الصفحات

2012/08/07

" تاج الجنيات" رواية جديدة لوفاء شهاب الدين

" تاج الجنيات" رواية جديدة لوفاء شهاب الدين


تقع الرواية (الصادرة عن دار اكتب للنشر والتوزيع) في 195 صفحة من القطع المتوسط وهي الرواية الخامسة لوفاء شهاب الدين التي تتسم كتاباتها بلغة شعرية مميزة وتلتزم خطاً واقعياً ممتزج برومانسية ناعمة تذكرنا بعصور الأساطير وقرون قصص الحب الخالدة.

يبدأ الكتاب بإهداء عاصف لشخص ما نعتته الكاتبة بالخطيئة التي اختلقتها مخيلتها وظل العقل يحارب من أجل غفرانها ولكنه لم يوفق ثم
تبدأ  أحداث الرواية عند وفاة جدة "نهاد" الشخصية المحورية بالرواية واكتشافها خيانة زوج يرتكز على ساعديه عالمها، تنتقل بنا الساردة إلى عالم آخر يختلف عن عالم القاهرة والحضارة حيث تعيش "نهاد" حياة أخرى بالتحديد حياة جدتها بكل ما فيها من واقع مغاير وتفكير مختلف ثم تعود لتستعيد حياة الأستاذة الجامعية لتصلنا بواقعنا المعاصر ثم تعود دون سابق إنذار لحياتها الثانية التي لم تكن أكثر إمتاعاً من حياتها الحالية وتتأرجح بين حياة قديمة وحياتها العادية والتي في مرحلة متقدمة أصبحت تخلط بينهما فتنادي زوجها"نديم" الأستاذ الجامعي باسم"أحمد" خطيبها الذي قتل ثم يكتشف القارئ عدد من الأحداث المتشابهة في الحياتين إلى أن تتحرر "نهاد" تماماً من الأخرى التي تسكنها وتحولها إلى إنسانة لا تعرفها.
تتخذ الأحداث وتيرة متسارعة لا يكاد القارئ يلتقط أنفاسه حتى يشعر أن أحد شخصيات الرواية قد قام باختطافه حيث يقوم عدد من الشخصيات برسم الأحداث التي تمتنع نهاد عن ذكرها . فنرى سامي شقيقها يحكي أحداث أسرية أنفت نهاد عن الخوض بها وقصة حبها الخالدة مع الصحفي جواد والذي وقفت عوائق أسرية دون إتمام زواجهما ويلتقط منه والدها الخيط ليكمل ثم زوجها لنجد أنفسنا تحت تأثير أحداث حية تدور بنا لنتذكر في النهاية أن نهاد ككل أنثى تطمح للحب والحياة الطيبة وأن كل ما مرت به من أحداث لا يعدو عن كونه درس تتعلم منه كيف تتسامح مع من أساء إليها بغير قصد.
جزء من الرواية" أكسبها مرضها الأخير نكهة الضعف فتحولت ملامحها لتفاصيل طفولية بريئة، كانت تفرح كطفلة تغضب وتلهو كالطفلة، أحتضنها لأذكرها بأن بداخلي وحش يكاد ينهشها فتأوي إلى ضلوعي وتنام متجاهلة حجم الخسائر التي تتكبدها مشاعري لحظة أراها مستسلمة لسلطان النوم ومتناسية سلطان الحب .
لم تعد تجمعنا ليالي الحب منذ اخترت طواعية أن أرحمها من مناوشاتي بعد أن أصبحت لا تفرق بيني وبين شقيقها .
أغمضت عيناها مستسلمة لنشوة يهبها لها شوقي الغامر الذي استسلم ليال طويلة وأبى هذه الليلة أن يرفع راياته البيضاء، همست"جواد..كم اشتقت إليك"
ثلجت لحظتها مشاعري وتحول كم النيران الذي يحركني إلى رماد، ترى من هو جواد ..من؟..من؟!!!!!
شعرت كأنني نقطة التقاء البحر بالسماء ، نقطة خيالية وغير ممكنة، نقطة اللاشيء،  اللاقيمة وارتميت بجوارها فاقد الحس والعقل ترتجف أوصالي وتتجمد بعروقي سيول الدماء، لم أسأل يوماً عن تاريخ زوجتي فهي نقية كماء المطر، لم أتصور يوماً أن هناك من سبقني إليها ولو بخياله، إذن ..من هو جواد؟
أحاول إعادة بناء سدود الثقة فتحولها زلازل الشك، أيها الجحيم أخبرني من هو جواد!
يقتلني ذراعها الذي يطوقني وجسدها الذي يحتويني، مازالت مغمضة العينين، ربما ما زالت تستمتع بجوادها الذي تشتاق إليه في وجودي، أكاد أموت ..لا أستطيع مشاركتها نفس الفراش ونفس الغرفة وذات العالم وهي تفكر به وتتمناه عياناً أمامي.
أود أن أسألها عمن يكون فلم يسبق لخيالي أن اتهمها لحظة فقد كانت لي النهر الجاري الذي يزيل دنس مغامراتي وأنا الذي أدنس ماء المطر.
رباه! حتى الجرأة تأبى مرافقتي كي أسألها، أتجرد من كل شيء سوى من شك وأضع رأسي تحت الماء الدافيء كي أغتسل وأطهر قلبي من ذلك الشك المعيب، رباه..قوية هي خطيئة الشك لا تمحوها زخات الماء ولا دفقات حبي، أندس بفراشي أراقب شعرها المتماوج الذي يغطي ذراعيها والوسادة وجسدها القاتل، ترى هل منحت جسدها لآخر وهي التي ما زالت ترتجف خجلا  ًإذا قبلتها بعد مرور كل تلك السنوات؟
لا ..إنها بريئة، نقية، تقية، ورعة، لم تمنح نفسها من قبل لسواي ولن تفعلها، تعشقني وتعكس عيونها رجع المحبة إنها زوجتي التي تحملت نزواتي وغروري وصبغت بالصبر أيامها حتى أعود إليها..إنها قديستي..حياتي..قمري وسحب حبي، سأطرح هذا الشك عني وأهديها باقة من زهور ثقتي ووجدت نفسي أوقظها ...نهاد...حبيبتي...ملاكي...ردت بلا وعي:ــ نعم نديم؟
سألتها:ــ من هو جواد؟
فزامت وغاصت في أمواج النوم.

هناك تعليق واحد:

  1. مدونة حضرتك رائعة بكل مابها ويسعدنى الانضمام الى قراءة كل ماهو بالمدونة الجميلة------------------------------اشرف عبد الصادق محمد

    ردحذف