الصفحات

2013/03/25

في ليلة الفيس بوك.. شعر : حسن النجار



في ليلة الفيس بوك

    شعر : حسن النجار

      هذه الليلة أنتظر صديقا حميما
 يطل عليَّ من صفحة الفيسبوك .
منذ عشرين عاما لم يصلني منه خطاب
 أو لفتة .
 هيأت مشاعري لعناق طلَّتهِ  ..
 ياإلهي ..
     عشرون عاما هي عمر أي إنسان
 علي الأرض في ريعان شبابه .
 سأشم فيه رائحة  ذكريات منداة لسنوات الشقاء
 العذب .
ياصديقي لا تتأخر في المجئ .
 فقد أعددت نفسي لصلوات تغريداتك
عن وطن تكبر فيه الأحلام .
كل نبتة منه سوار من ذهب في عنق النساء .
الحب أول مااقترفناه .
 وآخر ما تمنيناه .
هذه الليلة يعود الفرح يملأ خياشيمي علي
 مرآي كل البلاد .
سأزود رأسي بروافد ذكريات الألم ,
 حين لم نبلغ الشئ الذي تمنيناه يوما
 وهو انتصارنا في الحرب المعلنة .
 حينما أوصيتني وأنا ذاهب إلي الميدان
 أن أعامل جنودي معاملة الأصدقاء
 الحميمين
وليسوا خدما .
 وقد فعلت .
      فعندما أصابتني شظية غدر
 لم أجد من يحملني سوي هؤلاء الجنود .
  منذ عشرين عاما
 كانت الأرض تحت أقدامنا تبوح
 بأسرارها لنا ،
 ونحن الذين عشقناها ورسمناها
 جنة في قصائدنا .
 الأرض جنة حين نعشقها .
أذكر ليلة أن سكرنا وقلنا :
 قد يأتي الشعر من حالة الهذيان .
 نمنا من فرط الخدر
 ولم نر شيئا سوي خيالات رسوم علي الجدران
 ليست أشبه بجرافيتي الثوار .
ياإلهي ..
 كنت فاقد الوعي وقد حملتك إلي عيادة الطبيب . 
  واعتذرت لك لأنني من حمل الخمر
 إلي السهرة .
كنا نحب النساء الرقيقات ونمشي
 وراءهن نشم عبير الفتنة
 يفوح من أقدامهن
 وهن يخطرن كغزالات البراري .
 ثم نعود في آخر الليل
 نكتب الشعر علي وقع الخطي .
إخوتك تزوجوا .
 وإخوتي تزوجوا .
 ولم يبق سوانا كنبت الصحراء .
 كلانا مرتحل في أروقة مسافات التعب .
الزواج معركة لم نخضها .
 وبيت لم نسكنه .
لكننا أنجباء أبناء لا يعرفوننا .
     
      وسأقرأ عليك من لوحي المحفوظ :
ماذا فعلت بي تلك السنوات العشرون
    
       لم أك شيئا ذا بال
أقرأ
 أو أكتب
أو أمنح جسدي لامرأة
تستجدي فيه إشارات البهجة
أو أمشي في كل بساتين
العشق ،
أطمْئِن قلبي أن العشق الوافر
لم يأت بعد
وأن الوطن إذا لم يمنحه الحاكم
شرف نزاهته في الحكم
سيخرج من دائرة الأوطان
      من أخباري أيضا :
كنت ، وما زلت ، علي أهبة
 أن أشعل هذي الأرض بمشكاة حنيني
الأرض ، الأرض ،
الأغنية الحبلي بروائح كل الشعراء .
نحن جباة الأرض
ومداحوها الفقراء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق