الصفحات

2013/07/13

من شاعر مصري إلي الرئيس أوباما .. بقلم: حسن النجار



 من شاعر مصري
     إلي الرئيس أوباما ..
 بقلم: حسن النجار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدأ خطابي بالسلام لأنه قمة ماتهفو إليه البشرية في زمن يستعصي فيه السلام ..
هذه هي الرسالة الثانية بعد الرسالة التي أرسلها من قبل شاعر مصري وكانت إلي الرئيس ترومان قبل أن تولد أنت .

سيادة الرئيس ..
الحكاية باختصار أن الشعب المصري اختار منذ عام الدكتور محمد مرسي ليس بصفته إخوانيا ، بل كمواطن مصري ولد وعاش علي أرض مصر . فالشعب المصري الغالبية العظمي منه تدين بالإسلام منذ أن دخل الإسلام مصرمنذ أكثر من 1500 عام ، الإسلام السمح الذي يحقق العدل والمساواة في الحقوق والواجبات للجميع دون تفرقة أو تمييز . لكن الشواهد بعد عام من حكم الرئيس السابق مرسي كانت وبالا علي الشعب .. ازداد الفقراء فقرا وأصبح الوطن يئن تحت عبء الضياع والمهانة ، وكاد أن يضيع الوطن من بين أيدينا ، لأن الرئيس انحرف عن المسار  الذي أعلنه في بداية حكمه من أنه سيعمل لمصلحة الجميع دون تفرقة وسيعمل علي رفعة هذا الوطن وسينتشله من عبء ثلاثين عاما ضاعت فيها احلام الجميع بمستقبل مشرق وواعد . راح يؤمن حياة فئة قليلة من الناس ( أفراد الحزب الذي ينتمي إليه ) علي حساب الآخرين ، ويرسي قواعد تمنحهم أكثر من غيرهم من أفراد الشعب المصري إمكانية السيطرة علي أمور البلاد  .. فالوزراء من الإخوان والمحافظون من الإخوان ومديرو المصالح الحكومية من الإخوان ، لقد ذهب إلي أبعد شوط في أخونة الحياة ، فضاعت أحلام الناس في مستقبل يتمنونه مشرقا وواعدا .
عندكم ياسيادة الرئيس أن رئيس الجمهورية لايعمل لصالح حزبه ولايوجه سياسة الوطن من خلال أدبيات الحزب الذي ينتمي إليه ، ولايقطع العلاقات الدبلوماسية بأي وطن آخر إلا إذا اشتم منه عدوانا سافرا .
لكن الرئيس مرسي جعل وطننا في عزلة من محيطنا العربي الافريقي واشتري التقرب من أمريكا بلدكم  علي حساب مشاعرنا الوطنية والقومية ( هل لهذا تتحسرون عليه ؟ ). فكان أن هب الشعب المصري علي قلب رجل واحد _ عدا الفئة القليلة من أفراد حزبه العقيم  _ لتصحيح ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة التي لم يكن للإخوان دور بارز فيها . لقد صنعها الشباب بدمهم وكنت ياسيادة الرئيس من المعجبين بثورة هذا الشعب وأعلنت ذلك مرارا علي الملأ . وهاهم شباب هذا الوطن يعيدون مجد هذه الثورة ويعطونها زخم الحياة الحرة من جديد .
أنتم في أمريكا لاتعرفون معني الثورات ، فبلادكم ليست كبلادنا التي تحاول النهوض من تحت ركام عهود من التخلف بسبب الإستعمار الذي بليتم به أيضا منذ قرون بعيدة  . فهب الشعب المصري بكامل طاقاته الخلاقة ، نحو 35 مليونا غير الذين لم يحالفهم الحظ ليكونوا في الشوارع ، يسحب الشرعية من رئيس لم يكن علي هوي هذا الشعب العظيم . ولقد جربتم في أمريكا الشيئ ذاته في ووتر جيت وفي غراميات كلينتون ، وسحبتم الشرعية من رئيسين علي الأقل وأعيدت الانتخابات من جديد ، وهو مانفعله الآن .. فهل حلال عليكم ماتفعلون .. وحرام علي الآخرين ؟
لقد سن الرئيس محمد مرسي دستورا فيه كل عيوب دساتير العالم ، وألحقه بإعلانات دستورية تحصنه من كل أحكام ، وجعل من نفسه ديكتاتورا أعظم . أنت نفسك ياسيادة ارئيس لست محصنا من أية احكام أمريكية قد تصدر ضدك.
 لقد قرأنا الأدب الأمريكي مثل كل الآداب الأجنبية التي نقرؤها لندخل في العالم المتقدم ، وأنتم لاتقرؤون أدابنا إلا بالنذر اليسير ، وثقافة الأخوان لاتؤمن بهذا التوجه الحضاري لأنهم ببساطة لايقرؤن لأحد غيرهم ، منكفئون علي فقه التخلف باسم الإسلام .
وأنني أدعوك ياسيادة الرئيس لزيارة سريعة لمصر ، والتجول في أركانها لتسمع نبض الشارع علي حقيقته بدلا من التقارير التي ترد إليك من أجهزتك وقد تكون مغرضة .. لتبني قرارك السليم علي ضوء ماتري وتسمع .
وأستشهد هنا بأبيات شعرية كتبها شاعر فرعون قديم منذ آلاف السنين لتعرف نبض الشارع المصري الذي قام في الثلاثين من يونيو ليصحح مسار ثورته العظيمة في هبة أذهلت العالم ، ولعلها اذهلتك ايضا .
يقول الشاعر الفرعوني :

"حـقـا ً إن  النيل  يأتي بالفيضان
ولكن ما من أحد يحرث
لأن كل إنسان يقول :
ماذا حل بالبلاد ؟
 لقد أصبح النهر قبرا ً لرجال كثيرين دفنوا فيه
والوباء انتشر
والدم سال في كل مكان
ليتني رفعت صوتي في ذلك
الوقت
حتى كنت أنقذ نفسي من الألم
الذي يعتصرني الآن .
حقا ً إن الدلتا تبكي .."
      ____________        
ولقد وصلتنا صرخته عبر الزمن لتكون نبراسا لنا فنهضنا نعيد تصحيح المسار الوطني بما يتلائم مع هويتنا الوطنية الحقيقية .
وأختم خطابي بمثل مابدأت:
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته .. السلام علي من اتبع الهدي .


          الشاعر /  حسن النجار
            10 / 7 / 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق