الصفحات

2013/06/16

مهسوري تحصد الجوائز وأبو العينين تتنازل عن الجائزة

مهسوري تحصد الجوائز وأبو العينين تتنازل عن الجائزة 
 فازت رواية مهسوري للكاتبة د.عطيات أبو العينين بالمركز الثاني في الرواية في مسابقة نهاد شريف لأدب الخيال العلمي.. هذه الجائزة التي انبثقت من صالون نهاد شريف لأدب الخيال العلمي والذي قدم أكثر من خمسة عشرة ندوة منذ رحيل رائد أدب الخيال العلمي .. ومن الجدير بالذكر أن مهسوري قد فازت من قبل بجائزة قصور الثقافة لعام 2012 وصدرت عن قصر ثقافة الجيزة أعلن هذا الخبر في أعقاب مناقشة اليوم لرواية مهسوري التي ناقشها الناقد ا/د عوض الغباري الذي قال: في الحقيقة أن الثقافة العلمية رفضت الباحثة الأكاديمية والأديبة الروائية القاصة بمعين مهم جدا مع أنه خيال إلا أنه قائم على أسس علمية يعرف القاريء أن إطلاعه على هذه الرواية أن كاتبتها قد تسلحت بهذه الثقافة التي اتضحت بما لا يدع مجالا للشك في شخصيات الرواية وفي حواراتها وفي تفسير هذه الظاهرة الكوكبية الغريبة هذا أفاد في تسويق القاريء للرواية ولكن أحيانا كسر الدراما عن طريق بعض النظريات العلمية التي تجري على لسان بعض الشخصيات مثل العالم وخالد فرحات وهذه الرحلة التي قدمت من خلالها الكاتبة في ماليزيا فهي مفارقة للقاريء فالرحلة السياحية التي قدمتها ومسار الدراما والمآسي الإنسانية الناتجة عن كرات النار المصاحبة لها وتشوق القاريء لمعرفة أحوال هذه الشخصيات تجعل قراءة الرواية قراءة ممتعة وخصوصا الغلاف فنادرا ما نجد الرسام يتسق مع الرواية أنا أعتقد أن هذه الورة هي صورة مهسوري وهي تتأمل كرات النار ومهسوري لها قصة فهي اتهمت لأنها جميلة جدا فراودها شباب المدينة عن نفسها فامتنعت وأشاعوا أنها بغي وماتت فصنعوا لها تمثالا وأظهرت كرامة فاحترقت المدينة بكاملها وتحولت إلى خراب ..فهذا الغلاف يوضح لنا بالفعل أنها تقف لتواجه كرة البرق هذا الغلاف عتبة من عتبات النص إذا ما أجاد الرسام هذا للتعبير عن العمل وقديما اهتم الشعراء بمطلع القصيدة والعمل الأدبي أصب شيء فيه استهلاله ولهذا أسموه ببراعة الإستهلال لعنة الرحلة 539 بين المفارقة التي ذكرتها يعطينا مباشرة المفارقة وهذا الشعور بأن الموت يترصد ركاب الرحلة وغيرهم من الذين يمكن أن يتعرضوا للموت ولا يستطيع أحد إنقاذهم من الموت .. ولكن مع ذلك د.عطيات لديها هذا الحس الفكاهي لأن المصائب تولد لدينا هذا الحس .. كما أنها فلسفة عميقة لدى المصري الذي تتمتع به الكاتبة فهو وسيلة للتعالي على صعوبات الحياة .. كما أنها تحدثت بضمير المتكلم من أولها إلى آخرها .. ومن ذكاء د.عطيات أنها لم تعلمنا ببطل الرواية إلا في ص39..نحن إزاء تركيبة تجمع بين المهارة في التركيبة الحرفية وتقنيات السرد وطرق التشويق وشد انتباه وجذب المتلقي وبين الخيال والموهبة الفطرية عند د.عطيات أبو العينين التي تستطيع أن تنزع نفسها من هذه الأكاديمية وهذه الأوصاف العلمية التي جاءت في الرواية ومن هذا الواقع لتحلق في آفاق الخيال.. هذا المزيج هي عندها تصوير دقيق جدا في عمق الشخصية الإنسانية في شخصياتها فاإنسان بالكاتب بالأديب المحترف صاحب الخيال الواسع يستطيع أن يفيدك من تجاربه ومن معارفه فلا تظهر هذه المعارف بصورة آلية أو مباشرة بالعكس فالثقافة السيكولوجية لدى د.عطيات أبو العينين ساعدتها في رسم هذه الصورة لأبعاد الشخصية على اختلاف اتجاهاتها وتنوع مشاريبها دون أن تقول ذلك مباشرة . كيف نستطيع أن نستشف ثقافة الفنان ؟ محمود الصحفي وماهيتاب الحسناء ربطت الدكتورة عطيات بين مطبات الهواء ومطبات الحب وضحكات ماهيتاب ربما أثرت على حركة الملاحة الجوية عكس خفة ظل الكاتبة.. الخيال الواسع عند الكاتبة واللغفهو مركب في هذه الرواية ..اللغة المواتية والسرد المركب لأننا في إطار سرد خيال علمي وخيال فني .. أيضا في ص19 لديها قدرة على الوصف الجميل وشاعرية الأسلوب مثلا "يوم صحو تشرق فيه شمس الجزيرة كفتاة جميلة تمتطي الريح وتشرع عيونها في الوجود فتبهر بجمالها من يراها وقد نبضت الأجساد بحراراتها وأكسبتهالونا برونزيا شوقهم بالغوص في مياه البحر" كذلك في ص20 لغة وصفية شعرية رائعة حيث تقول عن جمال المكان في ماليزيا حيث يعد المكان بطلا في الرواية حيث يعد لها توصيفا هذه الجزيرة "بساط أخضر افترشه النهر بطول ساحله ليكسو الطبيعة بجمال أخاذ فراح يداعب أنامل البساط فيغمرهحينا وينحسر عنه أحيانا أخرى ويندمجان معا في العشق الأبدي" هذا أسلوب ساحر ففي قرائتك ترى رحلة علمية وسياحية وتجد الريف الماليزي كل ذلك مصورا بلغة عذبة جميلة .. أيضا اللغة الفكرية الفلسفية التي تأخذ جانب الحكمة وخاصة في الحب لها ذلك الحضور في النص كما هو الحال في ص35 و36 "الحب كالفن كلاهما يسبحان في الخيال والمحب يشبه الفنان فكما أن الفنان يتبرم بشقاء الدنيا ويأبى إلا أن يفر منها ليحقق حلم السعادة والجمال في عمل فني كامل فكذلك المحب يتبرم بوحشة الدنيا ويأبى إلا أن يفر منها ليحقق الحب في علاقة سعيدة أو زواج مؤقت أنامجرد فنانة وبداخل الفنان إنسان فالحب الحقيقي كلاهما رغبة إنسانية عميقة بالفعل نحن ننزع إلى إبداع يسمو فوق المشاعر وهذه الرغبة مستقرة في نفس الجاهل والمتعلم وفي نفس الغني والفقير على السواء لذا يمكننا أن نقول إن بذرتها راسخة في تربيتنا البشرية وفي كل واحد منا تكمن روح عاشق وشخصية فنان في الحقيقة ص69 تعجبت جدا من إن الرواية تصف فن الرقص عند ماهيتاب إن وسط الفن والمرح والأجواء فيه وصف للموت وتقول "رقصت الضحكات المرحة على الشفاه المخضبة بالحمرة في دعوة تثير شبق المفتونين وخصلاتالشعر المتناثرة تراقص الهواء وتعلن عن تمردها كلما مالت بجسدها اللدن مالت معها قلوب الجائعين النهمة وأيقظت كوامنهم رائحة العطر الأنثوي الفواح على إيقاع الموسيقى الصاخبة التي راحت تعزف ثلاثية الغريزة والغواية والموت فباتوا في عالم أسطوري" وتعجبت هنا من ذكر الموت وووجدت في آخر الرواية إن ماهيتاب تحترق في النهاية وأيقنت أن هذه الروائية تملك الخيوط التي تستطيع بها أن تقنع العقل والوجدان .وأضاف الناقد شوقي بدر يوسف في دراسته التي صدرها بعنوان رواية مهسوري وأدب الخيال العلمي الحقيقة إن الرواية استفزتني في قرائتها ولقيمتزج الخيال العلمي في مهسوري بمتخيل الأدب بلغة سردية معاصرة محققا في ذلك نهجا ونسقا جديدا في الالكتابة السردية بين العلم والأدب وتنتح روافدها من روافد عدة أهمها مايتصل بالجانب الإنساني الجانب الفاعل والجوهر والغريزة والرغبات وهي تمثل الآن المعادل الموضوعي في روايات الخيال العلمي كما يتبر هذا النوع من الكتابة ما يعول عليه في عالم الفانتازيا . وتعتبر رواية الخيال العلمي كجنس أدبي له خصوصيته هو نوع من الكتابة السردية الكاشفة لأبعاد محددة من خلال مزج ظواهر الطبيعة في شتى أشكالها برؤى أخرى واقعية و رومانسية ولعل تجربة د.عطيات أبو العينين في مهسوري تضيف لتجربة المرأة في هذا المجال بل متمثلة في عدد قليل للغاية في مجال الخيال العلمي العربي في منجزهالمعاصر ..فقد خاض هذه التجربة من قبل الكاتبة الكويتية طيبة الإبراهيمي والسورية لينا الكيلاني والكاتبة العراقية ميسون هادي في بعض قصصها القصيرة والكاتبة الأردنية سناء شعلان والكاتبة المصرية أميمة خفاجي وقد انضمت إلى هؤلاء المبدعات في هذا المجال د.