الصفحات

2012/03/31

"معاً ضد ما يحاك لقصر ثقافة المحلة الكبرى" بيان لحركة نحن هنا الأدبية


حركة نحن هنا الأدبية
            ــــــ
بيان رقم (7)
معاً ضد ما يحاك لقصر ثقافة المحلة الكبرى
ــــــ
  
     تستنكر حركة (نحن هنا) الأدبية المحاولات المتكررة للتعدى على حديقة قصر ثقافة المحلة الكبرى ذى القيمة التراثية والمعمارية الفريدة، وتدين تواطؤ الأجهزة الأمنية والإدارية فى محافظة الغربية عامة والمحلة الكبرى خاصة لتخليها عن تنفيذ قرار محافظ الغربية رقم 516 الصادر فى 26 ديسمبر 2011م بإيقاف ترخيص البناء رقم 244 لسنة 2010م. لتيسييره لمالك البرج المجاور للقصر أسباب التعدى على حديقة القصر ضمن حلقة من سلسلة حلقات تستهدف الاستيلاء عليها وعلى القصر ذاته، وتحتج الحركة فى الوقت ذاته على المعاملة غير الكريمة التى عومل بها مدير القصر من قِبَل رجال المحافظ وإدارييه، فى حضوره وتحت سمعه وبصره، لما تمثله من إهانة للمثقفين المصريين كافة.

     وإذ تعلن الحركة عن تضامنها الكامل مع مثقفى وأدباء وائتلافات القوى السياسية بمدينة المحلة الكبرى ومحافظة الغربية، فى وقفتهم ضد الجشع الرأسمالى وذيول نظام الحكم الفاسد الذى يأبى إلا أن يطمس ويشوه ويدهس كل طلع ثقافى نبيل وجميل، فإنها ترى أن الإجراءات التى صرح محافظ الغربية مؤخراً بأنه قد اتخذها لا تكفى.. فإيقاف كل من مدير الإدارة الهندسية ومدير التنظيم ومهندس حى أول وإحالتهم إلى النيابة الإدارية للتحقيق يحتاج إلى إجراءات أكثر حسماً حيال مالك البرج السكنى والمتواطئين معه.

     من هذا المنطلق تطالب الحركة الجهات الآتية بالتدخل السريع لإنقاذ الأوضاع الثقافية فى المحلة الكبرى، ذلك المركز الصناعى التجارى المصرى عظيم الأهمية:

ـ وزارة الثقافة متمثلة فى:
o      وزير الثقافة.
o      الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.
o      الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ـ وزارة الآثار.
ـ وزارة الداخلية.
           
     وتتوجه الحركة، فى ذات الوقت، إلى منظمات المجتمع المدنى باتساع جمهورية مصر العربية، لاسيما تلك العاملة فى المجالات الثقافية الحقوقية، والأدبية، والفنية، والمعمارية، والبيئية، مناشِدة إياها التدخل العاجل لدعم مثقفى وأدباء مدينة المحلة الكبرى ومحافظة الغربية فى تصديهم الحضارى لما يحاك للثقافة فى هذه المنطقة الموارة بالحياة والحركة، فما يحاك للثقافة فيها غير منفصل عما يحاك للثقافة فى مصر كلها، ولا تستثنى الحركة فى مناشَدتها المسئولين عن الثقافة العمالية فى مصر، إذ لا إنتاج بغير ثقافة.
تحريراً فى 30 مارس  2012م.                                   
حركة نحن هنا الأدبية
إشارة:
ـــــــــ
.. يجرى حالياً الإعداد لعقد لقاء بمدينة المحلة الكبرى فى الأيام القليلة المقبلة بين ممثلى حركة (نحن هنا) الأدبية وأدباء محافظة الغربية. يضم وفد الحركة بالإضافة إلى مقررها قاسم مسعد عليوة منسق عام الحركة محمود الشامى وأمين سرها صلاح نعمان، وأمين إعلامها عبد الحليم سالم، وعدد من أمناء وأعضاء الحركة بمحافظات  بورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء والأسكندرية والقاهرة والدقهلية وكفر الشيخ والشرقية.

قراءة في مجموعة (أغنية لآخر القادمين ) للشاعر أحمد الشادي


قراءة في مجموعة (أغنية لآخر القادمين )
للشاعر أحمد الشادي
أ.د. فائز طه عمر
يشدو الشاعر أحمد الشادي حزنه في قصائده , لعله يجد فيها تعويضاً عمّا فات , أو عن فرح يرتجيه طال انتظاره , في سياق حزن يوميّ مزمن مفض إلى تحريك خيال شعري , يصنع البدائل التي قد يرضى بها الشاعر فيكتفي بإنشاد ذلك الفرح المُرتجى شعراً , حتى بدا هذا الشعر هو فرحه , أو لنقل هو المعادل الفني لهذا الفرح المنشود , وقد ننشد معه ذلك الفرح  إن استطاع تخييله في نفوسنا العطشى إليه , بعد أن أتعبتنا المحن , و ألفنا الأحزان , و صار الإحباط طابعنا , فالشاعر أحمد الشادي , في مجموعته الشعرية الجميلة (أغنيةٌ لآخر القادمين) الصادرة عن دار (تموز/ رند) في دمشق 2011م , والمطبوعة على نفقة قصر الثقافة والفنون في تكريت ، استطاع وهو مُكللٌ بحزن عميق أن يصنع عوالم فرح , في سياق شعري تصويري أوهمنا بتحققها فغنينا معه , ولكنها كانت أغان خاصة لكل مغنٍ على النحو الذي شاءت له أقداره أن يغني به , وهو , بهذا حقق شرطاً مهماً وعميقاً من شروط شعرية الكلام , وهو التخييل الذي من دونه , لا يُعدّ الكلام شعراً , وإن كان ذا موسيقى متحققة في الوزن والقافية أو في غيرهما .
وقد كان حزنه المُكتنف أغوار نفسه دافعه إلى البحث عن فرحة عساه يُحققها في لغته الشعرية التي رسم بها معاناته العميقة :
للفرحة في لغتي لغة         أكتبها بين شراييني
فهو أوجد لغة خاصة له , إن انبثقت من اللغة المتداولة , كتبت بدم الهم والمحن والترح الذي بدا غير منته لديه .
          وهذا التصوير الشعري للفرحة المُرتجاة حققه الشادي لمحق حزنه , أو في الأقل , للإفلات منه , أو لعله يستطيع اغتياله ( اغتالُ بها حزنَ سنيني ) , لذا فهو يُعلن أن شعره سيكون شعراً يغنّي به فرحه الأمل , كما قلنا , مُوزّعاً إياه بين سطور أعماقه ( شعراً في كلّ دواويني ) , عليه كان الشعر , عنده , مما نؤكده ,هو الحلّ أو هو السبيل المُفضية إلى إيجاد هذه الفرحة , فالشعر فرحته , وبه يصرّف انفعالاته  , و يحقق ذاته , ويتجاوز واقعه ليعيش حُلمه :
الشعر محض انفعالات يفيض بها               قلب تطاير من أعطافه الشّررُ
فلا عجب , هنا , أن تراه يتغنّى بشعره و يشخّصه و يمنحه بُعداً إنسانيّاً , حتى يُصوّره على أنه هو , فيكاد يكون الشعر هو أو هو الشعر , في عشق صوفي لا ينتهي ولا تُحدّ مدياته  يأخذ من طبائعه ومن روحه ومن رغبته في حياة أبهى وأجمل , فالشعر لدى الشادي وسيلة تقويم وأداة تغيير , فلم يكن ترفاً , ولا رغبة منتهية بصنع قصيدة , بل هو سلّم للإرتقاء الانساني , وليس مطيّة مطامع وكذب وإفك , على أن بعضهم يوظّفه في هذه السبيل , وليس الذنب ذنب الشعر :
ما ذنبُه الشعر إن زاغت ضمائرهم         فقام بنحره الأفّاكُ و البَطِرُ
بل إن الذنب على الشاعر الذي ساق شعره في طريق مُفض إلى أهداف وأغراض بعيدة عن الصواب , بحسب ما يراه شاعرُنا .
          ويبقى الحزن نشيده وشجوه , فهو ملازمُه , حتى أنه يُعلن أنه سيُضطرّ للتعايش معه , أو اللهو عنه , باللجوء إلى امرأة يرتمي بين ذراعيها , لعله ينسى فشله في محاولته اغتياله أو مُداراته :
 و دعيني
بين ذراعيك
لأنسى
أني وَجلٌ
فأصالح حزني .

بيد أنه يجد نفسه , مع كل ما قاله , راسخاً أمام المُتغيّرات , لتمتعه بالأصالة وصدق الانتماء , فغير ذلك عبث وزبدٌ وهباء .
وهو لا يفتأ يُعلنُ قلقه الذي غار في أعماقه واكتنف مشاعره , والذي دلف به إلى سكون وتأمّل , لعلّه يكتشف ذاته , أو يجد منفذاً , بيد ، أنه لا يهتدي لمنفذ يُخرجُه من أزمته التي تجلّت في ظنونه وهواجسه , فهي تكبّلُه , حتى يكتشف أن لا مفرّ أمامه إلا باللواذ بأعتاب طفولته , عساه يجدُ فيها نفسه الضائعة .
          ولم يكن شعر هذه المجموعة الشعرية الشادية الشاكية الشاجية مقتصراً على شؤون الشاعر الذاتية , وتصوير انفعالاته و همومه الخاصة , بل تحدّث عن هموم وطنية وعربية ودينية امتزجت بذاته أيضاً , فعليها تربّى , وفي أفيائها تعدّت اهتماماته لتشمل قضايا عديدة , تقف قضيّة فلسطين واغتصابها في مقدّمتها , فقد رافق اهتمامه بها مراحل عمره ولا سيما طفولته , ( يا قدس عشقناك صغاراً ) فهو , في هذا الخطاب يؤكد المنحى الجمعي في حب القدس وما يتعلق بها من ذكريات التاريخ العربي الإسلامي الذي عشقه الشادي و انشده أغنية من أغانيه الأثيرة , وهو هنا يومئ , أيضا , إلى تنشئته الدينية وعاطفته الصادقة تجاه القدس التي كانت مُنطلقه في بثّ همومه القومية والإسلامية , مُعلنا عن رغبته في تجاوز حال السكون والعجز والنكوص التي تعيشها الأمة , ليعود بعد ذلك إلى تلمّس الطريق المُفضي إلى الخلاص المتمثل بالرفض البنّاء والتمسّك بالهدف , وعدم التسليم أو الاستسلام للأعداء , والإعداد لتحقيق وسائل الخلاص .
          وللعراق موقع القلب في قصائد الشادي , في مجموعته هذه , فهو أبوه , أي سبب حياته التي هي منحة الله له , و هو يُوصيه وعلى ابنه أن يستجيب , مما أبانه في قصيدته (وصيّة أبي العراق) التي أنطق بها الشادي وطنه موصياً أبناءه , ومؤكّداً معانيها بوسيلة التكرار, بقوله :
                  أ بنيّ لا
                 أبنيّ لا
                لا   لا  بُنيّ فلا تبع
               فالتربُ يعشقُه الرجال
              بحضنه تغفو الحمائم .

ومن غير العراق يحتضن أحلام أبنائه , ولعله يحقّقُها لهم , إن تمسّكوا بتربته , فلا يبيعونها , لمن يدفع أكثر , و الشادي يعتزّ بعراقيّته , و يحبّ العراق حبّ فناء و توحّد , هو حبّ صوفيّ خالص نقيّ (جميع العراق أنا ) , فالعراق فوق رؤوس أبنائه ,وهو موئل آمالهم وموطن ذكرياتهم , وحبّهم له ولد مع ولادة أيٍّ منهم , و الشادي أحدهم , بقوله :
طفلا ولدتُ يفورُ حبُّك في دمي              صِرتُ العيون أنا و صرتَ مَطالعاً
          وهو لا ينسى وجع العراق وهمّه , حتى وهو يُناجي الرسول الأعظم في ذكرى مولده الشريف التي تزامنت مع الذكرى الخامسة للعدوان على العراق واحتلاله البغيض , في قصيدته ( الخمسُ الشّداد ) , قال فيها :
عُذراً إليك رسول الله إنّ دمي                بركانُهُ من صدى الأحداث يشتعلُ
تجيء ذكراك و الأعلاجُ في وطني          و جرحُ دمعي عليه تنسجُ المُقلُ

وهكذا أنشأ الشادي عدة قصائد تغنّى بها بالعراق وحبّه , وبكى همومه  وألمه  ورفض احتلاله , داعياً إلى مقاومته , مما يُحسبُ له أدباً مقاوماً وطنيّاً , في وقت خرست ألسن الكثير من الأدعياء .
          والشادي , بعد أن يعود إلى هدوئه , ويخفف من حماسته البيّنة , في النبرة الخطابية للكثير من قصائده , لا يجد في نفسه سوى الخشية من انتصار الشرّ , مما يُفضي إلى (أن تطغى لغة الحزن على بوح الكلمات) , فهو يعيش أزمة واقعه المرّ في الأحوال كلّها , ثائراً كان أم ساكناً , فواقعه الذي يعيش مأساته هزّ مشاعره , فتجلّت , من بينها , عاطفة الخوف من كلّ شيء , وعلى كلّ شيء : ( أخشى , أخشى , أخشى     لا حدّ لآخر ما أخشى ) , ومع هذا تراه مُعلّقاً بأمل  يراه عند الآخر , ولا سيما في عيني حبيبته فمن ( دون الأمل
                                                                الطافح في عينيك
                                                                لا تحلو القصيدة ) .
فالشاعر يعيش ثنائية الخوف والأمان , واليأس والأمل , وبين هذا وذاك يطرح منظوره في القضايا والأحداث وسوء الأحوال , بنفس تصويري مُفعم بمشاعر وطنيّة وعربية وإسلامية صادقة , كما رأينا , عبّر عنها بقوالب شعريّة توزّعت بين قصيدة الشطرين العربية التقليدية , و قصيدة التفعيلة أو الشعر الحرّ الذي كان مجاله في التداعي والانسياح  وراء مشاعره والاسترسال مع آماله , في بوح لأسراره , وما في داخله من هواجس , بيد أنّه وظّف شعره القريض ذا الشطرين , في أكثره , لمعالجة أو لتناول القضايا على نحو حماسي حاد النبرة , على أننا لا نُطلقُ الأحكام هنا , ففي قصائده الحرّة ظهرت ومضات حماسية خطابية أيضا , نحو قوله :
         فيا بائع الوهم تمهَّل
        هل أعددت جواب الغد ؟
و غير ذلك كثير .

          وقد امتلك أحمد الشادي نفساً شعريّاً واضحاً استجابت له مقدرته وخزينه اللغوي الذي صبّه في سياقات تعبيرية مُوحية , قوامها وسائل فنّية كثيرة  وظّفها في تشخيص غير العاقل , أو لتجسيد المعاني , أو لتقريبها أو المبالغة في قولها , في أنساق شعريّة مُؤثّرة , فهو يُصوّر الفرحة ( كأسا نشوى من سحر العطر المكنون ) , و يشخّص حزنه الطويل كائناً حيّاً يرمي إلى الخلاص منه باغتياله , ببدائل مُستمدّة من وجوه نيّرة باسمة , وأفكار تُطفأ مثل النار , و كثيراً ما شبّه , واستعار مُصوّراً وموحياً بمعان ودلالات مفتوحة يرصدها قارئ متمكن من قراءة تواكب قدرة الشاعر وتحتمل القصد عنده , فالشعر لديه كائن حيّ يصرخ ( كقيثارة الأحلام ) , و ( الشعر حرّ ) و (ما ذنبُه الشعرُ )  , وهكذا كان شأنه مع الأشياء والظواهر والمشاعر , في جمهرة من العبارات التصويرية التي منها : (زورق الروح ) ( خارطة الأحلام ) ( تتصارع الكلمات ) ( وما زالت حروفي في الهوى تحبو ) ( راسما في الرأس دُرّا لامعات ) ( مر بقربي كالمرجل يغلي يقذف حمماً وشواظاً من كلمات ) ( هكذا الأشجار تحني رأسها خجلاً لقامتها النحيلة والقصيرة ) وغير ذلك مما اغترفه الشادي من مصدرين رئيسين , هما اطلاعُه على الأساليب الفنية  التصويرية في الشعر العربي القديم والحديث والمعاصر , ومُخيّلته التي أمدّته بأسباب إبداع صور خاصة به , انبثقت من قوّة مشاعره وعمق حزنه وتفاعله مع قضايا الوطن والأمة , ومن حُلمه في فرح آت .

2012/03/30

الخميس القادم مناقشة رواية "الأقدس" لأحمد قرني بمكتبة الطفل بسنورس

الخميس القادم مناقشة رواية "الأقدس" لأحمد قرني بمكتبة الطفل بسنورس

يعقد نادي الأدب ببيت ثقافة سنورس أمسية نقدية لمناقشة رواية "الأقدس" لأحمد قرني الخميس القادم الموافق 5إبريل 2012.
الرواية يناقشها النقاد والأدباء هشام علوان وعصام الزهيري ود. نبيل الشاهد ويدير الأمسية القاص والروائي أحمد طوسون.
" الأقدس" هي الرواية الثالثة للكاتب بعد روايات ` حارس السور` التي فازت بجائزة دبي الثقافية، `أخر سلالة عائلة البحار` والتي فازت بجائزة الشارقة للإبداع العربي، بخلاف فوز الكاتب بجائزة مجلة الثقافة الجديدة ونادي القصة في الرواية وحصده للعديد من الجوائز العربية والمصرية في مجالي شعر الفصحى وأدب الأطفال.
الأمسية تعقد في السابعة مساء بمكتبة الطفل بسنورس.
والدعوة عامة

"الفنون التشكيلية ورهانات الإبداع الرقمي" بقلم: طه الليل

الفنون التشكيلية ورهانات الإبداع الرقمي
طه الليل
لئن اعتبر العمل الفني بمختلف تجلياته، مقوما أساسيا من مقومات الفعل الإنساني، فهو نتاج تلتقي فيه لغة الفكر لترتقي بفعل اليد إلى ما هو ترجمة لرؤية الفنان وموقفه إزاء المعطيات الحسية المادية والوجدانية القائمة بين الفكر والمادة .
فالفن بذلك معطى مادي وحسي يتوق إليه الفنان، من حيث يجد فيه سبيلا يفرض ناموسا يتسنى له من خلاله إنشاء فعل الإبداع والخلق الذي يحققه التآلف داخل العلاقة الجدلية القائمة بين الفكر والمادة، فهي بذلك علاقة انفعالية تلازمية تربط الفنان بوشائج روحية عميقة، وروابط حسية تستمد ماهيتها من مرجعية مادية بصرية محسوسة أو مرجعية فكرية.
ولكن سؤال ما الفن يتطلب دائما البحث في سبيل تطويره فكريا وماديا حسب العصر ورهاناته ،اذ تغيرت المفاهيم والمصطلحات الحضارية والاقتصادية والسياسية وغيرها ،والتي تمثل بدورها هدفا من أهداف الفنون القائمة على التواصل الفكري والبصري.
وان كان الفنان يسعى دوما الى إثبات وجوده وانفعالاته وأحاسيسه داخل العمل الفني ويرنو فيها الى التعبير عن ذاتية ليست بمنأى عن الذاتية الجماعية ،اذ هي ليست بوليدة لحظة وإنما هي جملة من الترسبات البصرية الحسية كانت أم الفكرية، يتفاعل فيها وعي ولا وعي المبدع ،وتنبجس من خلالهما لحظة الإبداع في الأثر الفني .
فهذه اللحظة ليست بوليدة ماضي تالد أو حاضر عيني ،وإنما تمتاز باللا معيارية ،أي خروجها من الخضوع الى معيارية محددة ،فهي تجعل المعايير نفسها في حركة دائمة التغير.
ومن ذلك نجد الفنان في حاجة الى الآخر ،أي الى ذلك المتلقي للأثر الفني ،ليساهم في تجليات هذا العمل والتي لربما كانت خفية على الفنان ذاته في اللحظة الإنشائية التشكيلية ذاتها.
ومن هنا ينبجس الإشكال المطروح من خلال هذه العلاقة الجدلية الكامنة بين ثلاثية تقوم على باث ومتلقي ومفهوم معاصر ألا وهو التكنولوجيا .
فهل تستقيم العملية التشكيلية في عصرنا الراهن بحذف أحد مكونات هذه الثلاثية ؟
وهل للفن أن يبقى بمنأى عن الوسائل والوسائط الاتصالية الحديثة والبرمجيات التقنية المتطورة؟
وهل أن هذه الوسائط تنفي حضور الفنان وتستوعبه أم تدعم المنحى الإبداعي والحسي فيه؟
وكيف السبيل الى تطويع هذه الوسائط التكنولوجية الى سبل تعبيرية تشيّد لحظة الإبداع وتدعم الرؤية الجمالية؟
من الملاحظ والملموس في عصرنا الراهن ما شهدته اليوم المحامل البصرية من تطور يقوم بالأساس على سبل وتقنيات تكنولوجية متطورة كان لها تأثير كبير على كل الميادين ومن أهمها الميدان التشكيلي وعلاقته بزمن الإبداع والسبل الإنشائية في تكوين العمل ذاته.
لا بد من التسليم اذا بأن الفنون التشكيلية بصفة عامة قد تأثرت منذ العصور الفائتة بكل تطور تقني ،سوى كان هذا التطور على صعيد المادة أو الأداة أم الفكرة ،مما ولد العديد من التيارات الفنية خصوصا منذ بداية القرن العشرين من التكعيبية أو الدادائية ،أو الفن البصري مع فازارليV.VASERELY.
ومن ذلك يتبين لنا أن زمن الإبداع لا يمكن أن ينحصر في ذلك الترسب المادي الذي يعبر عنه ارث الفنان ،ولا يمكن أن ينحصر أيضا في مفهوم الحاضر العيني ،فليست له علاقة محددة بزمان ماضي أو زمان حاضر ،فالآثار التشكيلية الإبداعية الماضية لم توجد لتزكي الآثار اللاحقة أو تولدها وتدعمها فحسب ،وإنما هي وجدت لكي تشهد على عظمة الفن بما هو سبيل للتعبير الخلاق ،ثم إن ذلك الأثر الفني هو ذلك المعاصر وغير المعاصر في آن واحد .
فاللحظة الإبداعية لا تتطابق بالضرورة مع اللحظة التاريخية ،أو الماضية ،أو الحاضرة ،بل يمكن أن تناقضها ،فالفنان لا يقيم علاقة في ماضي أو حاضر ولا يمكن أيضا للفنان أن يهيم في زمنه الراهن فحسب،وإنما يسعى دوما في حركة مستديمة الى نظرة استشرافية نحو المستقبل.
ومن هنا يتجلى لنا أن لحظة الإبداع ليست بلحظة انفعالية فحسب، وليست بالضرورة لحظة الذوق السائد، فالأولى تنسجم مع اللحظة والثانية تخلقها وفق مثال بصري معين اعتادت عين المبصر النظر إليه.
فلحظة الإبداع هي مزيج خيط رابط بين انفعالات وأبعاد روحية وجدانية حسية ،تتفاعل مع المرجعية البصرية ،وهي تفاجئنا بحركتها وتمنح البعد التشكيلي اتجاها آخر.
وزمن الإبداع ذلك مرتبط الآن بإيقاعات العصر السريعة،اذ استحال الحديث عن العولمة وثقافة الصورة المرئية بتعدد حواملها الحديثة مثل الحاسوب وبرمجيات معالجة الصورة ،وآلات التصوير ،والشاشات الرقمية وغيرها...
ومن خلال هذا التطور التكنولوجي تغيرت المفاهيم الإبداعية واستحال زمن الإبداع و لحظته وليدا لجملة من التفاعلات الحسية والبصرية وخاصة بالأساس التقنية ،اذ أننا نجد جملة من الفنون لا يستقيم وجودها إلا بوجود هذه التقنيات ،ومنها الفن الرقمي والفيديو والفن السمعي البصري بجميع أنواعه.
وبتغير هذه اللحظة تغيرت المادة التشكيلية من خلال هذا التطور التكنولوجي ،فتحولت المحامل من محامل مسندية الى رقمية عالية الجودة ،متبلورة في شاشة الحاسوب من خلال البرمجيات المتعددة الوسائط في معالجة الصورة الرقمية .
والتي تقوم بنفس العملية الإنشائية التي يسعى الفنان الى تكوينها داخل تركيب معين على محامل أخرى،معتمدا موادا متنوعة ومتعددة ،تظهر مختلف العلاقات التشكيلية الناجمة عن علاقة الخط بالشكل واللون بالبنية والفضاء.
ومن ذلك وجد الفنان نفسه يستطيع أن ينهل من هذه السبل والآليات التشكيلية المتعددة ،ولكن باختلاف الطريقة والسبل ،فعوضا أن يستعمل مواد عجينية ملمسية حسية ،تحولت مادوية هذه المادة التشكيلية الى عناصر رقمية داخل شاشة الحاسوب .
لكن هل تستقيم حينها اللحظة الإبداعية في العملية الإنشائية التشكيلية للفن حقا؟
ومن هنا ينشأ مبدأ التقابل والتضارب بين الواقع واللاواقع بمعنى الافتراضي ،اذ تنتفي المادة وتستحيل العلاقة الملمسية الحسية غائبة تمام الغياب.
فنحن حينها نتعامل مع المادة في خيال الفنان بما هو الباث ،وفي مخيال المتلقي بما هو المبصر،فتنتفي بذلك المظاهر الحسية للفن بالرغم من أننا نستطيع أن نشاهدها لا على الشاشة فحسب ،وإنما نستطيع أن نشاهدها من خلال آلات الطباعة على محامل متعددة.
فهذا التحول المادي للعمل الفني ،قد فتح إمكانات ومجالات البحث التشكيلي على العديد من السبل والاحتمالات والآفاق الإجرائية .
ولكن ألا يمكن لهذه الوسائل التكنولوجية أن تغير القيم المعرفية للفن ويستحيل حينها الفن سبيلا من سبل الممارسات الفنية البسيطة والسهلة بمقتضى سرعة انجازها،مما يجعل الفنان المبدع أسيرا للآلة ولضوابطها المقننة،وينزل بذلك في إيقاع الاحتواء والعزلة من خلال انتفاء الأبعاد الحسية في العمل الفني وتكون التقنية بديلا للمضمون.
إذا أخذنا بعين الاعتبار المرحلة الإنشائية التي يولد فيها العمل الفني ،فإنها تقوم على تصور فكرة تستحيل من خلال العلاقة الناشئة بين جسد الفنان وملكة فكره فعلا ماديا حسيا على الحامل ،فإننا نلاحظ من خلال اعتماد هذه الوسائط التقنية الحديثة أننا إذا أردنا الحديث عن جسد الفنان فهو ليس مغيب كليا وإنما هو موجود ضمنيا ،لأنه بوجه من الأوجه لم يمارس العملية التشكيلية الإنشائية تامة وكاملة نظرا لتغييب جزئي لهذا الجسد ،على اعتبار أن العمل الفني ينتقل من فكرة متجسدة ،أي من تتصور لعلاقات تجريدية كانت أم تمثيلية داخل حامل أبيض ،يقوم على تقسيم بصري ومادي للفضاء من خلال عناصره التشكيلية .
ولكن بالرغم من المظاهر السالبة في هذا المنحى التكنولوجي للفن ،أمكن لهذا الأخير من الخروج من بوتقة الآلية الى التلقائية في العمل الفني وفق المنظومة التقنية الحديثة ذاتها ،باعتماد عملية تقوم على تطويع الوسائل الرقمية في خدمة المنحى الجمالي التشكيلي،من خلال تحديد لشبكة معلوماتية بصرية قائمة على مستندات جمالية متوفرة من خلال الوسائل التقنية في البرمجيات المتنوعة لاحتوائها على سبل تشكيلية وآليات تمكن من إنشاء العلاقات المختلفة بين العناصر التشكيلية المكونة للعمل ،مثل التقابل في المستويات والتواتر والتناظر والعتامة والشفافية والمادة اللونية بمختلف فويرقاتها الضوئية وغيرها من المفاهيم التشكيلية.
وبالتالي يكون زمن الإبداع تشييدا متجددا لجملة من المكتسبات الجمالية المتوازية مع السبل التقنية التي تعيد التساؤل عن المفاهيم الجمالية ،وتتيح للفنان إنشاء لنواة أساسية جديدة وحديثة في العمل الفني ،تنفتح على مسالك إبداعية توضح فكرة الحداثة في خضم المعاصرة ،مثلها مثل التيارات الفنية التي شهدها القرن العشرين ،فقد كانت أعمال الفنانين مثل التكعيبية مع بيكاسو P.PICASSOوالفن البصري الحركي مع فازارلي V.VASERELYوبول كليP.KLEE اللبنة الأولى لإنشاء ثورة على النظم الفنية والمفاهيم التشكيلية القديمة ،سوى كان ذلك على مستوى الوعي أو المادة الفكرية أو البصرية الحسية أو التقنيات المعتمدة.
وقد ساهمت النظريات والنصوص المصاحبة للفعل الإبداعي التشكيلي في تجاوز مفهوم الممارسة التقنية البسيطة ،الى تبيان لموقف إزاء الحداثة ،مما ولّد تغيرا في الحقل المفاهيمي الفني ،وانبجاسا لشبكة اصطلاحية ونظم نظرية نتيجة وإفرازا للتنوع في الرحلة الاستقرائية للعمل الفني ،ودرجة التحديث في اعتماد التقنية الجديدة.
وان كان الفنان كائنا اجتماعيا بطبعه فهو كتلة بحث في الثقافة المنفتحة لأنه يعيش الواقع بمظاهره الحديثة ،ويتعامل معه ويسعى من خلال عمله الى إرساء نظرة استشرافية على المستقبل.
ويتدعم هذا القول بانفتاح المبدع على المكتسبات التقنية الناتجة من التطور في الآليات التكنولوجية،التي تمكنه من خلال رواسبه وموروثه الفكري والمرئي من اكتساب التقنية وتطويعها في خدمة الأبعاد الحسية للعمل الفني من خلال البحث والتواصل مع الآخر عبر القنوات الحديثة ،وتمكنه من التعامل مع التالد و الجديد بصريا وفكريا من خلال التوجه الحديث للفن ،وفق مسارات واتجاهات البحث التشكيلي.
وتستحيل بذلك المسايرة الذهنية والمواكبة البصرية لكل عمل جديد سبيلا من سبل هذه الإمكانات اللامتناهية في المنحى التشكيلي القائم على التجديد والابتكار،ويكون ذلك باطلاعه من خلال شاشة الحاسوب على كل التيارات الفنية الحديثة متكيفا مع المنهاج المعاصر ويطوعه حسب رؤيته الجمالية الإبداعية ،وهو ما يجعله يتمكن من تأسيس طاقة إبداعية هائلة تدعم ثقافته البصرية وتجعل من العملية التشكيلية التي هو ساع في إنشائها حية وتلقائية ووليدة للزمن الراهن الذي يمثل المجال الحيوي الذي ينهل منه الفنان والمبدع .
لقد تمكن الأنترنات منذ بداياته في سنة 1991 من الولوج في العالم التشكيلي وتحول العمل الفني بمقتضاه من مادية المكان الى افتراضية المكان والزمان مجتمعين ،فقد أحدث تواصلا بين هذا العمل والمتلقي بما هو المبصر،وأصبح بذلك مكونا لحقل تواصلي مثيرا علاقة جدلية بين الإنسان والأشياء المدركة ،وبين المبدع والمتلقي عبر ما ولدته هذه الآثار الفنية من خلال رؤيته في محركات البحث العديد من الآثار الفنية الحديثة والقديمة والتي تمثل مرجعية بحد ذاتها، وتستحيل هذه العملية حينها ذات تأثيرات بصرية تمكنه من تمثل للأشياء وعلاقات حسية ورمزية افتراضية بين الأشكال والعلامات من خلال ما يسمى ب NET.ART.
وبالتالي استحالت المادة التشكيلية افتراضية في الفضاء الوهمي البصري لشاشة الحاسوب الذي يعطي إمكانات متعددة للفنان من خلال معالجة الصورة وعناصرها التشكيلية القائمة بين الدمج والتصغير والتكبير والتمطيط والتكرار وفق أساليب تقنية تولد العتامة أو الصفاء والنقاء والشفافية وغيرها من الأساليب ،في حيز مكاني افتراضي وحيز زماني قصير .
ومن ذلك تسنى للفنان أن يختصر مسافات طويلة من إمكانات وسبل التأليف بين الصور والأشكال من خلال برمجيات مختلفة مثل: COREL.DRAW/PHOTOSHOP/ADOBE ILLUSTRATOR .وكان بذلك الحاسوب امتدادا وتواصلا نوعيا للحوامل المسندية في عرض الصورة والصوت والحركة.
ومن هنا يمثل الحاسوب والأنترنات فضاء مثاليا يسعى الى إفراز علاقة المتلقي بالعمل الفني القائمة على الإينية الزمنية والتفاعلية مع مادية المكان.
ومن ذلك استحالت المرحلة الإنشائية في العمل الفني تدعم تلك العلاقة المابيذاتية بوسائط سهلة وبسيطة مع انفتاح العمل التشكيلي على جملة من الاحتمالات ،نافية للحدود الجغرافية من خلال آلية التواصل عبر الأنترنات .
إن عصر النات أرت NET.ART ،أو الفن الرقمي المتبلور بواسطة الحاسوب بشكل افتراضي والمتمثل في الصور المأخوذة بواسطة الماسح الضوئي أو الصور المرسومة المعالجة ببرامج الرسم باستخدام الفأرة أو لوحة الرسم، ساهم الإنترنت في تدعيمه وإعطائه بعدا جديدا ، تدعمه روابط تتقاطـع بين الفنــان والعمل الفني والمتلقي، وفي هذا المجال، أصبحت شبكة الواب من ركائز نجاح الأعمال الرقمية، وأصبحت كذلك تفرض نفسها باعتبارها تمنح امتيازا لتبادل المعلومات. يبدو أن هذا الحامل كان مصدر استقطاب للفنانين لعرض أعمالهم ونجد من ضمنهم جون بيار بالب، كاترين بلخوجة، موريس بانيون.
ويذكرنا هذا التوجه من الفن القائم على البرمجيات، بالنصف الأول من القرن العشرين مع الباوهاوس BAUHAUSE ،اذ حاولوا تطوير سبل الفن والتصميم من خلال تقريب وجهات النظر الفنية وخلق علاقة توافقية بين المبدع والتقني والمتلقي ,والقصد من خلق ذلك التفاعل ،تطوير وتحديث في الرؤية الفنية ،وإنشاء علاقة وصل لا فصل بين الفن والحرفة .
وعلى هذا النحو يكون المضمون البصري مستعصيا للتلقي المعهود ،اذ يستمد وجوده من مدارات معرفية وفكرية وحسية واسعة .
وبالرغم من وجود سلبيات عدة في هذه المنظومة الحديثة للبرمجيات في علاقتها بالفنون التشكيلية ومادية الإبداع ،فان هذه الوسائط التكنولوجية لها ايجابيات عدة ،تهم بالأساس العملية الإبداعية تشبه في بداياتها الثورة الصناعية وما أدت إليه من تطور فكري وتقني ساهم في تطوير الحياة العامة.
فالثقافة الرقمية هي ملتصقة ومتماهية مع العمل الفني ،وضرورة على المبدع اعتمادها واستثمار مختلف تقنياتها رغبة منه لا رهبة في التواصل مع الآخر والتعبير ،بما هو الهدف الأساسي للعملية الإنشائية التشكيلية ،مما يساهم في تطوير قدرة المخيلة على الابتكار في خضم المنحى الإبداعي ،والتعامل مع محدثات الأمور بصفة إرادية وواعية تيسر اختيارات الفنان مما يساعده على إظهار المعاني الحسية دون الولوج في ناموس المفاهيم الافتراضية السهلة والبسيطة التي توفرها البرمجيات.
ومن ذلك يمكن القول أنه لا مفر من مواجهة حاضر هذه الوسائل التكنولوجية وما هو متأتي عنها من مناهج تفرضها الحداثة ورهانات المعاصرة الإبداعية ،حداثة فكرة ومعاصرة تقنية لكي لا يكون الفنان بإبداعه خارج العصر ويكون حركة مستديمة ترنو الى الأمام ،وهذه الحركة نسعى دوما لنقتفي أثارها الضائعة ونتوقف عندها مع إعادة اكتشافها، وفي ذلك اكتشاف للغاية الاتصالية".
Pablo Picasso :Portrait de Daniel-Henry Kahnweiler

