الصفحات

2013/02/23

انتخابات اتحاد الكتاب والأمل في التغيير.. بقلم: أحمد طوسون





انتخابات اتحاد الكتاب والأمل في التغيير
أحمد طوسون
كل عمل بشري لابد به من نقصان..
 وسبيل الإصلاح لا يكون إلا بالكشف والنقد الذي عادة ما تضيق به النفوس، ولا تأخذه على محمل الرغبة في الإصلاح والتوق إلى إزاحة الفساد بكافة صوره وأشكاله عن حياتنا الثقافية التي هي بمثابة قلب الوطن، إن صَلُّحَ صلح الجسد كله.
فأهلها من أصحاب الوعي والفكر والضمير كانوا عبر التاريخ من قادوا وطننا إلى آفاق العلم والتنوير، ووقفوا ضد الهجمات الظلامية المتطرفة التي ما إن تخبو إلا تعود لتشتعل من جديد، في وقت ننشد فيه لبلادنا ولأمتنا العربية الإسلامية أن تنهض من كبوتها التي استمرت لدهور، وتقضي على آفات الفقر والجهل والوقوع في أسر الغرب تارة والشرق تارة.. وأن نستعيد المجد الذي فقدناه.
من هنا تأتي أهمية انتخابات التجديد النصفي التي سيشهدها اتحاد كتاب مصر في مارس القادم.. في اختيار من يصلحون لقيادة دفة الاتحاد في فترة حرجة من حياة بلادنا التي تشهد انقساماً بين قواها السياسية، وتخبطا في إدارة الحكم، وزعزعة لثوابت ظننا أننا انتهينا منها منذ عقود، فإذا ببعض القوى التي انعزلت بحكم الإقصاء ما قبل الثورة، أو بحكم طبيعتها المنغلقة المتطرفة تعيد طرحها من جديد بصورتها الأولى متغافلة ما قطعته الإنسانية من خطوات هائلة من تقدم علمي وتكنولوجي واجتماعي، كما تغافلت عن أن الشريعة الإسلامية في جوهرها الأصيل بعيدا عن من يدعون الانتساب لها ويسيئون إليها، كانت سباقة للدعوة لحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة بمفهومها الحديث، وأن جوهر هذا الدين هو التسامح وليس البغض والكراهية، وأن مجتمعاتنا العربية والإسلامية شاهدة على التنوع والتجاور ما بين الأديان المختلفة والعرقيات المتعددة والتنوع الثقافي.
فنحن إزاء الأزمة التي تمر بها بلادنا بحاجة إلى اتحاد يعي أهمية دوره في الحفاظ على هوية مصر الثقافية القائمة على التعدد بمرجعيتها التاريخية المتعددة التي نشرت حضارتها عبر العالم، كما تشربت من كافة الحضارات حولنا، وبمرجعيتها الإسلامية الوسطية المتسامحة.. والحفاظ على الحق في التعبير، والوقوف ضد أي قيود تحاول أن تفرضها الدولة ضد حرية الإبداع والفنون.
 نحن بحاجة إلى اتحاد يتشابك ويتحاور ويوفق ما بين القوى المتصارعة لحصد مكاسب السياسة من أجل الحفاظ على الوطن من أطماع أبنائه.. أن يكون صوت العقل الذي نفتقده في ظل التلاسن والمشاحنة الهوجاء.
نحن وإن كنا نطالب الاتحاد بأن يساهم في صناعة المستقبل السياسي لوطننا، إلا أننا لا نريد لاتحادنا أن تدق أبوابه السياسة بعباءاتها الحزبية، وأن يتم اختيار المرشحين على حسب انتماءاتهم السياسية.
فالاتحاد برغم دوره الثقافي العام المطلوب، هو في الأساس نقابة خدمية يجب ألا يهمل حقوق أعضائه من الكتاب وعلى رأسها حقهم في معاش لائق يجب أن يضغط الاتحاد على الدولة للمساهمة في رفعه ودعمه في ظل موارد الاتحاد الضعيفة، فلا يعقل أن يكون معاش الكاتب 100 جنيه، فهذا أمر مهين للكاتب كما هو مهين للدولة ومؤسساتها الثقافية.
أيضا من المهم تطوير مشروع العلاج ليتناسب مع حال الكتاب في بلادنا، وأن تساهم وزارة الثقافة في دعم مشروع العلاج وتوفيره لكافة الكتاب بما فيهم من لا ينتسبون للاتحاد في حالة الظروف المرضية الحرجة دون حاجة لطرق أبواب المسئولين لسؤالهم واستجدائهم.
وأعجب أشد العجب من رجال أعمال مصر الذين غاب عن وعيهم أهمية دعم الاتحاد والثقافة بصورة عامة ، في حين أن الدعم الحقيقي الذي ناله الاتحاد مكرمة الشيخ د.سلطان القاسمي حاكم الشارقة منذ سنوات هي التي دعمت خزينة الاتحاد وجعلته قادرا على الوفاء ببعض التزاماته.
أطالب الأخوة الأعضاء ألا ينخدعوا في الوعود التي يطلقها المرشحون، وألا يحكموا علاقاتهم الشخصية في الاختيار بقدر أن يحكموا ضمائرهم عند الاختيار من أجل الصالح العام.
 كما أطالب الأخوة الذين تقدموا لترشيح أنفسهم ألا يكتفوا بشرف الانتساب لعضوية مجلس إدارة الاتحاد، والاكتفاء بحضور اجتماعات مجالس الإدارة دون أن يساهموا برأي أو مقترح أو نصيحة، وهذا أضعف الإيمان.. وليفسحوا مجالا لمن عندهم الرغبة والقدرة على العمل العام والتفاني في خدمة الأعضاء.
وبقي في النهاية من واقع تعاملي مع الاتحاد خلال الدورة الماضية ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه أن أشيد بجهود كل من د.جمال التلاوي نائب رئيس الاتحاد، ود.صلاح الراوي أمين الصندوق، والشاعر حسين القباحي عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة العلاقات العربية.
فالأولان بحكم منصبهما في هيئة المكتب لم يبخلا بجهد أو وقت من أجل خدمة الأعضاء، وكانا الأكثر تواجدا بمبنى الاتحاد لتسيير أعماله وتيسير ما يحتاجه الأعضاء في تعاملاتهم مع الاتحاد.. بخلاف ما بذلاه من جهد في تجديد وترميم مبنى الاتحاد.
أما صديقي الشاعر الأقصري حسين القباحي فبحكم أنني كنت معه في لجنة العلاقات العربية، فقد لمست عن قرب جهده وتفانيه من أجل الصالح العام دون هوى شخصي وتجرده عن الحسابات الانتخابية الصغيرة في إدارة العمل العام وحرصه على التواجد وإقامة أنشطة اللجنة رغم ظروف إقامته بالأقصر ورغم الظروف الأمنية التي تعرضت لها البلاد.. وأشهد الله في ظل ما توفر للجنة من إمكانات وظروف.. كان حريصا دائما على أن يشارك في أنشطة اللجنة من هم خارج مجلس إدارة الاتحاد، وأن يشمل الاختيار من لم يسبق لهم المشاركة سواء في أنشطة اللجنة، أو في أنشطة الاتحاد عامة، ولم يتدخل يوما في فرض شخصية على اختيارات أعضاء اللجنة لأنشطتها التي شرفت بعضويتها مع الأصدقاء الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله، والكاتبة انتصار عبدالمنعم والشاعر عاطف الجندي.
كل التوفيق للمرشحين ومن بينهم أصدقاء أعزاء وزملاء أفاضل.. وكل الأمل أن نتجرد كأعضاء اتحاد في الاختيار للصالح العام وحده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق