.jpg)
بئر الروح
شعر : مصطفى الحمداوي
1
أحفر بئر الروح
هكذا لأستغني عن العرافين
وأضرب حجرا بعصفورين
رأيت ..
الماء الأخضر الشائع كالبقدونس اليتيم
يشم رائحة السماء
كم من عابر مر ولم ينتبه لظله الهارب
كم عابر
تذكر فجأة
أن الغزاة كانوا هنا
وأنهم قتلوا كل رعاة القبيلة
وعادوا هاربين
2
هؤلاء الغزاة
اعتقدوا أن التاريخ يسير عكس التيار
وأن الأحجار
ثمار الأرض الجميلة
والخطيئة
ما اقترفته آلهة الأرض
في حق الرعية
حين ابتسمت
حين أعلنت الفرح
ورفعت الرايات
والآيات
3
كانت لعبة الروليت
توثق للموت
وتوثق للدم والدمار
هناك ..
دائما هناك
كان ينبغي لصورة
أن تلتقط قرب جدار
أو حديقة
أو طيف قديس مزيف
إبليس مغفل ..
منهار
ابتسم السياح قرب حائط برتغالي عتيق
هكذا أسدل الستار
لن تستمر المسرحية أكثر من دقيقة
4
قالوا
تلك الفتاة لا تنتمي لدم النبلاء
ليست فقيرة
ليست حقيرة
ولكنها مرة كالحنظل
كعواء ذئب يسقط وسط الصمت
في ليلة شتوية
أو في رحابة الهواء
5
تلك الفتاة
لن تباع في سوق الرقيق
لكنهم
اشتروا أساورها والخلاخل
اشتروا
كلماتها التي لم تقلها
صورتها التي لم تلتقط لها
ثم اغتالوها
برحيق زهر ياسمين
استنشقته بصمت بارد
حتى الموت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق