الصفحات

2013/08/18

الحسين شاهدا.. شعر: محمد عبدالوهاب ندا

الحسين شاهدا..
 شعر: محمد عبدالوهاب ندا



الليل يقتحم النهار مدججاً بقوى السلاحْ
و تواطؤٌ يجري بكونٍ ما لإثناء الصباحْ
الفجر مئذنةٌ تَقرَّرَ قصفها
قبل انطلاق الصوت "حي على الفلاح"
والأرض جوالٌ جري إخراسهُ
بالضبط عند الوضع ِ "صامتْ"
إلا لأصوات النباحْ
الشمع جرعات تَقرَّرَ ضخها في كل آذان الحياةْ
والموت دفعاتٌ تَقرَّرَ صرفها بيَدِ الطغاةْ
والخلق أشباحٌ بلا وطنٍ تتوهْ
و رؤوسهم بشرائحٍ تستقبل البثَّ الموجَّهَ
 تنمحي معه الملامح والوجوهْ
وأنا الذي آمنت أرقد في السماءْ
وفمي يردد ما تبقّى من هتافْ
- يا أيها الوجه الجديد كيف انتقلت إلى هنا ؟
صوتٌ أتى مما وراء مواكب الأبرارِ يسألني فأمعنت النظرْ
فإذا به رجلٌ بغير عمامةٍ
وثيابه كل البياضِ وشعره كل السواد ولا يُرى أثر السّفرْ
- يا أيها الوجه الجديد كيف انتقلت إلى هنا ؟
- قد كنت أُسعف ما تَفتّتَ من عظام الهاتفينْ
وألملم الطلقات من بين الصدورِ
 أُطهّر الفجوات أجمع ما تَهتّك من لحوم النازفينْ
وأضمِّد الأرواح أشحذ ما تبقّى من يقين العارفينْ

- يا أيها الوجه الكريم كيف انتقلت إلى هنا ؟
وجعٌ خفيف مسّني بعد انطلاق رصاصةٍ سكنت هنا
فرأيت أبواب السماء تفتّحت والأرض تدفعني فأصعد ههنا
- يا أيها الوجه الكريم من أي أرضٍ قد أتيت ؟
- أرض الكنانة مصرنا
- من أي موقعةٍ بها؟
- من رابعة ْ
- أهم الصليبيون أم جند التتار أم الفرنسيون أم جيش احتلال الإنجليزِ
أم اليهودُ أتوا على بلدانكم ؟
- لم يأت أيٌ منهمُ
- قل لي بربك من أتى؟
- لم يأتنا أحدٌ لغزو بلادنا
- قل لي بربك من قَتل؟
- جيش البلادْ
- جيش البلاد المؤمنة ْ؟!
أو يقتل الأخُ إخوتَه ؟
- هذا وربي ما جرى
- هابيل يا هابيل قم واسمع حديث القادمين ْ
قابيل يعبث بالورى !
- قابيل علّمَه الغرابُ فأسكن الجسدَ الثّرى
لكنهم قد أشعلوا أجسادنا قبل الصعود إلى هنا!
- هوّن عليك فلا يضر الشاة سلخٌ بعد ذبحٍ إننا الأحياء رغماً عنهمُ

- يا سيدي الحيّ الكريم من أي موقعةٍ أتيت؟
- من كربلاءْ
- و متى ارتقيت إلى هنا ؟
- من ألف عامٍ زد قروناً أربعةْ
- أشهدت سيدنا الحسين ؟
- هذا أنا
قبّلتهُ
- يا سيدي أنت الحسين حفيد سيدنا النبي ؟
- أجلٌ أنا
أهلا بصحبتنا فأنت رفيقنا في جنة الشهداء فانعم بالحياة الآخرةْ
صافحته ومضى يلوِّح لي بودٍ وابتسامْ

أبصرت نافذةً تطل على حديقة لؤلؤٍ
وعمامةٌ فضيةٌ ترسو على رأسٍ بهيٍّ
يطلق العينين ناحيتي ويلقي بالسلام
الشيخ عماد ؟!
أقبلت أركض نحوه
صافحته
أخبرته عن رابعةْ
وسألته عما جرى في مجلس الوزراء من عشرين شهراً بالتمام ْ؟



فأجابني :
الظلم كافرْ
والغدر تلميذ العساكرْ
والحق يعلو فوقهم والله قادرْ
من وقتها وأنا أردد قوله والكل يهتفها معي:
الظلم كافرْ
والغدر تلميذ العساكرْ
والحق يعلو فوقهم والله قادرْ














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق