الصفحات

2012/02/21

صدور مسرحية "فصول السنة المصرية" لأحمد سراج


صدور مسرحية "فصول السنة المصرية" لأحمد سراج
القاهرة
في مائة وأربع وعشرين صفحة من القطع المتوسط صدرت- عن الهيئة العامة لقصور الثقافة - مسرحية فصول السنة المصرية (الجسد والنبوءة)، للشاعر والمسرحي المصري أحمد سراج، وفيما يرى الناقاد الأكاديمي المعروف الدكتور محمد فكري الجزار في دراسته للنص: " تأتي مسرحيتا أحمد سراج في سياق واحد متصل، وقد أحسن إذ نشرهما معًا، فقبل الثورة بعام كامل (يناير 2010) كتب سراج نص "القلعة والعصفور"، وبعد الثورة (2011) قدم نص "فصول السنة المصرية"، ومن الواضح من عنواني النصين، أن أحدهما رمزي، بينما يشير الآخر إلى الطبيعي: (فصول السنة) مخصصا بمصر: (المصرية). هذا التفاوت بين الرمزي والطبيعي يفسر التفاوت الزمني "ق. ث": (قبل الثورة) و"ب. ث" (بعدها)، وما يجب لأي منهما من رؤية للواقع مختلفة عن الآخر تخالف ولا بد بين الرؤى الفنية التي تقف خلف بناء كل منهما".
وتدور أحداث المسرحية الأولى التي جاءت بالعامية المصرية على خلاف أعمال الكاتب السابقة، حول أربعة شخوص يمثلون أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة طالب بنهائي كلية الهندسة وناشط سياسي: "فارس" وأخته "أمل" المدرسة المخطوبة المدرس ويكتب الشعر: " وأب وأم. من داخل منزل الأسرة، وثلاثة نشطاء سياسيين آخرين جميعهم طلاب جامعيون: "هند وهادية وسامر" وشابان من شباب الميدان: "سيف وعادل" وضابط أمن دولة شاب: "كامل الليثي"، ثم شخصيات متعددة منهم الثوار والأطباء وإمام الميدان ورجال أمن..
بينما تتناول المسرحية الثانية التي كتبت في يناير 2010م– بحسب دارسة الجزار – النبوءة بثورة افتراضية "ولأن النص عن ثورة افتراضية، أو انقلاب داخل القصر، فالمسرحية تعتمد على بنية التحول الانقلابي في مواقف الجميع، اللهم إلا الغريب الذي لا ينتمي إلى المملكة "شيخ التجار" أو بائع الأوهام، ويمكن أن نضيف له "الملك" الذي يحضر في البداية ويغيب في النهاية بلا أدنى أثر على نمو النص ولا أدنى أثر على تحقق فكرته/رؤيته. والتحول الانقلابي في المسرحية يأتي عبر تكرار اللغة الطقسية لاجتماع مجلس الحرب مرتين، المرة الأولى في البداية، والأخرى قرب النهاية وبينهما. وهذا تكرار لافت بالتزام اللغة نفسها في المرتين (وكأن المؤلف يشير إلى هدم الوهم/النظام دون المساس بالمملكة/الدولة). كان الأول لتعرية الوهم عبر "رجل الحقيقة"، وكان الآخر لاكتشاف الطريق عبر الجميع، الجميع بما فيهم الشعب".
وفي نهاية الدراسة التي صحبت العمل يقرر الجزار أن: " المسرحيتان نصان مفتوحان على المحتمل، وإذا كانت الأولى "القلعة والعصفور" قد انفتحت على الأخرى كتحقق لها، فهذه الأخرى – وهي تنتهي بجثامين الشهداء ملفوفة بعلم البلاد ومصحوبة بصوت الشعر – لم تحدد نهاية النص، بل فتحته على كل الاحتمالات، الأمر الذي يجعل النصين معًا صالحين لقراءة واقع الثورة المصرية وانفتاحها على كل الاحتمالات.. إنها صدقية وعي الأديب، والمدهش الذي يؤكد على صدقية وعي الأديب، أن ما تلا إسقاط الفرعون يحاول – الآن – استعادة القلعة وإخراج الشعب مرة أخرى، واختطاف الفتاة مرة أخرى، وإعادة التاج بنفس الشروط القديمة، والأدهى برعاية "شيخ التجار"، فما يحدث في واقعنا المصري الآن هو – تحديدًا – ما وصفه المؤلف في مسرحية "القلعة والعصفور" قبل الانقلاب. وما تزال شخصيات مسرحية "الجسد والنبوءة" في ميدان التحرير يرددون شعرها وأغانيها مطالبين بتحرير العصفور..
الجدير بالذكر أن الشاعر والمسرحي المصري من مواليد 1975 وله مسرحيتان صادرتان قبلاً، وديوان شعري يحمل عنوان الحكم للميدان، كما أن له عددًا من الدراسات المنشورة أبرزها التي تناولت علاقة السلطة المصرية بقنوات الإعلام الاجتماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق