الصفحات

2012/08/30

كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟


بعد مرور شهرين على تولي محمد مرسي الرئاسة
كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟
القاهرة - إيهاب مسعد
كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟ كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟ كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟ كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟ كيف يرى المثقفون المصريون المشهد السياسي والثقافي في البلاد؟
تولى الدكتور محمد مرسي منصب رئيس مصر منذ شهرين تماما، وهو أول رئيس مدني منتخب وفق انتخابات حرة ونزيهة، وتولى الحكم عقب فترة انتقالية أدارها المجلس العسكري بارتباك شديد وأسهم بصورة أو بأخرى في احتقانات حادة بين التيارات السياسية المختلفة وبخاصة ما يعرف بالقوى المدنية (ليبرالية ويسارية وتيارات مستقلة ووليدة)، وبين ما يعرف بقوى الإسلام السياسي.. انتهت بوصول رئيس ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر.

لذلك نرصد المشهد السياسي والثقافي بعد تلك الفترة الوجيزة من حكم الرئيس محمد مرسي في عيون مثقفي مصر الذين التقت بهم "العرب" لاستطلاع آرائهم..

ملفات كثيرة لم تحسم بعد
بداية يقول المدون والقاص أحمد طوسون: بالنسبة للمشهد السياسي في حكم الرئيس محمد مرسي، فإنه مع بداية حكمه كان على الرئيس حسم صراعين أساسيين ليستتب له الحكم: صراع مؤسسة الرئاسة التي يمثلها مع المجلس العسكري والانتصار لمدنية الدولة وإنهاء حقبة الحكم العسكري بصوره المباشرة وغير المباشرة، والصراع الآخر الذي يجب حسمه ليصبح رئيسا لكل المصريين الصراع مع جماعة الإخوان وقياداتها، رغم انتماء الرئيس الفكري للجماعة ودورها المؤكد في نجاحه، ليثبت تحرره من كافة الضغوط المفترضة للتأثير على قراراته لصالح مصلحة الدولة، وليبقى على مسافة واحدة كرئيس لكل المصريين من كافة القوى والأحزاب السياسية.
ويشير طوسون إلى أنه بالنسبة للصراع الثاني فقد بدأ الرئيس حكمه بقرار غير موفق حين حاول إعادة مجلس الشعب المنعدم بحكم المحكمة الدستورية لصالح وعود انتخابية قطعها على نفسه، ولإرضاء جماعته السياسية (جماعة الإخوان)، وهو ما أجج الصراع من جديد وظهر الخلاف واضحا بين القوى السياسية الأخرى خوفا على دولة سيادة القانون، وربما كانت استجابة الرئيس وتراجعه خطوة صحيحة لتصحيح خطأ كبير لم تكن الدولة الوليدة في حاجة إليه بقدر حاجتها إلى التوافق الوطني الواسع والتأكيد على احترام القانون.
ويؤكد أحمد طوسون أن قرارات الرئيس مرسي الأخيرة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإنهاء ازدواجية السلطة مع المجلس العسكري منحت الرئيس بداية جديدة تصلح للبناء عليها سياسيا لبداية حقيقية مع كافة القوى السياسية، شريطة أن تحسم مؤسسة الرئاسة المخاوف من انحيازاتها لفصيل سياسي على آخر وأن يثبت لنا الرئيس على مسافة واحدة من كل القوى ومنها جماعة الإخوان المسلمين رغم انتمائه الفكري والأيدلوجي لها، وأن تتميز قراراته على الأرض بالسرعة والحزم وبخاصة في مجالات الأمن والإصلاح الإداري لكافة مؤسسات الدولة، والالتزام بسيادة القانون وتطبيقه على الكافة بذات المعيار، وأن يثبت لنا مع الأيام نجاحه في اجتياز محنة الاعتداء السافر على قواتنا المسلحة في سيناء. أما المشهد الثقافي فيرى طوسون أن الصورة غير مطمئنة على الأقل في الإشارات التي ظهرت مع بدايات حكم الرئيس، فإغفال دعوة ممثل لاتحاد الكتاب في اجتماع الرئيس برؤساء النقابات المهنية يمثل تجاهلا واضحا للثقافة والمثقفين، وإعادة اختيار وزير الثقافة الذي استقال من منصبه في أثناء تسيير حكومة الجنزوري أعمالها في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، يعني في حقيقة الأمر تجميد حال الثقافة في الفترة الراهنة ظنا من الدولة أن هناك من القضايا ما هو أهم من الثقافة، وهذا في حد ذاته تصور كارثي وتجنيب للحكومة من الصدام مع إشكاليات كبيرة في الثقافة المصرية يجب حسمها، وأولها ضرورة الحفاظ على حرية الإبداع والفنون المطلقة، وثانيها رسم استراتيجية واضحة للثقافة المصرية تعيد لها حضورها الناعم والمؤثر في المشهد الثقافي العربي والعالمي.

الفترة القادمة ستشهد صدامات
من ناحيته يؤكد الكاتب الروائي خليل الجيزاوي أن الرئيس محمد مرسي لم يف بكل ما تم الاتفاق عليه مع القوى السياسية خلال مرحلة إعادة الانتخابات على مقعد رئيس الجمهورية بينه وبين المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق، فقد وعد المرشح الرئاسي د.محمد مرسي أن يكلف شخصية اقتصادية توافقية لمنصب رئيس الوزراء، ولكنه كلف أحد الوزراء من حكومة د.كمال الجنزوري وهو الدكتور هشام قنديل المحسوب بتعاطفه مع الجماعات الإسلامية، وظل د.قنديل يبحث طوال أكثر من أسبوع عن نائب لرئيس الوزراء من المجموعة الاقتصادية، ولكن أيضا كل من تقابل معهم رفضوا قبول هذا المنصب، وهكذا أعلنت حكومة د.قنديل بدون منصب نائب رئيس الوزراء للمجموعة الاقتصادية، وكذلك على الصعيد الأمني لا يزال الموقف كما هو من فزع وخطف وخوف بين فئات الشعب المختلفة.
ويشير الجيزاوي إلى أن التضييق على الإعلاميين والاعتداء عليهم سبة على جبين الفترة الأولى لحكم الرئيس مرسي، فقد تم الاعتداء على الكاتب الصحافي خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع على يد بلطجية جماعة الإخوان المسلمين، فقط لأنه يخالفهم الرأي، فكل هذه الأحداث تشي وتؤكد أن الفترة القادمة ستشهد صدامات أخرى كثيــــرة بين جماعة الإخـوان المسلمين التي تؤمن بمبدأ المغالبة ولا تؤمن أبداً بمبدأ المشاركة بالحكم.

الوضع المضطرب لا يسمح للمبدعين بإخراج الأفضل
أما الشاعرة دينا عاصم ففي تحليلها للمشهد السياسي لم تختلف كثيرا عن أحمد طوسون وخليل الجيزاوي، حيث ترى أن الدكتور محمد مرسى لم يتول حكم مصر إلا من شهرين،كان في بدايتها بلا صلاحيات وكان العسكر يناوئونه بإعلام اعتاد التدليس وتربى على يد المخلوع، وداخلية ترفض العمل متعمدة إجهاض أي إحساس لدى الناس بالأمان والاستقرار.. أما وقد أمر الرئيس مرسي بإحالة المشير وعنانه للتقاعد فقد بدأ بالفعل حكم البلاد، ونحن عين مراقبة له، فإن أصاب شجعناه وإن أخطأ قومناه.. وهذا لم يحدث إلا من أيام..
وأضافت: والآن لن نعرف مدى انحياز الرئيس محمد مرسي للشعب والثورة إلا من خطوتين هما المحك الرئيسي له، وهما الإفراج عن المعتقلين المدنيين الذين تمت محاكمتهم عسكريا واعتقالهم بلا سبب وبتهم ملفقة من العسكر منذ قيام الثورة وحتى اليوم، والأمر الثاني هو تأسيسية الدستور، فمنها سنرى هل سيستحوذ فصيله الإخواني على التأسيسية أم سيكون الأمر مشاركة لجميع فصائل الشعب لكتابة دستور يليق بالجمهورية الثانية ويليق بثورة أبهرت العالم؟ وهنا نستطيع أن نطمئن على مستقبل مصر لأن الدستور هو الذي سيحكم الجميع ويحدد صلاحيات كل فرد في السلطة.
أما الوضع الثقافي فترى دينا عاصم أنه وسط تلك التشككات والقلق لن يستطيع المجتمع الثقافي أن يفرز أعمالا ذات ثقل، وحتى يستقر الحال سيظل الوضع مضطربا لا يسمح للمبدعين بإخراج أفضل ما لديهم خاصة أن مزاج الناس لا يسمح بتقبل أي عمل ثقافي اللهم إلا ما يلقيه لهم الإعلام الفاشل من فتات أنصاف المبدعين.

ضرورة التفاعل الإيجابي مع الظرف
أما الكاتب الإعلامي محمد جراح فله رأي مختلف حيث يقول: إننا ما زلنا في بداية مرحلة ومن الصعب الحكم على الأمور بمثل تلك السرعة، فالرئيس لم يمض على وجوده في السلطة أكثر من شهرين، والشهران قليلان لبناء رأي قاطع في ذلك الأمر، لذا علينا التريث، وعلى المثقفين أن ينخرطوا في العمل من أجل الوطن، وأن يدعوا انتماءاتهم الحزبية إن وجدت ويعلوا من انتمائهم لوطنهم، وتجربة الإخوان في الحكم هي تجربة جديدة وعلينا أن نعطيهم الفرصة ثم نحاسبهم بعد ذلك، لذا فأنا شخصياً مع إعطاء الرئيس وجهازه المعاون الفرصة للعمل، لكن أن نحط من قدرهم أو نعترض عليهم قبل أن يبدؤوا فهذا لا يصب في مصلحة الوطن.
ويضيف جراح: المثقف مقاتل وعليه أن يكون دائما في الصف الأول وليس عليه الانتظار لأننا في ظرف تاريخي يتطلب تدخله الإيجابي، وعليه من خلال تفاعله الإيجابي أن يرصد ويحلل وسوف يخرج بمواد وتفاصيل كثيرة تكون منطلقاً لإبداعات جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق