الصفحات

2012/06/13

في ندوة نتيلة راشد: عبدالناصر قال لها لا يهم الاشتراكية المهم أن يقولوا مجلة مصر


في ندوة نتيلة راشد: عبدالناصر قال لها لا يهم الاشتراكية المهم أن يقولوا مجلة مصر
غياب كبير لكل مسئولي الثقافة عن ندوة نتيلة راشد!
كتب: أحمد طوسون
ربما لم يلحظ أحد وجود نتيلة راشد بالصف الأخير بقاعة المجلس الأعلى أمس ترمق الحضور عن بعد.. تتأمل وجوه العائلة والأصدقاء والتلاميذ يحتشدون بالجانب الأيمن بالقاعة وتتأمل وجوه أعضاء لجنة ثقافة الطفل في الجانب الأيسر من القاعة.
لحظتها وأنا أغادر القاعة لألحق بالعربة التي ستعود بي إلى مدينتي وكدت ألا أعرفها، ولي عذري فلم أحظ  من قبل بمقابلتها ولم أتخيل أن المرأة التي وقفت للسادات تطالبه بالاهتمام بالأطفال ومشاكلهم فيقول ساخرا " أما نحل أولا مشاكل الكبار" تلك الرواية التي أشار لها مقدم الندوة الكاتب الصحفي محمد الشافعي والذي أشار إلى إصرارها على تكملة حديثها ومطالبة السادات بوضع ثقافة الطفل في أولويات اهتمام الدولة.. ربما كان طبيعيا أن تتحدث الأديبة نجلاء علام عن لقاءاتها بالراحلة الكبيرة أثناء إعدادها لدراستها عن صحافة الأطفال، وأن تتحدث د.شهيرة خليل عن الرحلة التي بدأتها نتيلة راشد وأكملتها د. شهيرة خليل في مجلة سمير.. لكن الكاتب الكبير عبدالتواب يوسف كان حديثه مختلفا لأكثر من سبب فهو شريك الرحلة والكفاح، وهو واحد من الحكائين الكبار وأحد الشهود على وقائع فنية وثقافية وسياسية في حقب الحكم المختلفة عقب ثورة يوليو يجب أن تفرد لها المساحات، وفي روايته لحديث نتيلة راشد مع جمال عبدالناصر عن أن بعض الدول العربية تتعمد عدم توزيع مجلة سمير نظرا لما تحويه من بعض الأفكار الاشتراكية، فعقب عبدالناصر قائلا: " لا يهم الاشتراكية، المهم أن يقولوا مجلة مصر في مواجهة سيل الإصدارات الأمريكية والغربية".
ما بين رؤية عبدالناصر للثقافة ودورها والغياب الرسمي للمسئولين عن الثقافة عن ندوة نتيلة راشد.. يبدو الفارق واضحا بين ما كنا في بدايات ثورة يوليو، وما صرنا إليه في بدايات جمهوريتنا الجديدة التي ما زالت تتشكل في الأفق ويبدو المشهد الثقافي فيها في أبهت صوره.
لعلها ابتسمت في وقار القديسين وهي تسمع عبدالتواب يوسف يتحدث عن فضلها في إنشاء كتب الهلال للأولاد والبنات ورئاستها لتحرير كتاب الهلال للأولاد والبنات ويستعرض الإصدارات التي خرجت أثناء رئاستها للتحرير قبل أن تختلف مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة كما اعتادت في مشوار حياتها الحافل من أجل قناعاتها.. لم أتوقع تلك المسحة من الطيبة والأمومة المتدفقة من امرأة حاربت من أجل صحافة وثقافة الأطفال رجال المؤسسات والدولة.
كانت كلمات هشام يوسف مفعمة بالشجن والحنين بعد كلمات لعبده الزراع وفريال صالح وأشرف زايد عن ذكرياتهم معها في العمل والحياة.
ربما كنت أتمنى أن انتظر كلمات عصام يوسف الابن الذي ظلت تدون عبر سنوات مقالها بمجلة سمير مذكرات عصام استلهاما لعلاقاتهما معا.. لكن كنت مضطرا للحاق بالسيارة التي ستحملني إلى مدينتي البعيدة.. وإذا كان صديقي محمد الشافعي مدير الندوة حرص على تمرير الكلمة بالدور دون مراعاة أنني الوحيد من خارج العاصمة فقد غادرت القاعة راضيا لسببين أولهما الأول لأن أستاذنا عبدالتواب يوسف لن يستطيع أن يتهمني كعادته بمقاطعته والاستحواذ على الكلمة وثانيهما وهو الأهم أنني الوحيد الذي رآها وانتبه إلى وجودها وحظيت بحوار قصير معها أثناء خروجي من القاعة.. نعم هي قالت أنها تفهم ما أقصده.. هذا وطن لا يعير ثقافة الطفل اهتماما حقيقيا، وطن يحتفي بالموظفين أكثر من المبدعين، ولو كانت نتيلة راشد موظفة كبيرة بوزارة الثقافة لضجت القاعة بالكبار من ذوي الياقات البيضاء..
فقط إن كان أحد ينتبه لما نكتب وإذا كان وزير الثقافة أو رئيس هيئة الكتاب، أو رئيس هيئة قصور الثقافة أو أي مسئول يملك أن يعيد إصدار كتابات الراحلة الكبيرة في طبعات جديدة تكريما لها ومن أجل الأجيال الجديدة التي لم تعرفها.
وداعا ماما لبنى.

هناك تعليق واحد:

  1. دائما من يكون فعلا مبدعا ومخلصا في رسالته الادبية او الفكرية يبتعد عن الاضواء ويكون الحياء سمته الازلية ..وبالعكس من يكون همّه الدنيا واضواءها تراه في كل واد ينعق ويفرش ريشه الأجوف كالطاووش>>وما أكثرهم؟!!!

    ردحذف