الصفحات

2012/02/29

القدس بين الأشعار والأحجار / د. محمد محمود محمدين

القدس بين الأشعار والأحجار
أ.د / محمد محمود محمدين 

جدران اليأس تحيط بنا
والصمت عنيد الإصرارِ
وشموس الأمس قد احتجبت
قد طال غياب الأنوارِ
والظلمة باتت غاشية
والضوء بعيد الأغوارِ
وسؤال أفلت من صمت
ينتظر ردود الأبرارِ
هل نترك قبلتنا الأولى
سَبياً لعدو غدار !
أو يترك معراج " محمد "
ملهى لشراذم أشرار!
آهات تراث تتوالى
تستنهض عزم الأخيار
تستعرض مجدا لا يُنسى
بالقدس يُتَوّج بالغار
القدس تحاك بها فتن
من نسج يهود زُوّار*
القدس تردد يا قومي
صهيون خطط لدماري
جدراني توشك أن تهويِ
مذ عبثوا أسفل أسواري
ما كفوا أبدا عن غي
وحيا من مكر الأحبار
سنوات أمضوها بحثا
عن هيكل وهم الأسفار
ومضينا نشجبُ ، هل شجبٌ
سيُعيد طريدا ً للدار ؟
وهل استنكارٌ ينفعنا ؟
لم تُجدِ فنونُ استنكار !
ونداء الحرب بدا يخبو
هل نسبح ضد التيار ؟
ونشيد النصر غدا أثرا
عزفا مخروس الأوتار
لا تثقوا أبدا في صلح
أو عهد يهود ختار
فكتاب الله يحذرنا
لا يؤمن عهد الكفار
وصلاح الدين يصيح بنا
لم طال قعود الثوار ؟
لم تصغ إليه عناترنا
خضعوا بخداع الأشرار
من مجلس أمن منحاز
لم ينصف عربا بقرار
يتعامى ، لم ينكر يوما
جرما ليهود أقذار
لا يبقى إلا الشعر لنا
قد حمل العبء بإكبار
وبحور الشعر قد انتظرت
شوقا تستقبل إبحاري
وقواف من شعر تاقت
لتصير مطية أفكاري
لن أكتم في صدري أمرا
لا أهوى كتم الأسرار
لن تُرجع أشعاري أرضا
أبدا بل تؤخذ بالنار
حطينٌ قد رفضت شعري
واحتضنت طفل الأحجار
مازالت منا غاضبة
سئمت ترديد الأعذار
لكنْ أشعاري ما يئست
ستظل نداء الأحرار
أشعاري تُثمر أحيانا
وعيا كالجيش الجرار
فالكلمة أخطر في وقت
من سيف صلب بتار
تمضي بالحق بلا خجل
فتمزق زيف الأخطار
الكلمة تنمو تتمدد
تجتاز رقابة أسوار
مئذنة الأقصى كم نادت
فلتحيا صحوة أطهار
وتطالب شدا لرحال
للقدس لنشدو بفخار
والأمس يذكّر حاضرنا
لم ننس فناء ً لتتار
غدنا يستلهم من أمس
عزما أبديَّ الإصرار
لو عاد إخاء الأمس لنا
لمحونا بغي استعمار
وبلاد الأهل إذا التحمت
واعتصمت بالله الباري
ما بقي الوهن لنا سمة
أودام تناحر أقطار
سنقاوم ما بقيت نفس
دعما ً لإرادة أحرار
ليساق النصر لنا قسرا
ويبدد خزي الإدبار
ويعودضياء الأمس لنا
ليطارد سُحْبَ الأوزار
ويهودٌ ( جيشٌ لا يُقْهَرْ)
ستصير سرابا بقفار
وتعود القدس لنا لهفى
بجهاد تُوّج بالغار
وسترضى حطينٌ عنا
وتشيد بدعم الأنصار
وتُحيِّي أشعاراً صيغت
نظما موزون الأحجار

مستشار بمعهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاسنشارية .
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 *اشتهروا بالتزوير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق