الصفحات

2013/04/05

الروائي فؤاد قنديل في أهرام الجمعة : أمي علمتني وزوجتى تحملتني

الروائي فؤاد قنديل في أهرام الجمعة : أمي علمتني وزوجتى تحملتني 
 تجربتي مع حواء عامرة ويمكن أن تملأ أكثر من كتاب ومعظم تجاربي معهن طيبة تجعلني أقدر جدا ذلك الكيان الرائع ، لكن أمي وزوجتى يتقدما الجميع ، فقدغرست أمي في روحي بذور الثوابت التي لا أزال أعيش عليها حتى الآن.. أمي التي لم تكن تقرأ ولا تكتب هي التي شجعتني على القراءة ويسرت كل السبل التي تمكنى من الحصول على الكتب ، وهي بعد ذلك من شجعتني على الكتابة رغم أني كنت ما أزال في المدرسة الثانوية لكنها كم حذرتني من أن تجور هوايتي على دروسي وواجباتي المدرسية أمي .. هي من دفعتنى للتفوق، وكانت تسألني بعتاب: لماذا يأتي ترتيبك الثالث أو الرابع ؟..إذن أنت مقصر .. يجب أن تكون الأول دائما وأمي هي التي بذرت في نفسي الحرص على الكرامة منذ تفتحت عيناي على الحياة، وعودتني على الاستغناء وكانت تقول لي : كي تكون لك كرامة بين الناس فلا تطلب شيئا منهم بقدر الإمكان .. ارض بأبسط المطالب تكن غنيا ، فالغنى غني النفس لا الجيب ، كما أن عليك أن تلزم الحق والصدق ، فإذا كذبت ضاعت كرامتك وفقدت الاحترام كما علمتني الراحلة الكريمة طيب الله مثواها وغفر لها أهمية تقديس العمل لأن ذلك من رضا الرب كما أنه مصدر لمحبة الناس وكثرة المناصرين أمي التي رحلت قبل ثلاثين عاما لم تعلمنى وحدي بل علمت أخوتي وعلم كل منا أولاده ، فما تركت لنا غير هذه القيم أما زوجتى التي ارتبطت بها قبل ستة وثلاثين عاما فقد لحقت والدتي وعاشت معها ومع أبي سنوات .. تعمل في وظيفة كبير موجهي التربية الفنية بمديرية التعليم بالجيزة .. سيدة اجتماعية تفيض حنانا وتسامحا .. تعلمت من أسرتها محبة الناس وعمل الخير ،أنجبنا بنتين وولد ، وخمسة أحفاد .. أعتز بزوجتى كثيرا لأنها تقدر اهتماماتي وتقرأ معظم أعمالي قبل نشرها ولها فيها رأي وكم صوّبت بعض ما غفلت عنه ، كما أنها تتحملني إذا انشغلت عنها وقصّرت قليلا في بعض حقوقها لأن الله أمدني بذاكرة مثقوبة.. وهي تتحملني أيضا بسبب بعض التوتر والعصبية ، وأحمد لها حسن ظنها بي فهي لا تغضب إذا اكتشفت أني أتحدث إلى كاتبة بلطف ، أوعندما تعود إلى البيت فتجد صحفية تجري حوارا معي ربما لأني سأتم السبعين في العام القادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق