الصفحات

2014/03/26

كروان الخليج فؤاد سالم: جائزة العنقاء = شقق الصالحية بقلم: محمد رشيد



أغاني المثقفين (14)
كروان الخليج فؤاد سالم: جائزة العنقاء = شقق الصالحية
*محمد رشيد
        قبل أيام نشرت جريدة الزمان في صفحة 19 يوم 13/3/2014  للكاتب سعد حيدر حسين موضوع عن الخالد الذكر المبدع فؤاد سالم حمل عنوان (يا بو بلم عشاري) وحينما قرأته هزني وذكرني بلقائنا الحميم والتأريخي به نهاية شهر نيسان عام 2004 في دمشق وللأمانة التاريخية كان للمخرج حسين الاسدي والصديق محمد جميلا وفضلا علينا  للاتصال به واللقاء معه وتكريمه بجائزة العنقاء وأتذكر وقتها كنا قبل يومين بالتحديد التقينا بالشاعر المبدع مظفر النواب وأيضا تم تكريمه بجائزة العنقاء في أحب مكان على قلبه الذي اختاره هو ليتم تكريمه به هو(مقهى الهافانا) في دمشق .
الفنان الرائد فؤاد سالم مهما تحدثنا عنه يبقى كروان الخليج مثلما اسماه البعض وقيثارة عراقية حنونة تنبض بالألم والغربة والجمال كلما داعبت أناملنا أوتارها حتى وان لم نجيد العزف , الفنان فؤاد سالم هو أحد رواد الأغنية العراقية اسمه الحقيقي فالح حسن بريج مواليد البصرة عام 1945وبالتحديد قضاء التنومة , بدأ الغناء عام 1963 وكان قد تأثر بالفنان الخالد الذكر ناظم الغزالي  فظهر للمرة الأولى ضمن  أوبريت غنائي عنوانه (بيادر الخير) مع الفنانة المبدعة شوقية العطار في بداية السبعينات من إخراج الفنان قصي البصري وهذا الاوبريت  أحدث ضجة فنية وسياسية , تبناه في بداية الأمر عازف القانون الفنان سالم حسين وهو الذي اختار له اسم (فؤاد سالم) الذي اشتهر به، كذلك لحن له أول أغنية (سوار الذهب) كلمات جودت التميمي، ثم غنى (مو بدينة) للفنان محمد نوشي عام 1975,تأثر الفنان فؤاد سالم بأساتذته في معهد الفنون الجميلة في بغداد منهم الخالد الذكر الموسيقار غانم حداد ورغم انقطاعه القسري بسبب مغادرته العراق منذ سبعينات القرن الماضي بسبب الظروف السياسية آنذاك إلا أنه عاد وأكمل دراسته في اليمن الجنوبية مما أسهم فيما بعد تلحين أغانيه, ويروى بعدما اشتد الخناق على فؤاد سالم فصلوه من معهد الفنون الجميلة ومنع من دخول الإذاعة والتلفزيون ولم يكتفوا بذلك فقرروا بعدها منعه من الغناء في الأماكن العامة بعد ذلك بفترة قصيرة اعتقلوه, وقال وقتها:ذات مرة استطعت أن أغني في مكان ما لكنهم انتظروني في الخارج وأشبعوني ضرباً بأعقاب المسدسات  وجعلوا دمائي تسيل على الأرض حينها فقط تيقنت أن لا مكان لي في العراق لأنهم سيقتلونني في المرة القادمة، فغادرت العراق وقلبي على كفي,هرب بعدها مكرها متوجهاً إلى الكويت وظل في بداية خروجه من العراق يتنقل في منطقة الخليج , للفنان فؤاد سالم أغاني كثيرة اكتسبت طابع الشهرة ورددها اغلب العراقيين خصوصا سواق سيارات الأجرة على الرغم من أنها كانت ممنوعة منها (يا بو بلم عشاري ,انتظار، أرد اوكف، ابن الحمولة ،المحبوب، الي الله ،رنة خلخال، سوار الذهب، شوك الغريب، ضحكة حبيبي، على درب اليمرون، عليمن يا قلب ،عمي يا بيّاع الورد،مثل كل العاشقين، محلاها العيون،يا بعد عمري، يا طير الرايح، مشكورة،هذا منو دق الباب،هلي يا ظلام،هوى الحلوين، وتسافرين، ودعونا، وردة أسقيتها، وينك حبيبي، يا عنيّد يا يابه،صابرين،تعودت،ردتك تمر ضيف، أنا يا طير،حبينا ضي الكمر، العلويه ، ياعشكنا) وغيرها من الأغاني،اغنية(مو بدينه)كلمات الشاعر ناظم السماوي والحان الفنان محمد نوشي(موبدينه نودع عيون الحبايب مو بدينه/والعمر لحظة عشك وتمر علينه/يلي طعم المستحه على عيونكم/ يلي شوكي يذوب بين رموشكم /ليلكم كمره وهوانا مسهرينه/موبدينه)كانت هذه الأغنية منذ منتصف السبعينات والى الآن لها طعم ولون خاص عند اغلب العراقيين الذين أطلقوا العنان لمشاعرهم النبيلة وهم يؤمنون تماما أن رحلة العمر هي سوى لحظات قليلة من العشق الأفلاطوني تولد من خجل العيون لتذوب في رموشها.الفنان فؤاد سالم عاش معظم حياته في الغربة وبعد صراع طويل مع مرضه دام أكثر من سنتين كان يوم السبت 21/12/2013 في (انتظار) لقاء مع الخالق المبدع  حيث غادرت روحه الطاهرة جسده ليقول لنا (مو بيدينه) لتحلق في فضاء الياسمين وروحه تردد (عمي يابياع الورد) لترفرف فوقنا وتمطر علينا مع أجنحة فراشات عشقه ومحبته ألوان أجنحتها ليغني (ياعشكنا) نحن الذين أحببناه بصدق ونتذكره بمحبة دائما يوصي احد الملائكة (يا طير الرايح لبلادي).أتذكر تماما جملته الشهيرة التي نطقها حينما قلدته بقلادة العنقاء الذهبية في دمشق قائلا :(والله هذه القلادة تسوه عندي أغلى من شقق الصالحية التي أعطيت للفنانين وحرموني منها ) وكانت دموع فرحه صادقة حينما تسللت من عينيه حينها قال : (أحس بجيتكم هاي جبتوا العراق كله وياكم).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق