الصفحات

2012/06/16

دراسة أدبية حديثة عن دائرة السكر في أسيوط


دراسة أدبية حديثة عن دائرة السكر  في أسيوط
انتهت الكاتبة والناقدة الدكتورة سحر محمود عيسي من إعداد دراسة أدبية حديثة عن المجموعة القصصية "دائرة السكر" التي صدرت عن دار هيباتيا للأديب الشهير نعيم الأسيوطي عضو اتحاد كتاب مصر والأدب المركزي بأسيوط، وتضم 20 قصة قصيرة تقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، وتعد بمثابة الكتاب التاسع للمؤلف بعد أعمال متنوعة في الفنون الأدبية شملت المسرح والرواية والقصة.
تقول الدكتورة سحر محمود عيسي خلال دراستها أن دائرة السكر تفتح الأبواب الموصدة في داخل القارئ ليجد في نفسه حياة أخري كادت أن تموت وتندثر لكنها تقابل حبات المطر ونسمات العطر فتصحو من جديد لتستقر في جنبات المكان والزمان الذي يحيط العمل الأدبي، خاصة وأن المجموعة تستقبل قارئيها برائحة الأرض الطيبة والملامح السمراء والنبت النوراني الأصيل والقلب القابع خلف استار الهموم والأوجاع يعاني غربة ويشكو تمزقاً، ويعاني أوجاع الحياة المرهقة التي تشبه رحلة السفر الطويلة بلا اتجاه أو طريق أو مسار، فيها من العثرات ما فيها لكنه لا يزال حيا.
توضح الدكتور سحر محمود أن شخوص المجموعة نبات متحرك له نبض وروح وحياة وأنفاس تتنوع بين النفوس الإنسانية التي تكابد وتعاني وتتشبث بأنفاس الروح الأخيرة، وبين النفس التي تكسرت أوصالها على عتبات الحياة القاسية تعيش صراعاً بين ما كانت تأمله وما وجدته ماثلا بين يديها، ثم هؤلاء المهمشين الذين سقطوا سهوا من ذاكرة أوطانهم يسيرون بأنفاس ممقة حتي تغلق ستائر اللحظات الأخيرة، فيفارقون الحياة أمواتا.
وتضيف الناقدة سحر أن نعيم الأسيوطي أستعان كثيراً بالمشاهد الوصفية التي تستخدم لغة السرد الذي يحقق نوعا من الترابط والتلاحم بين أجواء العمل، لا سيما عندما يستهل القصة بهذه المشاهد وكأنه يجلس في ركن بعيد يتأمل المكان والزمان يلتقط عبق اللحظة المسيطرة على وجدانه ويمضي مع خيوطها برفق لينسج منها في النهاية مشهدا كليا له روح ونبض وحياة.
يقول الناقد عبد الحافظ بخيت رئيس الأدب المركزي بسوهاج وعضو اتحاد كتاب مصر أن المجموعة مرآة عاكسة لما يجري في الحيزات الزمنية والمكانية لمجتمعنا، ينتقل فيها الكاتب من العبثية التي استولت على مشاعرنا وتفكيرنا إلي التمرد، معبرة عن واقع حياتنا المهلهل والمهتز باستمرار، مع وجود رابط يجمع بين ققصها وهو العبث الوجودي الذي يحمل بعدا ذهنيا ونفسيا من خلال المزج بين الخيالي والواقعي والمعادلة بين الواقعي والميتافيزيقي أو الواقعي والرمزي.
من الجدير بالذكر أن "دائرة السكر" لكونها علامة خاصة في طريقة وأسلوب الإبداع القصصي فهي ضمن الأعمال المنافسة حالياً على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الإبداع القصصي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق