الصفحات

2013/11/01

رحلة الجزر المنعزلة - 2 بقلم: هشام جلال أبوسعدة



رحلة الجزر المنعزلة - 2
 هشام جلال أبوسعدة

لم تكد تنتهي رحلته مع زوجته الثانية في المحيط الهندي إلى ما وراء الجزر الآسيوية الإندونيسية المنعزلة ومدتها أربعة أعوام إلاّ وكانا تقاربا، فعلى الرغم من فارق السن بينهما الزائد عن العشرون عامًا فقد ملِكت حسًا إنسانيًا خاصًا، ليعودا زوجين في العام (2041م) بقصد التحضير لنضال استمر زمنه سبع سنوات فيما بين الأعوام (2041- 2048م)، فنعتوها فيما بينهم بفترة الإظلام.
-          تكره الظلمة كراهية الموت، صحيح؟
-          تمام، لعلها أيام الذروة!
جالس في شرفة الفندق المُطل على شاطئ البحر يتابع ما جاء في أوخريات المخطوط الضائع، ينظر بعقل فيما دونه جدّه، بقت صفحات قليلة وينتهي من قراءة المخطوط الأول:
(... هي أيام بانت فيها أرض الحكائين كَأنَّها خرابات، فكنت ترى البشر الباقين جراء التعرض لوباء إنفلونزا الحمير كأنهم الخارجين من المقابر المُهدمة. يسيرون يتخبطون، ليل نهار، باحثين عن طعامٍ تحول أكثره لعليقة تبن مع شراب برسيم أخضر، لا يُشبع البطون الجائعة. تراهم فتعرفهم بسيماهم: عيونٌ جاحظة حمراء، متهدلة آلسنتهم، سايب لعابهم، شعور الرجال والنساء مُنسدلة طويلة. لتبدو مع التغيرات الشكلية زيادة جمة في مُطارحات التلاسن والتراشق بين الفئة الضالة الباقية. كلما كانت تلك الأعراض في تزايد كلما كنت ترى تزايدًا محمومًا في العروض الكلامية، فبدت أرض الحكائين من أكثر الدول امتلاكًا للبرامج الحوارية، بحجة أنهم لديهم موضوعات كثيرة يتحدثون فيها، كما أنهم يمثلون ضمير الناس حلالين للعقد والمشكلات وفك ضائقة المتسولين بالشحاتة عبرَّ الآثير. إنما ذلك لم يكن حقيقيًا قطعًا كالعادة، فذلك كان وهمًا كبيرًا، فالدنيا كلها طبيعة واحدة، فيها الموضوعات متشابهة ما دامت الحياة مستمرة، بل ثمة في الجوار القريب والبعيد من يعتقد جزمًا أن العمل أهم من الانسياق وراء كلام وحوارات فجة مُسِّفة. أما الكارثة، فشل هبته هو ومعاونيه في التغلب على قراصنة الحوار الدامي المحتلين بدورهم لكُلّ قنوات البث الفضائي ومنتديات شبكة المعلوماتية الالكترونية، مدخلين فيها وعليها تقنية البث الحواري الإجباري، فكلما فتح الناس جهازًا في أيِّ مكان يخرج منه حوارًا مُسِّفًا رغمًا عن الجميع. بيد أن المسؤولين رأوها غنيمة ففرضوا ضرائب مُتصاعدة على أجهزة الاستماع والمشاهدة، بعد أن كانوا أعلنوا أن كُلَّ من لديه أيّ من تلك الأجهزة فعليه تسجيلها وإلّا سيتعرض لعقوبات قانونية، أقلها الضرب بالكرباج على المؤخرات، تتضاعف لحَتَّى تصل للسجن مدى الحياة في مكانٍ مُغلق معزول لا يصله ضوء نهار، مع تسليط مجوعة من الزبانية القرع، يجلدونهم ليل نهار مُتلذذين بالتعذيب. فغادروا زُرَّفًا متتابعين، فارين من معمعة التلاسن والتراشق والسباب والبذاءات بل والضرائب وسب مسؤول منهم للدين؛ استغفر الله العظيم. فلم يبق في البلاد إلّا المحاورين ومنسوبيهم والمسؤولين وذويهم فأدارو الصراع فيما بينهم بحرفية، فكادوا يقضون على بعضهم البعض من كثرة الملاسنة والتراشق اللفظي والعبط؛ فصاح الشعب يريد إسقاط النظام. إنما الحدث الأبرز فكان في نهاية العام وقتما بدأ الإعلان عن أن محاورًا جبارًا فذًا من المستكشفين المحترفين الرواد في علم الكلام والقولان والحكي والملاسنة، اختصاصه الرئيس علوم الفحص في فصل الحوار، خريج جامعات طجن قرقع لاكتشافه سرّ التقنية الجديدة السائدة في ذلك العصر الذهبي للحوار. لتبدو تطورًا طبيعيًا للمزاوجة الآلية بين جهازي التلفاز والحاسوب فائقة الانتشار مقررًا فصل الكابل الرئيس المشفر لاكتشاف حاملي الأجهزة دون تسديد الرسوم الضرائبية فخفت حدة تكبيد البشر مصاريف البث. فلجأ الناس لبيع ممتلكاتهم تمهيدًا لمغادرة البلاد من جديد. بضعة أشهر مرّت فكان ذلك ضرره أعَّم على المسنين وكبار السن ومرضى الضغط، فأصابهم الصمم من كثرة التشنج والزعيق، لحَتَّى أن من كان معه أطفال صغار في عمر السنتين بدلًا من أن تكون كلمة الطفل الأولى بابا أو ماما كنا نسمعه يقول: مين معانه، فاصل ونواصل، يا جزمة. أما الأطفال الكبار شوية فمنهم من كانوا لا يتكلمون إلّا بأصابع السبابة والوسطى وبطول الذراع، لحَتَّى أنهم  في كُلِّ نقاش كان الكبير فيهم يقول لهم: هطلع ديك أم اللي خلفوهم، فيضحكون، مُلتمسين له العذر، أو خايفين منه ومن اللي خلفوه، إخيييه. وصولًا للأقل تربية فكنت تراهم المتكلمين بالعين والحاجب والغمز واللمز وتحريك الذراع كله في اتجاه الجمجمة، فاردينه الأكف في اتجاه الشاشات، فهؤلاء التفوا بين القنوات الفضائية لأنهم من المرغوبين، مثارًا للتسلية والسخرية. فلما علمت كافة البلدان المجاورة أن أرض الحكائين وصلت لمنحدر عميق ساحق من البجاحة والتلاسن وقلة التربية والضحك على الذقون قررت منع وحجب إعطاء تأشيرات دخولهم لأراضيها، لحَتَّى ظن العارفون بأصول المعلوماتية وفحص القوى العقلية للمحاورين أن العام (2049م)، أيَّ منذ ألف سنة من زمننا الحالي هو زمن الانتباه. فما كان منه إلّا أن نشر مقالته الأولى بعنوان أصل الابتلاء في برامج الحوارات، تبعها بأدبيته الشهيرة توك- شو- آحيه آحيه، لتأتي تحفته الفنية الرائعة نفضله قصرله إحلئله فيها نقد صارخ للمتشاتمين ليل نهار، مالين الدنيا صخب إعلامي فاضي. فلفتت انتباه العاملين في تلك البرامج الحوارية في كافة القنوات الفضائية فبدأوا في الرد في حملة إعلامية مكثفة مناهضة لمن لديه رغبة في تنقية أجواء البلاد رحمة بالعباد. فكانت مقالات الرواد الصحفيون والرياضيون والفنانون والجامعيون والرسامون الداهنين الهوا دوكو من المعتزلين المعتذرين عن أعمالهم لذهابهم لتقديم برامج حوارية، فكتبوا مدوناتهم وأشعارهم وأزجالهم، أغربها وأرزلها [مع الاعتذار للراحل: صلاح جاهين]: "هنحاور هنحاور"، "يا أهلا بالحوار.. يا بخت مين يتحاور وبتلسينهم فرحانين، نطلع مصدعين"، "حاور حاور... كلنا كده عايزين نتحاور"، "محاورة محاورة محاورة.. إصرار وعناد ومداورة."، "حمر عينك تاكل ملبن.. حاور حاور.. تاكل ملبن... أوع لزورك.. لا العيب عيبك..، حاور جرب.. تاكل ملبن.. لَسِّن.. راشق.. طجن.. تجرم.. إضرب.. صرخ... إغمز... شاور...  طاخ طيخ طوخ."، فلم يرض غيرّ المتحولين والآشباه بما حصل، فكانت لهم وقفة، إنما بعد أن أكل المحاورين بعضهم أكل، عزز ذلك من نهضته التي قام بها ومريديه وقوفًا أمام صلف معتادي الحوار السمج، فكانت ثورة الحوار الكبرى لتحرير البلاد من كُلِّ ما فات. إلا أن ذلك لم يتحقق، لغياب الوعي عند المريدين، فطمعوا في مكاسب قد نالها المحاورين الجدد جراء الاقتراب من السلطة وركوب التك- تك الفاخر، الباقي وحده كوسيلة للانتقال بعد دمار الطرق والكباري، بالإضافة لنفاذ العليقة من التبن والفول من السوق السوداء برخص التراب، أيضًا بعد تحول البرسيم ليُصبح المشروب الرسمي للبلاد، بل والراعي الرئيس لمنتديات واحتفاليات الدولة. فيما بين الأعوام (2051- 2054م) حصلت تحورات وأوبئة وتحولات؛ ليغفل الناس عن أن تلك رسالة للوالي والرعية، فلم يستجب إلّا من رحمه ربه بالابتعاد عن سوق نخاسة الحكائين، المتاجرين بأعراض العباد، فلما قلت زُمرَّة المُصلين والمتقربين إلى الله، فهم الجّد الحكاء أن ذلك أمرًا إلهيًا لمترفي القرية بعد أن ازينت واتخذت زخرفها ففسقوا فيها، فحقَّ عليها القول. فكان لها ما اختارت، فما كان من الحق سبحانه وتعالى إلّا أن أصابها بعقابٍ إلهي بالغ فغرقت واختفت بالكلية بعد "رجفة أرضية بالغة الشدة" وصلت بمقياس الزلازل لفوق تسع درجات ونصف الدرجة؛ فدمرها الله تدميرًا...).
***
-                      تلك هي حافظة المخطوط الضائع الثاني.
قالها مُمسكًا بمظروفٍ جلديٍ كانوا أخرجوه من قاع البحر، مُناوله إياه الفتى ليفتحه، ليجد فيه ثلاث حاوياتٍ من معدنٍ شديد الصلابة، غيرّ القابل للتلف، ليلتقط كُلّ واحد من الجالسين في داخل القارب حاوية منهم؛ فيفتح أولهم الحاوية الأولى فوجد فيها فلاشة، قرأ الحاملة المعدنية المُرفقة بها، مكتوب مدونات الوقائع الكبرى، تفتح ثانيتهم الحاوية الثانية، فتجد فيها قصاصة من لدائنٍ مقواة غيرّ قابلة للتلف أيضًا، تغيرَّ لونها، مدونًا عليها كلامًا مكتوبًا بلغُةٍ عربيةٍ رصينة، يطلب منها قراءة المكتوب فتقرأ:
-          "الحمد لله، لله الأمر من قبل ومن بعد، قدرٌ ومكتوب، فلا تغيير فيه، خطايانا من خطايا البشر، حرمونا ممن نحب فحرمناهم من الحياة؛ فكلنا آثمون. إرحمنا يارب من ساعة الغفلة، لا تدخلنا في التجارب، نجنا من الشرير. ذلك بعض مما استطعنا جمعه، لعله فيه بعض الخير لنا وللأجيال القادمة، لمن يراه، فلا تفعلوا فعلتنا لحَتَّى لا تذوقوا (أيّ ما ذقنا)."
تناولتا ثالثتهن ورابعتهن الحاوية الثالثة لتجدن فلاشة لصورٍ مشهدية فتضعاها في حاسوب السفينة الرقمي، فتجداها غيرَّ قابلة للعمل لقدمها الشديد، مرَّ عليها أكثر من آلف عام. أثناء محاولتهن لتعديلها لتتوافق مع الجديد أخرج الفتى مجموعة من الصور الورقية من داخل الحافظة الجلدية، رفعها فوجد فيها صورة جماعية نادرة، تبدو لأسرة واحدة كبيرة: زوجين متقاربين، ثلاث صبابا بينهم شابٌ وسيدة يبو أنهما أم وابنها بينهم طفلة صغيرة، شابين تؤام، ليأتي تتابع الصور فرادى، فيقرأ الأسماء، فيتلجلج لكونه لا يجيد العربية بطلاقة، فتأخذها الفتاة تقرأ: الزمن: مستهل العام (2033م)، المكان: برج المطعم، الساحة الاحتفالية التذكارية، مركز المدينة. بعد التدقيق في الصورة المعروضة تصرخ خامستهن:
-          يا الله نسخٌ مُتطابقةٌ؛ عجيبة!
-          بلى: ليس تشابهًا أبدًا بل بانا لحد التطابق، سبحان الله.
تنجح سادستهن في تشغيل الفلاشة، لتأتي الصور في تتابع على شاشة الحاسوب المُعالج بحرفية، ليتبين القديم منها، مُبينة ملف كامل لحالة تلك الأسرة في الفرح والحزن، لحَتَّى انتهاءً بلقطة شديدة القتامة يبدو فيها مقتل الأم والابنة، ملقيتين على السرير مُضرجتين في الدماء، يرقد بينهما الكلب الصغير مذبوحًا. توقف عند فاصل ملون مُعنونًا رِحلة الجُزر المُنعزلة، داعيهم للتروي قبل قراءة الوثائق الكبرى ليعرفوا ما حدث في رحلة جده للجزر. مكتوب على المُغلف: >أفراد الرحلة<، مداعبًا:
-          ما بين أيديكم ملف صوتي- مرئي، توخوا الحذر، ... المشاهد للكبار فقط.
***
بعد ما بدل (ماندي) ملابسه، احتاط (نوفل) لكي يخفي عورته، فلا يبينها أبدًا، اتجه بهم في قاربِ صيد متوسط الحجم، دار وراء الجُزر الآسيوية المُنعزلة ليسير في مياه المحيط الهندي قرابة الساعة وربع الساعة لتتبين في البعيد جزيرة نصفها طافٍ وباقيتها غاطسة تحت الماء. يتبين أثناء حديثه فيلمًا تسجيليًا مصورًا التقطته (كيكو سومو) تظهر فيه المجموعة معًا، فيصفر بعض الجالسون ويهللون، ناظرين للفيلم المعروض على الشاشة المُعلقة، مُستديرين له يبدون عليهم الذهول:
-          هذا أنت بشحمك ولحمك.
-          لو لم نكن نراك أمامنا الآن، لقلنا أنك كنت هناك منذ ألف عام؟
-          هذا مُخيف!
-          يخلق من الشبه أربعين.
-           من فضلكم دعونا لنتعدى الشبه، ... نفهم!
يبين الفيلم انطلاق الجمع تاركين القارب على الشاطئ، ليعود (ماندي) بحركةٍ مُباغتةٍ خالعًا ملابسه، يُلقيها تباعًا، قبل أن ينتبه إليه أحد على الشاطئ، واقفًا أمام الكُلّ بحركةٍ مسرحية: تلك هي جنتي. لحظة صمت من الجميع،يعود ماندي مُهللًا: هي حياتي الأولى يوم خُلقت بلا رداءٍ، إلَّا رداء العفة، يصيح الحضور:
-          يخرب بيت أبوك يا (ماندي).
-          الحقوا الرجل المجنون.
-          غطوا أعينكم يا بنات، ...يا ويلي.
-          الراجل ده مش مجنون بس، ...ده جبار كمان.
تضحكان، مُتجهًا ناحيته ليمسكه من وسطه بقوة لاففًا رداءً محاولًا به إخفاء عورته الرهيبة، في حين واقف الرجل يضحك مزهوًا بنفسه، لا يحاول إزالة الساتر الموضوع له قصرًا،
-          تعالوا معي سأريكم العحب العجاب.
مُهللًا هكذا بكلتا بيديه الاثنتين راقصًا بجسده كُله، يعقب هو عليه ضاحكًا:
-          ربنا يحرقك، ... هوه لسه فيه عجب عجاب أكتر منك.
يشاهد الجالسون الفيلم التسجيلي في حالة ضحك هستيري متواصل، تبدو على الفتى حالة من الذهول ناظرًا للجزء السفلي لجسد (ماندي)، يباغته الشيخ نافخًا في غليونه، يكتم ضحكاته:
-          عادي، ...مالك مرعوب!؟
-          (يجيبه هامسًا):لأ ده مش طبيعي أبدًا، (مُهَمْهِمًا): أم أنه أنا هو غيرَّ الطبيعي!
قطع الإرسال، ثم يعود العرض من جديد داخل واحدة من المغارات الجبلية الجيرية الكلسية، تتبين رسومٌ جدارية تبدو حقيقية، تُبين جلسات حوار جماعي، تتبين مدونات مخطوطة على حوائط الكهف بعدةِ لُغات:
(... العروض الكلامية، توك شو، ابتكار إنساني منذ بداية الخليقة، همه تفريغُ كبتٍ بشري عبرَّ كلام متصل بلا داعٍ، تسليةُ حكوماتٍ على شعوبها الغافلة، إدخالُ مالٍ في جيوب المنتفعين من محاورين وفنانين ورياضين أرزوقية ممن ليس لهم عمل حقيقي في الواقع الفعلي. انتشرت العروض الكلامية ليَعُمَّ معها التلاسن والتراشق، ليقل التسامح بين البشر، لتغيب العدالة المجتمعية، لتظهر طبقات مجتمعية فارقة بين سادة وعبيد. فتتحور الأوبئة، لتتوحش مُتنقلة بين المخلوقات. ليتحول المتلاسنين والمتسببين لكائناتٍ شبيهة بالإنسان: القرد البشري القزمي المتحور، فزاد التلاسن، فساءت حالة البشريين، فزادت التحولات، واكبها زيادة المال الحرام والترف والزينة والإفساد في الأرض من محسوبية وواسطة وتنصت، فتعددت الرجفات الأرضية: الزلزال الكبير، تبعه الطوفان الرهيب، لتختفي الجزيرة بالكلية. ششش ششش...).
انتهى المشهد، ظل الجمع صامتون لحظات ينظرون لبعضهم. مُستهلًا الحوار:
-          إذن حكاية ما وراء الجزر المُنعزلة تلك حقيقة!
-          حكاية تبدو مليئة بالأساطير.
مُعقبًا عليه الشيخ، انتهاءً بتعليق الفتى خارج السياق، تكلم في شأن آخر:
-          (ماندي) هذا أسطورة بالفعل.
ليعم الهرج والتعليقات والآفشات، ليعود مُبادرًا:
-          ما آشبه الليلة بالبارحة.
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق