الفئران
هيثم عبدربه السيد
جارتنا( أم موسى) الصهيونية-هكذا تصفها أمي دائما-لاتكل أبدا
عن إثارة المشاكل منذ أن حطت على حارتنا وأبنائها السبعة كهم ثقيل مقيم
بذلك البيت العتيق الذى يعلم الجميع أن أباها بمكره استولى عليه قبل أن
يموت من احد شيوخ الحارة .
الأسبوع الماضى خرجت واخى (على) وأختى الصغيرة (مى) نلعب
الحجلة.. ظهرت لنا
( أم موسى) على عتبة دارها وطلبت منا بصوت خفيض وهى مغمضة إحدى
عينيها أن نلعب بعيدا عن دارها.. ردها
على - دى حارتنا وإحنا بنلعب هنا
من زمان.
احمر وجهها وغمغمت بكلمات التقطت آخرها.."ياولاد
الكلب" ثم تاهت فى ظلمات دارها. لحظات وظهرت مرة أخرى على عتبة الدار وبين
يديها دلو ملئ با لماء والصابون ,طوحته تحت أقدامنا وصفعت الباب وهى فى طريقها
للداخل .حاول على أن يحتفظ بتوازنه وهو يحجل فوق الماء والصابون لكنه لم يفلح،طوحه
الصابون فى الهواء ،ارتطم بعدها بالأرض مع صرخة زلزلت كيانى جعلتنى
أنكب عليه وهو لايزال يصرخ قابضا على قصبة إحدى قدميه..رفعت يده بالكاد عن موضعها
فأفزعنى مارأيت. طرت إلى البيت وعلق بلسانى نداء متكرر على
أمى ,وصلت دارنا ،صرخت وأنفاسى تتقطع ........
- على وقع على الأرض ورجله انكسرت.
وأخذت أرددها حتى جذبتنى أمى من ذراعى وهى تصرخ خارجة من البيت
,سألتنى عن مكان سقوطه ، أفلت ذراعى من قبضتها وطرت أمامها . صراخ أمى أيقظ نائمو
الظهيرة، تبعوها حتى وصلت إلى على .. احتضنته بطينه،تبرع أحد الذين تبعوها وثبت
ساقه ومن تليفونه المحمول طلب إسعافا.
قالت مى وهى تنهنه جاذبة طرف ثوب أمى -
أم موسى هى اللى دلقت المية والصابون وإحنا بنلعب. ومن حيث لاندرى ظهرت( أم
موسى)وأقسمت بدينها وأيمانها أن الماء والصابون كانا بالشارع قبل أن نلعب وأنها لم
تدلقها وانفجرت تتهمنا أننا ندعى عليها وأخذت تتلوى وتصفق بيديها وفى النهاية شقت
جلبابها من أعلى فانحسرت بعض العيون خجلا وحدقت اخرى.
وعندما وصلت عربة الإسعاف..حملت أمى أخى على وصعدت به العربة
وقبل أن ينغلق عليهما باب السيارة لمحتها تنظر إلى أم موسى ولم تنزل عينيها حتى
أقفل باب العربة .
فى اليوم التالى...عائد أنا ومى من المدرسة فلمحت أم موسى
من وراء ضلفة شباكها
الموارب والمطل على الشارع وعندما صرنا بمحاذاتها سمعت صوتها
الخفيض
- ودينى
لأعلمك الأدب يامفعوصة.
قبضت على يد مى وهممت فى خطاى فانفتح باب دارها عن فئرانها
السبعة يعترضون طريقنا ,حاولنا الفرارفتحلقوا حولنا من كل اتجاه ,وجدتنى ألتقط
حجرا ملأ يدى وبكل ماأوتيت من قوة قذفت فى أضخمهم جثة فارتطم الحجر بأسنانه
الصفراء ،سال الدم من فمه ومن شفتيه وهو يصرخ بهستيرية ..انطلقت أم موسى إلى الشارع
كالممسوسة وأخذت تركلنى وهى تسب وتلعن ....
ومن بعيد لمحت أمى تجرى نحونا ومن خلفها بعض من عماتى وخالاتى
وأبنائهن وماإن وصلوا تفرق أبناء ام موسى كالفئران فى كل أنحاء الحارة وخلفهم
أبناء عماتى وخالاتى وكأنى سمعت طقطقة عظام أم موسى تحت أمى وعماتى وخالاتى.
القصة تمثل جزء من الحارة في الحياة المصرية والمشاكل التي تحدث بسبب الأطفال ... لكني أشتم منها دعوة لاستخدام العنف لحل المشاكل ... قصة صغيرة أحداثها كثيرة ...
ردحذف
ردحذفVielen Dank ... Wo neue Themen?
القصة تحكى قصص الكثير منا وهى رائعة ولكنى اؤيد من قال ان انهاؤهابالعنف ليس صائبا
ردحذف