Picasso, Le Guitariste, été 1910
Huile sur toile, 100 x 73 cm
فيكتور فازرلي:أوكتا- بوس/سيرغرافيا 1974
Victor Vasarely XII Okta-Pos / Sérigraphie 1974

فيكتور فازرلي :أركتيريس II /زيت على قماش( 160/159.7 صم)
Victor Vasarely – Arcturus II, 1966(160.0 x 159.7 cm)
Jean Marie PROD'HOMME : Hecate

Guillome horen : Elévation 1
2835 x 2835 pixels . 100 x 100 cm . réalisé en octobre 07 . 5 exemplaires
Stéphane Vallet : Météo de nuit

Robert Lepage :Décoration numérique d’une scene théatrale
منى جمل سيالة
أنا - لعب
صورة رقميّـة - 1.30م x 1.30 م
المراجع:

- Nicholas Negroponte, L'Homme numérique, Robert Laffont, 1995, Paris
- UECO. L’œuvre ouverte ; Paris 1965 P. 137
- http://ar.wikipedia.org/Art numérique
- Pierr e Beaudoin / Marie-Michèle Cron ;Les Arts numériques à Montréal le capitale de l’avenir ; Conseil des arts de Montréal 2007
- Balpe, Jean-Pierre. — Contextes de l’art numérique. — Paris : Hermes Science, 2000. p 249. (Technologies et cultures). Comprend une bibliographie. ISBN 2746201607.

جون القزّي في (رحلة العمر الى الجنسية )


جون القزّي في (رحلة العمر الى الجنسية )
بيروت/رشا فاضل
صدر للقاضي اللبناني جون القزّي كتابه الموسوم (رحلة العمر إلى الجنسية ) مستعرضا فيه رحلته القضائية والإنسانية للمطالبة بمساواة الأم اللبنانية مع الرجل بمنحها جنسيتها لأولادها غير اللبنانيين ، القرار الذي اثار جدلا واسعاً في الأوساط القضائية اللبنانية ، وجاء في مقدمة الكتاب:
( من اللاعدالة .. الى العدالة .. رحلة عمر .. أنا عادل عندما أؤمن بقاض للسماء
يعلو قاضي الأرض
أنا عادل عندما اذكر عند الظلم عدل الله فيّ
أنا عادل عندما لايثنيني ترهيب ولايغريني ترهيب
أنا عادل عندما أذعن في حياتي لسلطان الضمير
أنا عادل عندما أحب ما أعمل ولا أعمل الا ما أحبه
أنا عادل عندما أؤمن أني أنتهي عندما أشتهي
أنا عادل عندما أحمل قلبا قنوعا ، فأستوي ومالك الدنيا
أنا عادل عندما أدرك أن كيس الرغبات لاقعر له
أنا عادل عندما افهم أن مقياس الحق أن أعدل بلا مقياس
أنا عادل عندما أملا الدقيقة الواحدة بستين ثانية من العمل المجدي
أنا عادل عندما أعلم أن ليس للإنسان إلا ماسعى
أنا عادل عندما لا أفهم القانون إلا في خدمة الإنسان
أنا عادل عندما لا أفسر النص إلا بما يأتلف ومصلحة الإنسان
أنا عادل عندما أكون إنسانا بحق .. لاشبه إنسان )
وجاء الكتاب بأربعة أقسام تناولت القضايا التي تخص الجنسية اللبنانية وأبعادها التاريخية والحقوقية والقواعد المتوسّلة والآلية المعتمدة إثباتا للجنسية اللبنانية.

وقد تفرعت هذه الأقسام الرئيسية الى أقسام فرعية تناولت عدة فصول سلطت الضوء على كيفية اكتساب الجنسية اللبنانية والتجنس وأثر الزواج المختلط على الجنسية في القانون اللبناني كما تطرق الى حالات فقدان الجنسية اللبنانية ومواضيع اخرى تتناول الجنسية اللبنانية من كل جوانبها ، حيث يوضح الكاتب وجهة نظره في وجوب منح الأم اللبنانية جنسيتها لأبنائها أسوة بالرجل اللبناني.
كما تطرق لما واجهه من إقصاء وتهميش بسبب وجهة نظره هذه فقبل أكثر من عامين أصدر القاضي جون القزّي حكماً بمنح الجنسية اللبنانية لأولاد قاصرين من أم لبنانية وأب أجنبي،. عُدّ الحكم سابقة في تاريخ القضاء اللبناني. مما أدى الى تقييد القزّي قضائيا بتجريده من صلاحياته القضائية ونقله الى محكمة التمييز المدنية في بيروت كمستشار بعد أن كان رئيسا للمحكمة الابتدائية.
وقد تضامنت الكثير من المنظمات الإنسانية مع قضيته المناصرة للمرأة والعدالة الإنسانية والتي لم تقتصر على موضوع الجنسية اللبنانية بل تضمنت قرارات أخرى كالتبني وتجريم العنف الأسري وغيرها من الأحكام التي تنظر بعين معاصرة للقانون خارجة عن إطاره الجامد دون المساس بروحيته أو التجاوز عليه، ومن هنا جاءت التسميات العديدة التي أطلقت على القاضي القزّي فقد اعتبره الكثيرون ( روبن هود القضاء اللبناني ) واعتبره البعض الآخر نصيرا للمظلومين.

2012/03/29

في مهرجان المسرح العربي تكريم يسرا وهالة صدقي وسمير صبري

في مهرجان المسرح العربي
تكريم يسرا وهالة صدقي وسمير صبري
مها عزالدين
ينطلق مساء الخميس المهرجان العاشر للمسرح العربي الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح علي مسرح مركز الهناجر للفنون في الفترة من‏29‏ مارس الجاري وحتي‏8‏ ابريل المقبل تحت شعار
حرية الفكر‏..‏ و ثورة الإبداع
يترأس اللجنة العليا للمهرجان الناقد المسرحي و رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أ. د‏.‏ أحمد مجاهد,‏ ود‏.‏ عمرو دوارة مديرا‏,‏ وعصام عبد الله أمينا عاما‏,‏ ويترأس لجنة تحكيم المهرجان الفنان محمود ياسين وتضم في عضويتها الفنان محمد أبو داود مصر,‏ ود‏.‏ عبد الكريم برشيد المغرب‏,‏ ود‏.‏ وطفاء حمادي لبنان‏,‏ وفاطمة الربيعي العراق‏,‏ ود‏.‏ حسن رشيد قطر‏,‏ وأحمد بو رحيمة الإمارات‏,‏ وفرج أبو فاخرة ليبيا‏,‏ وراشد الورثان السعودية‏.‏
ويشهد حفل الافتتاح تكريم الفنان سمير صبري وهالة صدقي‏,‏ بينما تضم قائمة المكرمين عددا من الفنانين العرب والمصريين يتم تكريمهم علي مدار أيام المهرجان وهم من مصر الفنانة يسرا وفاروق فلوكس‏,‏ وأحمد فؤاد سليم‏,‏ ووفاء عامر‏,‏ ومحمد متولي‏,‏ وهناء الشوربجي‏,‏ ونهير أمين‏,‏ وشعبان حسين‏,‏ وعهدي صادق‏,‏ ومن المغرب فاطمة الركراكي‏,‏ ود‏.‏ عواطف نعيم العراق‏,‏ وكريمان جبر ليبيا‏,‏ وغنام غنام الأردن‏,‏ ود‏.‏ هيثم الخواجة سوريا‏,‏ وحمد عبد الرضا قطر‏,‏ ود‏.‏ فهد سليم الكويت‏,‏ وبطرس روحانا لبنا
وتكرم إدارة المهرجان في حفل الافتتاح أسرة العرض المسرحي البيت النفادي الذي تم اختياره من قبل اللجنة العليا وعدد من النقاد كأفضل عرض مسرحي لعام‏2011,‏ إخراج كريم مغاوري وإنتاج فرقة مسرح الشباب
ويتنافس علي جوائز المهرجان‏12‏ عرضا مسرحيا مصريا وقع الاختيار عليها من بين‏47‏ عرضا تقدمت للمشاركة في المهرجان‏,
كما تعرض علي مدار أيام المهرجان‏10‏ عروض عربية مستضافة من العراق‏,‏ والأردن والسعودية وقطر وليبيا وتونس والمغرب

"اكتب على رأس الكفاح.. " قصيدة لسحر الشربيني

اكتب على رأس الكفاح..
سحر الشربيني

اكتب على رأس الكفاحِ لسوريا
أنَّ الظلامَ لصبرها ينهارُ
وابكِ السِنِىَّ على براءةِ طفلِها
بين الدماءِ بدمعِها تحتارُ
قد صار في كنفِ الترابِ وصمتهِ
عدداً تُذيعُ فناءهُ الأخبارُ
وبأيدي من يحمي الحِمى أشلاؤنا
صرخت عليها أمُّنا والدارُ
تُرْمىَ الصدورُ العارياتُ بخسةٍ
عميت لها ولفُجرِها الأنظارُ
والله أكبرُ ما تزعزعَ من دَمٍ
رجلٌ ولا وهنت بنا أقدارُ
رَبَّاهُ إنا لن نلينَ لبغيهِ
أسدٌ وصوتُ زئيرهِ صِرصارُ
يا أيها الوطنُ الحبيسُ بظلمهِ
خارت قواهُ ولفَّنا الإصرارُ
وغداً ستُشرقُ دون شكٍ شمسُنا
ويفوحُ من سيفِ الحُثالةِ عارُ
وليشهدِ التاريخُ أنَّ رُفاتنا
للحرِ فيكِ أيا شآمُ مزارُ

مصر ودول حوض النيل.... صدام أم وفاق ؟ بقلم/أحمد علي صالح

مصر ودول حوض النيل ......... صدام أم وفاق ؟
بقلم/أحمد علي صالح

في إطار دعم العلاقات مع دول شعوب القارة الأفريقية الذى كان دائماً وأبداً فى صدارة اهتمام صانعى قرار السياسة الخارجية المصرية على مر العصور وإن اختلفت درجة هذا الاهتمام مع اختلاف الظروف الداخلية أو الخارجية المحيطة بمصر فإن الاهتمام بشئون القارة الأفريقية كان دائماً وفى كافة المجالات .
ولقد أقامت مصر العديد من المشروعات فى دول حوض النيل ولا سيما دولة أثيوبيا وذلك بخلاف إيفاد الخبراء الفنيين والقوافل الطبية طوال السنوات الماضية .
كما أن التغيير المتوقع حدوثه خلال الفترة القادمة فيما يتعلق بسياسات التعامل مع دول القارة الأفريقية سوف ينصب بالأساس على نشاط المجتمع المدنى والذى لم يكن متواجداً خلال الفترة السابقة فلم يكن هناك اتصالات بين ممثلى مؤسسات المجتمع المدني فى مصر مع نظرائهم فى الدول الأفريقية بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة .
وخلال الثلاثين عاماً الماضية وهي فترة حكم الرئيس السابق كان هناك سوء فهم وسوء تقدير موقف كل طرف لمواقف الأطراف الأخرى ، وكانت هناك نظرة تشكك حيث يظن كل طرف بأن الطرف الأخر يريد الإضرار به .
ومن ثم فإن الاتصالات والتشاور المستمر على المستوى الرئاسى بين مصر وزعماء القارة السمراء ولاسيما قادة دول حوض النيل خلال الفترة المقبلة سوف يخلق قاعدة لبناء الثقة المتبادلة والتى ستساعد على تحقيق الانفراجة المنشودة لحل الأزمات المثارة وخاصة التواجد الاسرائيلي بقوة في دول حوض النيل وهو التخوف المصري المستتر . علاوة على ذلك أهمية الزيارات التي قام بها المسئولين المصريين خاصة بعد ثورة 25 يناير وزياراتهم المرتقبة لكل دول القارة الأفريقية وخاصة دول حوض النيل مثل أثيوبيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية والتي سيكون لها بالطبع مردود إيجابى فى تقريب وجهات النظر والتفاهم وإيجاد قاعدة مشتركة نبنى عليها المزيد من الثقة المتبادلة والمساهمة فى إيجاد حل توافقى لأزمة مياه النيل يرضى عنها الجميع لأن الاتصالات والزيارات على المستويات الرئاسية والتشاور المباشر بين الحكام والقادة الأفارقة يساعد على إحداث فهم أكثر لمواقف كل طرف تجاه الآخر
ومن المعروف أن هناك قناة اتصال وتنسيق مع الوفود الشعبية والتى تعد مسألة هامة فى دعم الاتصال حيث يتم مدها بالمعلومات اللازمة – كما حدث مع الوفد الذى زار أوغندا أخيراً والذى التقى بالدكتور نبيل العربى وزير الخارجية - آنذاك - قبل جولته لأوغندا وذلك لإطلاعهم على أخر تطورات الأمور وتزويدهم بما يريدونه من إيضاحات
مما سيؤدي في النهاية إلي تفعيل الدور المصرى فى القارة الأفريقية فى المستقبل القريب وانقشاع أى غيوم عن سماء العلاقات المصرية مع دول القارة السمراء .


ناجي نعمان يُكرِّم جورج مغامس في "لقاء الأربعاء" الثَّالث والعِشرين

ناجي نعمان يُكرِّم جورج مغامس في "لقاء الأربعاء" الثَّالث والعِشرين
كرَّمَ الأديب ناجي نعمان، من ضمن موسم صالونه الأدبيّ الثَّقافيّ الرَّابع (2011-2012)، المعلِّمَ والإعلاميَّ والكاتبَ جورج مغامس، فاستَضافَه في "لقاء الأربعاء" الثَّالث والعِشرين.
رحَّبَ المُضيفُ بالحضور، وتكلَّم على ضيفه مُشَدِّدًا على الصَّداقة الحقَّة لديه؛ جرى بعدَها تناولُ جوانبَ إبداعيَّةٍ لدى مغامِس من قِبل كلٍّ من الشَّاعر الأديب عبده لبكي، والباحث الدُّكتور عصام حوراني، والمحامي الأديب رفيق غانم، والشَّاعر النَّقيب أنطوان رعد، والدُّكتور ميشال كعدي، كبير مُستشاري دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان.
وكانت مُراجعةٌ وجدانيَّةٌ من مغامس حول تجربته، كما تجربة كلِّ أديب، في هذا الوطن، وهذا الزَّمن، تميَّزَت بجرأة الموقف، ورقيِّ الصِّياغة، ارتجلَ الشَّاعرُ الياس خليل عند نهايتها في المُكَرَّم الأبيات الآتية:
إستـاذ مغامِس تحريـر الكلمــه علَّمنـا التّحريـر
إحساسَك إحساس النَّاس وصوتك من صوت الضَّميـر
إستاذ مغامِس إيدَيــك زرعـوا الإبـداع حواليـك
نسرك فوق القمّـه غطّ ومجـدك عالي مـا بينحطّ
وبتنحطّ العيـن عليـك
نسر زار القمّـه فـوق وعا النّجمات بيضرب طوق
ذوقك مصبح عا الإلهام وإلهامك مصبح عـا الذَّوْق

وتميَّزَ اللِّقاءُ بحضور حَشدٍ من مُحِبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: أسعد جوان، وجورج شامي، وجوزف مفرِّج، وريمون عازار، وإميل كبا، ويوسف عيد، وجان كميد، وجوزف أبي ضاهر، وإيلي مارون خليل، وجوزف سليم مسلِّم، وزاهي ناضر، وفؤاد أبو فرحات، ونبيل بو عبسي، وجوزف مسيحي، وسليم بريدي، ومارك سلامة، وإدمون صليبا، وروبير عبد الحيّ، وأنطوان صفير، وجورج بارود، وشربل عقل، وجوزف صفير، وأديب القسِّيس، وسمير خيَّاط، وشربل شربل، وضاهر المعوشي، وإميل أبو جودة، وحكمت حنين، وإيلي صابر، وريمون طحطوح، وبول غصن، وبيار غصن، بالإضافة إلى الأب سهيل قاشا، وموريس نجَّار وقرينته، وجميل دويهي وقرينته، وسمير أبي راشد وقرينته، ومن الجنس اللَّطيف: فيكتوريا سلموني، وماري-تيريز الهوا، ورُنه صالح، إلى عائلة المُحتفى به: زوجته لور، وشقيقه جوزف، وابنه فراس وعروسه ليال، وابنته لميس وزوجها داني صالح، وابن عمِّه جوزف.
هذا، وقام نَعمان بتسليم شهادة الاستِضافة إلى مغامِس؛ ثمَّ انتقلَ الجميعُ إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثّقافة بالمجَّان.

نادي الشمس يستضيف الشاعرة سحر الشربيني

نادي الشمس يستضيف الشاعرة سحر الشربيني
يُقيم نادي الشمس ندوة خاصة للشاعرة سحر الشربيني واللواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات السياسية والإستراتيجية يوم الجمعة الموافق 13 أبريل القادم.

2012/03/28

"خرافة كرت " شعر : مصطفى الحمداوي

خرافة كرت 
شعر : مصطفى الحمداوي
روائي وشاعر من المغرب
1
خرافتي
يا أحلى موسيقى تعزف على صلوات الحب
فراشة أنت تتحدى ألوان الطيف
ترقصين كشقائق النعمان في مروج بلدتي
وترسمين وشما أبديا على القلب
2
أحببتك
هكذا باغتني كيوبيد في لحظة انهزام
هكذا ورطني في خريطة شاسعة
فيها الصحاري
فيها الثلوج
فيها المروج
والأحلام
أحببتك حتى انني لا أجد فرصة لأنام
3
خرافتي
المسافة بيني وبينك شبر
أو لعلها ثلاثة آلاف كيلومتر
المسافة بيني وبينك
كحد السيف
كبقايا صفعة قبلة عابرة
أو كنسيم يحمل سلة من أريج عطر .
4
خرافة نهر كرت
نهر الحب والحياة والأساطير القديمة
جف الماء
ما عاد كرت كرتا .
ولكن الخرافة تسير على ضفافه
وسط حقول الزيتون والرمان
هكذا دأبت منذ زمان
خرافتي أميرة هاربة
تجر حكايات من ألف ليلة وليلة
تتزين بالذهب والماس والكهرمان
5
خرافتي
جنبك أنا لست في أمان
جنبك تلسعني رموشك التي تشبه سعف النخيل
وشعرك الطويل
يطوقني
يسربلني
يشويني بلوعة من ورد
أو من ماء بارد سلسبيل .

6
خرافتي
وتستمر الحياة
بين كلمة وكلمة أفتح الباب
علني أعثر عليك هناك كما تعودت
تقفين خلف الباب
وفي يدك مروحة
مكتبة
وعدة أسباب
لكنني لا أفهم سر الصورة
وسر النغم الذي يرسله كتغريد الرباب .
خرافتي
لا أفهم الأسباب
لا أفهم الأسباب
غبي
أحمق أنا
مجنون
ولكن عديني أنك ستفتحين لي الأبواب .



* كرت نهر يوجد بمحاذاة مدينة الدريوش في المغرب .

"كل شيء علي ما يرام" قصة بقلم: خيري عبدالعزيز عبدالباري

كل شيء علي ما يرام
خيري عبدالعزيز عبدالباري
لديه من الأسباب القوية ما جعل منحني الثقة يصل إلي أقصي مداه بعد مضي ستة أشهر كاملة منذ تعينه مديرا عاما بالشركة ذائعة الصيت, أولاها أن كل شيء علي ما يرام.
وفي هذا اليوم بالتحديد بدا ككبار الدبلوماسيين في حلته ونظارته السوداويين, وخطواته المتئدة الواثقة, ووسامته الجذابة, وابتسامته الحيادية. وتابعته العيون في إعجاب, وهو يدلف إلى قاعة الاجتماعات الرئيسية, لحضور الاجتماع النصف سنوي, حيث سيقوم بعرض بيان تفصيلي لإنجازات الشركة خلال الستة أشهر الماضية.
منذ تولي منصبه, وهو شعلة من النشاط المتدفق, وكانت له لمساته السحرية التي كانت أثارها بينة للعيان, وتفصح عنها خزينة الشركة. والأهم من كل هذا هو روحه الخلاقة الوثابة التي تملكت الجميع, وبثت فيهم طاقة وحماسة لم يعتادوها من قبل, ولم يره أحدا يوما منفعلا أو بلا ابتسامته الحيادية.
جالت هذه الخواطر في أذهان الحضور, بينما يصعد إلي المنصة لعرض ما لديه من إنجازات, ومقترحات مستقبلية.
وفيما يرتب أوراقه, ويستبدل نظارته السوداء بأخرى طبية على منصة جانبية خصصت لإلقاء كلمته كان أعضاء مجلس الإدارة يتوسطهم رئيس المجلس يحتلون مواقعهم خلف المنصة الرئيسة, ومن أمامهم اصطف رؤساء الأقسام والعاملين بالشركة.
شعر برعشة خفيفة في حاجبه الأيسر اختفت معها ابتسامته الحيادية على الفور, وامتدت يده في سرعة تستعيد النظارة السوداء, وتؤكد من وضعها.. وأد هاجس هاجمه في مولده, مؤكدا لنفسه أن كل شيء علي ما يرام.. وبلا تباطؤ بدأ يشرح مستعينا بشاشة العرض الاليكترونية, ما لديه من تقارير, ودراسات جدوى, وجداول حسابية, ورسومات بيانية, وأشياء أخري كثيرة هو بارع فيها أشد البراعة.
كل شيء كان عظيما.. وعلي ما يرام.. حتى كاد أن ينتهي..
بدأ الأمر بحالة صمت مفاجئ جاهد ليخرج منها بكل طاقته, فخرجت الكلمات مبهمة متآكلة الأحرف.. وبحركات غير واعية أخذ يصلح من وضع النظارة, حتى أفلتت من بين أصابعه المضطربة, لتظهر رعشة حاجبه الأيسر, وعينيه المتسعتين في رعب وهو ينظر لشيء ما خفي ومخيف.. وتحولت الرعشة في حاجبه إلي انقباضات قوية شملت شق وجهه الأيسر بأكمله... وسقط أرضا, وارتطمت رأسه بحافة المنصة في عنف, وتملكته حالة من التشنجات العنيفة, وهو يجرش أسنانه في قوة, وزبدا كثيفا ينساب من بين شدقيه. كل هذا وسط ذهول الحاضرين الذين التفوا حوله, وقد تباينت النظرات في عيونهم بين الإشفاق والتقزز..
عندما استكان, وبدأ يستعيد وعيه ربت على كتفه أحد العاملين في حنان, وجعل يمسح أثار الزبد من ياقة قميصه, والدماء المتجلطة علي جبهته من أثر الارتطام, وهو يقول مرددا: حمدا لله.. حمدا لله.. كل شيء علي ما يرام..

انجازات ثورة 25 يناير المصرية بقلم/أحمد علي صالح

انجازات ثورة 25 يناير المصرية
بقلم/أحمد علي صالح
مُحاسب بالأزهر الشريف

لم يكن أشد المتفائلين تقاولاً يتوقع أن تنجح ثورة 25 يناير 2011م بهذا الشكل الكبير فكل يوم من أيام الثورة الثامنة عشر كان سقف المطالب يزداد حتى تم ما أراد الثُوار بتنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك وتولي المؤسسة العسكرية المصرية مقاليد الحكم في البلاد في11فبراير2011م .
أكد شباب 25 بناير علي تحضر المصريين الذين اتهموا كثيرًا بالهمجية هم كوادر شباب 25 يناير الذين هتفوا كرامة – حرية – عدالة اجتماعية ................ فتحقق لهم ما أرادوا .
لقد كانت ولا زالت مصر وستظل دائماً قلب الأمة وبنهوض القلب ينهض الجسد ، ولقد نُهبت الثروات وانتشرت ظاهرتي الفقر والبطالة وتراجع التعليم والتنمية .
ولقد حققت الثورة المصرية التي قامت في 25 يناير 2011م انجازات كثيرة أنارت طريق المستقبل . فأول هذه الانجازات هو درس الإرادة .، فلقد أكدت الثورة المصرية أن إرادة الشعوب لا تعلوها إرادة إلا إرادة الله سبحانه وتعالى وأن القوة والجبروت مهما عظمت ستتحطم أمام إرادة الشعوب التي ذاقت الويل من إهدار الكرامة وانعدام الحريات والفقر.، فالشعب المصري تحرك بكل قوة عندما لم تكن القوى السياسيَّة على المستوى المطلوب .، فأفرز الرحم المصري شبابًا صغير السن لا ينتمي إلى لونٍ معين فجَّر الثورة وجرَّ معه كل القوى السياسيَّة .
وثاني الانجازات التي حققتها ثورة 25 يناير هي ظاهرة اللجان الشعبية التى سهرت طوال الليل تحرس مصر بعد تبخر وزارة الداخلية بعد جمعة الغضب والتي أثبتت أن شباب مصرلم تمت روحه بالكامل رغم استحكام السلبية واللامبالاة .
لقد أظهرت هذه اللجان أن شباب مصر به طاقات مـُخدَّرة من العزيمة والتعاون والوطنية .. يكفيك مثال بسيطاً حركة المرور التى نظمها المتطوعون بمنتهى السلاسة والدقة ودون دفاتر أو ( معلوم ) .
لقد فضحت ثورة 25 يناير منظومة الفساد المتكاملة والتي تعتبر الأشد والأفتك فى العالم ، وقد شملت علماء سلطان و صحفيون كاذبون منافقون ورجال أعمال فاسدون .
لقد أثبتت الثورة أن أهمية مصر للمنطقة وللعالم هي أهمية قصوى ، فبلد بهذه القوة السكانية والموقع الاستراتيجي الفذ والموارد لابد أن يُسيطرَ عليه سيطرة ذكية لا تسمح بجعله قوة عظمى تنافس أقوياء العالم فتُضيق عليهم ولا جعلها ضعيفة متهالكة لدرجة الفوضى التامة .
نحن لا تنقصنا الإرادة ولا الصمود ولكننا في حاجة إلى إرادة القيادات إرادة تلبي احتياجاتنا في النهوض والمستقبل .
ولتكن الثورة الشعبية في مصر علامة فارقة في تاريخنا للاستفادة منها قبل فوات الأوان لأن الشعوب صبرت كثيراً وبدأت تستعد لإنهاء صبرها بعد أن انقشعت حواجز الخوف .، فعلى قياداتنا حسم خياراتها التي تتعلق بمصيرنا