عطيات أبو العينين ..وتجسد الرواية عالما سرديا يتأرجح ما بين الواقع والخيال وظواهر علمية محددة لها طابع الفانتازيا كما تحمله في خطوطها العريضة من تجليات الكتابة السردية فهذا السرد يمتح من السرد إسقاطاته لبشرية برغباتها وعواطفها ومخاوفها وهجومها كما يأخذ من العلم حقائقه وتيماته الكاشفة عن محددات علمية عدة بعضها مدسوس داخل الحدث الرئيسي في الرواية وبعضها يأتي عرضا من خلال النص ليكشف عن واقع رواية الخيال العلمي ليكشف عن رؤية مفادهاالأول والأخير هو الإنسان. كما تجسد الرواية أيضا بعد أسطوريا يحمل داخله الحدث الرئيسي وهو الحدث الرامز للمغزى الإنساني والأخلاقي الحاكم على مستوى الواقع في عتبة النص الأولى وهي العنوان الذي يأخذ من مفردته مهسوري الدلالة الرئيسية للمعنى وهي اسم الفتاة الأسطورية التي حافظت على شرفها وعلى هوية الأنثى في الجزيرة كرمز فاعل لدلالة الرمز الإنساني العميق كرمز فاعل في تجرده من أدران الشرق .. والتي أشارت في فقراتها في سؤال النص هل عرفت قصتي هذا السؤال يتجدد على مدار النص .كما تمثل الرواية أيضا أيقونة مهمة في أدب الخيال العلمي العربي النسوي المعاصر لاحتوائها على أكثر من قيمة اشتغلت عليها الكاتبة في اللغة الثالثة في الأبحاث العلمية المتعلقة بأبحاث الرواية والمقترنة بمعادلة النار والحياة وتلك الرومانسية الحالمة في العلاقة التي نشأت بين شخصيتي الرواية محمود الصحفي وماهيتاب أو ماهي كما تطلق عليها .. كما أن هناك تيمة ثالثة وهي تيمة القصة البوليسية بألغازها المعتادة من خلال ما وجه للدكتور بسام والراوي محمود القباني بعد اشتعال النار في الدكتورة جانيت وتلقيهم رسالة بعد إبلاغهم الشرطة بما حدث.. الوصف الخلاب يمثل هذا المكان من أسطورة مهسوري من خلال المكان حيث يمثل هذا المكان حلقة مفقودة من الأسطورة التي عاشت في وجدان هذا المكان وهي كما جاءت على لسان الراوي في العتبة الثانية من النص وهي تمثل فتاة وهي مهسوري تنظر في صمت رهيب تسأل هل عرفت قصتي هذا السؤال نستخرجه من كل الرواية ...ومهسوري فتاة والأسطورة .. شخصية أسطورية تطلق على الرواية تجذب السياح.. كما تحدث الشاعر الناقد محمد علي عبد العال رئيس رابطة الأدب الحديث جماعة أبوللو الدكتورة الموهوبة الروائية والباحثة والمؤرخة ومحللة علم النفس والمغرمة برسم الشخصيات التاريخية وتحليلها والكتابة عنها،يظهر كل ذلك في أبحاث الدكتورة عطيات أبو العينين التي يصعب حصرها وأيضا في كتبها الصادرة عن الشخصيات التاريخية أطفالا ونساء ورجالا وهي تهتم حتى بالجمل والألفاظ المتداولة مثل قولها لجارتها في الطائرة إلى ماليزيا "أزاحت خصلة من شعرها الذهبي تدلت على عينيها فجعلتها أكثر إثارة وهي تقول بلغة أشبه بالسحر :لم أكن أعلم أن جمال الطبيعة خص ماليزيا وحدها بهذا الجمال الساحر الأسطوري ولا سيما جزيرة مهسوري القابعة في حضن المحيط الهندي، وكأنها قطة تلوذ بحضن أمها الدافيء،فكل جزر أرخبيل الملايو وماليزيا والمالديف رائعة ....الخ قولها ولقد قدم د.نادر عبد الخالق دراسة وافية تحدث عن لنكاوي ومهسوري وطالب د عطيات بجزء ثان للرواية علاوة على العديد من المداخلات من الحضور.. وكرمت د.عطيات أبو العينين بفوزها بالجائزة الثانية في الرواية في مسابقة نهاد شريف لأدب الخيال العلمي ولكنها تنازلت عن القيمة المالية للجائزة للشباب في هذا المجال واحتفظت بشهادة التقدير التي تحمل اسم الراحل نهاد شريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق