الصفحات

2013/11/07

قطــــار الليل الأخير.. قصة بقلم: حفناوي سيد

قطــــار الليل الأخير 
حفناوي سيد 
 جلس في عربة القطار ...الأخيرة كان يعلم ..أنها النهاية لا يحمل أمتعة وليست له.... حقيبة فقط وثائق ..في جيبه.. ينظر في النافذة .. لا يريد أن يودع فرنسا عربة القطار.. سرعتها مذهلة جدا تنزلق فوق الحديد يشعر بقلق شديد لا يرد أن يرجع إلى بلده فجأة... دخلت فتاة في الثلاثين شقراء طويلة تظهر عليها ملامح الثراء الفاحش ناولته حقيبة ثقيلة
 - سيدي من فضلك
 - أرجوك 
- مهما يكن...لا تسلم هذه الحقيبة ...لأي كان 
ما الأمر..سيدتي ما الأمر ..... ؟؟
 - أرجوك ..لا تتكلم الآن...سأشرح لك بعد قليل....تعرف كل شيء. 
علي لا يخاف قلبه من حجر تناول الحقيبة من يدها ووضعها بسرعة تحت مقعده والتفت إليها
 - يمكنك الاعتماد علي ..بالرغم من أنني... لا أعرف قصتك..سأتصرف
 وقف الشاب وأغلق مصراعي باب القاطرة بقوة عضلاته المتينة.. رجع مكانه أرادت أن تكلمه.. .فمنعها ... ووضع يده على فمها 
-من فضلك...لا أريد المزيد من الكلام.
 توقف القطار فجأة ..صعد ضابط شرطة ومعه معاونان... ارتمت الفتاة على صدر علي أخذت تضمه بشدة...لم ينظر مفتش الشرطة إليهما.. كانا كالعاشقين تماما... ظلت الفتاة تخفي رأسها تحت ذقنه.. فهم علي أن في الأمر...سر خطير. غادر طاقم الشرطة القطار تنهدت الفتاة بقوة أشكرك ربي .. أشكرك....حمدا لك...وحدك حمدا...لك لم يسألها علي قلبه كبير... ليس من طبعه السؤال انتظرت الفتاة حتى... يتوقف القطار مسكت بيده ..وقالت:
 - تعال معي 
نزلت مهرولة ...تجره نحو سيارة أجرة توقفت السيارة الصفراء أمام فيلا فاخرة مسكته بشدة من مرفقه وجرته نحو بيتها لمن ينبس علي....ببنت شفه صعدت الفتاة السلالم الفضية.. بسرعة البرق
- لا تتحرك أرجوك..سأعود حالا. 
جلس فوق الأريكة ناولته الخادمة مشروبا منعشا
 - هل يمكنني الحصول على المزيد من فضلك؟ 
رجعت الخادمة بزجاجة باردة وبعض الثلج وضعتها أمامه.. قبل أن تسكب منها كأسا... اختطف علي الزجاجة ...وأفرغها بأكملها في صدره.
 - سيدي ...هكذا ستهلك ...لا محالة حرارة جسمك لا تسمح بوضع الثلج هكذا دفعة واحدة... 
- ناوليني زجاجة أخرى من فضلك
 قبل أن تعود الخادمة نزلت صاحبة المنزل من السلم.. وفي يدها رزما سميكة من اليورو 
- خذ هذا......إنه.. لك
 - لست من يقبض المال مقابل الخدمات ..سيدتي
 وضعت الفتاة ورقة شيك بنكي بقيمة ثلاثة مليون يورو في يد الرجل ووضعت رزم المال في يده الأخرى...قائلة:
 - لو تطلب عيوني.. أعطيها لك 
 قال علي أريدك في خدمة فقط لو تكرمت..جدي لي عملا .. وسأكون لك من الشاكرين. نظرت إليه الفتاة وابتسمت لك ما تريد ..ستشتغل لحسابي -أنا لا امتلك شهادة سيدتي -أعرف...أعرف أنت رجل شجاع ومقدام ومخلص ...سأوظفك في الحال هل لي بسؤال من فضلك؟ أتريد أن تسألني عن حقيبة القطار...أليس كذلك؟ - بالضبط - في الحقيقة...والدي ملحق بالسفارة وكانت معي وثائق جد هامة....كان من الضروري أن أخفيها عن أعين الشرطة. - لكن سيدتي من عادة رجال السياسة ركوب سيارات مصفحة دبلوماسية..بالحراسة... - الشرطة تشتبه في أمر..ما كان يجب أن نتوههم قليلا... عموما لا تقلق.. كل شيء على ما يرام الآن. نظر علي في رقم الشيك الضخم - هذا كثير سيدتي - بل قليل............ قليل سأعطيك ثلاث ملايين...كراتب شهري هل معك رخصة سياقة ؟ نعم مبروك عليك ...الوظيفة...إذن يجب أن تغير ملابسك ستستلم... ملابسك الجديدة ... خذ شاور وألحقني بالمكتب أنا في انتظارك. لبس علي بدلة السياقة.. والتحق بسيدة البيت في مكتبها. - سيتي... !!!!!- ادخل علي...أدخل - شغلنا لا يريد كثرة الأسئلة وأظنك تفهم ما أقول. - لن أسالك سيدتي فقط أريد أن اعرف ... هل نحن نشتغل ضد قوانين فرنسا...مثلا ؟ ضحكت الفتاة لا....لا ستعرف كل شيء في وقته. أنت سائقي الخاص...ستعمل من العاشرة إلى العاشرة سأمنحك غرفة هنا في الحديقة. غدا تكون في السيارة ..خذ مفاتيحك إلى اللقاء خرج علي وصرف الشيك البنكي واتجه نحو المطعم لم يفكر في الأمر كثيرا في العاشرة وجد سيارته ....تنتظره أمام البيت السيدة الثرية. فتح له الحارس باب السيارة قائلا - سيدتي تمنحك هذا الظرف... هي في غرفتها تقول لك انتظر حتى انزل. لا تقف هنا سيدي ممنوع يمكنك الدخول الحراس لا يحبون أن يقف أحد أمام المنزل دخل علي فوجد ربة البيت واقفة في لباسها الجديد لم يصدق ما رآه حين احتضنته وقالت - لقد أبهرتني بشجاعتك... ظلت تضمه حتى شعر بالحرج ...فقال أرجوك مولاتي... نظرت إليه وقالت .. في أول يوم لن تشتغل سنتجه مباشرة إلى المطعم جلس علي أمام المقود وقبل أن يدير مفتاح السيارة... طلبت منه أن ينزل لتقود بنفسها... أدارت المحرك بمهارة وانطلقت كالسهم نحو المطعم. المطعم فاخر وليس فيه الكثير من رواد المطاعم...تناولا وجبة غداء لذيذة قالت الفتاة اسمي رفيف...أنا ثرية وأبي ليس دبلوماسيا اشتغل في التجارة قال علي
 - أنا علي ولا امتلك عقدا على نقد...أبي مزارع في الإمارات وأمي ليس لها سواي. ابتسمت رفيف وقالت بل لك أنا ...الآن رفيف جميلة وفاتنة جدا لا يستطيع علي النظر إليها.. طويلا ستسوق أنت الآن سيارتك خذنا إلى البركة... لنتفسح قليلا لما بلغت رفيف البركة أخرجت من السيارة صنارة صيد أسماك وجلست على حافة الماء.. تعالى ساعدني علي... تعالى اجلس هنا ...اينك ؟ لا أراك سيدتي هناك شخص يتبعنا منذ فترة.. انه حارسي الشخصي...دعك منه رجعت رفيف في المساء ... تستطيع الذهاب لغرفتك ...الآن علي تصبحين على خير سيدة رفيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق