الصفحات

2014/01/27

"أشياء عادية فى الميدان" للسيد نجم فى مختبر السرديات



"أشياء عادية فى الميدان" للسيد نجم فى مختبر السرديات

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، ندوة لمناقشة رواية "أشياء عادية في الميدان" للسيد نجم، وناقش الرواية الناقدان الدكتور محمد عبد الحميد خليفة ودينا نبيل، كما أدار الندوة الروائى "منير عتيبة" المشرف على المختبر.

.. قدم "عتيبة" الندوة بقوله:
"تجىء هذه الندوة قبل أيام قليلة مع ذكرى الإحتفال بثورة 25يناير2011 م، تتناول الرواية تجربة فنية حول الأيام الأولى للثورة، حيث رصدت تلك الفترة حتى حادثة "موقعة الجمل". ومن المعروف إهتمام الروائى السيد نجم بأدب المقاومة، وقد نشر من قبل ستة كتب تتضمن التجربة الحربية فى الرواية العربية، وتجربة الثورة والانتفاضة الفلسطينية، وإبداعات تلقين الطفل العبرى الأفكار الصهيونية، وملامح العدائية فى الأدب العبرى.

.. بدأ د.محمد خليفة بقوله:
هناك ملامح عامة فى هذه الرواية تتمثل فى عفوية السرد، مع إحكام البنية، وعلى الرغم من موضوعها الملتهب، إلا أن القارىء لا يستشعر الصوت الزاعق والصراخ الذى قد يوجد فى روايات مثل تلك الموضوعات.
كما تشكلت شخصيات الرواية من "سرى" المقاتل القديم فى حرب73، وزوجته "رسمية"، حيث لم ينجبا. وكذلك شخصيات "مهدى والعم صالح" من عمال المقهى، وبقية الشخصيات بلا اسماء، وهم من تقابل معهم "سرى" فى ميدان التحرير.

وتابع بتحديد جماليات النص السردى والمتمثلة فى: جماليات البنية الزمنية، حيث تبدأ الرواية بالفصل الأخير، فى بنية شبه دائرية، ومع الفصل الأول نجد نوعين من الإسترجاع (داخلية وخارجية).

كما تناول الناقد جماليات المونولوج والحلم، وما يمثلانه من الزمن النفسى والزمن اللافيزيقى . أما البنية الجمالية المكانية، تمثلت فى: البعد الهندسى والتاريخى لميدان التحرير، ثم الأماكن داخل الميدان.. مثل وخيمة الإسعاف ودورة المياة وجامع عمر مكرم وشقة السيدة العجوز وغيرها. بالإضافة الى شقة "سرى" ومقهى "الامفتيريون"، وشارع الجلاء وغيره.

توقف الناقد مع تيمة أسطرة الإنسان، بتمثل الشاب الثورى "مهدى" بهرقل. ولم يغفل الناقد الإشادة بلغة السرد المتميزة، مع إجادة وصف الشخصيات، مع سمة الإعتراف والتسجيلية لبعض الشعارات التى رفعت فى الميدان، بدون إقحام أو إفتعال. كما استخدم الروائى ضمير الغائب الا فى مواضع حديث سرى الى نفسه بضمير المتكلم.

.. أما الناقدة الشابة "دينا نبيل" فقد تناولت بنية النص، وأشارت إلى محاور الرواية، وقد تبنت فى عنوان دراستها "تكاملية الأضداد فى الرواية".. تلك الأضداد التى تمثلت فى: "النظام الابوى- فئة الشباب".. "الماضى- الحاضر".. "الواقع- الافتراض"..

وقد حرصت الناقدة على التوقف طويلا أمام الشخصية المحورية "سرى" فى مقابل الشاب الثورى "مهدى" (الذى يعمل كافتيرى فى المقهى).. وتمثله للشخصية الأسطورية "هرقل".
كما توقفت مع توظيف ودلالة "انسلاخ" حشرة الجرادة التى تبينها "سرى" الى جوار ماسورة مياة مسجد "عمر مكرم" ضمن حدود الميدان.. ودلالة إنسلاخها بإنسلاخ الشعب كله من عهد إلى عهد ثورى جديد.

وقالت فى خاتمة دراستها:
"إن الرواية تمثل تأريخا لمرحلة فارقة، وثورة 25يناير، مسلطة الضوء على أهم مشاهد الثورة وروح التضحية والشجاعة، عبر بناء يعتمد على ثنائية ضدية لتكسر النظام الأبوى. إن أكثر ما ركزت عليه الرواية هو روح التغيير التى سادت، حيث نمطية الشخصية تتغير عندما تكتشف نقاط قوتها".

تتناول الرواية رؤية محورية حول تجربة الرجل "سرى" الذي شارك في معارك حرب أكتوبر 73، وأمضى أيامه يصارع في معاركه الصغيرة في العمل والحياة، فلما كانت بدايات ثورة 25 يناير، ذهب إلى ميدان التحرير، من باب الفضول، لكنه ذهب وبقي يشارك، ولم يعد إلى منزله، إلا بعد ما عرف إعلاميا بـ "موقعة الجمل.

.. ثم دار الحوار بين المنصة والحضور بشأن توقيت الكتابة الابداعية حول الثورة أو الحروب ، وقد غلب الراى بكون تلك التجارب لا يمكن الكتابة عنها الا بعد فترات من الوقت، وهو الرأى الذى قال به "نجيب محفوظ" بعد حرب أكتوبر73.

بينما قال السيد نجم بما يراه بعد كل ما تابعه من إبداعات أدب المقاومة، أن الكتابة الابداعية حول التجارب الكبرى للشعوب، تتبدى على ثلاث مراحل، ما قبل وأثناء وما بعد التجربة، حيث أن لكل مرحلة خصائصها الفنية.. من حيث الرؤية والتناول، وهو ما يمكن ملاحظته فى الأحداث والشخصيات والمفردات اللغوية.
ويمكن رصد بعض السلبيات الفنية فى الاعمال التى تكتب أثناء الاحداث فى ثلاث عناصر هى: التوظيف المباشر للايديولوجية.. الصوت الزاعق والمباشرة.. التسجيلية غير الفنية. وهى توجد على دراجات متوافته بحسب خبرة وحنكة الكاتب، وإدراك كيفية تلافيها.

يذكر أن "أشياء عادية في الميدان" للسيد نجم، صدرت عن سلسلة "روايات الهلال"، عدد فبراير 2013، لعلها تتوافق مع مرور عامين على بداية ثورة 25 يناير. وهي الكتاب الثاني له حول الثورة، حيث نشر من قبل دراسة في كتاب بعنوان "ثورة 25 يناير.. رؤية ثقافية ونماذج تطبيقية".
*********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق