الصفحات

2013/05/31

الكاتبة اللبنانية ميشلين حبيب في حوار مع عبدالقادر كعبان

حوار مع الكاتبة اللبنانية ميشلين حبيب 
حاورها: عبد القادر كعبان / الجزائر
ميشلين حبيب كاتبة لبنانية تصدر إسمها قائمة المبدعات اللبنانيات في ظرف وجيز. تتميز كتاباتها بإحساس أدبي عميق و بأسلوب سلس و راق. عن دار صفصافه للنشر صدرت للكاتبة مجموعة قصصية بعنوان "لأننا على قيد الحياة". حول طقوس الكتابة و حالاتها المتعددة فتحنا معها الحوار الآتي:
 بداية ماذا تقول ميشلين حبيب عن نفسها؟
أعشق الكلمة والأدب ولو لم يكن هناك كتب في العالم لعشت حياتي بائسة.
هل عشقك للقصة هو وليد الصدفة أم أن ظروفا أخرى أسهمت في بزوغ اسمك في المشهد القصصي؟
لا أستطيع أن اقول أن عشقي للقصة هو وليد الصدفة لأن ذلك قد ولد معي. أنا عشقت القلم والكلمة منذ نعومة أظافري وقد تربيت على حب القراءة والشعر والأدب وكل ما تمنيته هو أن أصبح كاتبة في يوم ما. لذلك عشقي للقصة هو ليس وليد الصدفة أبدا.
أما بالنسبة للظروف التي أسهمت ببزوغ اسمي في المشهد القصصي (أنا ما زلت في بداية المشوار) ربما أن أول كتاب صدر لي غير كتب الأطفال (لأني أكتب ايضا أدب الأطفال) هو كتاب من قصص قصيرة جدا وهو نوع أدبي جديد نوعا ما.
لماذ يطل الموت بشكل ملفت ومتكرر في مجموعتك القصصية "لأننا على قيد الحياة"؟
لأن الموت هو الوجه الآخر للحياة ولأن الموت هو هدف الحياة. نحن نولد لنموت. هناك أبعاد فلسفية عميقة في القصص التي تتناول الموت. أحاول أن أحاوره وأفهمه. الموت يقوم بواجبه إذ لا يستطيع الإنسان البقاء على قيد الحياة إلى الأبد فهو يسدينا معروفا عندما يأخذنا إلى الضفة الأخرى، لذلك من المهم أن نفهمه.
بإبتعادك عن موضوع الموت ذهبت الى المفارقة في عالم الحيوان تحديدا في قصة "القط آرثر"، فما سر ذلك؟
قصة القط آرثر ليست مفارقة في عالم الحيوان بالتحديد وإنما هي رمزية لعب الحيوان فيها الدور الأساسي لما تحمله من دلالة. وكذلك الأمر في القصص الأخرى التي ابطالها أيضا حيوانات، مثل انتحار سمكة واتهام عصفور. للسخرية أساس كبير في كتاباتي وهي ما ترتكز عليه الدلالة.
هل كتبت هذه المجموعة القصصية اعتمادا على المخيلة والذاكرة الفردية، أم أن فيها صدى للقراءات والمؤثرات التي لم تغادرك؟
من المؤكد أن ذاكرة الكاتب تتأثر وتخزن الكثير مما تقرأه ثم تقوم بقولبته بمساعدة المخيلة. لقد لعبت الذاكرة والمخيلة الفردية دورا كبيرا في هذه المجموعة. وهناك بضعة قصص قد حصلت فعلاً لكني تصرفت بها. اما القسم الأكبر فهو من المخيلة.

ماذا تعني الرواية للقاصة ميشلين حبيب؟
هي حياة مصغرة في كتاب. ومن هنا تكمن قوة الروائي وأهميته بأن يتمكن من خلق حياة مصغّرة على الورق وذلك من الناحية السردية والوصفية ورسم التفاصيل وغيرها. وإذا أردت أن تعرف إن كنت سأكتب الرواية في المستقبل فأقول أني سأفعل لكن فقط عندما تمتلكني القصة وموضوعها وأجد أدواتي تهتف لي وتتوسلني لأستخدمها من أجل نبض حياة على الورق.
 
تقول الروائية اللبنانية علوية صبح: " كل كتابة جريئة هي محاصرة وممنوعة في الرقابة العربية، لكن لا
يجب على المرأة أو الكاتب بصفة عامة سواء المرأة أو الرجل أن يفكر في الرقيب عندما يكتب، هو يكتب ليعبر عن هواجسه و قضاياه و أفكاره." ما تعليقك؟
هي على حق أن كل كتابة جريئة ...............و أن الكاتب بصفة عامة سواء المرأة أو الرجل .....  وأفكاره".
إن الجرأة مهمة وعليها تبنى الثورات والتغيير والتمرد على البالي من التقاليد والأفكار التي تريح الكثير من الجهلة والمستبدين الذين يستغلونها ليتحكموا بالناس ويستعبدونهم. لكني لست مع الجرأة المبتذلة والتي لا تساهم بشيء أو التي تساهم بدمار أكثر منه ببناء وانفتاح وتطور.
لمن تفضل أن تقرأ ميشلين حبيب من الروائيات العربيات؟
أنا أقرأ كل نص جيد ومهم وجميل.
لا تطور للحركة الأدبية دون أن تواكبها حركة نقدية، كيف تجد ميشلين حبيب الحركة النقدية في لبنان؟
بسبب وجودي خارج لبنان منذ فترة طويلة، لم أواكب الحركة النقدية فيه بشكل يخولني أن أجيب على هذا السؤال بطريقة وافية . لكني أستطيع أن أذكر الدكتورة يمنى العيد، فقلمها العظيم أعطى الكثير للساحة الأدبية النقدية اللبنانية.
 
ما الذي برأيك يحرك المبدع لينتفض بكلماته؟
الألم والتمرد. إن الإبداع الكامن في داخل الكاتب حساس جدا يحركه كل شيء لكن دافعه الأقوى هو الألم. وكذلك التفاصيل الصغيرة في الحياة ووجوه الناس وتصرفاتهم.
 
بما تحلم ميشلين في ظل ما يشهده العالم العربي اليوم؟
 أن لا يتخلى الحلم عن الناس، وأن يعود للثورة معناها الحقيقي.
 
 
ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف اليوم؟
أعتقد أن على دور النشر أخذ عملية الكتابة والكاتب في المنطقة العربية بجدية أكثر. وماذا عساي اقول بالنسبة للدول؟ كيف يمكنني أن أتمنى أن تدعم هذه الدول الثقافة وهي دول لا تدعم رغيف الخبز الذي يبقي الإنسان على قيد الحياة فهل ستدعم القلم الذي يبقي فكر هذا الإنسان على قيد الحياة؟
 
هل يمكن اعتبار الترجمة اليوم جسرا يربط بين الثقافات؟
لا شك أن الترجمة كانت وما زالت جسرا يربط بين الثقافات. فهي تتيح للقارئ التعرف على أدب ثقافات غنية أخرى وليس أدبيا فقط وإنما في أي ميدان آخر. هي تفتح نافذة.
 
كلمة ختامية للقارئ؟
سأتكلم بصيغة الجمع لأشمل القارئ والقارئة فانا لا أحبذ استعمال المذكر للدلالة على المؤنث كذلك. (أرجو أن لا تحذف هذا). أتمنى على القارئ والقارئة ان يقرأوا بقلبهم وعقلهم معا.، أن يبتعدوا عن قمقمة العمل الأدبي الذي بين يديهم وأن لا ينسوا رؤية الجمال الكامن في الكلمة والنص الأدبي من كل النواحي. وعندما يقرأون فليتركوا النص يمتلكهم ليتمكن من أخذهم إلى عالم الكلمة واللغة والجمال والعمق الأدبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق