الصفحات

2012/04/21

لاعزاء للثقافة في احتفالية اليوم العالمي للكتاب


لاعزاء للثقافة في احتفالية اليوم العالمي للكتاب
أحمد طوسون
يمر الاحتفال باليوم العالمي للكتاب على الساحة الثقافية المصرية مرورا باهتا لا يليق بالمناسبة التي اتخذها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (اليونسكو) لتكون يوما للتشجيع على القراءة و حفظ لحقوق وتشجيع المؤلفين ويوما عالميا للكتاب.. وكنت أتصور أن يكون الاحتفال لائقا بقيمة الكتاب وأهميته وبخاصة في بلدان تتطلع إلى مستقبل جديد بعد أن شهدت ثورات أطاحت بنظم قمعية لم تعرف أو تقدر قيمة العلم والثقافة.. ولكن للأسف الشديد يبدو وكأن شيئا لم يحدث واكتفت مؤسسات الثقافة في بلادنا بعقد ندوات داخل جدرانها كهيئة الكتاب مثلا، أو كما كنا نزمع في لجنة ثقافة الطفل بعقد ندوة بهذه المناسبة بإحدى قاعات المجلس الأعلى للثقافة( لا أعرف حقيقة ستعقد أم لا!)، وكذلك الأمر تعقد نقابة الصحفيين وبعض المؤسسات ندوات شبيهة لايحضرها إلا عدد محدود ولا يشعر بها عامة الشعب.
وكنت أتصور أن يتم التنسيق بين وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم وكافة مؤسسات الدولة للاحتفال بهذا اليوم احتفالا شعبيا يترك أثره في وجدان الناس وأن نرى أطفال المدارس يخرجون إلى الحدائق العامة بصحبة مدرسيهم لقراءة الكتب، وأن تنظم وزارة الثقافة مكتبات متنقلة في كل محافظات مصر وأن يتم توزيع الكتب المتراكمة بهيئات الوزارة على طلبة المدارس تشجيعا للقراءة وعلى الموظفين بمصالحهم الحكومية.. وأن تنظم احتفالية كبرى بميدان التحرير بالاشتراك مع شباب الثورة احتفالا باليوم العالمي للكتاب وإبرازا للوجه الحضاري للثورة المصرية وصدا لأي دعوات تحاول الحجر على حرية الإبداع.. وأن يخصص الإعلام العام والخاص برامجه للدعوة إلى القراءة وعرض الكتب واستضافة الكتاب والمفكرين.. وأن تنظم مسابقات أدبية في كافة مناحي الإبداع توزع جوائزها في هذا اليوم كما تفعل كثير من دول العالم.
 كنت أتمنى أن يخصص مجلس الشعب جلسة من جلساته في هذا اليوم ليناقش قوانين الحماية الفكرية ويضع الضمانات التي تكفل للكتاب الحصول على حقوقهم المادية الناتجة عما ينشرونه من كتب وإصدارات.. إلخ
ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه..
 وكالعادة ستمر احتفالية اليوم العالمي للكتاب، والكتاب آخر ما يفكر فيه المسئولون والساسة في بلادنا، ويبقى الكتاب وحيدا على أرفف المكتبات أو بين صقيع ورطوبة مخازن هيئات وزارة الثقافة واستمر عن عمد إعلامنا غائبا عن نشر الوعي بأهمية القراءة والثقافة لمجتمع ينشد التغيير بينما تركوا الساحات للدراويش وأتباعهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق