الصفحات

2012/05/12

حنان بيروتي في " ليل آخر " عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن

حنان بيروتي في " ليل آخر " عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن

   صدر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، المجموعة القصصية السادسة للكاتبة الأردنية"حنان بيروتي"بعنوان"ليل آخر" ضمت المجموعة إحدى وأربعين قصة قصيرة متفاوتة الطول ،وكتب المقدمة الشاعر المصري "أحمد فضل شبلول" الذي يعمل حاليا في مجلة العربي ومنها " وسط هذه الرؤى المتشابكة إبداعا ونقدا يبرز اسم الكاتبة الأردنية حنان بيروتي التي تابعتُ إنتاجها القصصي منذ سنوات على بعض المواقع والمدونات بشبكة الإنترنت، وعلى بعض صفحات المجلات الورقية.

وقد لاحظت أنها استطاعت في كثير من قصصها القصيرة جدا أن تحقق تلك المعادلة الصعبة التي تكمن ما بين الحيز أو المساحة والإبداع المتألق. ولعل المجموعة القصصية التي بين أيدينا الآن "ليل آخر" تؤكد هذا الأمر.

احتوت مجموعة "ليل آخر" على واحدة وأربعين قصة، تنوعت ما بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، دارت معظم أجوائها ـ كما تشي عنواينها ـ ما بين العتمة والجوع والبكاء والغفوة والإغفاءة والدمعات والضجيج وسوء الفهم والخطى العارية والنداءات والدوائر والليالي والظلال.. إلى آخر هذا العالم الإنساني الكثيف الذي تصوره الكاتبة بمعالجات فنية مختلفة، وبضمائر متنوعة وخاصة ضميري المتكلم والغائب، مع ملاحظة عدم تسمية شخوص القصص في معظم الأحيان، لتظل القصة حالة من حالات الغليان أو التشظي الإنساني التي لا تشير إلى شخص بعينه، فمثل هذه الحالة التي تنقلها لنا الكاتبة من الممكن ان تنطبق على أشخاص عديدين، أو أشخاص آخرين غير شخوص القصة المعينة.

أحيانا نشعر أن آبار الذكريات قد فُتحتْ على اتساعها، وأن الكاتبة تستخرج كلماتها ومشاعرها ورؤاها من هذه الآبار، وأن البوح الإنساني والشجن الدافئ والصراخ الهامس، والهمس الصارخ يسيطر على عوالم بعض القصص، في حين تسيطر التكنولوجيا والحواسيب والعلاقات الإنسانية الباردة "غربة باردة تباغتها وهي تنام في فراش وبين جدران لم تعد تألفها" على عوالم قصص أخرى."
ومن قصص المجموعة نقرأ قصة
عتمـة !

      انقطع التيار التيار الكهربائي بغتة، لعنتْ المرأة الحظ المنحوس، وظلتْ أصابعها ممسكة بجورب كانت قبل لحظات منهمكة في رتقه، تفكر... ماذا تدبر لولدها ليلبسه عند ذهابه للمدرسة غدا؟ وحصة الرياضة يوم الثلاثاء وما تتطلبه من زي آخر غير زي  المدرسة المتكرر  والذي أمكن تدبيره من هنا وهناك.
           تحدق بالعتمة المفاجئة، يرتسم أمامها وجهه المحتقن ودمعته الحارقة وهو يخبرها كيف أجبرهم  استاذ الرياضة على خلع الأحذية ليعلمهم مهارة جديدة أسماها "الوثب العالي"  وكيف أضطر لخلعه وانكشف جوربه المثقوب، وتناهتْ لمسامعه تعليقات من زملائه مبطنة بالسخرية  تلتها أخرى جارحة وصريحة  في استراحة الخمسة  دقائق بعد  انتهاء الحصة.
        أغمضتْ عينيها بألم كأنما  لتمحو تلك الصورة وتلوذ من وقعها الثقيل، تخيلت نفسها في السوق تشتري له زياً وجواربَ جديدة ، تخيلته يقفز في  الهواء  ببدلة رياضية مناسبة مجتازاً العارضة قبل لن يهبط على الفرشة السميكة برشاقة، ويصفق له الجميع!  وجدتْ نفسها تبتسم بفرح صافٍ حتى دمعت ، فجأة انبعث النور، تبددت الصور وتلاشت تلك الفرحة، ابتلعتْ دموعها وتابعت رتق الجورب علّه يجده جاهزًا صبيحة الغد!"
ويذكرأنّ الكاتبة "حنان بيروتي"فازت بجوائز أدبية منها:
                      *جائزة القصة القصيرة في مهرجان البجراوية للإبداع الثقافي النسائي العربي الأول في الخرطوم - 2005 
                       * مسابقة الحارث بن عمير الأزدي-ملتقى بصيرا الثقافي –الطفيلة2007-المركز الأول في القصة القصيرة.
                      *جائزة ناجي نعمان الأدبية العالمية-  جائزة الإبداع-جوائز من خارج المسابقة للعام 2007.
*فازت في مسابقة" قصص على الهواء"التي تجريها مجلة العربي الكويتية بالتعاون مع إذاعة البي بي سي البريطانية بخمس دورات، ونُشرت إحدى القصص الفائزة بعنوان "حكاية ظل"في كتاب العربي 76"قصص على الهواء/ بأقلام شابة".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق