الصفحات

2013/07/07

عبدالقادر كعبان يحاور شريف عابدين



حوار مع القاص المصري شريف عابدين
من إعداد عبد القادر كعبان من الجزائر
المصري شريف عابدين قاص تعكس نصوصه القصصية متعته الذاتية في الكتابة، في اصطياد اللقطات المحكية، يشتغل بإتقان و هدوء على التجديد المتواصل في اتجاهه القصصي. نصوصه القصيرة جدا تتنوع بين الإختزال و المفارقة و القصر و من هنا كان معه الحوار التالي:

بداية لو سألتك: من هو شريف عابدين؟
ولدت بالإسكندرية عروس البحر
درست الطب رغم أني أعشق الفنون والآداب
تأثرت في البداية بوالدي فقد كان مهتما بالحكايات الشعبية ويحفظ السيرة الهلالية
بدأت بكتابة الشعر منذ المرحلة الثانوية
أثارت كتابات يوسف إدريس في نفسي ولعا بالقصة ولا أنسى قصتيه "مسحوق الهمس" و"بيت من لحم
أفادتني دراسة الطب كثيرا في تنمية قدراتي الأدبية وأعتبر أن الإلمام بعلم الأحياء وعلم النفس في غاية الأهمية لمن يهوى الكتابة.
سحرتني القصة القصيرة جدا واستحوذت كل اهتمامي وأتوقع لها مستقبلا زاهرا
يرجع الفضل إلى أستاذي الدكتور مسلك ميمون بكتاباته التي تيسر الفهم وتثري الذهن في تعلم أصول كتابة القصة القصيرة جدا.
كما استهوتني المدرسة المغربية في كتابة ونقد هذا الجنس الأدبي الوليد.
أشارك بالكتابة في العديد من المنتديات الأدبية الرقمية وصدر لي مجموعتين ورقيتين من القصص القصيرة جدا: تلك الحياة والربيع المنتظر

متى توجهت لكتابة القصة القصيرة جدا، و من كان قارئك الأول؟
عام 2006؛ كان قارئي الأول هو والدي
ولا أنسى عبارته عندما لا حظ أني أهتم  بالتحليل وأتجه للنقد:
كان أبي يقول: ابتعد عن التنظير؛ واهتم بالنص المثير.
ثم قراء المنتديات الرقمية في واتا والملتقى وأقلام.
مَن مِن كُتاب القصة القصيرة جدا الذين تفضل قراءة أعمالهم؟
الأساتذة: حسن برطال، عز الدين الماعزي، مصطفى لغتيري وحسن البقالي.
عبد الرشيد حاجب.
فاطمة بن محمود.
بدرية علي.
وهناك الكثير من المبدعين العرب
حدثنا عن باكورتك القصصية جدا؟
بدأت بالطبع متأثرا بالأساتذة المبدعين؛ ثم كان اهتمامي بالقراءات التنظيرية والمقالات النقدية بالغ الأثر في تطوير إسلوب كتابتي
تأثرت في البداية بالدكتور مسلك ميمون ثم الدكتور جميل حمداوي ثم الأستاذ محمد إشويكه
أعتقد أن القراءة  مكنتني من أن أنهج إسلوبا خاصا بي وأجدني أميل للمقاربة الميكرو سردية ونظرية التكنو قاص.

ما هي العراقيل التي واجهتك أثناء عملية النشر الورقي؟
دور النشر لدينا غير احترافية
بداية من التدقيق اللغوي وتصميم الأغلفة، وتنسيق الكتاب
على المؤلف أن يقوم بكل شيء ولا يعتمد على دار النشر.
دور النشر تهدف إلى الربح المادي فقط لا يهمها قيمة كتاب أو كاتب.
المؤسسات الرسمية غارقة في الروتين الحكومي، سلسلة طويلة من إجراءات عقيمة وجهاز إداري فاسد.
النشر داخل الوطن يوفر مصاريف شحن النسخ وهي باهظة كما يسهل الاتصال مع دار الطبع.
سعر الورق مرتفع مما يزيد تكلفة الطبع
اتجهت للنشر خارج الوطن ببساطة، إلى حيث يوجد جمهور من القراء و المهتمين بدرجة كافية بجنس أدبي جديد (القصة القصيرة جدا).
نشرت مجموعتي الأولى في المغرب، دار التنوخي،.
نشرت مجموعتي الثانية في مصر، دار كيان كورب، وأعتبرها تجربة أفضل.
الأهم الأهم الأهم هذه الدور بصفة عامة ليس لها سياسة خاصة ولا منافذ توزيع كافية داخلية على الأقل فما بالك بالتوزيع الخارجي؟
لا توجد سياسة تسويق ولا ترويج إعلامي مناسب
ما هي خصائص القصة القصيرة جدا في رأيك؟
القصة القصيرة جدا هي فن المستقبل كما يقول أستاذنا الدكتور جميل حمداوي.
في الغرب هناك زيادة في الإقبال على باقات معينة من خدمات الهاتف المحمول تشمل إرسال رسائل نصية عبارة عن قصة قصيرة جدا كل مساء
بالإضافة إلى تحويل العديد منها بالوسائط المتعددة من الصوتيات والفيديو والفلاش.
والبعض يقتنيها على شكل تذكار مكتوبة على البراويز أو الأكواب أو التي شيرتات.
ناهيك عن الاهتمام الواسع بهذا الفن ورقيا ورقميا.
صارت منتجا له سوق ومستهلكين!
هناك نوعان من القصص القصيرة جدا: الرأسي (الانفعالي، المحدد النهاية) ويهدف إلى تعميق الشعور بالتوتر وأجده مناسبا لعامة القراء؛ مقابل الأفقي (العقلاني، ذو النهاية المفتوحة) ويهدف إلى التأمل ويناسب النخبة من القراء.
اقتناص اللحظة والتخييل هما أهم الخصائص
بالنسبة للحجم مقتنع تماما بفرضية أن الق ق ج يجب أن تعصى على التمدد تماما وهو ما يعرف بنظرية "البالونة المثقوبة"؛ ما يحقق هذه المعادلة هو توظيف المجاز في المتن السردي. التخييل والتجريد من خلال الرؤية الخاصة للكاتب يفرضان الالتزام بحجمها الأصلي عند أية محاولة لإعادة كتابتها.
كذلك تأتي القصة القصيرة جدا في زمن يثمن اتقاد الذكاء مع "عصر شرائح السيليكون"
لذلك يليق بالقصة القصيرة جدا أن تستلهم روح العصر
مواكبة الواقع الزمني والتراجع القرائي.

كيف قابل النقاد مجاميعك القصصية؟ وكيف قابلها الأصدقاء والمعارف؟
كان تناول الزملاء من الكتاب والنقاد جيدا، كما قابلها الأصدقاء بحفاوة مناسبة.

ما موقفك من توجيهات  القراء و الأصدقاء على قصصك؟ وهل تستجيب لها؟
بالطبع أتقبل بكل ترحاب ملاحظات القراء وأعتبر النص ملكا للقاريء بمجرد نشره، وقد أجد بعض التأويلات مفيدة أحيانا.
قصصك تنبض بزمنها وتحتفي به بطريقتها، كيف سايرت هذا التدفق والاختزال؟
لي تقنيتي الخاصة بالطبع ككل الزملاء، كذلك الرؤية الخاصة للعالم، التي أرصد من خلالها إحدى المفارقات، لأرسم منها صورة مبتكرة، سيناريوهات ميكروسكوبية بعدسة مكبرة.
حدثنا عن القاص شريف عابدين قبل و أثناء و بعد الثورة؟
الهم الإبداعي واحد والتحديات لم تتغير، ربما أحرص على التطور المستمر في التقنية.
كيف تنظر الى النخبة المثقفة في ظل ما يشهده العالم العربي من ثورات اليوم؟
هي الأمل وهي المسئولية التي يعول عليها المواطن البسيط للتعبير عن معاناته وتطلعه نحو مستقبل أفضل.
هل ترى أن الرواية هي المرحلة النهائية لكاتب القصة عموما؟
لا شك أن فضاءات الرواية الرحبة تلبي حاجة القاريء من الإشباع الحكائي؛
لكني أثمن دور القصة القصيرة جدا في مواجهة التراجع القرائي ناهيك عن آلياتها في إحداث الدهشة وتناول المفارقة؛
وأعتبرها نموذجا للتطور السردي؛ وأتوقع لها أن تكون مستقبلا (خلية السرد) الأساسية.
ما رأيك بالكتابة في المنابر الإلكترونية؟
هناك ظاهرة تزايد متسارع لنشر المؤلفات الكترونيا، لكنه لا يمكن الاعتماد على المؤَلف المنشور رقميا مرجعا يتم الاستناد إليه او مصدرا تتم دراسته ، خاصة أن "عالم الويب" يطرح مزالق كثيرة على مستوى الملكية الفكرية وحقوق المؤلف.
ومن هنا تتضح أهمية النشر الورقي بالمقارنة بالنشر الرقمي
أترك لك الخاتمة فما عسى أن تقول؟
شكرا.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق