الصفحات

2013/07/17

أكبر لوحة في العالم أم أكبر كذبة في العالم ؟؟؟ بقلم: إيمان البناني

أكبر لوحة في العالم أم أكبر كذبة في العالم ؟؟؟ 
إيمان البناني- مراكش 
 تعودنا بين الحين والأخر، أن نسمع أخباراً غير سارة عما تفعله بعض الجمعيات الثقافية هنا في مغربنا الجميل، والتي تعلن عن تنظيم أنشطة ثقافية بأسم المغرب، وأحيانا برعاية سامية من جلالة الملك، هكذا يدعون من أجل إعطاء أنشطتهم المزيفة مصداقية تقنع السامع والرائي. وهذا ما فعلته مؤخراً جمعية إبداع للفنون في "بن جرير", ومؤسسة "أجنحة عربية" السعودية المنشأ، حيث تشاركت الجمعيتان بتنظيم ملتقى وصفوه بأنه عالمي مرة، وأخرى بأنه دولي، وبرعاية سامية، وبدعم من عمدة مدينة مراكش، ووزارة الثقافة المغربية، مما أكسبهم شرعية ومصداقية لم تكن لديهم مطلقاً، كما حجزوا لافتتاح هذا الملتقى قصر المؤتمرات في مراكش!!! الملتقى لرسم أكبر لوحة بالعالم وتبين فيما بعد أنها أكبر كذبة في العالم حيث أعلنوا عن مشاركة عالمية من 365 فنانا عالميا . والوو !! وأنها ستدخل موسوعة جينس العالمية ! على غرار أكبر طاجين مغربي وأكبر كسكس. من حضر حفل الأفتتاح شاهد فوضى التنظيم والأرتباك المخجل، حيث نستطيع أن نسميه مهرجاناً عائلياً بامتياز، فكما يبدو أن رئيس وأعضاء جمعية أبداع اشتغلوا على مبدأ :"الأقربون أولى بالمعروف"، لذلك قاموا بدعوة عائلاتهم، وأصحابهم، ومن كان قريباً أو ماراً أمام قصر المؤتمرات في ذلك اليوم، حيث حضر حفل الأفتتاح بحدود 50 شخصا بينهم أطفال رضع كانوا يتسابقون في الصراخ طيلة فترة الأحتفال من أجل الدخول إلى موسوعة جينس، كما حضر الحفل بحدود عشرة أشخاص ممن يرتدون الدشداشات البيضاء والعقال، أتضح فيما بعد أنهم فنانين سعودين، وأربعة فنانين ثلاثة أسيويين وأمريكية، حيث كان هؤلاء طعم المكيدة دون أن يعرفوا عن ذلك شيئاً، وتم استغلال وجودهم لاثبات "دولية" هذا الملتقى و"عالميته", وكان هؤلاء الفنانين في صدمة وذهول مما يحصل، وعندما تحدثت معهم مستعلمة عن انطباعهم حول الملتقى، قالوا :"جئنا للقاء دولي وجدنا أنفسنا في مهرجان عائلي لا نفهم لماذا نحن هنا". ولو دققنا بعمق بكل ما حصل سنجده ملتقى دولياً، نعم وأيضا نستطيع أن نتحدى جميع دول العالم به كونهم لا يستطيعون تنظيم ملتقى يحمل من الكذبات ما يتجاوز عدد الفنانين المعلن عن تواجدهم، 365 كذبة ملونه تتطاير من هنا وهناك، وأكبر الكذبات جميعاً قول القائمين على الملتقى:" لقد حجزنا طائرات هليكوبتر لتصور الحدث من السماء !!!", هذا الكلام موثق في البنود التي أخبرت الجمعية الفنانين المشاركين بالتزامها بتوفيرها، الجميل هنا و من باب الأمانة أنه لم يكن محدداً ضمن البنود مدى ارتفاع الطيران للهليكوبترات، ولا كم عددها ؟ وكم مرة ستحلق في اليوم من أجل التصوير. فات جمعية إبداع للفنون أن تتفنن علينا أكثر وتقول أن طائرات الهليكوبتر، وخصيصاً لأجل هذا الحدث العالمي الكبير لن تستخدم الوقود الخاص بالطائرات ، بل ستحلق بواسطة الأتاي بالنعناع وبعضها سيستخدم الأتاي الصحراوي لمقاومة حرارة الجو. لماذا تتاجرون باسم المغرب ؟ وباسم جلالة الملك ( بالرعاية السامية كما أعلنت مؤسسة أجنحة عربية السعودية ) ؟ وباسم السيدة العمدة ؟ وباسم وزارة الثقافة ؟؟؟؟ ماذا ستقولون لو سألتم أين هؤلاء الفنانين المشاركين العالميين البالغ عددهم 365؟؟ سؤال ساذج حقاً لا أعتقد أنكم ستجدون صعوبة بالإجابة عنه، بدليل تحويلكم عمدة المدينة إلى رجل، عندما أشار رئيس أجنحة عربية إلى رجل كان يجلس بجوار الفنانة الأمريكية، وقال لها أن هذا السيد هو عمدة المدينة، وقد حرص أن يكون معنا هذا المساء، كما قلت لكم كذبات تجاوزت عدد الفنانيين الوهميين. هل يرضيكم لو وجدتم أنفسكم كما الفنانين الذين دعوتموهم وأقنعتموهم بالمشاركة وانتم تعرضون عليهم هوتيلات فاخرة تقدمها عمدة مدينة مراكش وتذاكر طيران مدفوعة ووجبات طعام فاخرة وأستقبال مهيب وبرنامج كبير ومنوع وصلوا إلى مطار مراكش بعد قطعوا عشرين ساعة طيران صاروا يبحثون عن أسمائهم عند المستقبلين الذين رفعوا أوراقا كتبوا عليها أسماء ضيوفهم لم يجدوا أسمائهم اعتقدوا أنها كتبت بالعربية صاروا يسألون حاملين اللوحات واحداً واحداً عن الاسم المكتوب على اللوحات، ظناً منهم أن المستقبل كتب اسماءهم بالعربية سهواً. عدة ساعات انتظار في المطار ولا من مستقبل، ومن كثرة التعب والنعاس صار يتراءى إليهم وكأنهم يسمعون أحداً يناديهم بأسمائهم من الخلف يلتفتون فلا يجدوا إلا شيخا أصابته حالة عطاس غريب كان يلحن العطسة وتخرج مشابهة لاسم واحد منهم، وليس لديهم أي عنوان سوى رقم هاتف كلما حاولوا بالأتصال لا يرد، فبدؤوا يبحثون عن أعلان أو شعار يوصلهم إلى ما جاؤوا من أجله دون جدوى، ملتقى دولي.. . جمعية إبداع للفنون. أما عن مؤسسة أجنحة عربية فيبدو أن الجميع ركب هذه الأجنحة العربية، وأسوة بدعاية :"ريد بول بيعطيك جوانح"، طاروا لينسجوا كذبات جديدة للأيام القادمة...كذبات ملونة لدخول جينيس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق