الصفحات

2013/07/08

ميدان التحرير شعر: عبد الرحمن أبو المجد




ميدان التحرير

شعر: عبد الرحمن أبو المجد

وطني وليس في القلبِ ما يدانيهِ
نرويهِ بالتحريرِ لا بالماءِ نرويهِ

نسيمُ القبرِ قد عبقتْ نوافحُهُ
فزادَ من اشواقي إلى الثرى فيهِ

فإذا ثغرهُ باتسامٍ يحاورني
كما استوقظتْ بتحنانٍ مآقيهِ


وطنٌ إذا ما نادى نهلُ تلبيةً
يا فرحةَ القلبِ لصوتٍ يناديهِ

لبيكَ يا وطني و الروحُ أُهديها
وشوقي إلى الميدانِ ما عدتُ أخفيهِ

فاستقامَ الحلمُ في هوى جوانحي
هذا اليومُ الذي طالتْ أمانيهِ
إنْ لم أُهدكَ يا وطني جوارحي
فلا جدوى للجسدِ حتى أغليهِ
 

لكن ما حدَّ من فرحي و يحزنِّي
أنْ يَقتُلَني من بالقلب أأويهِ

إذا ما استلهمتٌ كانَ قافيتي
والقدحُ الذي يشربني كانَ يُسقيهِ

مضتْ بنا الأيامُ مثل راحلتي
وغدي المامولُ من وحي ماضيهِ

كنتٌ وإياهُ و الوطنُ ثالثُنا
ودمهٌ تنسابُ في عروقي مجاريهِ

أينَ دقاتُ العودِ كانً يطربنا
وبدرُ الخيامِ في البرِ أماسيهِ

قيثارةٌ تنشدُ بالهيامِ مسمعَنا
والشعرُ تغنى في أبهى لياليهِ
 

فما الذي تردى حتى تراودُه
تلكَ المجامحٌ من فكرٍ يجاريهِ
 

أرادوهُ في ظلامِ الجهلِ مرتحلاً
بين المنايا في غياهبَ التيهِ
 

من ذا الذي أهدى له صنائعُه
ليكون في الارهابِ من مواليهِ

حتى إذا استقامَ للشرِ عودُه
أطلق العنانَ ولا شيئَ سيثنيهِ

كم عجبتُ لباسمِ الدينِ مسلكهمْ
والدينُ براءٌ من مجرى تعديهِ

كيف استباحوكَ يا وطني في الغوى
يا عروسَ الكونِ و ألقاً من لآليهِ

ستبقى ندياَ فالوردُ في مزاهرَهُ
اشواكٌ .لكنَّ ربُ السما يحميهِ
تباركَ اللهُ أهداكَ من مقادرَهُ
قاهرةَ المعزِ دراً من دراريهِ


دارتْ رواحي الموتِ غير عابئةٍ
ليرتاعَ في دمي منْ كانَ يدميهِ

وما أنا بالذي يخشى لهامتهِ  
انا المغوارُ الذي تدنو قواصيهِ

ما احتفاظي بجسدٍ ما عادَ يعرفُنِي
لأجلكَ يا وطني أتيتُ أفنيهِ

وطنٌ. إذا ما نادى نهلُّ تلبيةً
نرويهِ بالتحريرِ لا بالماءِ نرويهِ

إنا جعلنا للإرهابِ مقبرةً
في كلِ ميدانٍ ستؤتى نواصيهِ

أماه: لا تبكي إنَّ الموتَ يحيني
كلُ شهيدٍ ما انفكَ عندَ باريهِ

نمْ يا يني وقد تربتْ يداكَ
وخسئ الذي نالتْ منك أياديهِ

دمُك المخضوبُ في (التحريرِ )مفخرةً
ويا فرحةَ القبرِ إذا ما حلًّ واريهِ

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق