكثير من النشاطات والمؤتمرات والمعارض وندوات التوعية إيمانا منه بضرورة مشاركة الأحزاب فى المرحلة الهامة والخطيرة فى تاريخ مصر .

وقامت فرقة السامرى الصالح للمكفوفين بتقديم عرضا غنائيا حاز اعجاب الجمهور,وفى نهاية الاحتفال قام الحضور بافتتاح معرض الكتاب الذى تنظمه أمانة الحزب بساحة معبد الأقصر والذى يضم عدد كبير من الكتب الفرعونية والأدبية .

وضج نجم نهاري/إليك بغداد، عايدة الربيعي

رسالة رد إلى بغداد:
لا، لم انس ياراضي المترفي.
عايدة الربيعي

كيف أنسى!
فرسالتك ارجأت غيابي وضج بها نجم نهاري
ومازلت سيدي أخاف عليها من اللصوص – مدينتي الحلوة - بجوادها وفائقها والشبلي ومسرح الستين كرسي، على شارع السعدون والكاظمية و الأعظمية الحلوة. وساحة التحرير.. أحملها جرحا كيف أنسى، ضفائري التي قصصتها أبان الغزو حزنا،
كيف أنسى! وقد ضج النجم في نهاري
لا، لم أنس عطر أريج مساءها والمسكوف، وأبو نواس
وموتها..
كيف أنسى، ذكرى وطن اشتاق إليه كلما أغمضت عيني؟
الم تقرأ " لم اشتاق إلى وطني مثل البارحة" ؟
وإلى رجل خاص جداً؟
ألم تقرأ بويب، واسري بي إلى ذكراك؟
كيف أنسى، وكلما نصبوا الفخاخ لفرحه يحيلنا الوقت إلى هواتف ترن :
"لا لن نموت" لأتذكر.
لم اشتاق إليه مثل بارحة فضائه الذي تمتم بالارتياب في تفجيراته الألف.
الهي.. أغواهم خير العراق، فهووا، وعراقي صرط مستقيم .
كيف أنسى!
ارتياب وجه دجلة ساعة مخاض القمصان الآفلة ؟ حينها ياراضي.. رحت أحول بصري في أرجاء المكان، أنادي بصوت عال:
هل من احد هنا اعرفه؟
يجيئني الصوت : نعم.
انتحب،
اقترب من الخطوة
ثم خطوة أخرى
اقترب مني، من قلب يسارع بدقاته إلى معاطف البئر
أغمض عيني كي لا أرى
ماذا أرى؟
ترن الهواتف بيننا،
بغداد وأنا
يجيئني:
اخرجي من المرأب فالصوت غير واضح.
اخرج،
أتوقف برهة باتجاه الوطن،
أخطو ثانية نحوي في اتجاه الوطن،
نحوي،
باتجاهه.
أراه يتمتم بكلام لا افهمه من شدة الضجيج؛ فللموتى صراخ مسموع يا راضي قرب البئر.
أعود إدراجي إلى المرأب، أرد على الهاتف. امكث في سؤالي لحظة واحدة لأعرف ما حصل، يزداد العواء.
ازدحمُ، بسرعة اصطدم بالأجوبة والسيارات المتفجرة
: من هناك، قرب البدو .. صاح بي الفضاء
وأنا أتفجر بالبكاء
أدنو منها- بغدادي- التي انساق خلف زمنها بمحبة، بمشقة صبر،.يلفها ألف ذئب مؤتلف، بل أكثر.. فبقية الذئاب تنتظر دورها
كيف أنسى!
منذ بدأ القطيع يصطاد وأنا انساق أكثر
مذ أن صرنا طريدة للعواء وأنا انساق أكثر
منذ وجدت الذئاب رفقة في سرقتنا
منذ أسسوا قطيعا جائعا و بدؤها كالجراء حتى ازدادوا هم ...ونحن ازددنا وعيا، انساق أكثر
منذ ابتلعوا العراق يا راضي المترفي
انساق أكثر
أتذكر؛
ولأنه كبير- العراق- لا يأكلوه مرة واحدة
ينهشوه مريضا قطعة قطعة أو سليما
فخخوه من الوريد إلى الموت غصا
ينزف، ينزف حتى هوى
مبللا بالدماء
تخور قوى دجلاه في قبضة الضفة الأخرى

انساق أكثر

منذ شهادة عثمان وموت الجسر حين طافت الأرض بطفلها
منذ وقع الصبح لافظا أنفاسه
منذ لاذ الخوف في بيوت التنك
منذ مرض العراق ليكون أسهل أكلا.
انساق أكثر.
انساق والذئاب في طبق حساءنا تنمو
في ارضي تتكاثر
حتى نحل عراقي وازدادوا اقتتالا عليه؛
مازلت ياراضي..انساق جرحا
مازلت بنت العراق، احمل واجبي وان شطت بي الدروب لمدن الغربة القصية
لا ..
لم انس بغداد ، كيف أنسى
اقسم عليك أن تسأل
حبري
فرشاتي
دروبي الضيقة
أبوابي القريبة
قتلي المؤقت
قلقي المستيقظ. اسأل بلله عليك
ليجيبك العراق،
كيف احمله جرحا وأملا .

عايدة . القاهرة 2012.