الصفحات

2012/02/12

مشاركة بحثية للدكتورة علا حسان في مؤتمر " الأدب في مواجهة الإرهاب"


مشاركة بحثية للدكتورة علا حسان في مؤتمر " الأدب في مواجهة الإرهاب"

أقامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤتمر " الأدب في مواجهة الإرهاب"، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز آل سعود وحضور وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ، ومدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل .

وقد شارك في بحوث المؤتمر باحثون وباحثات من داخل المملكة العربية السعودية ومن ثماني دول عربية وإسلامية ، وقدم الباحثون ثمانية وثلاثون بحثاً علميًّا تتناول محاور المؤتمر في تسع جلسات ، إضافة إلى الافتتاح والختام ، والأمسية الشعرية التي سبقت الختام .   

 وقد شاركت الدكتورة علا السعيد حسان أستاذ الأدب والنقد المساعد في المؤتمر ببحثها الموسوم بـ"الإرهاص بكارثية الإرهاب والتطرّف في الرواية العربية" وتناولت محاور البحث الرواية والقهر والرواية والتطرف والرواية والارهاب حيث أن القهر والعجز والاستبداد وجوه مناقضة ودافعة للتطرّف والإرهاب ، وهي من اشتراطات الواقع السياسي العربي ، مما نتج عنه خلل في الواقع النفسي والاجتماعي، وجنوح نحو التطرف لتفريغ شحنات الغضب والقنوط. وبدت الرواية وثيقة أدبية تواجه "الإرهاب" الذي يحوم بأقساط متماثلة فوق المجتمعات العربية، ورغم اختلاف مفهوم الإرهاب من كاتب لآخر عبر نصوص أدبية عربية متعددة فإن ما يميز الرواية هو تصورها الحداثي الشامل للحياة الذي ينطوي على الشمولية والتعددية والحوار وتغيير الحراك الاجتماعي. فقاربت الرواية الإرهاب في أطواره المختلفة بدءا من عوامل تشكله المتمثلة في القهر والاستبداد والظلم، ثم ظهور التطرف الديني، وانتهاء بالإرهاب بنوعيه الداخلي والخارجي ، والطائفية المدمرة لوحدة المجتمعات العربية.
وأكدت د. علا حسان أن الرواية العربية تناولت العوامل الدافعة إلى الإرهاب ومبررات
صنعه، مثل القمع الفكري والنفسي، والقهر وسلب حقوق المواطنة، ومكنت روايات المبدعين العرب الأجيال الجديدة من إدراك أهمية الوسطية والاعتدال، وتعميق المواطنة والانتماء بصورته الإيجابية ومحاولة تغيير أنماطه السلبية التي تصل حد التعصب، وغرس القيم المثلى في نفوس مختلف الأجيال المعاصرة في أشد لحظات التاريخ كثافة وتوتراً وإحساساً بعمق الهاوية.
  كما عرضت الباحثة أبرز الروايات العربية التي مثلت إرهاصا واعيا بظاهرة التطرف الديني، وقاربت ظاهرة الإرهاب في سياقاتها المتعددة، من منطلق الدور الفاعل الذي تمثله الرواية في إظهار خفايا وسلبيات المجتمع والآفات المتفشية الموشكة على تغيير ملامحه، وأن الكثير من الكتاب كانت لديهم الشجاعة في تناول ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها وصورها. وقد سعت الرواية إلى كشف السبل الداعمة لمخالب الإرهاب ، كما هدفت إلى تنوير الشعوب ونشر ثقافة التسامح ، وتقبل الآخر عبر حوار الحضارات.
ومن أهم التوصيات التي  انبثق عن هذا المؤتمر : حث الأدباء العرب والمسلمين على تبني قيم التسامح في نتاجهم الإبداعي وفقاً للمفهوم الإسلامي وضوابطه ، ونشر إبداعهم ؛ سعياً إلى توضيح الصورة الحقيقية للأديب العربي المسلم.وتحرير المفهوم لمصطلح ( الإرهاب ) ودراسة دلالاته في الجانب الثقافي بصورة عامة، والأدبي والنقدي بصورة خاصة .
 ومن التوصيات ضبط مفهوم الحرية في الفكر والأدب ، وتحديد أطرها المنضوية تحت تعاليم الإسلام والقيم الاجتماعية في الوطن العربي والإسلامي . وصياغة ميثاق أدبي ، تتبناه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ؛ دعماً لأثر الأدب في معالجة الإرهاب ، وتجفيفاً لمنابع الفكر المنحرف.
 كما أوصى المؤتمر بترجمة النصوص الأدبية العربية المعالجة لظاهرة الإرهاب إلى اللغات الأخرى ؛ لتسهم في نشر الوعي الإيجابي عن العرب والمسلمين . و دعم الأنشطة الأدبية التي تسهم في الحد من ظاهرة الإرهاب ؛ من خلال تكثيف البرامج ، والمراكز المسائية والصيفية ؛ لشغل أوقات الفراغ عند الطلاب بما يعود عليهم بالنفع ولمجتمعهم بالخير . وتخصيص جائزة سنوية على مستوى الدولة ، تعنى بمجال الإبداع الأدبي المتخصص في التصدي لمختلف الظواهر الاجتماعية السلبية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق