الشيعة في صعيد مصر كتاب للدكتور محمود النوبي أحمد
صدر حديثاً للدكتور محمود النوبي أحمد
أستاذ الأدب العربي والنقد الأدبي المساعد
بكلية الآداب بقنا – جامعة جنوب الوادي
كتاب: الشيعة في صعيد مصر.
طرح الكتاب في مقدمته هذا السؤال:
هل أثرت العقيدة الفاطمية – أيام دولتهم – في عقائد المصريين أهل السنة؟
وبعد جولة مع الشيعة في صعيد مصر تأكد للمؤلف أن بعض النزعات الدينية السائدة في صعيد مصر في وقتنا الراهن ما هي إلا آثار لتلك النزعات التي كانت سائدة خلال فترة العصر الفاطمي وما جاء بعده من عصور.
لسبئية هم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي. قيل: إنه من الحيرة (1) بالعراق، وقيل: –وهو الراجح- إنه من أهل اليمن من صنعاء (2)، وقيل أصله رومي (3). أظهر الإسلام في زمن عثمان خديعة ومكراً، وكان من أشد المحرضين على الخليفة عثمان رضي الله عنه حتى وقعت الفتنة.
ردحذفوهو أول من أسس التشيع على الغلو في أهل البيت، ونشط في التنقل من بلد إلى بلد؛ الحجاز والبصرة والكوفة، ثم إلى الشام، ثم إلى مصر وبها استقر، ووجد آذاناً صاغية لبثّ سمومه ضد الخليفة عثمان والغلو في علي، وهذا النشاط منه في نشر أفكاره مما يدعو إلى الجزم بأن اليهود يموِّلونه، إذ كلما طرد من بلد انتقل إلى آخر بكل نشاط، ولاشك أنه يحتاج في تنقله هو وأتباعه إلى من يموِّلهم وينشر آراءهم، ومن يتولى ذلك غير اليهود الذين آزروه في إتمام خطته ليجنوا ثمارها بعد ذلك الفرقة وتجهيل المسلمين والتلاعب بأفكارهم.
وقد بدأ ينشر آراءه متظاهراً بالغيرة على الإسلام، ومطالباً بإسقاط الخليفة إثر إسلامه المزعوم. ثم دعا إلى التشيع لأهل البيت وإلى إثبات الوصاية لعلي إذ إنه –كما زعم- ما من نبي إلا وله وصي، ثم زعم بعد ذلك أن علياً هو خير الأوصياء بحكم أنه وصي خير الأنبياء. ثم دعا إلى القول بالرجعة (4) ثم إلى القول بألوهية علي، وأنه لم يقتل بل صعد إلى السماء، وأن المقتول إنما هو شيطان تصور في صورة علي، وأن الرعد صوت عليّ، والبرق سوطه أو تبسمه، إلى غير ذلك من أباطيله الكثيرة. وفيما أرى أنه قد بيّت النية لمثل هذه الدعاوى، ولهذا لم يفاجئه موت علي بل قال وبكل اطمئنان وثبات لمن نعاه إليه: (والله لو جئتمونا بدماغه في صرة لم نصدق بموته، ولا يموت حتى ينزل من السماء ويملك الأرض بحذافيرها) (5).
وهذه الرجعة التي زعمها لعلي كان قد زعمها لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: (إنه ليعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمداً يرجع). واستدل بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص:85].
ردحذف
ن الشيعة حاولوا خداع الناس بأنهم موالون لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم أقرب الناس إلى الصحة والصواب من بين طوائف المسلمين، وأفضلهم وأهداهم لتمسكهم بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم وذويه، وإن المتمسكين بأقوالهم، والعاملين بهديهم، والسالكين مسلكهم، والمتتبعين آثارهم وتعاليمهم هم وحدهم لا غيرهم.
ردحذفولقد فصلنا القول فيما قبل أن القوم لا يقصدون من أهل البيت أهل بيت النبوة، وأنهم لا يوالونهم ولا يحبونهم، بل يريدون ويقصدون من وراء ذلك علياً رضي الله عنه وأولاده المخصوصين المعدودين.
ونريد أن نثبت في هذا الباب أن الشيعة لا يقصدون في قولهم إطاعة أهل البيت واتباعهم لا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولا أهل بيت علي رضي الله عنه فإنهم لا يهتدون بهديهم. ولا يقتدون برأيهم، ولا ينهجون منهجهم، ولا يسلكون مسلكهم، ولا يتبعون أقوالهم وآراءهم، ولا يطيعونهم في أوامرهم وتعليماتهم بل عكس ذلك, يعارضونهم ويخالفونهم مجاهرين معلنين قولاً وعملاً، ويخالفون آراءهم وصنيعهم مخالفة صريحة. وخاصة في خلفاء النبي الراشدين، وأزواجه الطاهرات المطهرات، وأصحابه البررة، حملة هذا الدين ومبلغين رسالته إلى الآفاق والنفس، وناشرين دين الله، ورافعين راية الله، ومعلنين كلمته، ومجاهدين في سبيله حق جهاده، ومقدمين مضحين كل غال وثمين في رضاه، راجين رحمته، خائفين عذابه، قوامين بالليل، صوامين بالنهار الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه المحكم: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
ذكرهم فيه جل وعلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [السجدة:16]. وقال تبارك وتعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191].
وقال وهو أصدق القائلين حيث يصف أصحاب رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح:29].
وقال سبحانه، ما أعظم شأنه، في شركاء غزوة تبوك: لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:117].
كما قال في الذين شاركوه في غزوة الحديبية: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [الفتح: 18 - 19].
ردحذف
أطماع اليهود في البيئة التي حملت لواء الإسلام والقيام بالدعوة إليه قديمة جداً، فبعد أن نزح اليهود إلى الجزيرة العربية نقلوا معهم من الأساطير التي شاعت بينهم إبان الأسر البابلي العقائد الكثيرة والأطماع العديدة، وكان من بين هذه الأساطير اليهودية عقيدة التناسخ التي أصبحت مصدراً رئيسياً عند الإمامية عندما قالوا بعقيدة "الرجعة" التي اعتنقوها كتعبير عن مشاعر الانتقام والحقد الذي انطوت عليه نفوس بعض الذين زعموا ظلم آل البيت من أعدائهم، وقد ساعد العمل السري والتحريف العقائدي الذي دعا إليه عبد الله بن سبأ في إشاعة جو من الاضطراب السياسي والعقدي في الأمصار الإسلامية كنوع من الحرب النفسية وتعميق مشاعر الإحباط والهزيمة في كيان الأمة الإسلامية.
ردحذفوالجدير ذكره أن اليهود وجدوا منذ عصر الفتنة التي أعقبت مقتل عثمان مسرحاً لنقل الفكر الباطني إلى الساحة الإسلامية، وكان ذلك بسبب سماحة الفكر الإسلامي الذي تقبل كل العناصر التي تظاهرت بالإسلام، حتى شاعت في وقت مبكر الأفكار اليهودية التي تدور حول جملة من العقائد تناقض عقيدة الإسلام والتي كان من أهمها عقائد: "الإمامة" و"الوصية" و"الرجعة" و"الغيبة" و"العصمة"، إلى غير ذلك من العقائد الوضعية، والقول بالظاهر والباطن في تناول النصوص.
وقد أوضح الشهرستاني هذه العلاقة وذكر أن الإمامية عرفوا التناسخ والرجعة عند اليهود، وقد بنيت فكرة تأليه الأئمة في القول بالعصمة على المعتقد الذي استهدف تقديس علي رضي الله عنه بتأثير من عقيدتي الرجعة والغيبة التي تصورهما أسطورة القول بالتناسخ اليهودية والتي تفرعت في اتجاهات ثلاثة: الأول: القول بالإمام المعصوم.
والثاني: القول بعقيدة خاتم الأوصياء.
والثالث: القول بعقيدة القداسة الإلهية لعلي رضي الله عنه.
وهذه العقائد الثلاث اعتبرت علماً خاصاً يطلق عليه "العلم السري" الذي يعبر عن عقيدة الرجعة عند الإمامية، كنوع من الاعتقاد الخاص الذي لم يشرعه الإسلام، ولم يقل به أحد من المسلمين حتى من تفلسف منهم وتأثرت مقالاته بالأفكار والمبادئ ذات النزعة التجسيمية أو التعطيلية.
ولما كان التراث الفارسي في مجال العقيدة الدينية القديمة قبل ظهور الإسلام يقوم هو الآخر على فكر التناسخ، فإن العمل الباطني وجد المجال مهيئاً أمام العناصر التي اندست في المحيط الإسلامي، وكان أن تشكلت مقومات المذهب الإمامي بحيث يبدأ التناقض مع الإسلام بصدام يعتمد على المقولات العقدية ضد الخطاب العربي عند الأمة العربية باعتبارها منذ ظهور الإسلام العقل الصحيح والترجمان الصريح والأداة الراشدة للتعبير عن دين الإسلام؛ فمثلاً في ظل عقيدة الرجعة تعتقد الإمامية: أن أول عمل للغائب أن يبدأ بقتل العرب. فقد جاء في كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد (1)، و (أعلام الورى) للطبرسي (2)، وكتاب (الغيبة) للنعماني (3) فيما نسبت وادعت روايات الإمامية إلى أبي جعفر أنه قال: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يبدؤها إلا بالسيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: هذا ليس من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم)
اءعلم رحمك ان التوحيد هو اءفرد الله بالعبادة وهو دين الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين اءرسلهم الله اءلى عباده لما غلوا في الصالحين فاءولهم نوح عليه الصلاة والسلم==اغلو في الصالحين ودا = ويغوث= ونسرا=) واءخرهم محمد عليه الصلاة والسلام كسر صور هؤلاء الصالحين والتوحيد هو لغة وحد=يوحد) اءي جعل الشيء واحدا= وهذا لا يتحقق ءالا بنفي واءثبات==نفي الحكم عما سوى الموحد= واءثباته له = لاءن النفي وحده تعطيل= والاءثبات وحده لا يمنع المشاركة=فمثلا لا يتم للاءنسان التوحين=حتى يشهد اءن لااءله لامعبود بحق اءلا الله=)اءلا الله= مثبتا العبادة لله وحده لاشريك له في عبادته لاشريك له في ملكه هنا توحيد الاءلوهية فهو دين الرسل = فكلهم اءرسلو بهذا الاءصل الذي هو التوحيد==قال الله تعالى=) ولقد بعثنا في كل اءمة اءن اءعبدو الله واءجتنبوا الطاغوت=) وقال الله تعالى=) وما ارسلنا قبلك من رسول اءلا نوحي اءنه لا اءله اءلا اءنا فاعبدون=) ارسله الله اءلى قومه لما غلوا في الصالحين == وسبب كفر بن اءدم من اليهود والنصارى والصوفية والرافظة== الغلو في حب الصالحين== قال ابن العباس رظي الله عنه==هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح= فلما هلكوا اءوحى الشيطان اءلى قومهم اءن اءنصبوا اءلى مجالسهم التي كانو يجلسون فيها اءنصابا = وسموها باءسما هم ففعلوا= ولم تعبد حتى اءذا هلك اولئك ونسي اللعلم عبدت=)واءخر الرسل محمد عليه الصلاة والسلام اءرسله=)فاءن قيل اءن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام= ينزل اءخر الزمان ويكسر الصليب ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ولا يقبل الا الا سلام=) وارسله الله الى قوم يحجون ويذكرون الله كثيرا= ولكنهم يجعلون= بعظى الوسائط بينهم وبين الله== ويقولون= نريد منهم التقرب= اءلى الله= ونريد شفاعتهم= مثل الملائكة وعيسى وسيدي اءحمد== اءنهم اءنما يعبدون سيدي احمد هذه الاقبور والاءصنام= لتقربهم اءلى الله زلفى= فهم مقرون اءنها من دون الله==واءنها لا تملكلهم ضرا ولا نفعا= واءنهم شفعاء لهم عند اللهعز وجل= ولكن هذه الشفا عة باطلة لا تنفع صاحبها لاءن الله يقول=) فما تنفعهم شفاعة الشافعين=) وذالك لاءن الله تعالى =لا يرظى لهؤلاء المشركين شركهم ولا يمكن اءن ياءذن بالشفاعة لهم= لاءنه لا شفاعة اءلا لمن اءرتظاه الله عز وجل= والله لا يرظى لعباده الكفر ولايحب الفساد=)=== فتعلق عباد القبور باءلهتم وصالحيهم ويعبو دونها = ويقلون ) هؤلاء شفعا ئنا عند الله )= فتعلق باطل غير نافع= بل هذا لايزيدهم من الله تعالى= اءلابعدا على اءن المشركون يرجون الشفاعة= اءصنامهم وصالحيهم==بوسيلة باطلة= وهي عبادة هذة الاصنام والقبور والاء ظرحة= وهذا = من جهلهم وسفههم اءن يحاولو التقرب اءلى الله تعالى بما يزيدهم بعدا=) ومزالو على هذا الكفر وعبادة الاصنام والقبور = حتى بعث الله الرسول عليه الصلاة والسلام يجدد لهم دين اءبيهم اءبراهيم= ويخبرهم اءن التقرب والاءعتقاد محظى حق الله تعالى= لا يصلح شيء= لغير الله تعالى لا لملك مقرب ولا =لنبي ولا للصالح= ولا لنبي مرسل فضلا من غيرهما=) وءلا فهؤلاء الشركون الذين بعث فيه النبي عيه الصلاة والسلام== يشهدون ان لاخالق ولا رازق اءلا الله= واءن الله يحي ويميت=) وكذالك الصوفية عباد القبور يشهدون== اءن خالق ولا رازق اءلا الله ويعبدون القبور ويطفون بها كطوافهم بالكعبة= ويذبحون لاصنامهم== من القبور ءاولياء المشعوذين=) الصوفية كلاب جهنم=)
ردحذفحذف
المبحث الرابع: نزعة التشيع وإذا كان هذا في عموم النزعات المذهبية، فلنزعة التشيع – وهي موضع البحث – من ذلك نصيب وافر، ويشخص لنا شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – داء المذهبية عند الرافضة، وعمق الكذب عن الشيعة حين يقول: ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة، فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبا ولا أكثر تصديقا للكذب وتكذيبا للصدق منهم، وسيما النفاق فيهم أظهر من في سائر الناس، وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)) (1) وفي رواية: ((أربع من كن فيه كان منافقا خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (2) وكل من جربهم يعرف اشتمالهم على هذه الخصال، ولهذا يستعملون " التقية " التي هي سيما للمنافقين واليهود ويستعملونها مع المسلمين يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح: 11]. ويحلفون ما قالوا وقد قالوا، ويحلفون بالله ليرضوا المؤمنين والله ورسوله أحق أن يرضوه ... (3).
ردحذفوينتهي – ابن تيمية – إلى أنهم شرّ من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وهذا – كما يقول – هو السبب فيما شاع في العرف العام أن أهل البدع هم الرافضة (4).
وأنهم إن لم يكونوا شراً من " الخوارج " المنصوصين فليسوا دونهم (5) , ثم يعرض للمقارنة بين النحلتين، ومؤكداً أن الخوارج أقل ضلالا من الروافض مع أن كل واحدة من الطائفتين مخالفة لكتاب الله وسنة رسول الله ومخالفة لصحابته وقرابته، ومخالفون لسنة خلفائه الراشدين ولعترته أهل بيته (6).
وينقل لنا في كتابه (منهاج السنة) اتفاق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، وأن الكذب فيهم قديم (7). (أ) وقعة صفين: وهو أحد كتب نصر بن مزاحم المنقري الكوفي المتوفي سنة 212هـ، وله كتب أخرى أمثال: (الغارات) كتاب (الجمل) (مقتل حجر ابن عدي)، (مقتل الحسين بن علي (1).
ونصر بن مزاحم هذا من أعلام الشيعة الغالين، قال فيه العقيلي: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير، ثم ساق له نموذجا يمثل انحرافه في المرويات في تفسير قوله تعالى: وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [الزمر: 33].
قال نصر: الذي جاء بالصدق محمد، والذي صدق به علي، ثم علق العقيلي على ذلك بقوله: وهذا لا يتابع عليه (2).
كما ترجم له الخطيب في تاريخه، ونقل طرفا من أقوال العلماء فيه، فعن الجوزجاني قوله: كان نصر زائغاً عن الحق مائلاً، ثم علق الخطيب بقوله: أراد بذلك غلوه في الرفض، كما أنه نقل عن صالح بن محمد قوله: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وعن الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين قوله: نصر بن مزاحم غال في مذهبه (3) ,
وقال عنه الذهبي: رافضي جلد تركوه، ثم نقل عن أبي خيثمة: كان كذّاباً.
وعن أبي حاتم: واهي الحديث متروك، وقال الدارقطني: ضعيف (4).
كما ذكره ابن عدي في الضعفاء وساق عدداً من أحاديث رواها، ثم علق ابن عدي بقوله: " وهذه الأحاديث لنصر بن مزاحم مع غيرها مما لم أذكرها عمن رواها عامتها غير محفوظة " (5). نقل أو اختلق صاحب (وقعة صفين) خطبة علي حين عزم على الخروج إلى صفين، وكان مما جاء فيها:" سيروا إلى أعداء السنن والقرآن، سيروا إلى بقية الأحزاب، قتلة المهاجرين والأنصار .. " (6).
وفي خطبة أخرى لا تقل سوءا عن سابقتها ينسب نصر بن مزاحم إلى علي أن سبب امتناع معاوية عن البيعة إنما كان ثأراً لدماء في الجاهلية إذ يقول: " ثم التفت – يعني علياً – إلى الناس فقال: فكيف يبايع معاوية علياً وقد قتل أخاه حنظلة، وخاله الوليد، وجدّه عتبة في موقف واحد، والله ما أظن أن يفعلوا، ولن يستقيموا لكم دون أن نقصد فيه المرّان، وتقطع على هامتهم السيوف وتشرحوا حواجبهم بعمد الحديد، وتكون أمور جمة بين الفريقين (7).
وحاشا علياً أن يقول مثل ذلك، وقاتل الله داء النزعة المذهبية وتلك آثارها.
وفي رواية ثالثة يصوّر – صاحب (وقعة صفين) – معاوية رجلا محتالاً يبحث عن رجال يتحدثوا له في مسبّة علي ويقول: " لما قدم عبيد الله بن عمر بن الخطاب على معاوية بالشام أرسل معاوية إلى عمرو بن العاص فقال: إن الله قد أحيا لك " عمر " بالشام بقدوم " عبيد الله " وقد رأيت أن أقيمه خطيبا فيشهد على علي بقتل عثمان وينال منه، فقال: الرأي ما رأيت، فبعث إلى عبيد الله فأتاه فقال له معاوية: يا ابن أخي إن لك اسم أبيك فانظر بملء عينيك وتكلم بكل فيك فاصعد المنبر واشتم علياً واشهد عليه أنه قتل عثمان ".
.. وأما الشيعة الذين يزعمون أنهم أتباع أهل البيت والمحبون الموالون لهم، فإنهم يرون رأيا ... محترقين على جهادهم المستمر، ومنتقمين على فتوحاتهم الجبارة الكثيرة التي أرغمت أنوف أسلافهم، وكسرت شوكة ماضيهم ومزقت جموع أحزابهم، ودمرت ديارهم وأوكار كفرهم، الصحابة الذين أذلوا الشرك والمشركين، وهدموا الأوثان والأصنام التي كانوا يعبدونها ويعتكفون عليها، أزالوا ملكهم وسلطانهم، وخربوا قصورهم وحصونهم ومنازلهم، وأنزلوا فيها الفناء، وأعلوا عليها راية التوحيد وعلم الإسلام شامخاً مترفرفاً، فاجتمع أبناء المجوس واليهود، وأبناء البائدين الهالكين الذين أرادوا سد هذا النور النير، والوقوف في سبيل وطريق هذا السيل العرم، اجتمعوا ناقمين، حاقدين، حاسدين، محترقين، واقتنعوا بقناع الحب لآل البيت - وآل البيت منهم براء - وسلّوا سيوف أقلامهم وألسنتهم ضد أولئك المجاهدين المحسنين، رفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المشغوفين بحبه، والمفعمين بولائه، والمميتين في إطاعته واتباعه، والراهنين كل ثمين ونفيس في سبيله، والمضحين بأدنى إشاراته الآباء والأولاد والمهج، المقتفين آثاره، المتتبعين خطواته، السالكين منهجه، الغر الميامين رضوان الله عليهم أجمعين.
ردحذففقال قائلهم: إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أربعة".كتاب (سليم بن قيس العامرى) (ص 92) ط دار الفنون بيروت). (والغريب أن أبناء اليهودية الأثيمة يطيعون مثل هذه الكتب الخبيثة المليئة من العيب والشتم لأهل خير القرون وخير الأمة، ثم يتضوغون عن الكتب التي كتبت رداً عليهم مثل كتاب (الشيعة والسنة) للمؤلف لتبيين مذهبهم، وإظهار ما يكنونه في صدورهم تجاه الأمة المرحومة ومحسنيها، ويقولون: إنه لا ينبغي كتابة مثل هذه الكتب وطبعها ونشرها في زمان، المسلمون أحوج ما يكون إلى الاتحاد والاتفاق، ونحن لا ندري أي اتحاد ووفاق يريدون؟ نحن لا نسب القوم ولا نشتم قادتهم، بل كل ما نعمل نبدي للرأي العام ما عمله القوم الأمس وما يعملونه اليوم. فمن أي شيء يخافون؟
ثم ولم نفهم من بعض من يسمي نفسه متنوراً، واسع الأفق، فسيح القلب، وسيع الظرف، محباً للتقريب والوفاق من أهل السنة، البلهاء أو المغترين، لا نفهم منهم حينما يعترضون علينا بأننا لم نقم بإحقاق الحق وإبطال الباطل؟ ولم ندافع عن أولئك القوم الذين لو ما كانوا كنا عباد البقر أو النجوم أو اللات والمناة والعزى والثالث، أو الحجر والشجر، ولو ما رفعوا راية الإسلام، وحملوا لواء التوحيد ما عرفنا ربنا عز وجل ونبينا وقائدنا محمداً صلوات الله وسلامه عليه، وما علمنا ماذا أنزله الرحمن على عبده وحبيبه، وما تركه المصطفى من سنته وحكمته، وما عرفنا القرآن الذي أنزله نوراً وهدى ورحمة للعالمين.
نعم: يقلق مضاجع هؤلاء المتنورين هذا، ولا يفجعون عن كتاب (سليم بن قيس العامري) الذي قال فيه جعفرهم – نعم جعفرهم، لا الجعفر الصادق الذي نعرفه ونعلمه – قال: من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب (سليم بن قيس العامري) فليس عنده من أمرنا شيء, وهو سر من أسرار محمد صلى الله عليه وسلم،- الكتاب الذي لم نجد صفحة من صفحاته، ولا ورقة من أوراقه إلا وهي مليئة بأقذر الشتائم وأخبث السباب، وكتاب سليم ومثله كتب للقوم لا تعد ولا تحصى، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فنقول لهؤلاء القوم عديمي الغيرة، وفاقدي الحمية: فليهنأ لكم التنور، وليهنأ لكم التوسع، فأما نحن فلن ولن نتحمل هذا، ولن ولن نسكت عن ذلك إن شاء الله ما دامت العروق يجري فيها الدم، وما دام الروح في الجسد واللسان يتكلم). هذا ومثل هذا كثير.
إن الخائن لا يلوي على شيء، ولا يفرق مع من يكون خائنًا، ومع من يكون أمينًا، فإن الخيانة داء إذا خالط دماء الإنسان فإنه يجعله خائنًا ولو مع أقرب الناس إليه.
ردحذفوالشيعة الذين غالوا في حب آل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب ثبتت خيانتهم لهم منذ اللحظات الأولى لظهور التشيع إبَّان الفتن التي ثارت ثائرتها بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضوان الله عليهما.
خيانتهم لعلي بن أبي طالب: "يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا ... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه، حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير" (1)."وأدرك الإمام علي أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس وما أنتم لي بثقة ... وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون .. " (2)
والعجيب أن شيعة علي من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي: "يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر (3) من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من غررتموه ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون" (4).
المطلب الثامن: تشابه الشيعة واليهود في قدحهم في الأنبياء والصحابة:
ردحذفونبدأ باليهود , أسياد الشيعة , حيث إن الطعن على أنبياء الله وانتقاصهم سمة بارزة من سمات اليهود , ومن قرأ كتب اليهود وجدها تعج بكثير من المطاعن على أنبياء الله , والقدح فيهم ورميهم بأبشع الجرائم مما هم منه براء.
ومن التهم الباطلة التي يلصقها اليهود بنبي الله لوط عليه السلام تلك التهمة الجائرة التي زعموا فيها أن لوطاً عليه السلام زنى بابنتيه - عياذاً بالله تعالى- كما جاء ذلك مفصلاً في الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين عندهم , أما رسول الله هارون عليه السلام فقد افتروا عليه أعظم فرية حيث زعموا أنه صنع لبني إسرائيل عجل من الذهب ليعبدوه عندما تأخر عليهم موسى عليه السلام في الجبل , وأما داوود عليه السلام فيرمونه بالزنا بامرأة أحد ضباط جيشه ثم تدبيره بعد ذلك مقتل زوج هذه المرأة بعد علمه أن هذه المرأة قد حملت منه -عياذاً بالله تعالى-.
وأما عيسى وأمه عليهما السلام فلم يترك اليهود جريمة إلا ألصقوها بهما, ومن هذه الجرائم والافتراءات رمي اليهود لمريم بالزنا حيث أنهم يعتقدون أنه قد جاءت به عن طريق الخطيئة أي الزنا -عياذاً بالله تعالى- , بل قد تجرأ اليهود على جميع الأنبياء فرموهم بالنجاسة كما جاء في سفر أرميا الإصحاح الثالث والعشرين ما نصه: " لأن الأنبياء والكهنة تنجسوا جميعاً بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب ".
أما قدح الشيعة في الصحابة رضوان الله عليهم , فإن الشيعة يعادون ويبغضون الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أشد البغض , ويعتقدون أنهم كفار مرتدون, بل يتقربون إلى الله بسبهم ولعنهم ويعدون ذلك من أعظم القربات, ويوضح هذا المعتقد شيخهم ومحدثهم محمد باقر المجلسي الذي يقول في كتاب (حق اليقين) صفحة (519) ما نصه: " وعقيدتنا في التبرء أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر, وعمر, وعثمان, ومعاوية, والنساء الأربع: عائشة, وحفصة, وهند, وأم الحكم, ومن جميع أشياعهم وأتباعهم, وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض, وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرء من أعدائهم ". كما أن شيخهم القمي روى في تفسيره عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس بعده, فأما صاحبا نوح: فخنطيفوس وخَرام, وأما صاحبا إبراهيم: فمكفل ورزام, وأما صاحبا موسى: فالسامري ومرعقيبا, وأما صاحبا عيسى: فبولس وموريتون, وأما صاحبا محمد: فحبتر وزريق " , ويعنون بحبتر: عمر رضي الله عنه , وزريق: أبا بكر الصديق رضي الله عنه , وهذه من الرموز التي يستعملونها في كتبهم للطعن في الشيخين.
أما إمامهم العياشي فيعبر عن حقده الأسود الدفين على هؤلاء الخلفاء برواية أخرى مصطنعة يرويها عن جعفر بن محمد أنه قال: " يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب, بابها الأول للظالم, وهو زريق - يعني أبا بكر - وبابها الثاني لحبتر - يعني عمر -, والباب الثالث للثالث -يعني عثمان-, والرابع لمعاوية, والخامس لعبدالملك, والباب السادس لعسكر بن هوسر, والباب السابع لأبي سلامة, فهم أبواب لمن تبعهم " انتهى من تفسير العياشي المجلد الثاني صفحة (432).
ويروي الصدوق " عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام أخبرني بأول من يدخل النار, قال: إبليس ورجل عن يمينه ورجل عن يساره " انتهى من كتاب (ثواب الأعمال) صفحة (255).
ان موقف أعلام الاثني عشرية وأقطابها قديماً وحديثاً من أئمة المذاهب السنية الأربعة وأتباعهم موقف عداءٍ.
ردحذفولا ينبغي أن يُستغرب هذا منهم بحال؛ فقد نصبوا العداء لمن هم أفضل من هؤلاء وأكمل؛ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم.
ومما سوّد به الاثنا عشرية كتبهم من مواقف عدائية تجاه أئمة السنة الأربعة وغيرهم: ما أخرجه الكليني بسنده إلى أبي جعفر الباقر أنه قال -وهو مستقبل الكعبة-: (إنما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]- ثم أومأ بيده إلى صدره- إلى ولايتنا. ثم قال: يا سدير (1)! فأُريك الصّادين عن دين الله؟ ثمّ نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوريّ في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد، فقال: هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتابٍ مبين. إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجاء الناس فلم يجدوا أحداً يُخْبِرُهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم) (2).ويقول شيخهم الأوالي (3): (ذكر نبذة من أحوال أئمتهم الأربعة وسائر علمائهم المبتدعة، وما أحدثوه في الدّين من البدع الفظيعة، لا سيما من بينهم أبو حنيفة صاحب البدع الكسيفة، ومَن ليس له من الله خيفة)! (4).وذكر القاضي عياض في الترتيب أن رجلاً من الإمامية سأل مالكاً رحمه الله: (من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) فقال مالك: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر. قال: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان. فكان جواب هذا السائل الرافضي أن قال للإمام: "والله لا أجالسك أبداً" (5). المصدر: موقف الشيعة الاثني عشرية من الأئمة الأربعة لخالد بن أحمد الزهراني
ومن صور عدائهم للأئمة الأربعة أيضاً ما جاء على لسان بعض شعرائهم:
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ... ينجيك يوم البعث من ألم النار
فدع عنك قول الشافعي ومالكٍ ... وأحمد والنعمان أو كعب أحبار (6)
ووال أناساً قَولُهُم وحَدِيثُهُم ... روى جَدُّنا عن جبرائيل عن الباري (7) ... ... ...
وجاء في مقدمة كتاب (مختلف الشيعة) للحلي ما يبين نظرتهم التهكمية للأئمة الأربعة:
قالوا: لأي شيء أخذت نعلك معك وهذا مما لا يليق بعاقل بل إنسان؟ قال: خفتُ أن يسرقه الحنفية كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كلما تعمقت في الشيعة والتشيع وعقائد الإمامية أجد أن هناك هوة عظيمة تفصل بين الشيعة والتشيع قد تصل في بعض الأحيان إلى التناقض الصارخ، حيث أرى بوضوح أن التشيع شيء والشيعة شيء آخر، وكلما تعمقت في تاريخ الصراع بين الشيعة والتشيع, تتجلى أمامي العصور الثلاثة التي انبثق فيها الصراع مبتدئا بالعصر الأول, وهو عصر ظهور الصراع الفكري بعد الغيبة الكبرى, الذي مهد الطريق للعصر الثاني, وهو ظهور الدولة الصفوية على يد مؤسسها الشاه إسماعيل الصفوي في عام (907 هـ) وتأسيس الدولة الشيعية في إيران، ومن ثم عصر الثالث وهو عصر الصراع الأخير الذي نشاهده في حياتنا المعاصرة بين الأفكار الشيعية الحديثة والتشيع، تلك الأفكار التي عصفت بالمجتمع الشيعي وأدت إلى نتائج حزينة لا تتحملها الأرض ولا السماء. ولكي نضع النقاط على الحروف في رسالتنا الإصلاحية هذه لابد من طرح الأفكار بصورتها الحقيقية، ومن ثم إنارة الطريق لكي يكون القارىء على بينة من أمره .. الإمامة هي الحجر الأساسي في المذهب الشيعي الإمامي، وهكذا في المذهب الزيدي والإسماعيلي، ومنها يتفرع كل ما هو مثار للجدل والنقاش مع الفرق الإسلامية الأخرى، فالشيعة الإمامية تعتقد: أن الخلافة في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعد علي في أولاده حتى الإمام الثاني عشر, الذي هو محمد بن الحسن العسكري الملقب بالمهدي, إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألمح إلى الخلافة لعلي من بعده في مواطن كثيرة, ونص على ذلك في مواطن أخرى, أشهرها: في موقع يسمى غدير خم, عند رجوعه من حجة الوداع، حيث عقد البيعة لعلي وقال: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه " كان ذلك في شهر ذي الحجة من العام العاشر بعد الهجرة، ....... ، أما الفرق الإسلامية الأخرى فترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخلف أحدا من بعده بل جعل الأمر شورى بين المسلمين نزولا عند نص الكتاب .... هذا هو ملخص الخلاف بين الفريقين ولكل فرقة آراؤها وأدلتها حيث ألف علماء الفريقين في هذا الموضوع مئات الكتب المطولة والمختصرة، ولم تنفع تلك الكتب بطولها وعرضها في زحزحة الشيعة عما تعتقده في الخلافة، أو زحزحة السنة عما تراه أولى بالاتباع، غير أن المشكلة القصوى هي أن الخلاف الفكري لم يتوقف إلى هذا الحد، بل اتخذ شكلا خطيرا، كلما مرت السنوات وبعد العهد عن عصر الرسالة، ولو أن الخلاف بقي محصورا عند هذا الحد لكان الخطب هينا، والعالم الإسلامي لم يشاهد في تاريخه الطويل كثيرا من المحن والمصائب التي حلت به بسبب المتفرعات من فكرة الخلافة والخلاف فيها. وكما أشرنا ... فإن الخلاف الفكري تجاوز حدود البحث العلمي والاختلاف في الرأي، بل اتخذ طابعا حادا وعنيفا عندما بدأت الشيعة تجرح الخلفاء الراشدين وبعض أمهات المؤمنين، وذلك بعبارات قاسية وعنيفة لا تليق بأن تصدر من مسلم نحو مسلم، ناهيك عن أن تصدر من فرقة إسلامية نحو صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأزواجه، صحابة لهم مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، وأزواج للنبي عبر الله عنهن بأمهات المؤمنين. وهنا ظهر على ساحة الخلاف عدم التكافؤ بين الفريقين في طريقة التفكير والعقيدة، فالفرق الإسلامية كلها تحب علياً وتكرمه, شأنه شأن الخلفاء الذين سبقوه وتحترم أهل بيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وتصلي عليهم في الصلاة في كل صباح ومساء، ولكن الشيعة لها موقف آخر من خلفاء المسلمين موقف فيه العنف والقسوة والكلام الجارح.
ردحذفحول تقية الرافضة
ردحذفومما ينبغي أن يعلم أن تقية الرافضة داخلة في النفاق، لأن التقية المأخوذة من قوله تعالى: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتّقوا منهم تقاةً ويحذّركم الله نفسه وإلى الله المصير (1)}.
مبينة بقوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم (2)}.
وحد الإكراه: أن تتأكد أن يحل بك أو مالك أو عرضك ما لا تتحمله. أما تلون الرافضة فليس من التقية في شيء، بل هو النفاق أعاذنا الله من النفاق، فالمنافقون يعملون الفساد ويزعمون أنّهم مصلحون، قال الله سبحانه وتعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون (3)}.
قال الله تعالى: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (4)}.
وهكذا إمام الضلالة الخميني يزعم أنه يريد الإصلاح وهو يدعو إلى الضلال. ابحث في الكتاب: اضغط للبحث عن الكلمة داخل الكتاب تحميل الكتاب الأولى السابقة التالية الأخيرة
وقال سبحانه وتعالى: {ألم تر إلى الّذين نافقوا يقولون لإخوانهم الّذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحدًا أبدًا وإن قوتلتم لننصرنّكم والله يشهد إنّهم لكاذبون ? لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولّنّ الأدبار ثمّ لا ينصرون (1)}.
وهكذا الخميني وحافظ أسد النصيري بعد أن يعدا أهل فلسطين ثم لا يفيان، بل أقبح من هذا أن رافضة لبنان فتكت بالمخيمات الفلسطينية، وقال سبحانه وتعالى: {بشّر المنافقين بأنّ لهم عذابًا أليمًا الّذين يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة لله جميعًا (2)}.
وقال سبحانه وتعالى: {فترى الّذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة (3)}.
فالرافضة من زمن قديم يوالون الكفار، وهذا إمام الضلالة يستمد القوات من روسيا ومن أمريكا، وفتكهم بأهل المخيمات دليل على أنه ممالئ مع إسرائيل فهو منافق خطير، ورحم الله محمد بن سالم البيحاني إذ يقول في وصف بعض الناس وهو يصدق على الخميني:
يدور مع الزجاجة حيث دارت ... ويلبس للسياسة ألف لبس
فعند المسلمين يعد منهم ... ويطلب سهمه من كل خمس
وعند الملحدين يعد منهم ... وعن ماركس يحفظ كل درس
ومثل الإنجليز إذا رآهم ... وفي باريس محسوب فرنسي
رافضة لا ترضى بتحكيم كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تقول لهم: قال الله قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. فيقولون: قال أئمتنا. فبهم شبه من المنافقين في عدم تحكيم الكتاب والسنة قال الله سبحانه وتعالى: {ويقولون ءامنّا بالله وبالرّسول وأطعنا ثمّ يتولّى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ? وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون? وإن يكن لهم الحقّ يأتوا إليه مذعنين? أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظّالمون ? إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون? ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتّقه فأولئك هم الفائزون (1)}.
ردحذفوالرافضة يتعمدون مخالفة أهل السنة ولا يتقيدون بالكتاب والسنة.
ومن صفات الرافضة أنّهم يسخرون ويستهزئون بأهل الخير والصلاح، قال الله سبحانه وتعالى: {يحذر المنافقون أن تنزّل عليهم سورة تنبّئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إنّ الله مخرج ما تحذرون? ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون? لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذّب طائفةً بأنّهم كانوا مجرمين (2)}.
وقال تعالى: {الّذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الصّدقات والّذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم (3)}.
(1) سورة النور، الآية:47 - 52.
(2) سورة التوبة، الآية:64 - 66.
(3) سورة التوبة، الآية:7
إذا قرأت في كتبهم واستمعت لإذاعتهم وجدتهم ينشرون الدعايات الكاذبة التي تنفر عن الصالحين وعن الدعاة إلى الله فتارة يصفونهم بأنّهم عملاء وأخرى بأنّهم متحجروا العقول وأخرى بأنّهم جامدوا الفطنة إلى غير ذلك من الأكاذيب.
ردحذفومن صفات الرافضة الذميمة الإرجاف على المؤمنين قال الله سبحانه وتعالى: {لئن لم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلا قليلاً? ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلاً (1)}.
ولا تسأل عن إرجاف الرافضة واستمع لإذاعتهم تسمعها إذاعة فتنة، إذاعة إرهاب {قاتلهم الله أنّى يؤفكون (2)}.
والباطنية يستعملون النفاق إذا كانت الدولة الإسلامية قوية، ومنهم الإسماعيلية، فنهاية أمرهم إلى تعطيل شرع الله، ويلتقون مع الشيوعية في التعطيل، والطائفة الإسماعيلية تتظاهر بالإسلام وبحب أهل بيت النبوة، وهم كاذبون مخادعون، ومن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالمكارمة فهم رءوس الضلال، وهم الذين أضلوا رجال (يام) الهمدانيين، وأضلوا طائفة بحراز، وأخرى بعراس، وأخرى بالعدين، وقد سكن بعضهم بجوار نقم، وبعضهم بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويسمون بالنخاولة، وبعضهم بالأحساء وبالقطيف، ومنهم طائفة كبيرة بالبحرين، وطائفة بالهند، والإسماعيلية رءوسهم كفار والأتباع ضالون يحرفون كتاب الله على ما يهوون، وقد
(1) سورة الأحزاب، الآية:60 - 61.
(2) سورة التوبة، الآية:30.
ابحث في الكتاب: اضغط للبحث عن الكلمة داخل الكتاب تحميل الكتاب الأولى السابقة التالية الأخيرة
ذكرت نبذة عنهم في ((هذه دعوتنا وعقيدتنا (1)) وواجب على أهل العلم أن يحذّروا المسلمين من هذه الطائفة المارقة، فإن رجال (يام) لو علموا أن المكارمة كفار ما اتبعوهم على الضلال والله المستعان.
تنبيه:
ذكرت الباطنية مع الرافضة لأن كلتا الطائفتين تتستّر بحب أهل البيت، وكلتاهما تستعمل التقية التي هي في الواقع نفاق وحسبنا الله ونعم الوكيل.
حديثان لهما اتصال بما تقدم:
قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1ص89): حدّثنا سليمان أبوالرّبيع. قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر. قال: حدّثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبوسهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)).
حدّثنا قبيصة بن عقبة. قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)). تابعه شعبة عن الأعمش. اهـ
(1) ثم ألحقته بـ?الترجمة
فصول في مشابهة الرافضة للكفار
ردحذففصل في مشابهة غلاة الروافض اليهود والنصارى في الغلو
قال الله سبحانه وتعالى: {لقد كفر الّذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربّي وربّكم إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النّار وما للظّالمين من أنصار ? لقد كفر الّذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الّذين كفروا منهم عذاب أليم ? أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ? ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرّسل وأمّه صدّيقة كانا يأكلان الطّعام انظر كيف نبيّن لهم الآيات ثمّ انظر أنّى يؤفكون ? قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرًّا ولا نفعًا والله هو السّميع العليم ? قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحقّ ولا تتّبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرًا وضلّوا عن سواء السّبيل (1)}.
(1) سورة المائدة، الآية:72 - 77.
وقال تعالى: {ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحقّ إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرًا لكم إنّما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السّموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً (1)}.
وقال تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النّصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الّذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون? اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عمّا يشركون (2)}.
وقال تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنّبوّة ثمّ يقول للنّاس كونوا عبادًا لي من دون الله ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون? ولا يأمركم أن تتّخذوا الملائكة والنّبيّين أربابًا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون (3)}.
وقد تقدم لك شيء من غلوهم في أئمتهم، منهم من يقولون: إنه سيرجع بعد الموت، ومنهم من يدعي لبعضهم العصمة، ومنهم من يقول: إن عليًّا يحيي الموتى، ومنهم من يقول: إنه يجري البحر، إلى آخر تلكم التراهات.
وعلي، والحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، وعلي بن الحسين، والحسن ابن الحسن، ومحمد بن علي بن الحسين، وجعفر بن محمد، وزيد بن علي، ومن سلك مسلكهم من أهل البيت رحمهم الله بريئون من هذه الأباطيل، ومن أهلها. واعلم أن الرافضة لم تسم رافضة إلا منذ رفضت زيد بن علي، ولكن طريقة الرافضة هي طريقة سلفهم عبد الله بن سبأ ومن جرى مجراه الصم البكم العمي الذين لا يعقلون.
ردحذففإن قلت: قد شاركهم بعض غلاة الصوفية في الغلو في مشايخه.
قلت: شرع الله ليس فيه محاباة لأحد، من شاركهم فهو مثلهم.
إنكار علي رضي الله عنه غلو الرافضة:
قال الإمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كتاب ((السنة)) (ج2 ص476): ثنا أبو بكر بن أبى شيبة، ثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي التّيّاح، عن أبي السّوار العدويّ قال: قال عليّ رضي الله عنه: ليحبّنّي قوم حتّى يدخلوا النّار فيّ، وليبغضنّي قوم حتّى يدخلوا النّار في بغضي. اهـ وعلي، والحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، وعلي بن الحسين، والحسن ابن الحسن، ومحمد بن علي بن الحسين، وجعفر بن محمد، وزيد بن علي، ومن سلك مسلكهم من أهل البيت رحمهم الله بريئون من هذه الأباطيل، ومن أهلها. واعلم أن الرافضة لم تسم رافضة إلا منذ رفضت زيد بن علي، ولكن طريقة الرافضة هي طريقة سلفهم عبد الله بن سبأ ومن جرى مجراه الصم البكم العمي الذين لا يعقلون.
فإن قلت: قد شاركهم بعض غلاة الصوفية في الغلو في مشايخه.
قلت: شرع الله ليس فيه محاباة لأحد، من شاركهم فهو مثلهم.
إنكار علي رضي الله عنه غلو الرافضة:
قال الإمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كتاب ((السنة)) (ج2 ص476): ثنا أبو بكر بن أبى شيبة، ثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي التّيّاح، عن أبي السّوار العدويّ قال: قال عليّ رضي الله عنه: ليحبّنّي قوم حتّى يدخلوا النّار فيّ، وليبغضنّي قوم حتّى يدخلوا النّار في بغضي.
مشابهتهم لليهود في عدم قول آمين في الصلاة
ردحذفقال الإمام أبوعبد الله بن ماجة رحمه الله (ج1 ص278): حدّثنا إسحق بن منصور، أخبرنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السّلام والتّأمين)). اهـ
هذا حديث حسن على شرط مسلم.
وعند أولئك المخذولين التأمين مبطل للصلاة، وقد ذكرنا هذا في ((رياض الجنة في الرد على أعداء السنة (1))، والحمد لله.
وقد أصبحوا الآن لا يجسرون أن يقولوا: إن التأمين ووضع اليد اليمنى على اليسرى مبطلان للصلاة، لعلمهم أن الناس قد تفقهوا في دين الله وعرفوا الحق من الباطل، ولكن يقولون: إن هؤلاء الوهابية يقولون بالرؤية، ويقولون إن لله وجها ويدين إلى غير ذلك مما يقول أهل السنة، لأدلة الكتاب والسنة المقتضية لذلك، فنحن نقول: نعم نعم نحن نثبت ما أثبته لنفسه، على هذا نحيا وعليه نموت إن شاء الله، فموتوا بغيظكم، وقد فندنا بحمد الله أراءكم الزائغة في كتابنا ((إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن (2)) والحمد لله. ومن مشابهتهم اليهود خذلان أئمتهم
قال الله سبحانه وتعالى: {وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وءاتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين ? ياقوم ادخلوا الأرض المقدّسة الّتي كتب الله لكم ولا ترتدّوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ? قالوا ياموسى إنّ فيها قومًا جبّارين وإنّا لن ندخلها حتّى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون ? قال رجلان من الّذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنّكم غالبون وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين ? قالوا ياموسى إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون ? قال ربّ إنّي لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ? قال فإنّها محرّمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين (1)}.
والشيعة خذلت علي بن أبي طالب، وطعنوا الحسن بن علي في عجزه، وخذلوا الحسين بن علي، وخذلوا زيد بن علي، كما هو معروف في كتب السير.
(1) سورة المائدة، الآية:20 - 2
مشابهتهم اليهود والنصارى في اتخاذ القبور مساجد
ردحذفقال البخاري رحمه الله (ج1 ص531): حدّثنا محمّد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّ أمّ سلمة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كنيسةً رأتْها بأرض الحبشة يقال لها: مفإن ارية فذكرت له ما رأت فيها من الصّور. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصّالح، أو الرّجل الصّالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوّروا فيه تلك الصّور، أولئك شرار الخلق عند الله)).
وقال رحمه الله ص (532): حدّثنا أبواليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ عائشة وعبد الله بن عبّاس. قالا: لمّا نزل برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- طفق يطرح خميصةً له على وجهه فإذا اغتمّ بها كشفها عن وجهه. فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنّصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذّر ما صنعوا.
حدّثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((قاتل الله اليهود، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)=
=====مشابهتهم اليهود والنصارى في اتخاذ القبور مساجد
ردحذفقال البخاري رحمه الله (ج1 ص531): حدّثنا محمّد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّ أمّ سلمة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كنيسةً رأتْها بأرض الحبشة يقال لها: مارية فذكرت له ما رأت فيها من الصّور. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصّالح، أو الرّجل الصّالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوّروا فيه تلك الصّور، أولئك شرار الخلق عند الله)).
وقال رحمه الله ص (532): حدّثنا أبواليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ عائشة وعبد الله بن عبّاس. قالا: لمّا نزل برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- طفق يطرح خميصةً له على وجهه فإذا اغتمّ بها كشفها عن وجهه. فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنّصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذّر ما صنعوا.
حدّثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((قاتل الله اليهود، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)مشابهتهم اليهود والنصارى في اتخاذ القبور مساجد
قال البخاري رحمه الله (ج1 ص531): حدّثنا محمّد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّ أمّ سلمة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كنيسةً رأتْها بأرض الحبشة يقال لها: مارية فذكرت له ما رأت فيها من الصّور. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصّالح، أو الرّجل الصّالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوّروا فيه تلك الصّور، أولئك شرار الخلق عند الله)).
وقال رحمه الله ص (532): حدّثنا أبواليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ عائشة وعبد الله بن عبّاس. قالا: لمّا نزل برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- طفق يطرح خميصةً له على وجهه فإذا اغتمّ بها كشفها عن وجهه. فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنّصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) قلت:
حدّثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((قاتل الله اليهود، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)إنه قد شاركهم غيرهم من المسلمين، قلت: هم المتعصبون لهذا الأمر، ومن شاركهم فهو مثلهم.يحذّر ما صنعوا.=============================ومن مشابهتهم لليهود والنصارى قولهم: لا يدخل الجنة إلا من كان على ملتهم
قال الله سبحانه وتعالى: {وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودًا أو نصارى تلك أمانيّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (1)}.
وهكذا الرافضة يزعمون أنه لا يدخل الجنة إلا أئمتهم وشيعتهم، ومن ثمّ يحكمون بالكفر على سائر الفرق الإسلامية، ومن حكم بالكفر على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلن يتحاشى من غيرهما، وما ردّهم سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما رواه أئمة أهل السنة إلا من هذا الباب، فهم يعتقدون أن من عداهم كفار كفرًا صريحًا أو كفر تأويل، وناهيك بقوم كفّروا صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ألا يجرءون على تكفير من عداهم من المسلمين، وأنت إذا نظرت إلى مذاهب الرافضة وجدتهم يأخذون من المذاهب أرداها، فمذهبهم في التكفير أردى من الخوارج، وفي الأسماء والصفات تابعون لأسيادهم المعتزلة، وفي الغلو في أهل البيت إليهم المنتهى في ذلك.
وجدير بمن حارب علم الكتاب والسنة أن يكون متخبطًا تائهًا، وهم أيضًا دعاة فتن وضلال، ولا يعصمك من تراهاتهم إلا الله سبحانه وتعالى، ثم التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعرفة عقائدهم الخبيثة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
مشابهتهم اليهود في الحسد
ردحذفقال الله سبحانه وتعالى: {ما يودّ الّذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربّكم والله يختصّ برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (1)}.
وقال تعالى: {ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ فاعفوا واصفحوا حتّى يأتي الله بأمره إنّ الله على كلّ شيء قدير (2)}.
وقال سبحانه وتعالى: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين ءامنوا سبيلاً? أولئك الّذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا? أم لهم نصيب من الملك فإذًا لا يؤتون النّاس نقيرًا? أم يحسدون النّاس على ما ءاتاهم الله من فضله فقد ءاتينا ءال إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكًا عظيمًا (3)}.
وهؤلاء المخذولون إذا رأوا طالب علم ليس شيعيًّا حاربوه وافتروا عليه الكذب، وسفهوا ما يدعو إليه، وقد وجدنا هذا عندنا باليمن، ويا قاتلهم الله ما أجلدهم في الدفاع عن باطلهم، ينكشف كذبهم وينتقلون إلى طريق أخرى في الكذب.
ولو أسرد لك أكاذيبهم المفضوحة لكانت مجلدًا===========مشابهتهم لليهود في شدة عداوتهم لأهل الإسلام
قال الله سبحانه وتعالى: {لتجدنّ أشدّ النّاس عداوةً للّذين ءامنوا اليهود والّذين أشركوا (1)}.
والرافضة يعرف من خالطهم عداوتهم للإسلام، ولهم مواقف يتعاونون فيها مع أعداء الإسلام على المسلمين، كما ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في ((منهاج السنة)) وما قصة المخيمات الفلسطينية منك ببعيد. ونحن نسمع روافض صعدة يقولون: الوهابية أضر على الإسلام من الشيوعية، ويعنون بالوهابية الدعاة إلى الله.
ومن مشابهتهم لليهود أن اليهود يعطلون العمل يوم السبت، وكذلك الرافضة تعطل العمل يوم عاشوراء، لأنه اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي رضي الله عنه، ويرتكبون بدعًا شتّى ومخالفات شتّى، ومشابهتهم لأعداء الإسلام أكثر من أن تحصر. وكل هذا بسبب عداوتهم لسنة رسول الله وتنكرهم لأهلها: {فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين
مشابهتهم المشركين في الدفاع عن الشرك
ردحذفقال الله سبحانه وتعالى: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذّاب? أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إنّ هذا لشيء عجاب? وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على ءالهتكم إنّ هذا لشيء يراد? ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلا اختلاق? أأنزل عليه الذّكر من بيننا بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب (1)}.
فأنت تقول للرافضة: إن دعاء غير الله لجلب نفع لا يقدر عليه إلا الله، أو دفع ضر لا يقدر على دفعه إلا الله شرك، فلا يجوز أن تدعو علي بن أبي طالب أو غيره من الأموات رحمهم الله، لأن الله عز وجل يقول: {والّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير? إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبير (2)}.
ويقول: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون? وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين (3)}.
ويقول: {ومن يدع مع الله إلهًا ءاخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون (1)}.
فإن قلت: إنه قد شاركهم في هذا غيرهم. قلت: من شاركهم فهو مثلهم: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا من الظّالمين? وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرّحيم (2)}.
إذا تلوت عليهم هؤلاء الآيات وما أشبههن من الآيات وقلت لهم: إن دعاء الأموات والاستغاثة بهم لا تجوز؟ قالوا: أنت وهّابي أنت تبغض أهل البيت، وهكذا غلاة الصوفية إذا قلت: إن الأولياء لا ينفعون ولا يضرون، قالوا: أنت تبغض الأولياء، كبرت كلمةً تخرج من أفواه الفريقين إن يقولون إلا كذبًا.
وإذا أردت أن تتأكد أنّهم دعاة شرك وضلال، ومدافعون عن الشرك راجعت كتاب الرافضي الأثيم محسن الأمين العاملي ذلك الكتاب الزائغ هو كتاب ((كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب)) لا جزى الله خيرًا من استورده إلى اليمن من ذوي الجشع الذين ليس هم إلا بيع الكتاب والتجارة في المكتبات، والله المستعان
مشابهتهم اليهود في الافتراء على الله
ردحذفقال الله سبحانه وتعالى: {وإنّ منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (1)}.
وهكذا الرافضة يزعمون أن قرآننا ناقص، وأن لديهم آيات لم تكتب في مصحفنا، وكذبوا، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون (2)}.
فهم بهذه الفرية يعتبرون من أظلم الناس، قال الله سبحانه وتعالى: {ومن أظلم ممّن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظّالمين (3)}.
وقال سبحانه وتعالى: {ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبًا أولئك يعرضون على ربّهم ويقول الأشهاد هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظّالمين (4)}.مشابهتهم لليهود والنصارى أن أحاديثهم ليس لها أسانيد
وأنت إذا نظرت في كتب الرافضة وجدتها تشبه كتب اليهود والنصارى، ليس لها أسانيد، وإن أسندوا فعن الكذابين، فكن على حذر من كتب الرافضة، وقد أغناك الله بكتب السنة التي نخلت الأحاديث نخلاً، فجزى الله علماءنا خيرًا. آمين. ومن مشابهتهم اليهود أن اليهود رموا مريم عليها السلام بالفاحشة والرافضة رمت عائشة رضي الله عنها بالفاحشة
وهذا يعتبر كفرًا لأنه تكذيب للقرآن، وأيضًا نقيصة للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وقد نزهه الله عنها.
أما براءة مريم فقال الله سبحانه وتعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًّا ? فاتّخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشرًا سويًّا ? قالت إنّي أعوذ بالرّحمن منك إن كنت تقيًّا ? قال إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلامًا زكيًّا ? قالت أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًّا ? قال كذلك قال ربّك هو عليّ هيّن ولنجعله ءايةً للنّاس ورحمةً منّا وكان أمرًا مقضيًّا ? فحملته فانتبذت به مكانًا قصيًّا ? فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا ? فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريًّا ? وهزّي إليك بجذع النّخلة تساقط عليك رطبًا جنيًّا ? فكلي واشربي وقرّي عينًا فإمّا ترينّ من البشر أحدًا فقولي إنّي نذرت للرّحمن صومًا فلن أكلّم اليوم إنسيًّا ? فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فريًّا ? يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمّك بغيًّا ? فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيًّا ? قال إنّي عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيًّا ? وجعلني مباركًا أين ما كنت وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيًّا ? وبرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارًا شقيًّا ? والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا ?
لك عيسى ابن مريم قول الحقّ الّذي فيه يمترون ? ما كان لله أن يتّخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون (1)}.
ردحذفآمنا بالله وبكتابه، وكذبنا اليهود المفترين.
وأما براءة عائشة فقال الله سبحانه وتعالى: {إنّ الّذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم لكلّ امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والّذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم? لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا وقالوا هذا إفك مبين? لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشّهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ? ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدّنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم? إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنًا وهو عند الله عظيم? ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم? يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدًا إن كنتم مؤمنين? ويبيّن الله لكم الآيات والله عليم حكيم? إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدّنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون? ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله رءوف رحيم ?ياأيّها الّذين ءامنوا لا تتّبعوا خطوات الشّيطان ومن يتّبع خطوات الشّيطان فإنّه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدًا ولكنّ الله يزكّي من يشاء والله سميع عليم? ولا يأتل أولو الفضل منكم والسّعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر الله لكم والله
(1) سورة مريم، الآية:16 - 35.
غفور رحيم? إنّ الّذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدّنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ? يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون? يومئذ يوفّيهم الله دينهم الحقّ ويعلمون أنّ الله هو الحقّ المبين? الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيّبات للطّيّبين والطّيّبون للطّيّبات أولئك مبرّءون ممّا يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (1)}.
وقال البخاري رحمه الله (ج8 ص452): حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثنا اللّيث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة ابن الزّبير، وسعيد بن المسيّب، وعلقمة بن وقّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرّأها الله ممّا قالوا، وكلّ حدّثني طائفةً من الحديث وبعض حديثهم يصدّق بعضًا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض، الّذي حدّثني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنّ عائشة رضي الله عنها زوج النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيّتهنّ خرج سهمها خرج بها رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- معه.
قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعدما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتّى إذا فرغ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلةً بالرّحيل، فقمت حين آذنوا بالرّحيل فمشيت حتّى جاوزت الجيش، فلمّا قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فالتمست عقدي
(1) سورة النور، الآية:11 - 26
حبسني ابتغاؤه، وأقبل الرّهط الّذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الّذي كنت ركبت وهم يحسبون أنّي فيه، وكان النّساء إذ ذاك خفافًا لم يثقلهنّ اللّحم، إنّما يأكلن العلقة من الطّعام، فلم يستنكر القوم خفّة الهودج حين رفعوه، وكنت جاريةً حديثة السّنّ، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمرّ الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منْزلي الّذي كنت به، وظننت أنّهم سيفقدوني فيرجعون إليّ، فبينا أنا جالسة في منْزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطّل السّلميّ ثمّ الذّكوانيّ من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منْزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يرآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمّرت وجهي بجلبابي، والله ما كلّمني كلمةً، ولا سمعت منه كلمةً غير استرجاعه، حتّى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الرّاحلة، حتّى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظّهيرة، فهلك من هلك، وكان الّذي تولّى الإفك عبد الله بن أبيّ بن سلول.
ردحذففقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرًا، والنّاس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أنّي لا أعرف من رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- اللّطف الّذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنّما يدخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيسلّم ثمّ يقول: ((كيف تيكم)) ثمّ ينصرف، فذاك الّذي يريبني ولا أشعر بالشّرّ، حتّى خرجت بعدما نقهت فخرجت معي أمّ مسطح قبل المناصع، وهو متبرّزنا، وكنّا لا نخرج إلاّ ليلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتّخذ الكنف قريبًا من بيوتنا، وأمْرنا أمْر العرب الأول في التّبرّز قبل الغائط، فكنّا نتأذّى بالكنف أن نتّخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأمّ مسطح وهي ابنة أبي رهم بن عبدمناف وأمّها بنت صخر بن عامر، خالة أبي بكر الصّدّيق، وابنها مسطح بن أثاثة، فأقبلت أنا وأمّ مسطح قبل بيتي وقد فرغنا من شأننا، فعثرت أمّ مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت أتسبّين رجلاً شهد بدرًا. قالت: أي هنتاه أولم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضًا على مرضي، فلمّا رجعت إلى بيتي ودخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تعني سلّم ثمّ قال: ((كيف تيكم؟)) فقلت: أتأذن لي أن آتي أبويّ. قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما. قالت: فأذن لي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فجئت أبويّ فقلت لأمّي: يا أمّتاه ما يتحدّث النّاس؟ قالت: يا بنيّة هوّني عليك، فوالله لقلّما كانت امرأة قطّ وضيئة عند رجل يحبّها ولها ضرائر إلاّ كثّرن عليها، قالت: فقلت: سبحان الله أو لقد تحدّث النّاس بهذا. قالت: فبكيت تلك اللّيلة حتّى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، حتّى أصبحت أبكي.
فدعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عليّ بن أبي طالب، وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله. قالت: فأمّا أسامة بن زيد فأشار على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالّذي يعلم من براءة أهله وبالّذي يعلم لهم في نفسه من الودّ. فقال: يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلاّ خيرًا، وأمّا عليّ بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيّق الله عليك والنّساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بريرة فقال: ((أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك))؟ قالت بريرة: لا، والّذي بعثك بالحقّ
إن رأيت عليها أمرًا أغمصه عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السّنّ تنام عن عجين أهلها، فتأتي الدّاجن فتأكله.
ردحذففقام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبيّ بن سلول قالت: فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو على المنبر: ((يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلاّ خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلاّ خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلاّ معي))، فقام سعد بن معاذ الأنصاريّ فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيّد الخزرج وكان قبل ذلك رجلاً صالحًا ولكن احتملته الحميّة، فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله. فقام أسيد بن حضير وهو ابن عمّ سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنّه، فإنّك منافق تجادل عن المنافقين. فتساور الحيّان الأوس والخزرج حتّى همّوا أن يقتتلوا ورسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قائم على المنبر فلم يزل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يخفّضهم حتّى سكتوا وسكت.
قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. قالت: فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويومًا لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع يظنّان أنّ البكاء فالق كبدي. قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت عليّ امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي. قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فسلّم ثمّ جلس قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرًا لا يوحى إليه في شأني. قالت: فتشهّد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حين جلس ثمّ قال: ((أمّا بعد: يا عائشة فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئةً فسيبرّئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثمّ تاب إلى الله تاب الله عليه))، قالت: فلمّا قضى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مقالته قلص دمعي حتّى ما أحسّ منه قطرةً. فقلت لأبي: أجب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما قال. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-! فقلت لأمّي: أجيبي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. قالت: فقلت وأنا جارية حديثة السّنّ لا أقرأ كثيرًا من القرآن: إنّي والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتّى استقرّ في أنفسكم وصدّقتم به، فلئن قلت لكم إنّي بريئة والله يعلم أنّي بريئة لا تصدّقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أنّي منه بريئة لتصدّقنّي، والله ما أجد لكم مثلاً إلاّ قول أبي يوسف قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون (1)} قالت: ثمّ تحوّلت فاضطجعت على فراشي، قالت: وأنا حينئذ أعلم أنّي بريئة، وأنّ الله مبرّئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظنّ أنّ الله منْزل في شأني وحيًا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلّم الله فيّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في النّوم رؤيا يبرّئني الله بها.
قالت: فوالله ما رام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا خرج أحد من أهل البيت حتّى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتّى إنّه ليتحدّر
منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الّذي ينْزل عليه. قالت: فلمّا سرّي عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سرّي عنه وهو يضحك فكانت أوّل كلمة تكلّم بها: ((يا عائشة أمّا الله عزّ وجلّ فقد برّأك)) فقالت أمّي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلاّ الله عزّ وجلّ، وأنزل الله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه (1)} العشر الآيات كلّها. فلمّا أنزل الله في براءتي قال أبوبكر الصّدّيق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الّذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسّعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم (2)} قال أبوبكر: بلى والله إنّي أحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى النّفقة الّتي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا. قالت عائشة: وكان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: ((يا زينب ماذا علمت أو رأيت))؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلاّ خيرًا. قالت: وهي الّتي كانت تساميني من أزواج رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك. اهـ
ردحذفآمنا بالله، وبكتاب الله، وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وكفرنا بقول الرافضة الزائغين الضالين.
(1) سورة النور، الآية:11.
(2) سورة النور، الآية:22
مشابهتهم اليهود في تأخير الإفطار في الصوم
ردحذفقال الإمام البخاري رحمه الله (ج4 ص196): حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا هشام بن عروة، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عاصم بن عمر بن الخطّاب، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا أقبل اللّيل من ههنا، وأدبر النّهار من ههنا، وغربت الشّمس، فقد أفطر الصّائم)).
حدّثنا إسحاق الواسطيّ، حدّثنا خالد، عن الشّيبانيّ، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في سفر وهو صائم، فلمّا غربت الشّمس قال لبعض القوم: ((يا فلان قم فاجدح لنا)) فقال: يا رسول الله لو أمسيت، قال: ((انزل فاجدح لنا)). قال: يا رسول الله فلو أمسيت. قال: ((انزل فاجدح لنا)). قال: إنّ عليك نهارًا. قال: ((انزل فاجدح لنا)) فنزل فجدح لهم، فشرب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثمّ قال: ((إذا رأيتم اللّيل قد أقبل من ههنا فقد أفطر الصّائم)).
وقال البخاري رحمه الله ص (198): باب تعجيل الإفطار.
حدّثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطر)).اهـ
قال الحافظ في ((الفتح)): قال ابن دقيق العيد: في هذا الحديث ردّ على الشيعة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم، ولعل هذا هو السبب في وجود الخير بتعجيل الفطر، لأن الذي يؤخره يدخل في فعل خلاف السنة. ا وقال أبواود رحمه الله (ج6 ص480): حدّثنا وهب بن بقيّة، عن خالد، عن محمّد يعني ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا يزال الدّين ظاهرًا ما عجّل النّاس الفطر، لأنّ اليهود والنّصارى يؤخّرون)). اهـ
هذا حديث حسن.
وكما أن التأخير تشبّه باليهود، فهو تنطّع أيضًا.
قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2055): حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدّثنا حفص بن غياث، ويحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن سليمان بن عتيق، عن طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس، عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((هلك المتنطّعون)) قالها ثلا
مشابهتهم اليهود في استحلال أموال غيرهم
ردحذفقال الله سبحانه وتعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤدّه إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤدّه إليك إلا ما دمت عليه قائمًا ذلك بأنّهم قالوا ليس علينا في الأمّيّين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (1)}. قال الحافظ ابن كثير: وقوله: {ذلك بأنّهم قالوا ليس علينا في الأمّيّين سبيل} أي: إنما حملهم على جحود الحق أنّهم يقولون: ليس علينا في ديننا حرج في أكل أموال الأميين وهم العرب، فإن الله قد أحلها لنا. قال الله تعالى: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} أي: وقد اختلقوا هذه المقالة وائتفكوها بهذه الضلالة، فإن الله حرم عليهم أكل الأموال إلا بحقها، وإنما هم قوم بهت. اهـ المراد من ((تفسير الحافظ ابن كثير)).
وأنت إذا نظرت في سيرة هؤلاء المخذولين وجدتهم يستحلون مال القبيلي بالرشوة وفي الحروز والعزائم، وربما بكتابة الزور، وقد كان المهدي صاحب ((المواهب)) يرى أن اليمن إقطاع له فيما يزعم، لأنه طهّره من الأتراك وهم كفار، وقد أخبرت عن هاشميّ كان حاكمًا في (الصفراء) (2) هو من بيت القاسم أنه كان يقول: مال القبيلي حلال. هكذا لا ورع ولا دين ولا خلق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
مشابهتهم اليهود في التحريف
ردحذفقال الله سبحانه وتعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (1)}.
وقال سبحانه وتعالى: {ومن الّذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه (2)}.
وتحريف الرافضة للقرآن ليس له حصر، وأذكر ما تيسر: {إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}. قالوا: عائشة. (الجبت والطاغوت): أبوبكر وعمر. قرأت هذا في كتاب من كتب الإسماعيلية. قال الشوكاني في ((الفوائد المجموعة)): (ص317) وفي تفسيرهم: {مرج البحرين} بعلي وفاطمة {اللؤلؤ والمرجان} الحسنان. اهـ
وقد ذكر الرافضي الأثيم عبد الحسين في كتابه ((المراجعات المظلمة)) شيئًا من هذه التحريفات. فما أكثر جنايات الرافضة على شرع الله، وما أكثر خزعبلاتهم طهر الله بلاد المسلمين من تحريفاتهم الزائغة. آمين.
هذا، ومما ينبغي أن يعلم أن المشابهة لا تقتضي أن حكمهم حكم من شابهوه، ولكن تقتضي الذم إذا كانت مشابهة في الباطل، وربما وصل المتشبه إلى درجة المشتبه به، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: ((من تشبّهبقوم فهو منهم)). هذا إذا كان يرى أن التشبه أحسن من الإسلام أو مماثل له. وإما إذا كان يتشبه بأعداء الإسلام وهو جاهل فهذا الفعل محرم، والله أعلم وإني أنصح بقراءة كتاب ((اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
هذا، ومن ظن أننا تجاوزنا الحد فليسأل الخميني: أجعفريّ أنت؟ فإن قال: نعم. رجع إلى كتب الملل والنحل ((كالفرق بين الفرق)) و ((الملل والنحل)) للشهرستاني، ولينظر في عقيدة الجعفرية، ويسأله: أإمامي أنت؟ فإذا قال: نعم. رجع إلى كتب الملل والنحل حتى ينظر عقيدة الإمامية. ويسأله: أاثنا عشري أنت؟ فإن قال: نعم، فليرجع إلى عقيدة الاثني عشرية، وليسأله عن زنادقة تحت ستار التشيع مثل عبد الله بن سبأ، ونصير الدين الطوسي، بل يسأله عن أبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولعن قاتله، وليسأله عن كتبهم التي تقول إن قرآننا ناقص، أيعتقد أنّها كتب إسلامية وليسأله ما عنى بقوله: إن لأئمتنا منْزلة لا يبلغها نبيّ مرسل، ولا ملك مقرب، ويطلب منه الجواب من إذاعة طهران باللغة العربية وباللغة الفارسية، فإنه سيبقى في حيرة، إن قال يستعمل تقيتهم التي هي النفاق فسيغضب عليه الروافض، وإن صرح بما عنده علمت عقيدته الخبيثة.
ولك حق أيها السني أن تسأل، فهذا الأعرابي يأتي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيقول: يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد عليّ في نفسك، فيقول له الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((سل عمّا بدا لك)). رواه البخاري
فصل في فضائل الصحابة
ردحذفولما كان القوم يطعنون في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بل يكفرونهم إلا النادر منهم، رأيت أن أعقد فصلاً في فضل الصحابة رضوان الله عليهم لبيان منْزلتهم الرفيعة عند الله، ومالهم من المواقف الحسنة، والصبر على الشدائد، والاستسلام لشرع الله رحمهم الله، وقد كنت كتبت في ((إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن)) كتابة أوسع من هذا، ولكني رأيت أن لا أخلي هذا الكتاب عن الدفاع عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، إذ هم نقلة الدين وحملته، والطعن فيهم طعن في الدين، ومما ينبغي أن يعلم أن أحسن كتاب ألف في فضائل الصحابة رضي الله عنهم هو ((الإصابة في معرفة الصحابة)) للحافظ ابن حجر، وأما ((حياة الصحابة)) و ((ذخائر العقبى في فضائل ذوى القربى)) و ((الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة)) و ((در السحابة في فضل القرابة والصحابة)) و ((رجال حول الرسول)) فإنّها جمعت الصحيح والضعيف والموضوع، والأحاديث الموضوعة في فضل الصحابة على العموم والتفصيل، وكذا في فضل أهل البيت ليس لها حد، لذلك رأيت إن مد الله في العمر أن أكتب في الصحيح المسند (1)، والله الموفق وإليه المرجع والمآب.
(1) وبحمد الله قد قام بهذا أخونا مصطفى بن العدوي.
1) قال الله سبحانه وتعالى: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا (1)}.
ومعنى وسطًا: عدولاً، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي في الصحيح.
2) وقال تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله (2)}.
هاتان الآيتان وإن كانتا تشملان الأمة كلها، فإن الصحابة داخلون في هذا دخولاً أوليًّا لأنّهم المخاطبون بهذا.
قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة (ج12 ص155): حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس: {كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس} قال الّذين هاجروا مع محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى المدينة
الّذين اتّبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثمّ تاب عليهم إنّه بهم رءوف رحيم (1)}.
ردحذف5) وقال تعالى: {محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار وعد الله الّذين ءامنوا وعملوا الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا (2)}.
6) وقال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير (3)}. فقوله: {وكلاًّ وعد الله الحسنى} يشمل جميع صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ورضي عنهم أجمعين.
7) وقال تعالى: {والّذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم مغفرة ورزق كريم (4)}.
8) وقال تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً (5)}.
9) وقال سبحانه وتعالى: {للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصّادقووالّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً ممّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون ? والّذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين ءامنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم (1)}.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره ((فتح القدير)) (ج5 ص202) في الكلام على قوله تعالى: {ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين ءامنوا}: أي غشًّا وبغضًا وحسدًا، أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينْزع من قلوبهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أوليًّا لكونهم أشرف المؤمنين، ولكن السياق فيهم فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم، فقد خالف ما أمره الله به في هذه الآية، فإن وجد في قلبه غلاً لهم فقد أصابه نزغ من الشيطان، وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه، وخير أمة نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجوء إلى الله سبحانه، والاستغاثة به بأن ينْزع عن قلبه ما طرقه من الغل لخير القرون، وأشرف هذه الأمة، فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم فقد انقاد للشيطان بزمام، ووقع في غضب الله وسخطه، وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة، أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان
زين لهم الأكاذيب المختلقة والأقاصيص المفتراه، والخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور، فاشتروا الضلالة بالهدى واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منْزلة إلى منْزلة، ومن رتبة إلى رتبة، حتى صاروا أعداء كتاب الله، وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين، وأهملوا فرائض الله، وهجروا شعائر الدين، وسعوا في كيد الإسلام وأهله بكل حجر ومدر، والله من ورائهم محيط. اهـ
ردحذفوقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) بعد هؤلاء الآيات: وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذى يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: {ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين ءامنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم}.
وأما الأحاديث في فضائلهم:
- قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص3): حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا سفيان، عن عمرو. قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: حدّثنا أبوسعيد الخدريّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((يأتي على النّاس زمان فيغزو فئام من النّاس فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثمّ يأتي على النّاس زمان فيغزو فئام من النّاس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فيقولون: نعم.فيفتح لهم، ثمّ يأتي على النّاس زمان فيغزو فئام من النّاس. فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم)).
أخرجه مسلم (ج16 ص83).
- وقال الإمام مسلم رحمه الله (ج16 ص84): حدّثني سعيد بن يحيى ابن سعيد الأمويّ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن جريج، عن أبي الزّبير، عن جابر. قال: زعم أبوسعيد الخدريّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((يأتي على النّاس زمان يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدًا من أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيوجد الرّجل فيفتح لهم به، ثمّ يبعث البعث الثّاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فيفتح لهم به، ثمّ يبعث البعث الثّالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ ثمّ يكون البعث الرّابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فيوجد الرّجل، فيفتح لهم به)).
قال البخاري رحمه الله (ج8 ص3): حدّثني إسحاق، حدّثنا النّضر، أخبرنا شعبة، عن أبي جمرة، سمعت زهدم بن مضرّب، سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((خير أمّتي قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم)) قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثًا ((ثمّ إنّ بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السّم
أخرجه مسلم (ج16 ص87). وأبوداود (ج12 ص409).
ردحذف- قال البخاري رحمه الله (ج7 ص3): حدّثنا محمّد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((خير النّاس قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته)). قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشّهادة والعهد ونحن صغار. اهـ
أخرجه مسلم (ج16 ص84 و85) والترمذي (ج10 ص361)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
- قال الإمام مسلم رحمه الله (ج16 ص86): حدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا هشيم، عن أبي بشر (ح) وحدّثني إسماعيل بن سالم، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبوبشر، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((خير أمّتي القرن الّذين بعثت فيهم، ثمّ الّذين يلونهم))، والله أعلم أذكر الثّالث أم لا؟ قال: ((ثمّ يخلف قوم يحبّون السّمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا)).
- قال الإمام مسلم رحمه الله (ج16 ص89): حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وشجاع بن مخلد، واللّفظ لأبي بكر. قالا: حدّثنا حسين وهو ابن عليّ الجعفيّ، عن زائدة، عن السّدّيّ، عن عبد الله البهيّ، عن عائشة قالت: سأل رجل النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أيّ النّاس خير؟ قال: ((القرن الّذي أنا فيه، ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث)). اهـ
انتقد الدارقطني هذا الحديث على مسلم وقال: والبهي إنما روى عن عروة عنعائشة، والله أعلم.
ولكن البخاري قد أثبت سماعه، والمثبت مقدم على النافي.
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4 ص267): حدّثنا هاشم. قال: حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن خيثمة والشّعبيّ، عن النّعمان بن بشير قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((خير النّاس قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم)).
حدّثنا حسن ويونس، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن النّعمان بن بشير، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((خير هذه الأمّة القرن الّذين بعثت فيهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم)). قال حسن: ((ثمّ ينشأ أقوام تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم)).
وأخرجه ص (277) من حديث أبي بكر بن عياش عن عاصم به.
هذا حديث حسن، وأخرجه ابن أبي شيبة (ج12 ص177) من حديث حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن خيثمة به.
وقال البزار كما في ((كشف الأستار)) (ج3 ص290): لا نعلم أحدًا جمع بين الشعبي وخيثمة إلا شيبان. وقد ذكره البزار من حديث زائدة، ومن حديث ورقاء، كلاهما عن عاصم، فعلى هذا يكون شيبان قد خالف حماد بن سلمة وأبا بكر بن عياش عند أحمد كما تقدم، وزائدة وورقاء عند البزار، فيكون ذكر الشعبي شاذًا، والله أعلم.
- قال الإمام مسلم رحمه الله (ج16 ص82): حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وإسحق بن إبراهيم، وعبد الله بن عمر بن أبان، كلّهم عن حسين
قال أبوبكر: حدّثنا حسين بن عليّ الجعفيّ، عن مجمّع بن يحيى، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: صلّينا المغرب مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثمّ قلنا: لو جلسنا حتّى نصلّي معه العشاء. قال: فجلسنا فخرج علينا، فقال: ((ما زلتم ههنا))؟ قلنا: يا رسول الله صلّينا معك المغرب ثمّ قلنا: نجلس حتّى نصلّي معك العشاء. قال: ((أحسنتم، أو أصبتم)). قال: فرفع رأسه إلى السّماء وكان كثيرًا ممّا يرفع رأسه إلى السّماء فقال: ((النّجوم أمنة للسّماء، فإذا ذهبت النّجوم أتى السّماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يوعدون)).
ردحذفقال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج12 ص178): حدّثنا زيد بن الحباب. قال: ثنا عبد الله بن العلاء أبوزبر (1) الدّمشقيّ. قال: ثنا عبد الله ابن عامر، عن واثلة بن الأسقع. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني)).
هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح.
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1 ص379): حدّثنا أبوبكر، حدّثنا عاصم، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: إنّ الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثمّ نظر في قلوب العباد بعد قلب محمّد، فوجد قلوب
(1) في الأصل: أبوالزبير، والصواب ما أثبتناه، كما فأصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيّه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيّئًا فهو عند الله سيّئ.
وهذا موقوف على عبد الله بن مسعود، وسنده حسن، وليس فيه حجة للمبتدعة الذين يجعلون بعض البدع حسنة لأمرين، الأول: أنه موقوف على عبد الله والموقوف ليس بحجة، الأمر الثاني: أن مراد عبد الله المسلمون الكمّل وهم لا يستحسنون تشريعًا من قبلهم، لعلمهم أن الله قد أكمل الدين كما قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا (1)}. وقوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به الله (2)}. وفتح باب الاستحسان أدى إلى التنافر والاختلاف والفرقة، فهذا يستحسن ما ينكره هذا، ولو كان الاستحسان شرعًا لأتى به كتاب أو سنة: {وما كان ربّك نسيًّا (3)}.
(1) سورة المائدة، الآية:3.
(2) سورة الشورى، الآية:21.
(3) سورة مريم، الآ
ية:64.
ي ?تهذيب التهذيب?
تحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم
ردحذفقال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص21): حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا شعبة، عن الأعمش. قال: سمعت ذكوان يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تسبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه)).
تابعه جرير، وعبد الله بن داود، وأبومعاوية، ومحاضر، عن الأعمش.
الحديث أخرجه مسلم (ج16 ص92) فقال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد. قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرّحمن بن عوف شيء فسبّه خالد فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تسبّوا أحدًا من أصحابي، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه)).
حدّثنا أبوسعيد الأشجّ، وأبوكريب. قالا: حدّثنا وكيع، عن الأعمش (ح) وحدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي (ح) وحدّثنا ابن المثنّى، وابن بشّار. قالا: حدّثنا ابن أبي عديّ، جميعًا عن شعبة، عن الأعمش، بإسناد جرير وأبي معاوية بمثل حديثهما، وليس في حديث شعبة ووكيع ذكر عبد الرّحمن بن عوف، وخالد بن الوليد.
وأخرجه أبوداود (ج12 ص413)، والترمذي (ج10 ص263) وقال: هذا حديث حسن صحيح.بعض ما نقل عن السلف في التحذير منسب الصحابة رضي الله عنهم
قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2327): حدّثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبومعاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه. قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فسبّوهم. وحدّثناه أبوبكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبوأسامة، حدّثنا هشام بهذا الإسناد مثله. اهـ
قال أبوعبد الله بن ماجة رحمه الله: حدّثنا عليّ بن محمّد، وعمرو بن عبد الله. قالا: حدّثنا وكيع. قال: حدّثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق. قال: كان ابن عمر يقول: لا تسبّوا أصحاب محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فلمقام أحدهم ساعةً خير من عمل أحدكم عمره. اهـ
هذا الأثر صحيح.
قال الإمام أحمد في ((فضائل الصحابة)) (ج1 ص60): ثنا وكيع، ثنا جعفر يعني ابن برقان، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث ارفضوهنّ: سبّ أصحاب النّبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، والنّظر في النّجوم، والنّظر في القدر. اهـ
الأثر صحيح.
ثم رأيت الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله المطري قد كتب كتابة مفيدة لك أيها السني، فرأيت أن ألحقها بآخر ((الإلحاد الخميني في أرض الحرمين)) لتعلم أن الرافضة فتنت بإمام الضلالة الخميني في حياته وبعد مماته {ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة (1)}.
ردحذففجزى الله أخانا الشيخ الفاضل أحمد المطري خيرًا، وأثابه على ما قام به من بيان فضائح الرافضة، والله المستعان. وإليك ما كتبه حفظه الله.
(1) سورة الأنفال، الآية:42.
مشاهداتي في إيران
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وبعد: لقد طلب مني فضيلة شيخنا محدث العصر، ناشر السنة، وقامع البدعة والمبتدعين بجميع أنواعهم، بأن أكتب شيئًا يسيرًا مما رأيته وشاهدته وسمعته في إيران، حيث أن الله قدر لي الوصول إلى تلك البلاد، وذلك عندما كنت متوجهًا إلى أذربيجان التي كانت من ضمن الجمهوريات التي كانت تحت سيطرة روسيا الشيوعية، نسأل الله أن يدمر جميع الكافرين، ولقد شاء ربنا أن بقيت في إيران تسعة وعشرين يومًا ستة وعشرون يومًا عند الذهاب، وثلاثة أيام عند الرجوع من أذربيجان، وخلال تواجدي في إيران رأيت ما تقشعر منه أبدان المؤمنين، وذلك في طهران وقم. وما زرت غير هاتين المنطقتين، وقبل الشروع في التكلم عما شاهدته ورأيته، أنصح نفسي وجميع المسلمين بالعلم الشرعي، علم الكتاب والسنة لكي يستطيع الإنسان أن يميز بين الحق والباطل، والتوحيد والشرك، والسنة والبدعة، فإن الناس في هذا الزمن عند أن انشغلوا بالدنيا وترك كثير منهم العلم الشرعي حصل الخلل وجهل كثير من المسلمين أشياء معلومة من الدين بالضرورة، وأصبحوا لا يفرقون في كثير من الأحيان بين أهل الحق وأهل
ردحذفSIIDreda REDASID10:27 م, فبراير 09, 2015
الباطل، فإذا أردنا الفوز والفلاح فعلينا بطلب العلم الشرعي، وقد جاءت آيات كثيرة، وأحاديث في الترغيب في طلب العلم منها قوله تعالى: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون (1)}، وقوله تعالى: {وقل ربّ زدني علمًا (2)}، وقوله: {فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات (3)}، وقال تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء (4)}.
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((طلب العلم فريضة على كلّ مسلم))، وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين)). وغير ذلك من الأدلة في هذه المسألة.
وعلى المسلم أن يحذر من الكذب، فإن الكذب خلق ذميم، وكبيرة من كبائر الذنوب، ولا يجوز له أن يتكلم إلا بما يعلم، قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم (5)}، وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد (6)}.
ويقول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)) (7)، وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند الله كذّابًا))، وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّ من أفرى الفرى أن يري
(1) سورة الزمر، الآية:9.
(2) سورة طه، الآية:114.
(3) سورة محمد، الآية:19.
(4) سورة فاطر، الآية:28.
(5) سورة الإسراء، الآية:36.
(6) سورة ق، الآية:18.
(7) متفق عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
عينيه ما لم تريا)). والأدلة كثيرة في تحريم الكذب، وإنما أحببت أن أذكر نفسي وإخواني المسلمين ببعض الأدلة في تحريم الكذب لنعلم خطر ذلك.
وإنني إذ أذكر لإخواني المسلمين بعض مشاهداتي في إيران من أجل أن يكونوا على بصيرة ومعرفة بهذه الدولة الرافضية حيث قد سمعت من بعض المساكين السطحيين من يمدح إيران ويقول: إنّها الدولة الوحيدة التي تقوم ضد أمريكا وإسرائيل، بل وقد حصل المدح والثناء والإطراء من بعض من يدّعون معرفة وفهم الواقع من جماعة الإخوان المسلمين، وحصل المدح من الرافضة والشيعة لهذه الدولة الخبيثة، فأقول لكم: رويدًا رويدا أيها المسلمون، إن إيران لها سياسات ومآرب ومقاصد في إظهار العداوة لأمريكا وإسرائيل، وأقول لكم: أيها المسلمون إن إيران عميلة لأمريكا، وكاذبة في دعواها أنّها ضد أمريكا، ولو سلمنا جدلاً أنّها ضد أمريكا لأنّها كافرة فلماذا ما تقوم ضد فرنسا وتعادي فرنسا، وأنتم تعرفون أن الإمام الضال الخميني كان يعيش في فرنسا، والرئيس محمد خاتمي ذهب في هذه الأيام ومكث أيامًا، ولإيران علاقات مع دول كافرة كثيرة، بل ودول شيوعية فما الفرق بين كفر أمريكا وكفر فرنسا وكفر الدول الكافرة الأخرى؟ لا فرق، الكفر ملة واحدة ولكنها السياسة، وقد نهانا الله أن نوالي جميع الكفار ولو كانوا من الأقربين قال الله تعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا لا تتّخذوا ءاباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبّوا الكفر على الإيمان (1)}، وقال الله تعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا لا تتّخذوا اليهود
(1) سورة التوبة، الآية:2
والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض (1)}، وقال تعالى: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء (2)}، وقال تعالى: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار (3)}، وقال تعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءكم من الحقّ (4)}، وقال تعالى: {لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم (5)}.
ردحذفوهناك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة في تحريم موالاة الكفار، ولو كانوا من الأقربين، فكيف بإيران وهي تصادق فرنسا وهي معروفة بعداوتها للإسلام والمسلمين في داخل فرنسا وخارجها، فعندما تظهر العدوان لأمريكا هذا كذب وتمويه، من أجل أن يغتر بها العوام والجهلاء الذين لا يعرفون حقيقة الرافضة وعقيدتها، والذين لا يفهمون السياسة، فلو كانت إيران صادقة في عداوتها لأمريكا لعادت جميع دول الكفر، وتبذل كل ما تستطيع في سبيل ذلك، وتحارب تلك الدول حربًا إعلاميًّا.
وذلك لأن الكفر ملة واحدة، بل ومما يؤكد أن إيران كاذبة في دعواها أنّها ضد أمريكا ما أخبرني به أحد العراقيين الذين هربوا من جحيم صدام إلى نار إيران حيث التقيت به في طهران وهو متزوج بإيرانية وله في إيران
(1) سورة المائدة، الآية:51.
(2) سورة آل عمران، الآية:28.
(3) سورة هود، الآية:113.
(4) سورة الممتحنة، الآية:1.
(5) سورة المجادلة، الآية:22.
خمسة عشر عامًا فقال لي: إن الإيرانيين يحقدون حقدًا شديدًا على العرب وعلى الباكستانيين والأفغانيين، ويعظّمون الأمريكيين تعظيمًا بالغًا، فقلت له: نحن نسمع أنّهم يذمّون أمريكا، فقال: هذه مجرد دعايات. فهذا الرجل يشهد بهذا الكلام وهو الذي يعيش داخل إيران.
ولعلي قد أطلت عليكم في المقدمة، وأما الآن فسوف أذكر لكم بعض الأشياء التي رأيتها وشاهدتها وسمعتها أو سمعت بها في إيران.
فما رأيته: رأيت قبر إمام الضلالة الخميني وهو في طهران وقد ذهبت إليه مرتين وما ذهبت إلا لأرى ما القوم عليه، فقبل أن أصل إلى المسجد الذي القبر بداخله رأيت لوحًة كبيرةً معترضة في الشارع ومكتوب عليها إلى الحرم وهنالك سهم يشير إلى المسجد الذي القبر بداخله، فنزلت من فوق الباص قبل الوصول إلى المسجد، ثم تقدمت فرأيت مقبرة كبيرة ورأيت رجالاً وأطفالاً ونساءً فوق القبور، وهم على القبور منهم الذين يضحكون، ومنهم الذين يبكون، ومنهم الذين يأكلون ويشربون، وهم جماعات جماعات وأفرادًا، والقبور التي رأيتها مجصصة وبعضها مرتفع، ورأيت قبورًا كثيرة عليها صور أصحاب القبور وأسمائهم وتاريخ الولادة والموت، بعضها أي بعض هذه الصور صور فوتوغرافية وهي موضوعة في زجاج عند رأس الميت على القبر، وبعض هذه الصور مصورة باليد فوق رخام، ورأيت مجموعة كبيرة وهم محتلقون فأحببت أن أرى فرأيتهم محتلقين وعندهم زهور وورود فوق القبر، وهنالك شخص بيده مكبر الصوت وهو يدعو والذين فوق القبر منهم الذي يبكي، ومنهم الذي
يتباكى، ومنهم الحزين، وكان هنالك عجوز مر من عمرها نحو ثمانين عامًا تقريبًا فكانت تبكي بكاًء حارًا شديدًا وقد كادت أن تسقط، فقلت: هذا الميت لعله ولدها، أما البقية فلم يكونوا كذلك.
ردحذفثم انطلقت نحو المسجد فرأيت عن يمين باب المسجد وعن شمال باب المسجد مئات الغرف عددت إلى خمس مائة وست وثمانين غرفة، ثم تعبت فتوقفت وفي هذه الغرف قبور وكثير من أصحاب هذه القبور صورهم فوق قبورهم، ثم دخلت المسجد فإذا بي أرى وسط المسجد بناءً كبيرًا، وأنظر يمينًا وشمالاً وأنا أتجه إلى ذلك البناء الذي في وسط المسجد فإذا بي أرى رجالاً وأطفالاً ونساءً وكأني في مكة عند الحرم، وأرى الناس منهم الراكع ومنهم الساجد، ومنهم القائم، ومنهم النائم، ومنهم الذي يأكل ويشرب، والتالي والقارئ، وأرى العسكر وهم متفرقون ههنا وههنا، وعندهم أجهزة لا سلكية ثم وصلت إلى ذلك البناء المرتفع الذي وسط المسجد الذي شبه بناء الكعبة فإذا بالناس وهم يطوفون حول ذلك البناء ويمرغون خدودهم على الجدران وبعضهم يبكي، ولكنهم لا يطوفون طوافًا كاملاً، وإنما يطوف الرجال من جانب من الطول وجانب من العرض من البناء، والنساء يطفن من جانب من الطول وجانب من العرض من البناء، وهنالك شباك من الحديد يفصل بين الرجال والنساء هذا في أثناء الطواف فقط.
ثم تقدمت إلى أن وصلت إلى عرض الجدار فإذا بي أرى بالداخل قبر الخميني وعليه كساء كمثل كساء الكعبة وفي داخل ذلك البناء من كل الجوانب نقود كثيرة جدًا مرتفعة نحو ذراع تقريبًا أو أكثر أو أقل، وهذهالنقود يدخلونها من ثقوب موجودة في البناء، المهم هذا البناء يشبه بناء الكعبة والمسجد يشبه المسجد الحرام، ووجود الناس هنالك وصدور تلك الأعمال منهم يخيل إليك كأنك عند الكعبة شرفها الله، ورأيت لهذا المسجد تقريبًا خمس منارات مرتفعة وهي مطلية بشيء أصفر يشبه الذهب ولا أدري أهو ذهب أم لا؟ ولكن قد أخبرني أحد مشايخ اليمن الكبار الذين ذهبوا إلى هنالك أنّها مطلية بالذهب.
ثم ذهبت إلى حي تجريش في شمال طهران فرأيت هنالك قبرًا وهو قبر الإمام زاده صالح، وعنده زحام شديد من الرجال والنساء والأطفال، وهم ما بين مصلّ وطائف وداع وباك، وذلك القبر هو في غاية من الزخرفة والنقوش، وأهداني بعض القائمين على القبر صورًا للقبر، وكذلك كتاب ((مفاتيح الجنان)) فيه أدعيه كفرية وشركية، وفيه إسناد علم الغيب للأئمة، وفيه أنّهم هم الذين سوف يحاسبون العالم يوم القيامة.
ثم ذهبت إلى قبر إمام شاه عبد العظيم، ولعله جهة الجنوب من وسط العاصمة فرأيت عنده أشياء تتناقض مع دين الإسلام فمما رأيته عند هذا القبر رأيت إنسانًا جاء وسجد إلى القبر ورأيت رجلاً آخر جاء وركع إلى القبر، ثم عند خروجه رجع القهقرى، أي: رجع إلى الخلف ولم يعط القبر ظهره من أجل احترام صاحب القبر، ورأيت القبر وهو في غاية من الزينة والزخرفة، والناس هنالك يطوفون من جانبين والنساء يطفن من الجانبين الآخرين، وهنالك زحام شديد والناس ما بين طائف وممرغ خده حتى أنّهم يرفعون الأطفال الصغار ويمرغون خدودهم علىجدار القبر، وبعض النا
هنالك معه بعض الكتب الصغيرة يقرأ أدعية منها، ومنهم المصلي ومنهم الخاشع الباكي.
ردحذفثم ذهبت إلى قبر إمام عبد الله وليس هنالك زحام شديد وهم يطوفون طوافًا كاملاً عند ذلك القبر أي حول ذلك القبر كأنّهم يطوفون حول الكعبة، والذي يظهر لي أن الذي يمنعهم من الطواف كاملاً عند القبور التي عندها زحام من أجل أن لا يختلط الرجال بالنساء، وهؤلاء إن كان مقصدهم ذلك مثل أصحاب العراق الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه ثم سألوا عن دم البعوض هل ينجس أم لا؟ فهؤلاء قد وقعوا في الشرك الأكبر من الطواف والركوع والسجود إلى القبر، ودعاء صاحب القبر.
ورأيت في بعض شوارع طهران في بعض الجولات صور تماثيل لبعض من يعظمونهم، ثم وصلت إلى مكان في وسط العاصمة، وهنالك دكان كبير فدخلت فيه فإذا فيه صور تمتاثيل ورأيت في ذلك المكان صورة الجنة وفيها التفاح والعنب والرمان والبرتقال وغير ذلك من النعم، وبجانب صورة الجنة صورة للنار وأهلها يعذبون فيها حيث أن بعضهم فوقه الحيّات والعقارب والثعابين ومقامع من حديد إلى غير ذلك من أهوال النار، أجارنا الله من نار جهنم.
وفي ذات يوم ركبت من طهران إلى قم، وقم تبعد عن طهران مائة وستين كيلومترًا تقريبًا، وكنت راكبًا مع شخصين فعندما تحركنا من وسط طهران مررنا من عند قبر الخميني فإذا بأحد هذين الرجلين وهو يتكلم العربية يقول: السلام عليك يا إمام، السلام عليك يا روح الله، السلامعليك يوم تبعث. وقد سبق أن تعرفت على هذين الرجلين في المطعم، وقلت: سأركب معهما إلى قم. فقالا: لا بأس بذلك حيث وواحد منهما عراقي، والآخر بحريني فر بدينه إلى أمريكا كما قال لي: وإنما جاء زائرًا، وسألني ذلك العراقي: من أين أنت؟ فقلت: من اليمن. فقال: ما المذهب عندكم؟ فقلت: المذهب عندنا المذهب الزيدي. أقصد المذهب في اليمن وحصل بيني وبينهما تبادل كلام ومما قاله لي: ليس لنا عدو إلا الوهابية. ونسي قاتله الله اليهود والنصارى والمجوس والسيخ والهندوس والشيوعيين والوثنيين وغير ذلك، وهم يقصدون كل من تمسك بالكتاب والسنة فهو في نظرهم أنه وهابي، وإلا فمن هو محمد بن عبد الوهاب؟ هو عالم من علماء المسلمين، والأشياء الموجودة في كتبه موجودة في الكتب الأخرى كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، وموجودة عند أصحاب المذاهب كالشافعية والحنابلة والمالكية والأحناف، وإنما هذه سياسة المبتدعين من أجل أن يحافظوا على بدعهم وأن لا يفضحوا أمام الناس، وأن يردوا الكتاب والسنة بمثل هذه الأعذار.
ثم وصلت إلى قم وقفت السيارة بعيدًا عن القبر والمسجد فقال أحد هذين الشخصين: ذلك هو الحرم، فنزلت فاتجهت إلى الحرم، أي: إلى القبر، فقابلت أناسًا كثيرين، ومنهم رجل قال: بأنه من الهند فقال لي: مبارك على الزيارة أو زيارة مقبولة، ورأيت هنالك كما رأيت عند القبور الأخرى ورأيت أناسًا علماء في غرف هنالك يعلمون الطلاب وهذه الغرف مملؤة بالقبور وهم فوق القبور فقلت لهم: هذا لا يصلح! فقال لي أحد العلماء: هذا لا شيء فيه أو كلمة نحوها. وأنا لم أناقشهم
م ذهبت من عند القبر فوصلت إلى بعض الشوارع فوجدت فوق دكان دفتر حج وزيارة قم. فقلت لأحد المارة وهو يتكلم العربية قلت له: يعني أنّهم يزورون هذا المكان ويحجون إليه؟ فقال: نعم. فأعدت كلامي مرة أخرى من أجل أن أتثبت، فقال: هذا يعني أن الذي يريد مكة يسجل ههنا، ولعله أراد أن يغالط عند أن رآني أتثبت من الكلام. ثم إذا بي أمر فإذا بي أسمع صاحب سيارة وهو يقول الحرم .. الحرم. فقلت له: القبر تعني؟ قال: نعم.
ردحذفومما سمعت من أحد اليمنيين وهو يدرس هنالك الطب قال: هنالك قبر أبي لؤلؤة المجوسي قاتل عمر في أصفهان يطوفون حوله ويقولون: ألف لعنة على عمر. وأخبرني أن هنالك من الإيرانيين عند أن يبول يقول: إنه يبول على رأس عمر. هذا ما رأيته في إيران مما يتعلق بالقبور وأحوال الناس عند القبور، وكذلك ما رأيته من التماثيل.
وهؤلاء الرافضة في إيران وغيرها يزعمون أنّهم يحبون أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ويتبعونه بل يغالون فيه فبعضهم يجعله أعظم من الأنبياء، ومنهم من يعطي له بعض صفات الله من علم الغيب وغير ذلك، وهم في نفس الوقت مخالفون له، فعقيدته غير عقيدتهم وعمله غير عملهم، ومنهجه غير منهجهم، فهو يتبع الكتاب والسنة وهم يتبعون أهواءهم ويتبعون سنن اليهود والنصارى.
فعلى سبيل المثال لا الحصر كما قلت لكم آنفًا هم يبنون البنايات العظيمة فوق القبور ويجصصونها ويدعون أصحاب القبور ويصلون إلى القبورويسجدون إلى القبور بدون صلاة وغير ذلك! وانظروا إلى ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أبو الهيّاج الأسديّ: قال لي عليّ ابن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أن لا تدع تمثالاً إلاّ طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلاّ سوّيته، ولا صورةً إلاّ طمستها))، وفي رواية: ((ولا تمثالاً إلاّ طمسته)). رواه الإمام مسلم رحمه الله.
وعن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: ((لا تتّخذوا قبري عيدًا)). رواه البخاري، في ((التاريخ)).
وجاء في ((صحيح مسلم)): عن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ((أن يجصّص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه))، وجاء في ((الصحيحين)): عن عائشة وعبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لعنة الله على اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وفي ((صحيح البخاري ومسلم)): عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((قاتل الله اليهود والنّصارى))، وفي ((صحيح مسلم)): عن أبي مرثد الغنويّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها))، وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((الأرض كلّها مسجد إلاّ المقبرة والحمّام)).
فهم يخالفون هذه الأدلة وغيرها من الأدلة، ويخالفون أئمة آل البيت، وهنالك أدلة كثيرة في هذه المسألة، وكذلك كما ذكرت لكم هم يدعون غير الله والله عز وجل يقول: {وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا (1)}، ويقول: {له دعوة الحقّ والّذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلاّ كباسط
كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلال (1)}.
ردحذفقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مثل من يدعو غير الله كمثل من يبسط كفيه على البئر، وقال الله عز وجل: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ? وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين (2)}، وقال تعالى ناهيًا نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا من الظّالمين (3)}، وقال الله تعالى آمرًا نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بأن يقول للناس: {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا إلاّ ما شاء الله (4)}، وقال: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا ? قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا (5)}.
إذا كان هذا سيد ولد آدم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا ينفع ولا يضر كما هو صريح القرآن فكيف بغيره! وقال تعالى: {ولا تدع مع الله إلهًا ءاخر لا إله إلاّ هو (6)}، وقال تعالى: {قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرّنا ونردّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالّذي استهوته الشّياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إنّ هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لربّ العالمين (7)}. والأدلة كثيرة ولسنا في صدد التكلم عن هذه المسألة، فهم يخالفون بأعمالهم وأقوالهم صريح الكتاب
(1) سورة الرعد، الآية:14.
(2) سورة الأحقاف، الآية:5 - 6.
(3) سورة يونس، الآية:106.
(4) سورة الأعراف، الآية:188.
(5) سورة الجن، الآية:20 - 21.
(6) سورة القصص، الآية:88.
(7) سورة الأنعام، الآية:71.والسنة، ويخالفون أئمة آل البيت رضي الله عنهم.
ومما رأيت: رأيت مسجدًا يسمى مسجد كاهي في حي تجريش في شمال طهران ورأيت في هذا المسجد ورقة معلقة على جدار المسجد ومكتوب عليها عن الحسن بن مهدي العسكري قال: إنا لا يعزب عنا شيء من أخباركم ولسنا ناسين لذكركم. وذكر المرجع في تلك الورقة وأشار إلى ((بحار الأنوار)) وأعطوني كتابًا هدية من سدنة قبر إمام زاده صالح وهذا الكتاب اسمه ((مفاتيح الجنان)) قرأت فيه توسلات مبتدعة، وأدعية شركية، وفيه إسناد علم الغيب للأئمة، وفيه أن أئمة الشيعة هم الذي سوف يحاسبون الناس يوم القيامة.
فانظروا رحمكم الله أيها المسلمون كيف يسندون علم الغيب لغير الله، وهذا كفر وشرك، لأن علم الغيب من صفات الله وحده قال الله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو (1)}، وقال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلاّ الله (2)}، ويقول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا ? إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا (3)}.
فالأنبياء والرسل يوحي الله إليهم بعض المغيبات لتكون حجة وبرهانًا على أنّهم أنبياء، أما أنّهم يعلمون الغيب فلا، قال الله تعالى: {يوم يجمع الله الرّسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنّك أنت علام
(1) سورة الأنعام، الآية:59.
(2) سورة النمل، الآية:65.
(3) سورة الجن، الآية:26
غيوب (1)}، فأسندوا علم الغيب لله وحده. وقال تعالى في شأن رسوله محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السّوء إن أنا إلاّ نذير وبشير لقوم يؤمنون (2)}. والأدلة كثيرة جدًا، ولسنا في صدد التكلم عن هذه المسألة، وإنما هذا من باب التنبيه لتروا ما القوم عليه من مخالفات لصريح القرآن والسنة، وللأئمة، وللأمة الإسلامية، ها هو النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عندما ادعى المنافقون ومن وقع معهم من الصحابة مثل مسطح أن عائشة زنت لم يعرف النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أهو صحيح أم لا؟ حتى برأها الله من فوق سبع سموات، ونزل فيها قرآن يتلى، فلو كان يعلم الغيب كان سيعرف من أول مرة أنه كذب وزور وبهتان.
ردحذفوكذلك الرافضة والشيعة ينسبون إلى أبي موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّهما خدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلو كان يعلم الغيب كما زعموا كان سيعلم ذلك الموقف ولكن القوم قوم بهت كذبة، وكذلك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في بعض الغزوات كان يرسل من يستطلع أخبار المشركين، فلو كان يعلم الغيب ما كان سيرسل أحدًا.
والرافضة والشيعة إسناد علم الغيب للأئمة عندهم شيء مسلّم به، وبوبوا على ذلك أبوابًا، وذكروا بعض المغيبات التي ذكرها الأئمة، كما هو موجود في بعض كتبهم منها كتاب ((سلوني قبل أن تفقدوني)) ومنها كتاب ((علي والوصية)) ومنها كتاب ((مفاتيح الجنان)) وغير ذلك من كتبهم، وكذلك ذكر في كتاب ((مفاتيح الجنان)) المتقدم الذكر أن أئمة آل البيت هم الذي سوف
(1) سورة المائدة، الآية:109.
(2) سورة الأعراف، الآية:188.
يحاسبون العالم يوم القيامة، وأن الذي ليس بشيعي سوف يدخلونه النار، والذي هو شيعي سوف يدخلونه الجنة، وهذا الكلام موجود في كتاب ((علي والوصية)) رقم الحديث (100 - 103)، ويفسرون قول الله عز وجل: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم (1)}، أن علي بن أبي طالب سوف يقف على الأعراف ويعرف من ناصره ويدخله الجنة، ويعرف من أبغضه ويدخله النار.
ويفسرون قول الله عز وجل: {ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد (2)}، ويقولون قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعلي ابن أبي طالب أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما)) وذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد}.
ومعنى الكفار كما فسروه هو الذي كفر نبوة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، والعنيد: هو الجاحد حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنها الخلافة، فمن لم يقر بأن الخليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هو علي رضي الله عنه فهو من أهل النار.
إذًا الصحابة للنار، والأمة الإسلامية بما فيها الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة مصيرهم إلى النار، لأنّهم أقروا بأن الخليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أبوبكر، بل إن علي بن أبي طالب وأولاده وبني هاشم مصيرهم إلى النار لأنّهم أقروا بالخلافة لأبي بكر بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وهذا على تفسير هؤلاء الرافضة والشيعة.
(1) سورة الأعراف، الآية:46.
(2) سورة ق، الآية:24
0 م, فبراير 09, 2015
ردحذفويقولون في نفس الكتاب: إن علي بن أبي طالب يدخل أحباءه الجنة بغير حساب، ويروون أحاديث في بعض كتبهم، وقد جئت ببعض الملصقات من إيران ومكتوب عليها: أن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((حب علي حسنة لا يضر معها سيئة)). وفي حديث آخر: ((من أحب عليًا دخل الجنة وإن عصاني، ومن أبغض عليًا دخل النار وإن أطاعني)). وهو حديث قدسي.
إذًا لا حاجة للإنسان في الإسلام، وله أن يزني ويشرب الخمر، ويعمل جميع المنكرات والفواحش ويحب علي بن أبي طالب وسوف يدخل الجنة! نعوذ بالله من الجهل والزيغ والضلال.
ورأيت في أحد الدكاكين في شارع ناصر خسرو كتابة: (ولاية علي بن أبي طالب حصن فمن دخل حصني أمن من عذابي) وكما سبق أن ذكرت أن في ذلك الكتاب الذي أعطوني هدية أن حساب العالم يوم القيامة ومرجع العالم يوم القيامة إلى أئمة الشيعة، وأنت يا مسلم عليك أن تسمع كلام الله وأن تحكم بنفسك على ترهات وخزعبلات الشيعة قال الله تعالى: {فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب (1)}، وكما قال تعالى: {إنّ إلينا إيابهم ? ثمّ إنّ علينا حسابهم (2)}، وقال تعالى: {ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء (3)}. والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول لفاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((يا فاطمة بنت محمّد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا)).
(1) سورة الرعد، الآية:40.
(2) سورة الغاشية، الآية:25 - 26.
(3) سورة الأنعام، الآية:52.
وجئت بكتب من هنالك ومنها كتاب اسمه ((شرح أصول الكافي)) وفيه أشياء ليست من دين الإسلام، ومما فيه أن هنالك مصحفًا يسمى مصحف فاطمة مثل القرآن ثلاث مرات، قال: ما فيه حرف من قرآنكم، وفيه أخبار من قبلكم إلى غير ذلكم مما في هذا الكتاب من مخالفات لدين الإسلام، وهو من المراجع المعتمدة عندهم.
وكذا في تلك البلاد ما رأيت امرأة قط وهي مغطية لوجهها وإنما تلبس المرأة عباءة تغطي جسدها ويلبسن البنطلونات، فأين هذه الدولة المسلمة ادعاءً من قوله تعالى: {ياأيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ (1)}، وقوله تعالى: {وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب (2)}. إلى غير ذلك من الأدلة.
وكذلك رأيت في نهار رمضان رجالاً ونساءً بكثرة في بعض الشوارع وهم طوابير، فسألت عنهم. فقالوا: هؤلاء يدخلون السينما، هذه دولة آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بهذا الشكل! والسينما في دولة الرافضة يفتحونها من الصباح.
ومما رأيته: رأيت الرجال لا يغسلون أرجلهم عند الوضوء وإنما يمسح على ظاهر قدميه مباشرة، ولا يغسل رجليه، وهذا العمل يخالف الكتاب والسنة، ويخالف عمل الصحابة ويخالف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد جاء في أبي داود: عن علي بن أبي طالب يصف وضوء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومما عمل أنه غسل رجليه، وكذلك جاء في البخاري ومسلم: من حديث عثمان رضي الله عنه
(1) سورة الأحزاب، الآية:59.
(2) سورة الأحزاب، الآية:53.
SIIDreda REDASID10:52 م, فبراير 09, 2015
ردحذففي صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفيه أنه غسل رجليه، وجاء من حديث عبد الله بن زيد في صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفيه أنه غسل رجليه وهو في ((صحيح مسلم)).
فهؤلاء كما ذكرت لكم لا يغسلون أرجلهم، وإنما يمسح ظاهر قدميه فقط، وينكرون السنة المتواترة وهي المسح على الجوربين والخفين، فبعض أهل العلم يقول: إن أحاديث المسح جاءت عن خمسين صحابيًا في الصحاح والسنن والموطآت والمسانيد والمعاجم.
وكذلك رأيناهم في إيران يصلون ويضعون تحت جباههم طينة مصلحة من طينة كربلاء ولها فضل عظيم عندهم، وقد رووا في فضلها أحاديث، وهذا الطين يوجد في جميع المساجد في طهران، وكذلك يوجد في الفنادق وكذلك هنالك في إيران عندما يصلون يقوم واحد بجانب الإمام لا يصلي مع الإمام والمأمومين وإنما ينقل للناس المأمومين صلاة الإمام، ويترك صلاة الجماعة.
ورأيت بعضهم صلى بعد الانتهاء من الجماعة وحده، وبعضهم في مساجد أخرى خرج ولم يصل، كذلك رأيت في بعض المساجد يقوم الإمام ويقوم المأمومون لعله إلى جهة المشرق وجهة القبلة ويقولون: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين.
فهذه الخصال المذكورة بدع ومحدثات ليست من دين الله، والدينكامل قال الله تعالى: {وما كان ربّك نسيًّا (1)}، وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا (2)}، وقال تعالى: {فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال (3)}. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ))، ويقول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ))، ويقول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار)).
وكذلك في إيران ليس عندهم إلا ثلاث أذانات الظهر، والمغرب، والفجر. وهم في علمهم هذا مخالفون للكتاب والسنة، ومخالفون لجميع المسلمين بما فيهم المذاهب الأربعة، وكذلك رأيتهم يقنتون في الركعة الثانية من كل صلاة.
ومما رأيته وسمعته: رأيت أناسًا كثيرين وهم يقولون: يا علي، يا فاطمة، يا قائم الزمان أدركني. ورأيت في بعض الشوارع وفي بعض الدكاكين لوائح وخرقًا مكتوب عليها أدعية شركية. ودخلت فناء حوزة علمية كنت أريد منهم كتبًا فقابلت طالبًا وكذلك قابلت البواب فحصل أن سألني أحدهما: أأنت سني؟ فقلت: نعم، وجرى بيننا كلام فإذا بالطالب يكفر أبا بكر وعمر وعثمان وإذا بالبواب يرفع رجله إلى أعلى ثم يعيدها إلى الأرض وهذا يعني أنه يضع رجله على عمر كما صرح بنفسه.
فإذا كان هؤلاء يدعون غير الله ويكفرون ويسبون صحابة رسول الله
(1) سورة مريم، الآية:64.
(2) سورة المائدة، الآية:3.
(3) سورة يونس، الآية:
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فماذا بقي لهم من الإسلام؟ والله يقول: {وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا (1)}، ويقول: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا ? قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا (2)}، ويقول: {قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضرّ هل هنّ كاشفات ضرّه أو أرادني برحمة هل هنّ ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكّل المتوكّلون (3)}، ويقول: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا من الظّالمين (4)}. والأدلة كثيرة في هذه المسألة. ويقول الله تعالى في شأن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السّجود (5)}.
ردحذفوقد استدل الإمام مالك وعلماء آخرون بهذه الآية على كفر من سب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وقال أيضًا: {كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله (6)}. وقال أيضًا: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى (7)}، وقال الله تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه (8)}، وقال تعالى: {للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله
(1) سورة الجن، الآية:18.
(2) سورة الجن، الآية:20 - 21.
(3) سورة الزمر، الآية:38.
(4) سورة يونس، الآية:106.
(5) سورة الفتح، الآية:29.
(6) سورة آل عمران، الآية:110.
(7) سورة الحديد، الآية:10.أولئك هم الصّادقون (1)}. وقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تسبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه)). والأدلة كثيرة في هذه المسألة من الكتاب والسنة.
وأجمعت الأمة على عدالة الصحابة فإذا بهؤلاء أتباع عبد الله بن سبأ يطعنون فيمن بشّروا بالجنة، وليس ذلك إلا انتقامًا للمجوسية. ومما رأيته رأيت أناسًا كثيرين في نهار رمضان وهم مفطرون في الدكاكين وفي الشوارع وفي النفادق، وأخبرني أكثر من واحد أن نسبة المفطرين في نهار رمضان من الإيرانيين تصل إلى 95% ومنهم من قال 70% ومنهم من قال 80% ومنهم من قال 50%، هذه هي دولة الرافضة تهدم ركنًا من أركان الإسلام، وقد دخلت في بعض المساجد في رمضان فما وجدت إلا ثلاثة أناس أو أربعة وكل يصلي وحده، وهذا في وقت المغرب. وأخبرني الأخ عبد القادر مفضل أن بقية المساجد كذلك.
ومما شاهدته في إيران شاهدت مساجد صغيرة والمصلون قليلون على الرغم أن سكان طهران خمسة عشر مليونًا إلى سبعة عشر مليونًا ولم نر في طهران مسجدًا يصلون فيه الجمعة، وإنما يصلون في ساحة الجامعة فكم عسى أن تتسع ساحة الجامعة، فأكثرهم لا يصلون الجمعة.
وكذا مما شاهدته ورأيته شاهدت الإيرانيين وهم يلبسون اللبس الإفرنجي ويحلقون لحاهم، وهنالك الآيات أي: العلماء يلبسون عباءات سوداء فوق البنطلون، وكذلك الآيات رأيت منهم من يأخذ من لحيته.
(1) سورة الحشر، الآية
ومما رأيته وسمعت به هو أن صاحب الفندق الذي نزلنا عنده قال لي: هل تريد أن تتمتع؟ أي تأخذ امرأة تتمتع بها ونفس هذا الكلام قاله رجل سائق سيارة، وزواج المتعة قد حرمه الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما جاء ذلك عن أكثر من صحابي منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في ((الصحيحين)) وكذا جاء عن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه أن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى عن المتعة وقال: ((إنّها حرام إلى يوم القيامة))، وقد نقل الإجماع النووي على تحريم نكاح المتعة.
ردحذفوكذلك أخبرني أحد المتعالجين في المستشفى حيث وهو يمني وجاء عيد رمضان وهو في المستشفى فعطلت الدولة لعيد الفطر يومًا واحدًا وأكثر الموظفين لم يعطلوا لأنفسهم بل واصلوا العمل وفي عيد النيروز الذي هو عيد المجوس عيد عبدة النار الدولة الرافضية تعطي عطلة رسمية أربعة أيام، والموظفون يعطلون لأنفسهم عشرة أيام إلى خمس عشرة يومًا. فيا مسلمون بماذا يفسر عمل هذه الدولة عندما تعطي عطلة لعيد عبدة النار أربعة أيام.
وكذلك رأيت كنائس النصارى واليهود ومعابد المجوس ولم أر مسجدًا لأهل السنة في طهران ولا لأهل المذاهب الأربعة المعروفة، بل قد حاول البعض في إقامة مسجد لأهل السنة في طهران فلم يسمح لهم، فهذا دليل واضح على حقدهم الدفين على أهل السنة، بل أخبرني بعض الناس أنه كان هنالك مسجد سنة للشيخ فيض في مدينة مشهد فخربته دولة الرافضة.
ومما رأيته: قابلت رجلاً إيرانيًا وعنده مكتبة فقال لي: إنه سني وهيئته ليست سنية هو حالق للحيته ولابس البنطلون ولعله يقصد بالسنة التي يدعيها أنه ليس برافضي ولا شيعي، فأردت أن أتصل من عنده ذات مرة، فخاف على نفسه وقال: أرجوك المعذرة أنا أعدّ مجرمًا في نظر الدولة لانتسابي للسنة.
ومن النكت الظراف أنه كان يسكن في الفندق الذي كنا فيه رجل إيراني في غرفة بجانبنا فعرف أننا سنيون فتحدث معنا وقال لي بصوت منخفض: هو سني، فقلت: لماذا تخفض صوتك؟ فقال: لكي لا يعرف صاحب الفندق أنني سني، ثم قام فإذا به يدعو غير الله ويقول: يا علي، ولعل هذه اللفظة صدرت منه من كثرة ما يسمع ذلك.
ورأيت رجلاً أعمى يدور في الشوارع وهو يسأل الناس مالاً وصوته لا ينقطع وهو يقول: يا علي. وكذلك قابلت رجلاً إيرانيًا يشتغل في السفارة اليمنية فحصل بيني وبينه كلام ومحادثة فقال أشياء ومما قال: إن الله أمر الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يبلغ أن الخليفة بعده علي بن أبي طالب واستدل بقوله تعالى: {ياأيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك (1)}.
وكذلك سمعت واحدًا آخر من رافضة اليمن يستدل على أن الخليفة بعد الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله تعالى: {عمّ يتساءلون ? عن النّبإ العظيم (2)}. وقرأت هذا الاستدلال في بعض كتبهم فالرافضة يفسرون القرآن على ما يهوون.
(1) سورة المائدة، الآية:67.
(2) سورة النبأ، الآية:1